التبول اللاإرادي عند الأطفال الأسباب والتأثيرات وطرق العلاج
التبول اللاإرادي عند الأطفال كظاهرة منتشرة
يعد التبول اللاإرادي، المعروف أيضاً باسم سلس البول الليلي، مصدر قلق شائع بين الآباء، ويؤثر على عدد كبير من الأطفال في جميع أنحاء العالم. ويصاب الأولاد به 3 مرات أكثر من البنات. ويشير إلى إطلاق البول بشكل لا إرادي أثناء النوم لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات فما فوق. في حين أن التبول اللاإرادي يعتبر بشكل عام جزءاً طبيعياً من نمو الطفل، إلا أنه يمكن أن يكون له آثار جسدية ونفسية، فضلاً عن أنه يشكل تحديات لكل من الأطفال وأسرهم. تهدف هذه المقالة إلى استكشاف الجوانب المختلفة للتبول اللاإرادي لدى الأطفال، بما في ذلك أسبابه وآثاره والموارد المتاحة للعلاج.
التبول اللاإرادي عند الأطفال وأسبابه
يمكن أن ينجم التبول اللاإرادي عن مجموعة من العوامل الوراثية والتنموية والبيئية. تشمل بعض الأسباب الشائعة ما يلي:
تأخر النمو
قد يستغرق بعض الأطفال وقتاً أطول لتطوير قدرتهم على التحكم في المثانة أثناء النوم. إذا لم يكتمل نمو الأعصاب التي تتحكم في المثانة، فقد لا يوقظ امتلاء المثانة الطفل، خاصةً إذا كان الطفل ينام نوماً عميقاً.
الاستعداد الوراثي
إذا تعرض أحد الوالدين أو كليهما للتبول اللاإرادي في مرحلة الطفولة، فهناك احتمال متزايد أن يواجه طفلهما أيضاً تحديات مماثلة.
سعة المثانة الصغيرة
قد يحتاج الأطفال ذوو سعة المثانة الصغيرة إلى إفراغ المثانة بشكل متكرر، مما يزيد من احتمالية التبول اللاإرادي.
العوامل الهرمونية
قد لا يكون هرمون الفازوبريسين، المسؤول عن تقليل إنتاج البول أثناء النوم، كافياََ لدى بعض الأطفال. بالإضافة إلى أن اختلال الهرمونات، أثناء الطفولة، قد يؤدي إلى أن الطفل لا ينتج الهرمون المضاد لإدرار البول ويطلق عليه اختصاراً أيضاً adh.ويبطئ هذا الهرمون المضاد لإدرار البول كمية البول التي تنتج في الليل.
التهابات المسالك البولية (UTIs)
يمكن أن تسبب العدوى مشاكل مؤقتة في التحكم في المثانة، مما يؤدي إلى التبول اللاإرادي.
الضغط النفسي
يمكن أن تساهم عوامل الضغط مثل التغيرات في الروتين أو مشاكل داخل الأسرة أو المشكلات المتعلقة بالمدرسة في التبول اللاإرادي.
اضطرابات النوم
يمكن لحالات مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أن تعطل أنماط نوم الطفل، مما يجعله أكثر عرضة للتبول اللاإرادي.
الآثار الصحية والنفسية للتبول اللاإرادي عند الأطفال
التبول اللاإرادي في حد ذاته لا يسبب عادة ضرراً جسدياً، ولكنه قد يؤدي إلى آثار صحية ثانوية مثل:
1. تهيج الجلد
التعرض لفترة طويلة للبول يمكن أن يؤدي إلى تهيج الجلد، مما قد يسبب عدم الراحة والطفح الجلدي.
2. نوم مضطرب
قد تؤدي نوبات التبول اللاإرادي إلى إيقاظ الطفل، مما يعطل نومه ويساهم في الشعور بالتعب أثناء النهار.
3- أمراض البرد
في فصل الشتاء يفضل انتقاء الملايات ذات الوبر المرتفع التي تساهم في الامتصاص لأن التبول ليلاََ قد يودي إلى الإصابة بأمراض البرد بسبب وجود السائل على فراش الصغير وثيابه لفترة طويلة.
كما يمكن أن يكون للتبول اللاإرادي مجموعة من الآثار النفسية على الأطفال، بما في ذلك:
1. الإحراج الاجتماعي
يمكن أن يؤدي الخوف من التبول اللاإرادي إلى الانسحاب الاجتماعي والإحراج، مما يؤثر على احترام الطفل لذاته.
2- التأثيرات على العلاقات الاجتماعية للأسرة
كما يمكن أن يؤدي التبول اللاإرادي المتكرر إلى الضغط على الأسرة، مما يؤثر على العلاقات والروتين اليومي.
3- تدني احترام الذات
قد يشعر الأطفال بالحرج أو الخجل، مما يؤدي إلى انخفاض احترام الذات.
4- القلق والتوتر
الخوف من تبليل السرير يمكن أن يسبب القلق والتوتر، مما قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة اضطراب النوم عند الأطفال.
5- التأثير الاجتماعي
قد يتجنب الأطفال قضاء الوقت خارج المنزل أو المبيت في منزل أحد الأقارب أو ممارسة الأنشطة الاجتماعية الأخرى كالمخيمات والرحلات، خوفاً من الحكم من أقرانهم وتجنباََ للسخرية والإساءة النفسية.
6- الأداء الدراسي
قد يؤثر الإرهاق الناتج عن أنماط النوم المضطربة على قدرة الطفل على التركيز والأداء الجيد في المدرسة.
التبول اللاإرادي عند الأطفال وطرق العلاج
لحسن الحظ، هناك العديد من الاستراتيجيات للحد من التبول اللاإرادي ودعم الأطفال المصابين:
إنذارات التبول اللاإرادي
تنبه هذه الأجهزة الأطفال عندما يبدأون في تبليل السرير، مما يساعدهم على الاستيقاظ عندما يحتاجون إلى التبول.
تقليل تناول السوائل قبل النوم بساعتين
إن الحد من تناول السوائل في المساء على الأقل قبل نوم الطفل بساعتين وخاصة المشروبات المنبهة مثل الشاي, يمكن أن يقلل من احتمالية التبول اللاإرادي.
التعزيز الإيجابي
إن تشجيع جهود الطفل والثناء عليها للبقاء جافاً يمكن أن يعزز ثقته بنفسه مما يخلق عنده إرادة ودافع داخلي للتخلص من المشكلة الأمر الذي يسهم إلى حد كبير في التخلص منها نهائياََ.
تحمل المسؤولية
يجب أن يتصرف الطفل مع مشكلته بنوع من المسؤولية, كرفع فراشه في الصباح وتغيير ملائته بنفسه وغسل ثيابه المبللة كنوع من التفكير الناضج والتدريب السلوكي على تحمل المسؤولية.
دور الأم المساعد
هنالك بعض التدابير التي قد تلجئ الأم إليها مثل وضع نوع من الغشاء البلاستيكي أو الجلد تحت ملائة الطفل لمنع تسرب السائل إلى المرتبة التي يصعب تنظيفها.
كما يتمثل دور الأم في توجيه الطفل إلى دخول الحمام قبل النوم مباشرة لإفراغ السائل الموجود في المثانة ثم تقوم بتوقيت (ساعتين ونصف) أو حسب ما يحتاجه صغيرها من أجل الذهاب إلى الحمام مرة أخرى, ثم تقوم بإيقاظه مرة أخرى من أجل إفراغ السائل في المثانة وعدم السماح له بشرب أي سائل, وفي حالة عطشه تعطيه جرعة صغيرة من الماء فقط.
ذلك يسهم بشكل كبير جداََ على تدريب الجهاز العصبي عند الطفل أثناء النوم على الاستيقاظ عند الشعور بالامتلاء.
التدخل الطبي
في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء بتناول أدوية أو علاجات أخرى لمعالجة الأسباب الكامنة وراء المشكلة ومنها:
ممارسة تمارين كيجل
تمارين كيجل عبارة عن نوع من التدريب يوجه فيه الطفل إلى محاولة الأمساك بالبول ومنعه من الخروج، يتم عملها لمدة 10 ثوان ثم الاسترخاء لمدة 3 ثواني في النهار, وهذا التمرين يعمل على شد العضلات المرتخية إذا كان سبب التبول اللاإرادي عند الطفل هو ارتخاء في العضلة.
التواصل المفتوح
يعد إنشاء بيئة داعمة يشعر فيها الأطفال بالراحة عند مناقشة مخاوفهم أمراً بالغ الأهمية حيث أن الخوف من الظلام والضرب المفرط والقسوة من أهم أسباب التبول اللاإرادي عند الأطفال.
التبول الليلي عند الأطفال والعلاج الطبيعي
من الأعشاب التي تعالج التبول الليلي عند الأطفال, عشبة ذيل الحصان
إذ تعمل هذه العشبة على إبطاء عملية تحول انسجة المثانة الى ليفية
الخليط العشبي المعروف بغو شي جنكا غان, إذ يعد غوتشي جنكا غان خليط صيني مكون من 10 أنواع من الأعشاب والتي تشمل:
عشبة الرحمانية, أم ضريس أو عرف الديك, القرانيا المجففة, كورتيكس موران, الاستراغالوس, الخيرون, لسان الحمل, فطر, الخربق, السليخة
تم الكشف إلى أن هذا الخليط يعمل على تقليل عدد مرات التبول خلال اليوم. ولكن قبل اللجوء إلى الأعشاب, يجب استشارة الطبيب أولاََ لمعرفة السن المناسبة للطفل حين استخدام الأعشاب.
الأطعمة والمشروبات التي تحد من التبول في المنام
هناك العديد من الأطعمة والمشروبات التي يجب تجنبها من قبل الأطفال الذين لديهم مشكلة التبول الليلي منها:
الشوكولاتة، والحمضيات وعصائرها، وعصير التوت، والالبان، والمشروبات الغازية، والطعام الحار.
كما يجب شرب الماء كثيراً أثناء النهار لأن قلة الماء تؤدي إلى الإمساك وتركيز البول في المثانة مما ينتج عنه مشكلات أخرى.
مصادر علمية عن التبول الليلي عند الأطفال
يمكن للوالدين والطبيب المختص في طب الأطفال العثور على رؤى قيمة ودعم من خلال الكتب التي تتناول التبول الليلي عند الأطفال كبعض الكتب الموصي بها مثل:
كتاب الاستيقاظ جافاً
دليل لمساعدة الأطفال على التغلب على التبول اللاإرادي” بقلم الدكتور هوارد ج. بينيت إذ يقدم هذا الكتاب نصائح عملية للآباء ويتناول الجوانب العاطفية للتبول اللاإرادي.
2. كتاب الجفاف طوال الليل
أسلوب الكتاب المصور الذي يوقف التبول اللاإرادي بقلم أليسون ماك يستخدم هذا الكتاب الموجه للأطفال الصغار منهج الكتاب المصور لمساعدتهم على فهم التبول اللاإرادي والتغلب عليه.
3. كتاب سبع خطوات للجفاف أثناء الليل
دليل عملي لآباء الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي بقلم رينيه ميرسر يقدم هذا الدليل منهجاً خطوة بخطوة لإدارة التبول اللاإرادي ويقدم نظرة ثاقبة للأسباب المحتملة.
انقر هنا لتقرأ عن أساليب التعامل مع الطفل العدواني
في الختام، يعد التبول اللاإرادي عند الأطفال مشكلة شائعة وعادة ما تكون مؤقتة وتتطلب التفهم والدعم والصبر من الآباء و طبيب الأطفال المختص.
ومن خلال معالجة الجوانب الجسدية والنفسية للتبول اللاإرادي، يمكن للعائلات التغلب على هذا التحدي بالتعاطف والاستراتيجيات الفعالة.
ففي هذه الحالات يجب على الوالدين الإسراع بمراجعة أطباء المسالك البولية للبدء في برنامج إعادة التأهيل للأطفال المصابين فكلما ازداد الإهمال لحالة الأطفال زادت الحالة سوءاً وازداد الضرر النفسي على الطفل وحتى الاسرة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون توفير الكتب العلمية أو القصصية بمثابة موارد قيمة لأولئك الذين يبحثون عن التوجيه حول هذا الموضوع.
حررته الكاتبة العراقية/ زهرة حبيب
منصة حلا لقصص الأطفال ترحب بمقترحاتكم وتعليقاتكم ..
انقر هنا منصة حلا لقصص الأطفال تليجرام
ـــــــــــــــــ تم ــــــــــــــــــــــــ
جميل.. سلمت اناملك يا زهرة