الحصبة عند الأطفال الأعراض والعلاج والوقاية
كانت الحصبة، وهي من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى، مصدر قلق للصحة العامة في جميع أنحاء العالم، وخاصة عند الأطفال. وعلى الرغم من توفر اللقاحات، لا تزال حالات تفشي المرض تحدث، مما يؤكد أهمية فهم هذا المرض وانعكاساته على صحة الأطفال. في هذه المقالة، نتعمق في الجوانب المختلفة للحصبة عند الأطفال، بما في ذلك أعراضها وعلاجها وإجراءات الوقاية.
مفهوم الحصبة؟
الحصبة، والمعروفة أيضاً باسم الحصبة الالمانية، أو الروبولا، قد تكون من الأمراض الخطيرة أو حتى المميتة في حالة الأطفال الصغار. وبعد أن كانت الحصبة واسعة الانتشار من قبل، فإنه يمكن الوقاية منها الآن باللقاح في كل الأحوال تقريباً.
سببها فيروس الحصبة (MeV)، الذي ينتمي إلى عائلة Paramyxovirus. وينتشر عن طريق الرذاذ التنفسي وهو شديد العدوى، مما يجعله أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها باللقاحات على مستوى العالم. ويمكن للفيروس أن يعيش في الهواء وعلى الأسطح لعدة ساعات، مما يزيد من خطر انتقال العدوى.
أعراض الحصبة عند الأطفال
تتراوح فترة حضانة مرض الحصبة من 7 إلى 14 يوماً بعد الإصابة. تبدأ الأعراض عادةً بما يلي:
الحمى
غالباً ما تكون مرتفعة، وتتجاوز 101 درجة فهرنهايت (38.3 درجة مئوية).
السعال
في البداية خفيف، ويتطور على مدار عدة أيام.
سيلان الأنف
غالباً ما يكون مصحوباً بالعطس.
عيون حمراء
(التهاب الملتحمة) قد تصبح العين حساسة للضوء.
بقع كوبليك
بقع صغيرة بيضاء اللون مركزها مزرق تظهر داخل الخدين. مع بؤر بيضاء مائلة للزرقة على خلفية حمراء داخل الفم على البطانة الداخلية للخد، يظهر قبل طفح الحصبة بيومين أو ثلاثة. تتصف بأنها عنقودية.
الطفح الجلدي
يبدأ عادةً طفح جلدي أحمر اللون على الوجه وينتشر للأسفل إلى بقية الجسم. وتظهر عادةً على الوجه وخلف الاذن أولاً. ثم تنتشر للأسفل إلى الصدر والظهر، وأخيراً في القدم.
يستمر الطفح عادة لمدة تتراوح بين 5 إلى 6 أيام ويتلاشى بنفس الترتيب الذي ظهر به. خلال هذا الوقت، قد يشعر الأطفال بعدم الراحة والتهيج.
مضاعفات الحصبة عند الاطفال
بعد مرور مدة زمنية تتراوح بين 10 و 14 يوماً من بداية الاصابة بالعدوى، ينتشر فيروس الحصبة في الجسم.
وفي حين أن معظم الأطفال يتعافون من الحصبة دون مضاعفات، إلا أن البعض قد يعاني من مضاعفات خطيرة، خاصة أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وقد تشمل المضاعفات ما يلي:
– الالتهاب الرئوي: من المضاعفات الشائعة، خاصة عند الأطفال الصغار والبالغين.
– التهابات الأذن: يمكن أن تؤدي إلى فقدان السمع الدائم إذا تركت دون علاج.
– التهاب الدماغ: التهاب الدماغ الذي يمكن أن يهدد الحياة. حيث تسبب تورم الدماغ و احتمالية تلف الدماغ.
– الجفاف الشديد: خاصة في حالات الإسهال والقيء.
علاج مرض الحصبة
لا يوجد علاج محدد مضاد لفيروسات الحصبة. يتركز العلاج في المقام الأول على تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات. إذ يشمل ذلك:
الراحة
الراحة الكافية تساعد الجسم على مقاومة العدوى.
الترطيب
التشجيع على تناول السوائل لمنع الجفاف.
خافضات الحمى
أسيتامينوفين أو إيبوبروفين لتقليل الحمى وتخفيف الانزعاج.
العزل
يجب عزل الأطفال المصابين لمنع انتشار الفيروس للآخرين، وخاصة أولئك الذين لم يتم تطعيمهم أو الذين يعانون من ضعف المناعة.
مكملات فيتامين أ
ذات أهمية خاصة في المناطق التي ينتشر فيها نقص فيتامين أ، حيث يمكن أن تساعد في تقليل شدة الأعراض و خطر حدوث مضاعفات.
في الحالات الشديدة أو للأطفال الذين يعانون من مضاعفات، قد يكون من الضروري دخول المستشفى.
الوقاية من مرض الحصبة
التطعيم هو الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من الحصبة. عادةً ما يتم إعطاء لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) للأطفال على جرعتين:
- الجرعة الأولى عند عمر 12 إلى 15 شهراً.
- والجرعة الثانية عند عمر 4 إلى 6 سنوات.
ولا يحمي التطعيم الفرد فحسب، بل يساعد أيضاً في منع انتشار الفيروس داخل المجتمع، وبالتالي توفير مناعة القطيع.
وتشمل التدابير الوقائية الأخرى ما يلي:
– تجنب الاتصال الوثيق مع الأفراد المصابين خاصة أثناء تفشي المرض.
– ممارسة نظافة اليدين جيداً ، غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، خاصة بعد السعال أو العطس.
– تغطية السعال والعطس واستخدام المناديل الورقية أو المرفق لتغطية الفم والأنف.
يعد لقاح الحصبة أداة حاسمة في مكافحة الحصبة وهو فعال للغاية في الوقاية من المرض.
فيما يلي مزيد من المعلومات حول لقاح الحصبة، بما في ذلك متى يجب إعطاؤه:
لقاح الحصبة
يتم إعطاء لقاح الحصبة عادةً كجزء من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) أو لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والحماق (MMRV).
هذه اللقاحات هي لقاحات حية موهنة، أي أنها تحتوي على شكل مضعف من الفيروس الذي يحفز جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة دون التسبب في المرض.
يوصى بلقاح MMR للتطعيم الروتيني لجميع الأطفال.
توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) بالجدول التالي للتطعيم ضد الحصبة:
1. الجرعة الأولى: تُعطى الجرعة الأولى من لقاح MMR عادةً عند عمر 12 إلى 15 شهراً. إن إعطاء اللقاح في هذا العمر يضمن حماية الرضع ضد الحصبة في مرحلة مبكرة عندما يكونون أكثر عرضة للمضاعفات الشديدة للمرض.
2. الجرعة الثانية: يوصى بأخذ جرعة ثانية من لقاح MMR عند عمر 4 إلى 6 سنوات، قبل دخول الطفل إلى المدرسة. تساعد هذه الجرعة المعززة على ضمان مناعة طويلة الأمد وتقوي الحماية ضد الحصبة.
أهمية التطعيم في الوقت المناسب ضد الحصبة
يعد التطعيم في الوقت المناسب أمراً بالغ الأهمية لضمان الحماية المثلى من الحصبة عند الأطفال. يؤدي تأخير التطعيم إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض، خاصة أثناء تفشي المرض أو عند السفر إلى المناطق التي ينتشر فيها مرض الحصبة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إعطاء اللقاح وفقاً للجدول الزمني الموصى به يساعد في الحفاظ على مناعة القطيع، وحماية الأفراد الضعفاء الذين لا يستطيعون تلقي اللقاح لأسباب طبية أو بسبب العمر.
سلامة اللقاحات
يعتبر لقاح الحصبة آمناً ويمكن تحمله جيداً بالنسبة لغالبية الأفراد. قد تشمل الآثار الجانبية الشائعة حمى خفيفة وطفح جلدي وألم في موقع الحقن. الآثار الجانبية الخطيرة نادرة ولكنها قد تشمل الحساسية.
ما هي مناعة القطيع؟
تشير مناعة القطيع إلى الحماية غير المباشرة المقدمة للأفراد غير المحصنين عندما تكون نسبة كبيرة من السكان محصنة ضد مرض معد.
يعد تحقيق تغطية تطعيمية عالية، وخاصة بين الأطفال، أمراً ضرورياً للحفاظ على مناعة القطيع ومنع تفشي مرض الحصبة داخل المجتمعات.
لا تزال الحصبة تشكل مصدر قلق كبير على الصحة العامة، وخاصة بالنسبة للأطفال، بسبب طبيعتها شديدة العدوى واحتمال حدوث مضاعفات خطيرة.
يعد فهم الأعراض وخيارات العلاج والتدابير الوقائية أمراً ضرورياً للآباء ومقدمي الرعاية الصحية لإدارة انتشار هذا المرض المعدي والسيطرة عليه بشكل فعال.
ويظل التطعيم هو حجر الزاوية في الوقاية من مرض الحصبة، مما يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على تغطية تطعيمية عالية لحماية الأطفال والمجتمعات من هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه.
منصة حلا لقصص الأطفال – مرض الحصبة عند الأطفال –
منصة حلا تنصح بقراءة المقالات التالية قد تفيدك:
الجنين والحياة السرية التي يعيشها في رحم امه
ملابس الأطفال حديثي الولادة وأفضل أنواع الأقمشة للطفل الرضيع
انقر هنا لقراءة موضوع عن الصمت الإرادي عند الأطفال
اعراض الحصبة – اسباب الحصبة – علاج الحصبة