التوأم والمهارات اللازمة للتعامل معهم
التوأم والمهارات اللازمة للتعامل معهم
تمثل فترة الحمل والرضاعة عبئا على الأمهات لما تتطلبه من جهد مكثف وتخلي عن النوم من أجل راحة وسلامة المولود.
تقوم الأم بأعباء الأمومة بكل تفان وحب ولهذا كرمها الله وجعل الجنة تحت أقدامها, تتضاعف المخاوف لدى الأم فور علمها بأنها حامل بتوأم لأن فترة الحمل تكون مرهقة للأم العادية فما بالكم بمن تحمل في أحشائها طفلين.
عقب الولادة تضطر الأم للتخلي طواعية عن راحتها لكي تستطيع أن توفر الرعاية للتوأم قد تستعين بالمقربين منها من أجل أن تحصل ولو على قسط قليل من النوم.
لأهمية الموضوع ورغبة أم التوائم في معرفة المهارات اللازمة للتعامل مع التوائم قررنا في منصة حلا أن نفتح ملف التوائم ونقدم لأمهات التوائم جميع ما يجتجن إليه من معلومات.
أصبحت ولادة التوائم أمراً شائعاً في الآونة الأخيرة بسبب كثرة استخدام المنشطات والقيام بعمليات الحقن المجهري التي ظهرت مع حدوث التطور في تقنيات الإنجاب, ولكن هل التوأم نوع واحد؟.
ينقسم التوأم إلى نوعين أساسين
التوأم المتماثل
وينتج عبر تخصيب بويضة واحدة ثم تنقسم في مراحل الحمل المبكرة ينتج عن هذه البويضة توأم متماثل في الجنس والشكل والطول والوزن ولون الشعر. لا يختلف التوأم المتماثل سوى في أمور طفيفة مثل شكل الأسنان أو ظهور شامة على أحدهم دون الآخر.
توأم غير متماثل
يكون حصيلة تخصيب بوضتين مختلفتين يتشارك التوأم غير المتماثل في 50% فقط من الصفات الجينية.
هناك نوع آخر من التوأم أثبتته الأبحاث العلمية حيث ثبت وجود ما يعرف بالحمل الفائق حيث تحمل الأم بالطفل الأول ثم تطلق بويضة أخرى خلال فترة الحمل ويتم تخصيبها لاحقا ثم يتكون الجنين الآخر ويكون الأول أكبر من توأمه بقليل.
التعامل مع التوأم منذ لحظة الميلاد
تبدأ العناية الصحيحة بالتوأم منذ لحظات عمرهما الأولى. وهنالك مجموعة من المهارات البسيطة لكنها ستشكل ركيزة تعاملك معهما في المستقبل, وتحدث فرقاً كبيراً في تعزيز بناء شخصية للتوأم وهي تتمثل في المحاور التالية:
اختيار الأسماء
ينصحك علماء النفس بعدم اختيار أسماء متشابهة أو على نفس الوزن أو القافية. لابد من اختيار أسماء غير متشابهة مثل علي ومازن, أحمد و مروان و جنى وتاليا مثلاً وتجنب التشابه حد التطابق مثل( حسن وحسين – أحمد ومحمد….الخ .
يهدف هذا في المقام الأول إلى تعزيز شخصية واستقلالية التوأم ولاحقاً يدرك التوأم أنه ليس تابعا لشقيقه.
طريقة ارتداء الملابس
علماء النفس يفضلون أيضاً أن تقوم الأم باختيار ملابس مستقلة لكل منهما. قد يسر بعض البالغين برؤية طفلين في نفس العمر يرتديان نفس الملابس, لكن هذا يضر بنفسية الأطفال ويشعرهما فيما بعد بالحرج إذ يبدوا غير طبيعيين.
تفقد مواطن الاختلاف
على الأم أن تعي تلك النقطة جيداً وتحاول أن تكتشف ما يتفرد به الطفل عن شقيقه وبخاصة عند التطابق التام في الشكل والصفات الجسدية, ليس هذا فحسب بل يجب عليها أن تعامل كلاهما بطريقة مستقلة وتحاول تنمية الجوانب الإبداعية التي تميز كل منهما.
إياك وتوفير الجهد
بعض أمهات التوأم تجد أنه من الصعب أن تتابع مواهب كل طفل على حدة, لهذا تلجأ لاختيار ما يناسبها ويوفر لها الجهد.
نرى بعض الأسر تجبر الطفلين على تدرب نفس اللعبة وممارستها بحجة عدم وجود وقت لتنمية موهبة كل منهما على حدة.
تجنب المقارنة
لا تقارني الطفل بتوأمه طوال الوقت ولا تركزي على اختلاف الطباع والفروق الفردية لكلاهما. يحب عليك كذلك ألا تمدحي أحدهما وتتركي الآخر احرصي على العدل الذي أوصى به ﷺ حين قال:
” اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم”.
بعض الأمهات إذا لاحظت تفوق أحد الطفلين في التحصيل الدراسي تعتقد أنه من المفيد أن تشعر الآخر بالنقص لكي يضاعف جهده.
يجب على الأسرة أن تعي أن التحصيل الدراسي هبة من الله تتفاوت من طفل لآخر وأن من لايتميز في التحصيل الدراسي يعوضه الله في جانب آخر فكل طفل أيقونة فريدة بحاجة للرعاية والاكتشاف ليصل لمرحلة الإبداع.
كيفية التعامل مع التوأم المختلف
إذا كانت تربية التوأم المتماثل تمثل تحدياً لينشأ كلاهما دون أي شعور بالنقص، فإن التوأم المختلف يستلزم أخذ الحيطة في عدة أمور وهي:
المساواة بين التوأم
فعدم المساواة خطأ شنيع يقع فيه المجتمع العربي. عادة تقوم الأم بالاهتمام بالذكر على حساب الأنثى حتى في الرضاعة, فإذا كان حليبها غير كاف تتخذ قراراً فورياً بأرضاع الصبي من حليبها بينما تترك للفتاة اللبن الصناعي! ونوجه عناية الأم بضرورة المساواة حتى لا تزرع في نفس صغيرتها الشعور بالنقص والقهر.
الإنصات لكلا الطرفين عند الخلاف, فلابد من أن تسمع الأم منهما كل على حدة وتحاول قدر الإمكان أن تعدل ولا تنصر طفل على آخر وعدم عقد المقارنات والتفاخر بانجازات الصبي.
أن لا تترك مساحة لأحدهما ليسيطر ويفرض رأيه, فلابد من أن تمنع من يتمتع بقوة الشخصية من أن يلغي شخصية الآخر.
تخصيص وقت خاص لكل منهما, يجب تشجيع التوأم على تكوين صداقات مع آخرين من بني جنسه لكي لا يشعر بالتخبط لارتباطه الدائم بتوأمته المغايرة له في النوع.
تربية توأم بشخصيات مستقلة
لكي لا يكون التوأم المتماثل نسخة مكررة من الآخر وتتأثر صحته النفسية في فترة الطفولة المبكرة والمراهقة التي تمثل تحدياً للأسرة في حال الطفل المنفرد فما بالكم بالتوائم. وهنا نوجه عناية الأم لبعض المهارات التي تساعد على فصل شخصية التوائم بطريقة سليمة وهي تتمثل في الأمور التالية:
•ترك كل طفل على طبيعته.
•عدم اجبار التوأم على النوم في نفس الوقت.
•تخصيص فراش مستقل لكل طفل.
•ترك كل طفل يختار ما يناسبه من الملابس.
•شراء ألعاب مناسبة لميول كل طفل وشخصيته.
ختاماً, ولادة التوائم على الرغم من أنها تبدو عادية إلا أنها تمثل تحدياً حقيقياً للوالدين إذ لابد من إتقان المهارات اللازمة للتعامل مع التوأم.
لأن هذا يعزز تربيته مستقل الشخصية وناجح في حياته العملية و الاجتماعية دون وجود أي رواسب نفسية سلبية متراكمة من عمر الطفولة ثم تعيق فيما بعد تقدم التوأم أو تشكل ألما نفسيا ومعاناة في المستقبل.
دمتم بكل ود….
لمزيد من الفائدة انقر على المقالات الآتية:
انقر هنا لقراءة مقال عن طرق التعامل مع الحبل السري
انقر هنا لقراءة مقال عن حاسة البصر عند الأطفال