الحمى عند الأطفال الرضع
تعتبر الحمى عند الأطفال والاسهال, من أكثر الصعوبات التي يعاني منها أولياء الأمور والمسؤولين عن رعاية الأطفال عموماً، وعدم القدرة على معرفة أسباب ارتفاع درجة الحرارة أو حدوث الاسهال المفاجئ, أمر مقلق للغاية، إذ تعد الحمى علامة لوجود مرض أدى إلى ظهورها وارتفاعها المستمر. فهي ليست مرضاً بحد ذاتها إنما عرضاً لعدة أمراض أخطرها إصابة الرضيع بالحصبة.
الاسهال أيضاً ليس مرضاً في حد ذاته إنما عرض لعدة أمراض أخطرها الإصابة بالتسمم. وفي هذا المقال سأتناول الطرف الأول من هذه الثنائية المزعجة لكل أم, وهو الحمى عند الأطفال لألتقي معكم في مقال قادم إن شاء الله في الحديث عن الاسهال عند الأطفال.
الحمى عند الأطفال وطريقة قياس درجة حرارة الصغير
هناك عدة أنواع من موازين الحرارة، الا ان الرقمية منها هي الأسهل استعمالا وتعطي إشارة عندما تجهز، ويمكن قياسة درجة حرارة الطفل من المستقيم أو الفم او الجبين او الابط.
لقياس درجة الحرارة المستقيميّة يجب أن تكون بصلة ميزان الحرارة عليها بعض المواد المزلقة، حيث يتم إدخالها بالمنطقة المراد أخذ الحرارة فيها بلطف لمساحة تتراوح بين 1.25 – 2.5 سم في المستقيم في وضعية استلقاء الطفل على بطنه، وعدم السماح له بالحركة وهذه الطريقة هي الأكثر دقة.
يتم أخذ درجة الحرارة عن طريق الفم بوضع الميزان الرقمي تحت اللسان، وتوفر قراءات موثوقة ولكن هذه الطريقة غير مجدية نفعا عند الأطفال الصغار بحيث أنهم غير قادرين على غلق فمهم بالطريقة المطلوبة وهذا الأمر ضروري لقراءة درجة الحرارة الدقيقة لذا يفضل استخدام هذه الطريقة مع الأطفال فوق السن الرابعة.
يتم قياس درجات الحرارة عند الحفرة الابطية عند الطفل وعلى الجلد مباشرة، ولكن الأطباء قلة ما يستخدمون هذه الطريقة لأنها ليست دقيقة، لكن في حال عدم توفر جهاز لقياس درجة الحرارة من الأذن او الجبين عند مقدمو الرعاية فبإمكانهم استخدام هذه الطريقة وهذا أفضل من عدم قياس درجة الحرارة على الإطلاق.
لا يمكن الاعتماد على مقياس حرارة الأذن عند الرضع دون سن ٣ أشهر، عندما يتم قياس درجات الحرارة الأذنية باستعمال جهاز رقمي يقيس الأشعَّة تحت الحمراء(درجة الحرارة) من طبلة الاذن، لذا يُوضَع مسبار الحرارة حول فتحة الأذن بحيث يجري تشكيل سدَّادة، ثم يتمُّ الضغط على زرِّ البدء فتُشير القراءة الرقميَّة إلى درجة الحرارة.
لقياس درجة الحرارة عند منطقة الجبين، يُحرَّك رأس مقياس الحرارة برفقٍ عبر الجبهة من خط الشَّعر إلى خط الشَّعر مع الضغط على زرِّ المَسح الضوئي.تُشير القراءة الرَّقميَّة إلى درجة الحرارة، إلا أن هذه الطريقة ليست دقيقة كدرجات الحرارة المقروءة بالنسبة لدرجات الحرارة المستقيميَّة خاصة عند الأطفال الرضع دون ٣ أشهر.
الحمى عند الأطفال و أسبابها عند حديثي الولادة
المقصود بهذه الفئة هم الأطفال الذين لم تتعد أعمارهم 28 يوماً، إذ أن أغلب حالات الحمى عند الأطفال حديثي الولادة تعود إلى عدوى بكتيرية حادة، أهم عواملها أخذ السيرة المرضية من الأم أثناء حملها وعند ولادتها او في فترة ما بعد ولادتها التي تساعد في تشخيص وتحديد أسباب الحمى.
وتعد السبعة أيام الأولى من عمر الطفل هي الأكثر ارتفاعاً لدرجات الحرارة حيث تنتقل العدوى من الأم إلى طفلها، سواء كان ذلك أثناء الولادة أو انتقال العدوى عبر المشيمة أثناء الحمل، أو نتيجة التعرض المباشر للعدوى خلال أو بعد الولادة.
ومن أبرز الميكروبات المسببة للحمى عند حديثي الولادة هي:
- بكتيريا المكورات العقدية نوع ب (بالإنجليزية: Group B Streptococcus).
- بكتيريا الإشريكية القولونية (بالإنجليزية: E. coli).
- بكتيريا اللستيريا المولدة للخلايا الوحيدة (بالإنجليزية: Listeria Monocytogenes).
- فيروس الهربس (بالإنجليزية: Herpes Simplex Virus)
وتؤدي هذه الميكروبات إلى حدوث الالتهاب الرئوي أغلب الأوقات والتهاب السحايا، وربما وجود بكتيريا في الدم أو تسمم الدم.
الحمى عند الأطفال واسبابها عند الرضع
الحمى عند الأطفال الرضع, وتشمل الفئة من عمر 28 يوماً إلى 60 يوماً، تتراوح نسبة وجود التهاب بكتيري حاد عند الأطفال الذين يعانون من الحمى في هذه الفئة من 6% إلى 10%، وغالباً ما يكون السبب التهاب المسالك البولية.
وقد تنخفض فرص تعرض الأطفال دون ٣ أشهر لعدوى فيروس من قبل للتعرض لعدوى بكتيرية أثناء هذه الفترة، كما يوجد تزامن بين وجود التهاب في المسالك البولية والتهاب القصبات الهوائية عند الأطفال المصابين بالحمى في هذه الفئة.
الحمى عند الأطفال وأسبابها من عمر 3 اشهر إلى 3 سنوات
تعود ابرز أسباب ارتفاع الحرارة عند هذه الفئة إلى وجود بكتيريا في الدم و تسمى بحالة تسمم الدم، اذ ان السبب الأبرز لعدوى الدم هو بكتيريا العقدية الرئوية بالدرجة الأولى ثم تليها بكتيريا المستدمية النزلية نوع ب، ولكن الالتزام بالمطاعيم المخصصة للطفل تقل نسب التعرض لوجود بكتيريا في الدم بنسب كبيرة.
وهناك عدة أسباب أخرى لارتفاع الحرارة غير العدوى وهي:
- الإنهاك الحراري.
- داء كاواساكي.
- تسمم الأدوية، مثل الأدوية المضادة للفعل الكوليني.
وهناك احتمال كبير أن بارتفاع درجة الحرارة بعد أخذ اللقاحات، و يحتمل ارتفاع حرارة الطفل من يومين إلى ثلاثة ايام بعد أخذ لقاح السعال الديكي، كما ترتفع بعد أسبوع أو أسبوعين من أخذ لقاح الحصبة. وعادةً ما يستمر ارتفاع الحرارة بعد أخذ المطعوم من ساعات إلى حد يوم واحد لا أكثر وهذا أمر طبيعي، و تقام ندوات كثيرة في عدة بلدان للتصرف بالطريقة المناسبة بعد أخذ المطاعيم.
الحمى عند الأطفال والعلاج الطبيعي
علاج ارتفاع درجة الحرارة أمر مهم جدا وإهماله يؤثر سلبا على صحة الطفل و هناك بعض الطرق المنزلية في حال لم تنذر حالته باستدعاء زيارة الطبيب ومنها:
شرب السوائل
الحرص على شرب الطفل الكثير من السوائل الباردة، تتنوع بين الماء والعصائر الطبيعية.
تبريد الجسم
محاولة تبريد جسد الطفل عبر وضعه في غرفة جيدة التهوية وباردة، واستخدام أغطية خفيفة واستعمال الكمادات مع مسح جسمه بالماء بلطف.
النوم والراحة
توفير الراحة للطفل أثناء فترة الحمى، وتوفير البيئة الهادئة التي تضمن له الحصول على الوقت الكافي من النوم.
تناول الأدوية
عدم اعطاء الطفل مسكنات أو أسبرين أو أدوية لخفض الحرارة دون استشارة الطبيب.
الملابس الخفيفة
ارتداء الطفل لملابس خفيفة لا تسبب زيادة درجة حرارة جسمه.
الاستشارة الطبية
عندما تتجاوز الحمى أكثر من يومين دون تحسن واضح ومرتقب في حالة الطفل، لا بد من اللجوء إلى زيارة الطبيب فورا، خاصة في حال تطورت الأعراض إلى ضيق في التنفس أو صعوبة في البلع.
أخيراً, الحمى عند الأطفال ليست مرضاً بحد ذاتها، إنما هي نتيجة لدخول فيروس غريب على الجسم أو نتيجة لالتهاب أو كسر أو جرح، و هي ليست خطيرة في حال تم اعطاء الطفل العلاج المناسب في الوقت المناسب، و في حال ساءت حالة الطفل الصحية فلا بد من زيارة الطبيب و تلقي العلاج المناسب.
حررته الكاتبة / ندى خلف
منصة حلا لقصص الأطفال تنصح بقراءة المقالات التالية:
انقر هنا لقراءة مقال عن البكاء المفرط عند الرضع
انقر هنا لقراءة مقال كامل عن الوزن المثالي للرضيع