استراتيجية الدودة الفضولية – التعلم النشط – منصة حلا 2024
استراتيجية الدودة الفضولية
استراتيجية الدودة الفضولية هي احدى استراتيجيات التعلم النشط التي ابتكرتها أثناء تدريسي للصف الثالث من المرحلة الأساسية. وهي استراتيجية تعتمد على استخدام دمية تتحدث نيابة عن المعلم أثناء كتابة الاطفال ما على السبورة.
هذه الاستراتيجية ساعدتني كثيراً في تدريب الصغار على الكتابة السريعة واستثمار وقت الحصة بطريقة ممتعة ومسلية تجعل وقت الكتابة والنقل من اكثر الأوقات متعة بالنسبة للصغار بدلاً من كونه الوقت المتعب الشاق.
من المعروف اخي/ اختي المعلمين أن وقت الكتابة والنقل هو وقت عصيب بالنسبة للطالب وذلك يعود إلى الألم الذي يشعر به الصغير أثناء الكتابة في أصابعه ناهيك عن شعوره بالملل.
وهذا يجعل المعلم أمام تحدي الانتظار ومداراة الطلاب وقد يضطر بعض المعلمين إلى جعل الكتابة واجب منزلي ليرسل المهمة إلى ولي الأمر ويتخلص هو من التعقيب والتدريب وهي مهمته هو دون سواه!
أما البعض الآخر فيقوم باختصار الكتابة من خمسة سطور مثلاً إلى سطرين كنوع من التهوين على الصغار (على نفسه) إن صح التعبير.
لكن هذه الاستراتيجية كانت من أجمل تجاربي أثناء تدريسي للصغار لأنها جعلت من وقت الكتابة وقتاً ممتعاً ومسلياً ومليء بالمرح والطاقة الإيجابية.
أسميتها استراتيجية الدودة الفضولية لأن الدمية التي استخدمتها كانت عبارة عن دودة صنعتها من جوارب رياضية ويستطيع كل معلم أن يغير اسمها حسب الدمية التي سيستخدمها على سبيل المثال:
- الخروف الفضولي
- البطة الفضولية
- القط الفضولي
وقس على ذلك كل نوع من الدمى المتوفرة لديك او تستطيع صناعتها.
طريقة تطبيق استراتيجية الدودة الفضولية
ربما تشعر أيها القارء الكريم بنوع من الفضول لمعرفة هذ الاستراتيجية الجميلة وكيف قمت باستخدامها, لكني لن أطيل الحديث, إذا كنت تعاني من هذه المشكلة, فما عليك إلا تطبيق هذه الاستراتيجية عن طريق الخطوات التالية:
1- اصنع دمية قماشية أو قم بتوفيرها على أي حال, واختر دمية ذات ملامح فضولية مستفزة.
2- احكي للطلاب هذه القصة في وقت يسبق وقت الكتابة ((يحكى أن دودة فضولية كانت تحب أكل الكلمات ولكنها لا تستطيع أكل أي كلمة إلا بعد أن تقرأها وذلك لأن الكلمة تتحول إلى طعام لذيذ بعد القراءة.
وكانت الدودة الفضولية تقتحم صفوف الاطفال لأنهم لا يكتبون سريعاً, وتقرأ الكلمات فتتحول الكلمات إلى حلوى مناسبة لها فتقوم بأكلها سريعاً قبل أن يكتب التلاميذ الصغار.
وفي يوم من الأيام, تحداها التلاميذ الصغار وقرروا أن يكتبوا بخط جميل جداً وبسرعة كبيرة حتى يحرموها من أكل الطعام اللذيذ وفعلاً تفذوا ذاك التحدي فغضبت الدودة الفضولية حتى أغمي عليها))
3- وفي حصة الكتابة قم بلبس كمامة على وجهك, واذا كنت في اليمن عليك ارتداء النقاب, من ثم قومي بتقليد صوتها كتمهيد لظهورها من تحت الطاولة.
ستكون الدمية في يدك حتماً وستظهر للطلاب. حاولي تغيير نبرة صوتك واجعليها تتحداهم وتقسم أنها ستسبقهم وتأكل كل الكلمات اللذيذة بعد قراءتها.
4- ستبدأ الدودة الفضولية بتهجئة الكلمة والطلاب يكتبون سريعاُ ويضحكون ويطلقون الفاظ التحدي وستأكل الدودة الكلمة الأولى بعد أن تتأكدي من انتهاءهم منها وهكذا وهلم جرا..
5- اجعلي التحدي مشوق واجعلي الدودة تتبادل التحدي وترد على كل واحد منهم ويشتد غيضها عندما ترى خط أحدهم جميل للغاية.. كوني ابنة نكتة.
6- ستستمر الدودة في الجدال معهم والتحدي حتى تصلين معهم الى آخر كلمة يفوز الطلاب, ويجن جنون الدودة التي أقسمت أن تحول بينهم وبين الكتابة.
حينها تصرخ الدودة:
(( يا إلهي … انهم أطفال أقوياء لا يهزمون))
ويغمى عليها, وينتهي التحدي لتزيلي أنت عن وجهك النقاب, أو الكمامة وترحب بنجاحهم وانتصارهم على الدودة الفضولية.
عيوب استراتيجية الدودة الفضولية
على الرغم من كمية المتعة في هذه الاستراتيجية, إلا أن لها عيوب بسيطة يستطيع المعلم تفاديها ببساطة وحكمة مثل:
1- تتطلب الاستراتيجية شخص مرح يجيد التقليد ويستطيع محاكاة الأطفال بجدارة.
2- قد يكتب الأطفال بسرعة تجعل من خطهم مشوهاً نوعاً ما, وتستطيعين حل هذه المشكلة بجعل الدودة تسخر منهم وتتحداهم:
(سأجعلكم تكتبون بخط بشع, وسآكل الكلمات قبل أن تكتبونها)
3- الاستراتيجية تحتاج لروح معلم يعتبر من العملية التعليمية مصدر راحته واسترخاءه ولا يتعامل معها على أنها عبء, فإذا كنت تعمل لأجل المال فلا تضيع وقتك مع الأطفال.
فوائد استراتيجية الدودة الفضولية
لهذه الاستراتيجية فائدة عظيمة تتجلى في النقاط التالية:
1- يتدرب الطلاب على الكتابة سريعاً في جو مليء بالمرح والمتعة.
2- تقوى العلاقة بين المعلم وتلاميذه.
3-يزيد من تعلق التلاميذ الصغار بمعلمهم المرح الضحوك.
4- يمر وقت حصة تعلم الكتابة بطاقة إيجابية عالية على المعلم بدلاً من ملل الانتظار.
5- تقل حالات الهروب من الكتابة المتمثلة في:
أ- بطني تؤلمني…
ب- ضاع قلمي…
ج- زميلي ينظر إليَّ…
وهكذا أكون قد وصلت إلى ختام مقالي هذا, راجية من الله أن أكون قد سددت وأصبت وشرحت لكم بأسلوب واضح, وأتمنى ممن يستخدم استراتيجية الدودة الفضولية أن يتوفق وأن يجد فارقاً ملموساً في جمال جو حصته. حضاً موفقاً.
زبـيـدة شـعـب
تستطيع أن تقرأ أيضاً بالنقر عليها:
استراتيجية ضبط الصف الحديثة -رياض الأطفال – منصة حلا 2024
مهارة تعليم الطفل الكتابة – منصة حلا لقصص الاطفال 2024
تستطيع أيضاً متابعة مقالاتنا على صفحتنا على الفيس بوك بالنقر هنا