التعليم عن بعد للأطفال
بعض الدول لجأت مؤخراً لاعتماد أسلوب تعلم الأطفال عن بُعد سواء بصفة جزئية بتقليل حضور الطلاب الفعلي في كل أيام الدراسة.
وجعل الحضور مقتصراً فقط على بعض الأيام أو حتى بصورة كلية وذلك لتجنب انقطاع الأطفال عن مواصلة الدراسة جراء الظروف القهرية التي قد تحدث دون ترتيب مسبق.
مثل الكوارث الطبيعية كالأعاصير وغيرها من تقلبات الطبيعة أو الحروب أو حتى فترات انتشار الأمراض المعدية والأوبئة التي قد تحدث فجأة فتحول دون استمرارية التعلم بالطرق التقليدية.
وبطبيعة الحال فإن مسألة وفكرة تعلم الأطفال عن بُعد مازالت تثير جدلاً واسعاً وقلقاً من جانب الأسر التي اعتادت على طرق التعلم التقليدية.
فكان لزاماً أن نطرق هذا الباب في منصة حلا ونقترب من تلك الاستراتيجية حتى نلم بجوانبها الإيجابية ونحاول جاهدين أن نتلافى سلبياتها.
أملاً في تخريج جيل جديد قادر على التعلم واكتساب الخبرات والمهارات تحت أي ظروف استثنائية.
شرح مفهوم التعليم عن بعد
التعليم عن بعد هو عبارة عن عملية تضمن نقل البرنامج التعليمي من مكانه في المؤسسة التعليمية إلى أماكن متفرقة خارج نطاق المبنى التعليمي.
هذا يعني أي مكان يتواجد فيه الطفل شريطة توافر طرق الإتصال من أجهزة كمبيوتر وشبكات لضمان جودة ووصول المنهج المحدد إلى الطلاب المستهدفين.
أي أنه باختصار امكانية الحصول على المعلومات على الرغم من بعد المسافة بين الطلاب و المعلمين أو الوسيلة التعليمية.
أنواع التعليم عن بعد
التعليم الإلكتروني المباشر
و فيه يكون الاتصال مباشرة مع المعلم والطلاب عن طريق تحديد وقت معين للدراسة الإلكترونية، ويكون كل تطالب موجود أمام جهاز الكمبيوتر الخاص به في الزمن المتفق عليه مسبقاً.
ويتفاعل الطالب مع المعلم ويطرح الأسئلة على معلمه ويجيب على الأسئلة التي يقولها المعلم، و يمكن المعلم طرح موضوع للنقاش يشارك فيه كل طلاب الصف كل من مكانه.
وتكليف الطلاب بواجبات يتم إرسال حلها عن طريق ملفات ألكترونية وكأنها حصة عادية تماماً.
التعلم الإلكتروني غير المباشر
يتلقى فيه الطالب الحصة بدون اتصال مباشر مع المعلم، ويكون ذلك عن طريق عدة طرق معروفة مثل المنصات التعليمية وقنوات اليوتيوب التي تخصص للدروس ولا تقيد الطالب أوالمعلم بوقت معين.
إذ يكفي أن يكتب الطالب عنوان الدرس الذي يريد متابعة شرحه لتظهر له قائمة من حصص المعلمين عن نفس العنوان.
ويختار الطالب منها ما يناسبه وبإمكانه تكرار الشرح مرات ومرات والاستماع لأكثر من معلم، غير أن الطالب لا يتصل مباشرة بالمعلم ولا يفرض عليه واجبات.
التعليم عن بعد والصعوبات التي تواجه الأطفال
الجيل الجديد أكثر دراية بالتقنية الحديثة ويستطيع أن يتعامل معها ويفهم معطياتها، لكن على الرغم من ذلك هناك بعض الصعوبات التي تواجه الأطفال في منظومة التعلم عن بعد وهي كالتالي:
●أولها وأهمها افتقاد الطفل لنظام المدرسة وطقوسها من القيام المبكر و حضور طابور الصباح والإذاعة المدرسية وتمارين الصباح وغير ذلك من الأنشطة الطلابية.
● عدم الإلمام الكافي بالتكنولوجيا, إذ أن الأطفال ليسوا سواسية في التعامل و فهم التكنولوجيا فهناك من الأطفال من يجد صعوبة في إستخدام التطبيقات التعليمية.
●الجلوس لفترات طويلة أمام الحاسوب وهذا من شأنه أن يضر بالجهاز العصبي و البصري وقد يتسبب في حدوث بعض اضطرابات النوم.
●الحرمان من تكوين الصداقات, لعل هذا من العيوب البارزة فالمدرسة ليست للتعلم وتحصيل المعرفة فحسب وإنما هناك جانب اجتماعي. من تكوين الصداقات التي قد تستمر لآخر العمر و كذا تنمية المواهب واكتشافها من خطابة وإلقاء شعر وتمثيل وإنشاد و النبوغ العلمي والرياضي فضلاً عن زرع القيم و الانضباط في نفوس الطلاب.
● الافتقار لبناء شخصية قوية, فالمدرسة يحدث فيها مواقف تكون بمثابة دروس غير مباشرة للأطفال، وعادة يتخذ الطلاب من المعلمين مثلاً أعلى و تساهم المدرسة في تغيير وتعديل سلوك الطفل وتقويمه.
●صعوبة تادية المهام الدراسية, تواجه شريحة لا بأس بها من الأمهات صعوبة في إقناع الطفل بضرورة تأدية الواجبات.
إذ أن بعض الأطفال قد يميل للكسل و يكون هذا بسبب أن المعلم لن يعاقب على التقصير في حل المهام، بل قد تضطر الأم للقيام بالمهام نيابة عن الطالب.
● الأعطال التقنية, قد يحدث عطل تقني في المدرسة فيتسبب في انقطاع الإتصال مع المعلم.
و كذا قد يتلف حاسوب أحد الطلاب وهي أمور واردة الحدوث ومن شأنها أن تصيب منظومة تعلم الأطفال عن بعد بخلل، مما يترتب عليه حدوث نقاط ضعف في استيعاب الدروس والمناهج.
نصائح لتلافي أخطاء استيراتيجة التعليم عن بعد بالنسبة للأطفال
يجب أن نعي أن تعليم الأطفال عن بعد ليس رفاهية مستحدثة بل هي ضرورة تضطر لها المؤسسات التعليمة حال حدوث كوارث طبيعية أو أمور خارجة عن السيطرة، ذلك لضمان استمرار الدارسة وحصول الطفل المتعلم على المنهج المناسب لسنه، حتى يتسنى له مواصلة التعلم.
من هذه النصائح:
●توفير مكان مناسب للطفل يستطيع أن يأخذ فيه الدروس عبر الإنترنت ويتابع الدراسة بهدوء دون إزعاج، وكذا ترتيب يوم الطفل ليكون مستعداً لحضور الصفوف الدراسية الإلكترونية.
●تجهيز مستلزمات التعلم الإلكتروني من شبكة قوية للإنترنت وحاسوب متطور ليتسنى للطفل الحصول على دروسه عبر الانترنت بسهولة ويسر وتنزيل البرامج التي من شأنها أن تساعد الطفل على المراجعة و حل الواجبات.
●تغيير تفكير الطفل, في عالمنا العربي ينظر للحاسوب والهواتف الذكية على أنها وسيلة للترفيه وتقضية وقت الفراغ.
لهذا يجب أن نعود الطفل على أن التكنولوجيا للتعلم وزيادة الوعي والخبرات وليس للعب وشراء المنتجات ولا حتى الدردشة طوال الوقت.
بل يجب أن نحث الطفل على الإلتزام و المتابعة بجدية و مراقبته و معاونته حتى لا يستهين أو يستهتر بالحصص والواجبات.
● ربط الطفل بوسائل التعلم التقليدية, مهما اعتمدنا على التقنيات الحديثة والتكنولوجيا يجب أن نربط الطفل بوسائل التعلم الأساسية مثل الورقة والقلم.
ونشجع الطفل على الرسم والتلوين بيده بدلاً من استخدام الذكاء الاصطناعي طيلة الوقت.
●توفير بدائل للتفاعل الحقيقي, ينبغي أن نعي أن الاعتماد على التعلم عن بعد يعني عدم وجود صداقات وتفاعلات اجتماعية حقيقية في حياة الطفل.
لهذا لابد من توفير بدائل حقيقية ليكون الطفل صداقات واقعية مثل الذهاب للنوادي الرياضية والالتحاق و تعلم رياضة جماعية، حتى يتفاعل الطفل مع أقرانه ويكون الصداقات.
●حث الطفل على التفاعل, يجب أن نشجع الطفل هلى التفاعل مع المعلم وطرح الاسئلة دون خجل و المشاركة في المناقشات المفتوحة و وضع الخطط الخاصة بالتعلم .
●متابعة سير العملية التعليمية, يجب على الأسرة أن تشرف على العملية التعليمية غير المباشرة و تتأكد من شرح جميع أجزاء المنهج.
و تختبر الطفل و تتفاعل مع المعلمين وتطمئن أن الطفل يتفاعل ويحقق تقدم و تتابع المستجدات التي قد تغيير مواعيد الحصص وغيرها من الأمور.
● تشجيع الطفل على الخروج, يجب أن نشجع الطفل على الخروج واستكشاف البيئة المحيطة و القيام بشراء بعض احتياجات المنزل الخفيفة بدلاً من الجلوس طيلة الوقت خلف الشاشات.
أخيراً, إن التعليم عن بعد بالنسبة للأطفال يعتبر سلاح ذو حدين، لكن يبقى وسيلة فعالة يمكن الاستعانة بها أوقات الأوبئة والأزمات، وبقليلٍ من التخطيط و المتابعة وتشجيع الطفل على المذاكرة و التواصل معرفة احتياجاته وحثه على التواصل مع العالم الخارجي وتوفير بدائل اجتماعية من الممكن أن يكون خياراً متاحاً لطرق التعلم في المستقبل
للكاتبة المصرية/ أسماء خشبة
منصة حلا لقصص الأطفال تنصح بقراءة المقالات الآتية:
انقر هنا لقراءة موضوع عن تعليم القران عن بعد
انقر هنا لقراءة موضوع عن استراتيجيات ضبط الصف