اسرار البيوت في خطر – كيف اتصرف مع طفل يفشي أسرار البيت؟
اسرار البيوت في خطر
افشاء الاسرار عند الاطفال, يتسم الطفل بعفوية شديدة ويكون في سنواته الأولى مثل الورقة البيضاء. لا يعرف الطفل الحيطة والحذر ولا يفطن لما يجب أن يبقى السر داخل أركان البيت. إذ أن بعض الأطفال لديهم قدرة غير عادية على حفظ الكلام وتخزين المعلومات والتحدث بها عند حضور الضيوف.
لذا نجد أن بعض الأطفال يتحدثون عما يدور في البيت أمام الأقارب والأصدقاء بل وحتى في مدارسهم. يستغل بعض المتطفلين براءة الطفل لمعرفة ما يدور في البيت, بل وهناك توجيهات مبرمة وتعليمات من هؤلاء المزعجين وشعار متفق عليه ألا وهو (خذوا أسرارهم من صغارهم).
يصاب الوالدان بالإحباط, بل قد يتعرضوا للحرج الشديد جراء هذا السلوك. اليوم سنتطرق لتلك العادة المزعجة ونقدم للوالدين المهارات اللازمة للتغلب على مشكلة إفشاء أسرار البيت عند الطفل.
أسباب إفشاء الاطفال لــ اسرار البيوت
يميل الطفل لـ “افشاء أسرار البيت” والتحدث عن مشاعر والديه وسلوكهم لأحد الأسباب التالية:
التقليد
الوالدان هم القدوة لأطفالهم غالبا, فإذا سمع الطفل أمه تحكي لجارتها أو صديقتها بعض الأسرار فإنه يرغب لا إراديا لتقليد ما يراه في افشاء اسرار البيت هو أيضاً، بل ويظن أن هذا سلوك إيجابي. عند أول فرصة يقلد سلوك الأم وينقل الأحداث المحيطة التي لا يعرفها الضيف.
العفوية الشديدة
وهي صفة لازمة عند أغلب الأطفال, الطفل لا يملك الوعي الكافي و لا يقدر أبداً عواقب أفعاله.
ضغط الغرباء
أحيانا يضغط الغريب على الطفل ويستدرجه في الكلام بدافع الفضول والتجسس. يستهدف الغرباء أو حتى الأقارب الطفل وهو بمفرده ويمطرونه بسيل من الأسئلة, رغبة في معرفة أي معلومة خاصة.
الرغبة في جذب الانتباه
بعض الأطفال يشعر بتجاهل والديه وانشغالهم عنه, فيرغب في أن يكون محط أنظار المحيطين وينصتون لحديثه. ذكاء الطفل يتخير الأحداث التي لا يعرفها من يحدثه, بل وقد يضيف خيالات لا أساس لها من الصحة للتشويق والإثارة, رغبة في أن يحصل على الاهتمام والرعاية التي يفتقدها.
العنف و التوبيخ غير المبرر
يلجأ الآباء والأمهات للعنف كوسيلة لتنشئة الطفل, فينعكس ذلك بالسلب على شخصية الطفل فتصبح ضعيفة.
يفقد الطفل ثقته بنفسه جراء التوبيخ الزائد. فيعوض الطفل النقص لديه بنقل تصرفات الكبار وتعليقاتهم ليدمج نفسه في المجتمع ويثبت شخصيته.
علاج مشكلة إفشاء الأطفال لــ ” اسرار البيوت “
هناك عدد من مهارات التعامل تساعد على أن يتخلص الطفل من تلك العادة السيئة وهي كالتالي:
القدوة الحسنة
لابد من أن يكون الوالدين قدوة طيبة أمام أطفالهم. لا بد من أن نعي أن الأطفال يتمتعون بذكاء حاد وقوة ملاحظة لأقصى درجة, إذا لاحظ الطفل أن الأب والأم يفشون أسرار غيرهم فمن الطبيعي أن يقلد الطفل ما يراه. لهذا يجب أن يكون الأهل على درجة من الوعي ويحاولوا قدر الإمكان أن ينتبهوا لما يتفوهون به أمام أطفالهم.
وسائل الترفيه للتوجيه
من الممكن أن تقدم الأم مسرحية عن ضرورة كتمان أسرار البيت وترشد الطفل إلى أن هذه العادة مزعجة وتسبب الحرج والازعاج. قد يفيد أن تقص الأم قصة قبل النوم عن طفل يفشي أسرار البيت وتشجعه على أن يكره تصرف بطل القصة.
احتواء الطفل
يجب إعطاء الطفل القدر اللازم من الاهتمام والحب والحنان, حتى يشعر بالإشباع العاطفي. لابد من أن يثني الوالدان على الطفل إذا أحسن التصرف وكتم خصوصيات ما يدور في البيت. هذا من شأنه أن يعزز ثقة الطفل بنفسه ويحفزه على أن يحتفظ بأسراره، لكي يشعر بالرضى عن نفسه.
لا للعنف
اتركي العنف والتوبيخ فإن الطفل قد يلجأ لتسريب الأخبار دون وعي لأنه يخاف من العقاب بلا سبب، فيتخذ من الطرف الآخر شاهدا على تصرفات الأم ليحمي نفسه من العنف غير المبرر.
التدريب العملي
هي مهارة لازمة للتغلب على عادة نقل الكلام وافشاء الأسرار. تبدأ الأم بإعطاء الطفل سر صغير مثل مكان وضع الألعاب مثلاً أو مكان مصروفه الخاص باليوم التالي.
ثم تطلب الأم من طفلها أن يكتم هذا السر لأنه من اسرار البيت, إذا نجح الطفل في كتمان هذا السر الصغير, يجب على الأم أن تكافئه وتثني عليه أمام الأب وإخوته. أما إذا فشل الطفل في حفظ السر, فإن الأم لن تتحمل تبعات العبث بألعابه من قبل الآخرين أو اختفاء المصروف.
وهذه من أنجح الطرق العملية التي يتعلم منها الصغير تبعات افشاء سر البيت, إذ أنه جرب تبعاتها بنفسه ولامس الدرس وجدانه بأسلوب محسوس وملموس.
التوقف عن الاحتجاج
لا تركزي طيلة الوقت على تلك العادة السيئة, بل يكفي كلمات بسيطة في وقت الخطأ ذاته وعدم تصدير الخطأ إلى الأيام التالية لإعطاء الطفل فرصة في التغيير. الاحتجاج المبالغ فيه يفقد الأمر أهميته ويجعل الطفل يعتاد ولا يعد يكترث لما تقولينه.
عدم إفشاء الاسرار للأطفال!
عزيزتي الأم, كيف تريدين من هذا المخلوق الصغير العاجز عن التفكير والاجتهاد وتصنيف المواضيع وفصل ما يمكن الحديث عنه عن مالا يمكن وأنت ذاتك تفشين الأسرار ولا تستطيعين كتمانها!
بعض المشاكل يجب ألا يعلم عنها الأطفال مثل الأزمات المالية والمشكلات العائلية والزوجية. كذا يتجنب الوالدان الشجار أمام أطفالهم قدر المستطاع والحديث عن الآخرين أيضاً لما قد يكتسبه الطفل من عادات سيئة إلى جانب افشاء الاطفال لأسرار البيوت.
تحمّل المسؤولية
يجب أن تعطي لطفلك قيمته وتشعريه أنه فرد مهم في البيت ويعرف تفاصيل الأمور الخاصة في البيت بطريقة تدريجية حسب عمره. هذا من شأنه أن يجعله يشعر بالانتماء والولاء تجاه بيته و يتعلم أن يتحمل المسؤولية.
تعزيز الوازع الديني
ازرعي الأخلاق المحمودة والآداب الدينية مثل الأمانة وعدم الكذب وعدم إفشاء أسرار البيت أو أسرار الغير.
إفشاء الأم أسرار الطفل ينمي ظاهرة افشاء الاسرار عند الاطفال
لابد من أن نسلط الضوء أيضاً على الجانب الآخر من الموضوع. بعض الأمهات للأسف يقمن بإذاعة أسرار أطفالهن على الملأ من باب الفكاهة أو تبادل الخبرات.
يتوقع الطفل من أمه أن تحفظ أسراره التي يأتمنها عليها ولا تفشي بها لأي مخلوق حتى لو كان والده. إفشاء أسرار الطفل يتسبب في أضرار نفسية كثيرة للطفل, ويفقد الثقة فيمن حوله ويحاول أن ينتقم بأن يذيع هو الآخر أسرار البيت.
الأضرار المترتبة على إفشاء أسرار الطفل
هنالك تبعات تترتب على افشاء الأمهات لأسرار الأطفال تظهر كنتيجة سلبية على سلوك الأطفال منها:
الشعور بالإحباط والحزن
يتوقع الطفل من أمه أن تكون خازنة أسراره خاصة إذا أكد عليها واعتبر أن الأمر سر خاص به. يشعر الطفل بالإحباط إذا خانت الأم ثقته وخاصة إذا أفشت السر عن طريق المُزاح أو الشكوى أو تبادل الخبرات مع الأخريات.
بعد شعور الطفل بالإحباط يتحول الطفل إلى طفل عنيد لا يستمع لتوجيهات الأم وكأنه عقاب غير مباشر للأم ويبدأ بإظهار اللامبالاة كنوع من التعبير الغير مباشر في تصرفات فحواها ” لن أخجل مما أفعل بعد اليوم”.
وذلك لأن كتمان أسرار الأطفال يوحي للطفل بأسلوب غير مباشر إلى خطورة ما فعله وافشاؤها يفقده الأمل بالستر والحصول على عنصر التقدير الذاتي الذي يحتاجه لتكوين شخصيته احتياجاً نفسياً ويترتب على ذلك الآتي:
1- مشاعر التسلط
قد يعزز إفشاء أسرار الطفل إلى أن يتحول إلى شخصية متسلطة ويصبح مهووساً بالتحكم فيمن حوله.
2- فقد احترام الطفل لنفسه
إفشاء أسرار الطفل يعني (افشاء سر البيت) لذا فإن سلوكك يعزز لديه مشاعر الدونية وعدم الثقة بالنفس، قد تستمر تلك المشاعر السلبية وتمتد لفترة المراهقة والشباب.
3- فقد الثقة بالأم
لكي تكسب الأم احترام طفلها و وده يجب أن تحفظ سره، حتى يطمئن إليها ويتحدث معها حول كل ما يشغله ويضايقه.
4- تطور العدوانية
يميل الطفل إلى السلوك العدواني مع من حوله رغبة منه في الاعتراض على سلوك الأم. فالطفل يكون في موضع الضعف ولا يقدر على معاقبة الأم, لهذا يفرغ شحنات الغضب المكتومة لديه في أقرانه في روضة الأطفال أو زملاء الصف.
5- افشاء اسرار البيت
إذا صُدم الطفل عند إفشاء أسراره فإنه قد يتحول إلى إذاعة أخبار متنقلة لمن حوله وافشاء اسار البيت والتحدث بالنميمة طوال الوقت لسببين هما:
1- لن أكون المتأذي الوحيد!
2- حفظ الأسرار ليس له أي قيمة فأمي تفعل ذلك!
ختاماً, افشاء سر البيت أمر معقد في شرحه لطفل صغير لأنه يحتاج إلى غربلة وتصنيف, والأطفال ليسوا على نمط واحد ولا درجة موحدة من الوعي هناك أطفال يتكتمون على كل ما يخص بيتهم وأسرهم وهناك العكس.
الاحتواء والحب واشراك الطفل في المسؤولية واعطاءه مساحة للتعبير عن رأيه وتجنب معاقبته بلا مبرر وحفظ أسرار الطفل وتخصيص بعض القصص والمسرحيات للفت نظره للعادات السيئة، يساعد على التغلب على إفشاء أسرار البيت.
دمتم بكل ود…..
انقر هنا لقراءة قصة أطفال تناسب موضوع إفشاء سر البيت لطفلك
الزائر الكريم لا تبخل علينا من وضع رأيك ولا تتردد في وضع أسئلتك في خانة التعليقات أو التواصل معنا عن طريق اتصل بنا
اقرأ أيضاً:
الذكاء الاجتماعي وتنميته عند الطفل – منصة حلا
تستطيع زيارة موقعنا على فيس بوك والاشتراك فيه لمتابعة كل جديد
Comment (01)