أبريل 11, 2025 by زهرة حبيب

قصة سر الطفلة رنا مع الصيام – قصص اطفال لعمر 9 -13

قصة سر الطفلة رنا

قصة اطفال مصورة

كانت رنا تبلغ من العمر تسع سنوات فقط وهي فتاة متدينة وملتزمة بتعاليم دينها. ومنذ أن كان عمرها ست سنوات، كانت رنا تتطلع لصيام شهر رمضان المبارك. كانت رنا متشوقة جداً لخوض تجربة الصيام مع عائلتها وكان شوقها يزيد كلما سمعت عن فوائد تأدية هذا الفرض من معلماتها في المدرسة.

ومع اقتراب حلول الشهر الفضيل، كانت تزداد رغبتها في الصيام. لكن هناك مشكلة، وهي أن رنا كانت في عيون والديها لا تزال طفلة صغيرة ولن تتحمل الصيام ومشقته!

وكانت عائلتها قلقة بشأن قدرتها على تحمل الصوم وتأثيره على صحتها. لم يكن لدى والديها مشكلة مع الصيام نفسه، ولكنهما كانا خائفين من أن يصيبها الإرهاق وخصوصاً أنها في فترة امتحانات وسيؤثر الصوم على صحتها وعلى مستواها الدراسي. دخلت والدة رنا إلى البيت عائدة من السوق، محملة بأكياس عديدة وبالكاد تستطيع حمل هذه الأكياس.

قصة اطفال مكتوبة

هرعت رنا نحو أمها لمساعدتها، وأدخلت جميع الأكياس إلى المطبخ لترتيبها مع أمها.

وتساءلت رنا بسعادة:

“ما كل هذه الأكياس يا أمي؟ يبدو أنك اشتريت كل ما في السوق!”

سحبت والدتها كرسياً لتجلس وقالت متعبةً:

“اقترب شهر رمضان وكل هذه الأشياء التي ترينها سنحتاجها في فترة الصيام”

كانت رنا ترتب الأشياء التي احضرتها والدتها، وبادرت بمصارحة والدتها برغبتها في الصيام مترددة:

“ما رأيك يا أمي لو صمت معكم هذه السنة!”

نظرت والدتها إليها بحنان وقالت بهدوء:

“ابنتي الحبيبة، أعرف أنك متشوقة لتأدية هذا الفرض الديني، ولكنك نحيفة جداً ولست قوية بما يكفي لتحمل

مشقة الصوم، كما أن لديك فروض مدرسية كثيرة وامتحانات صعبة عليك تأديتها خلال الأيام المقبلة”

وسرعان ما قاطعت رنا والدتها قائلةً:

“لا تقلقي يا أمي، فأنا أستطيع التوفيق بين الصوم والدراسة”

فأجابت والدتها:

“انا ووالدك فكرنا بهذا الأمر وقررنا أنه من الأفضل لك ألا تصومي هذه السنة ربما في السنة القادمة نسمح لك بذلك”
وظلت رنا تكرر المحاولات:

“ولكن يا أمي….أنا”.

ولكن الأم حسمت النقاش بقرار نهائي:

“انتهى النقاش يا ابنتي, لن تصومي هذا العام!”

قصة سر الطفلة رنا وقرار الصيام

قصة اطفال مصورة

مع اقتراب شهر رمضان، كانت رغبة رنا في الصيام تزداد يوماً بعد يوم. وقررت أن تجرب الصوم بدون إذن والديها, لكنها كانت تعرف أن عائلتها لن توافق على هذا الأمر. قررت أن تصوم بالخفاء دون علم أهلها واخذت ترسم خطة الصيام في السر.

في اليوم الأول من شهر رمضان، استيقظت رنا قبل وقت السحور، قبل أن يستيقظ أفراد عائلتها. تناولت وجبة خفيفة، لم تكن الوجبة كافية لها فهي كانت تتناول الطعام بخوف من أن ينكشف أمرها. لم تكن تهتم بنوعية الطعام بل بما يسد جوعها خلال النهار, فكانت تأخذ رغيفاً من الخبز مدهوناً بالجبنة وتعود إلى غرفة نومها سريعاً.

قصص اطفال لعمر 12

ولم تخرج من غرفتها إلا للذهاب إلى المدرسة، وبدأت يومها بإحساس السعادة والراحة التي لم تشعر بها من قبل. وعلى مدار الأيام، استمرت رنا في الصيام بالخفاء, وكانت تتجنب الطعام والشراب وتتخذ التدابير اللازمة لتجنب كشف سرها. فتأخذ الطعام إلى غرفتها بحجة أنه من غير اللائق تناوله أمام الصائمين.

وحين تغادر والدتها المطبخ تقوم رنا بسرعة بسكب حصتها من الطعام في صحن الكلب في حديقة منزلهم ثم تعود. لاحظت والدتها أنها لا تبدو نشيطة كالعادة, فسألتها متعجبةً: “ما هذا الشحوب في وجهك يا صغيرتي, هل تأكلين جيداً !”

فترد بثقة: “لا يا أمي أنا أكل لكني لا استطيع أن آكل كثيراً لوحدي، فأنت وابي صائمين لهذا السبب ليست لدي رغبة بتناول الطعام”

قصة سر الطفلة رنا

وتظل الأم محتارةً في أمر شحوبها ذاك فتوصيها:

“أرجوك يا ابنتي اهتمي بصحتك جيداً فانت تتعبين في المدرسة كثيراً وأنا وأبوك لا نريد أن يصيبك الإجهاد”.

وكانت رنا تجيب في كل مرة:

“لا تقلقي عليً يا أمي فأنا أهتم بصحتي جيداً”

لم تكن رنا ترغب بالكذب على والدتها لكنها كانت خائفة من أن تمنعها والدتها من الصوم. فهي كانت تعتقد أن الصوم من أجمل الأشياء التي حدثت لها في حياتها. وكل يوم كانت تشعر بالقرب أكثر من الله أكثر. لكن مع مرور الأيام، بدأت رنا تشعر ببعض الصعوبات.

كانت الأيام الطويلة والصيام السري يأخذان جزءاً من طاقتها. ولم يمضِ وقت طويل حتى بدأت تظهر عليها علامات الإرهاق والتعب. وفي يوم آخر، خلال فترة الصيام، قامت إحدى صديقاتها بدعوتها للانضمام إليها للدراسة والمراجعة قبل الامتحان.

قصة سر الطفلة رنا

درسن لثلاثة ساعات متواصلة، لكن بعدها شعرت رنا أنها ليست بخير، حيث بدأت تشعر بالجوع الشديد والعطش. كانت صديقتها لا تصوم نزولاً عند رغبة والديها، لهذا لم تكن رنا ترغب أن تعلم صديقتها بأمر صيامها خوفاً من أن يصل أمر صيامها إلى أهلها.

وعندما سألتها صديقتها إذا كانت تريد تناول وجبة خفيفة رفضت بلطف، وفجأة بدأت تشعر بالدوار وأغمي عليها. وجدت رنا نفسها في موقف محرج للغاية، حيث كانت مضطرة لأن توضح لصديقتها أنها صائمة ولا يمكنها تناول الطعام أو الشراب حتى وقت الإفطار.

قصة اطفال مصورة

فاضطرت والدة صديقتها بالاتصال بأمها لإبلاغها بإغماء ابنتها بسبب صومها وهكذا ، لم تتمكن رنا من إخفاء صيامها لفترة أطول. اكتشفت والدتها أنها لم تكن تأكل أو تشرب طوال النهار في الأيام الماضية.

صدمت والدتها وغضبت منها لأنها قامت بالصيام بدون علمهم. ونظرت نظرة حادة كلها غضب في وجه ابنتها تنتظر منها تفسيراً لما حدث. وأخيراً، أجبرت رنا على مصارحة أهلها بالحقيقة, بأنها كانت تصوم في الخفاء بسبب رغبتها الشديدة في صوم شهر رمضان.

قصة اطفال مكتوبة

عندما عبّرت رنا لأول مرة عن رغبتها في الصيام، كانت عائلتها قلقة. كانوا يعرفون قوة إرادتها، ولكنهم أيضاً كانوا على يقين من أن الصيام يتطلب قوة جسدية ونفسية كبيرة، وقد يكون ذلك صعباً على طفلتهم الصغيرة. بينما كانت والدتها تحاول إقناعها بترك الصيام، أصرت رنا على اكماله، مؤكدة أنها تشعر بسعادة كبيرة.

وعندما وجدت عائلة رنا تمسكها بفكرة الصيام أيدوها, على شرط أن تفطر إن شعرت بأي إرهاق. و بعد أن رأت عائلة رنا العزم والاجتهاد الذي تظهره ابنتهم في الصيام والتزامها بالقواعد والتحضيرات اللازمة، تغيرت وجهة نظرهم تجاه الأمر, وبدأوا يشعرون بالفخر الشديد بابنتهم.

وبعد أن تأكدوا من قدرتها على الصيام وتلاشت مخاوفهم, عبروا عن سعادتهم وأنهم مستعدون لمساعدتها على إكمال الصوم. عبّرت رنا عن سعادتها وامتنانها لدعم عائلتها، وشعرت بالارتياح لأنهم بدأوا يفهمون قرارها ويدعمونها فيه.

ومن خلال هذا الدعم، شعرت رنا بالقوة والثقة لمواصلة الصيام بشكل ناجح، وكانت تجربة الصيام من أجمل الفرائض الدينية بالنسبة لها. وهكذا استطاعت رنا أن تقنع أسرتها أن الأطفال أيضاً يستطيعون الصيام بمنتهى القوة ولا ضرر في ذلك.