استراتيجية منع العنف بين الطلاب في المدارس – منصة حلا 2024
استراتيجية منع العنف بين الطلاب في المدارس
بعض الأطفال يتسمون بالعنف عند التعامل مع أقرانهم, يكون الطفل العنيف بمثابة تحدي للمعلم. وحده المعلم الصبور يستطيع أن يعالج هذا العنف ويعدل سلوك الطالب.
ليس الأمر بالمعقد ولا المستحيل, إذ أن عنف الطفل يكون بسبب البيئة التي نشأ فيها. فور احتواء الطفل ودعمه بتحول لطالب مجتهد يساهم بطريقة فعالة في الصف ويتحسن مستواه الدراسي. ينعكس كل هذا بطريقة إيجابية على أقرانه ويؤدي لارتفاع معدل التفاعل وبالتالي ارتفاع نسب التقييم.
تعريف العنف ضد الأقران
العنف سلوك غير مرغوب فيه يتمثل في قيام الطفل بأذية أقرانه عن طريق الضرب أو العض. قد يكون العنف متمثل في تحطيم الوسائل التعليمية والمقاعد أو حتى التلفظ بألفاظ لا تليق داخل حرم المدرسة. يعد العنف سلوك مكتسب نتيجة التقليد أو الرغبة في لفت الانتباه.
أنواع العنف بين التلاميذ في الصف
هناك عدة أشكال للعنف منها ما يلي:
• العنف الجسدي, المتمثل في الضرب أو الركل أو العض أو حتى استخدام الأظافر في الخربشة وتشويه جسد الأقران.
• العنف اللفظي, يتمثل في قيام الطفل بإظهار عيوب أقرانه علنا أو تهديد زملائه أو سبهم بألفاظ بشعة أو الصراخ عليهم والصياح.
• العنف التعبيري, وذلك بأن يقوم الطفل بالبصاق على أقرانه أو إخراج لسانه لهم أو التعبير بحركات عنيفة مثل استخدام اليد و الإشارة بها حول الرقبة للتعبير عن الذبح أو إظهار قبضة اليد أو أي حركة جسدية مهينة وسيئة.
• عنف التنافس, بأن يقوم الطفل بإيذاء أقرانه وقت ممارسة الأنشطة الرياضية، يتمثل في دفع الخصم أو الإيقاع به أرضا.
• العنف الذاتي, يتمثل هذا في قيام الطفل بإيذاء نفسه عن طريق جرح نفسه أو ضرب رأسه في الحائط أو شد شعره أو تمزيق ملابسه أو الكتابة على جسده.
• العنف العشوائي, عن طريق تحطيم الوسائل التعليمية والمقاعد وإلقاء أدوات التعلم في سلة القمامة أو الكتابة على المقاعد أو جدران الصف.
• عنف التخريب, وهو أن يقوم التلميذ بإتلاف الصنابير وتقطيع أزهار وأشجار حديقة المدرسة. كذا بأن يقوم بتحطيم أي ممتلكات للمدرسة.
استراتيجية منع العنف بين الطلاب
هناك نظريات متعددة حول أسباب عدوانية الطفل. فبعض النظريات ترى أن بيئة الطفل المحيطة هي السبب في السلوك العنيف والعدواني تجاه من حوله.
بينما يلقي البعض الآخر اللوم على الوالدين. لكن الأمر الذي أجمع عليه أطباء الصحة النفسية أن الطفل لم يولد عدوانياً بل إن العنف أمراً مكتسباً. لهذا إذا تم علاج المشكلة السلوكية من جذورها ومعرفة سببها يختفي السلوك العدواني لدى الطفل.
أولاً: الطفل العدواني يستحق الاهتمام, عادة ما يلجأ المعلمون للعقاب ونبذ الطفل العدواني, لكن هذا ليس الحل الأمثل, فالعنف لا يولد سوى مزيد من العنف.
ثانياً: العنف بين التلاميذ, يشير في المقام الأول إلى أن هذا الطفل مثقل بالمشكلات وأنه يعاني داخل بيته من أجواء أسرية مشحونة بالخلافات والتوتر.
ثالثاً: الطفل العنيف يمثل تحدي حقيقي للمعلم وإدارة المدرسة, عدم معالجة هذا السلوك تنبئ بتفاقم المشكلة في مرحلة المراهقة. ولا يمكن الاستهانة أبدا بالسلوك العدواني ولا حتى تجاهل الأمر.
إذ شاهدنا عدداً من حوادث إطلاق النار في بعض المدارس الأمريكية من قبل بعض الطلبة الذين لم يتم احتوائهم وتقديم الدعم لهم.
هل يعزز جو المدرسة العنف لدى الصغار؟
لا يمكن أن ننكر أن بعض المدارس تحول الأطفال لكائنات عنيفة في ظل تسلط الطفل القوي والأكبر سناً على التلاميذ الصغار. كذا كون أحد التلاميذ منقولاً من مدرسة أخرى وعدم تفهم تلك النقطة من المعلم يجعل منه منبوذاً.
لابد للمعلم أن يشجع الطفل على الاندماج. كذا انتشار الشِلل المشاغبة ذات الشعبية الواسعة يحفز التلاميذ الصغار على تقليد الطلبة الكبار.
قد تتحول المدرسة إلى كابوس حقيقي لمن يعاني عاهة جسدية أو السمنة أو النحافة المفرطة بسبب العنف اللفظي (التنمر) الذي قد يمتد ويتحول لتربص مستمر.
بعض الشلل تتخذ من التلاميذ الضعاف بدنياً هدفاً ويستفردون بهم وعند الشكوى تزيد جرعة التعذيب والتهديد, الأمر الذي يؤدي لصمت الضعفاء مما يجعل منهم قنابل موقوتة إذا أتيحت لهم الفرصة للتنفيس. يتحول هذا الضعيف إلى محترف ماهر في إيذاء من حوله عند التحول من مرحلة الطفولة إلى المراهقة.
استراتيجية منع العنف بين الطلاب تبدأ بفهم السبب
لكي تمنع العنف بين الاطفال, يجب عليك أولاً أن تحصر الأسباب المؤدية لها, و هناك دوافع وأسباب عديدة تحول الطفل إلى عدواني منها ما يلي:
• الرعاية الزائدة وفرط الحماية, من شأن سعي الوالدين الدؤوب لسلامة الطفل أن يخلق منه كائن عاجز اتكالي لا يستطيع مواجهة المواقف فيتم وضعه من قبل أقرانه في خانة المستضعفين مما يغري البعض بالاعتداء عليه وسرقة أغراضه.
• غياب السلطة في البيت, غياب الأب بسبب السفر يجعل الطفل يعتقد أنه سيد قراره وبإمكانه أن يهيمن على غيره فيؤذي من حوله رغبة منه في فرض السيطرة.
• تحمل الطفل المسؤولية في عمر مبكر, بعض الأطفال بسبب موت الأب أو كونه عاجز عن العمل بسبب المرض أو أن رب الأسرة عاطل عن العمل فيضطر للخروج لسوق العمل ومع الوقت يكتسب الخشونة في تعامله في محاولة منه لتقليد الكبار من حوله.
• سلطة الوالد, أبناء بعض المسؤولين في بعض البلدان يستبيحون التنكيل بباقي الأقران، لأنهم يشعرون بالسلطة ولا يقبلون أي توجيه من المعلم أو حتى إدارة المدرسة. لا يقبل ابن المسؤول المعاملة بالمثل استنادا لمكانة والده.
قد نرى هذا في أحيانا لو كان والد التلميذ هو نفسه مدير المدرسة, وقتها يقوم ابن المدير بالتنكيل بباقي التلاميذ ويلتصق بالولد لقب ” ابن المدير”.
• الترفيه الزائد, الأسر الترفة توفر كل شيء بسخاء مما يدفع الطفل للاعتقاد بأنه كائن مُميز, فينكل بالفقراء واليتامى والمحرومين لأنهم أقل منه.
• التكنولوجيا الحديثة, تشكل التكنولوجيا خطرا على الصحة النفسية للطفل، إذا أفرط الطفل في مشاهدة المواقع التي تحرض على العنف.
• اختلاف أسلوب الحياة, قديما كان الطفل يلعب مع أقرانه في الشارع أو الملاعب الواسعة أو حتى في الحقول.
كان هذا الانطلاق يعزز القوة البدنية والعقلية. الآن صار الأطفال, هناء للإنترنت وألعاب الفيديو.
• الرسوب, يشكل الفشل الدارسي دافعا للعنف, إذ يشعر التلميذ بالنقص ويرغب في الانتقام من زملائه. لابد من احتواء الفاشل ومساعدته وتقديم الدعم النفسي له ومعرفة أسباب التأخر الدراسي لديه.
• تأثير الإعلام المسموع والمرئي, بعض التلاميذ من يشاهد البرامج والمسلسلات العنيفة التي لا تبث القيم بل تحاول هدم الثوابت ونشر البلطجة والعنف.
لا يقتصر الأمر على الأفلام والمسلسلات, بل إن بعض أفلام الرسوم المتحركة تقدم العنف بين الاطفال مغلف بالسكر مثل كارتون القط والفأر وتشجع الطفل على الاعتداء بدافع المرح.
يقوم الطفل بتقليد الأبطال المزيفين دون وعي. ويجب على المعلم أن يقدم الإشادة بالأبطال الحقيقين من العلماء والنابهين.
• العجز عن التواصل, يشعر الطفل أحياناً بأنه وحيد بسبب انشغال الأهل, مما يدفعه إلى العنف من أجل لفت النظر وإثبات وجوده.
• شعور الطفل بأنه مرفوض من المعلم, يجب على المعلم الواعي أن يوزع اهتمامه على جميع الطلاب بالتساوي ولا يكتفي بالطلبة المتفوقين. لابد أن يهتم المعلم بالجميع حتى لا يشعر بعض الطلبة بالرفض والفشل والإحباط.
• صعوبة المناهج والمهام, يجب على المعلم أن يترفق في الواجبات وعند عجز الطالب عليه أن يتفهم ولا يصفه بصفات سلبية.
• وجود عيب خلقي, قد يشعر الطفل بالنقص إذا كان يعاني إعاقة ما, يجب على المعلم أن يمنحه الثقة ويشعره بأنه مثل الأسوياء ويخصص بعض التوجيهات للأقران بضرورة احترام الاختلاف.
استراتيجية منع العنف بين الطلاب
لا يمكن الاستهانة بأمر العنف بين الطلاب في المدارس, بل يجب على المعلم أن يتعامل بجدية للحد من العنف بين التلاميذ, إذ أن العنف يمثل عائقا أمام الشخصية السوية ولابد من تعديل وتقويم الطفل العنيف عن طريق التالي:
• محاولة احتواء الطفل العدواني.
• الهدوء التام عند التعامل مع الطفل العنيف.
• عدم نبذ الطفل العدواني وتجنب العقاب البدني القاسي.
• التحدث على انفراد مع الطفل ومعرفة طبيعة حياته الأسرية.
• تشجيع الطفل على التنفيس عن غضبه بالرسم أو ممارسة رياضة مناسبة.
• عدم السخرية من الطفل العنيف أو التقليل منه.
• تحفيز الطفل على عدم متابعة المحتوى العنيف.
• تدريب الطفل للتعبير عن نفسه.
• استخدام التوجيه الصريح.
• مكافأة الطفل ومدحه عند قيامه بتعديل سلوكه.
• عدم سب الطفل أو معايرته.
• الاهتمام بكل الاطفال في الصف.
• تنمية حس احترام خصوصية وممتلكات الأقران.
• على المعلم أن يشجع الطفل الضحية على الدفاع عن نفسه ومواجهة مخاوفه بعقل وحكمة.
• تجنب العنف اللفظي في الصف.
• توضيح تبعات العنف والإيذاء على النفس.
• تقديم نشاط في الصف يشجع على نبذ العنف.
• نشر قيم التسامح والمساواة بين بني البشر دون الرجوع للون أو دين أو انتماء معين.
ختاماً, العنف ضد الأقران مشكلة شائكة يجب التعامل معها بحذر وعلى المعلم أن يحتوي كلا الطرفين و يترك مساحة للتلاميذ للتعبير عن أنفسهم. كما يجب على إدارة شئون الطلاب أن تهتم بفهم بيئة كل طفل وتقوم سلوكه وتشجعه على تعديل رد فعله.
دمتم بكل ود….
اقرأ أيضاً :
الضرب والعنف ضد الأطفال كوسيلة في التربية الأضرار وموقف القانون والشرع منه
انقر هنا لزيارة صفحة حلا ستوريز على فيس بوك