الخجل عند الطفل أسبابه وعلاجه – منصة حلا 2024
الخجل عند الطفل
الخجل الشديد عند الطفل تعاني منه بعض الأسر. يفضل الوالدان أن يكون طفلهم جرئ يتحدث مع هذا وذاك ويعبر عن رأيه ويكون قوي الشخصية. الخجل بحد ذاته ليس أمرا معيبا، الطفل الخجول يكون ذا طبيعة حساسة ومبدع وقادر على الابتكار لأنه يتأمل كثيرا ويفكر قبل أن يتكلم.
لكن قد يتفاقم الخجل ويصبح عائقا للطفل عن الاستمتاع بالحياة وتكوين الصدقات. وقتها يجب أن يتدخل الوالدان لمساعدة الطفل على التغلب على الخجل الشديد. لأنه قد يؤثر بشكل سلبي على حياة الطفل ويجعله عرضة للتنمر. اليوم نطرق الباب ونتعرض لأسباب الخجل الشديد عند الطفل وكيفية التغلب عليه.
تعريف الخجل عند الطفل
الخجل هو الإحساس بعدم الارتياح والارتباك والخوف عند التواجد في مكان يضم أشخاص جُدد. يميل الطفل الخجول للانسحاب من التجمعات العائلية والفاعليات الكبيرة والأنشطة المدرسية مع أنه في داخله يتمنى المشاركة.
يعود ذلك لعجز الطفل عن التعبير عن نفسه وخوفه من أن يصدر الناس أحكاماً مسبقة تؤثر على نفسه الحساسة،
وبالتالي يتجنب المشاركة خوفاً من تأنيب نفسه إذا تعرض لكلمة جارحة.
هل الخجل عند الطفل أمر معيب؟
الخجل ليس مرضاً و لا يُعد أمراً سيئاً، ويجب أن يُراعي الآباء والأمهات أن أي طفل يحتاج لبعض الوقت قبل أن ينخرط في أي بيئة جديدة ويتأقلم مع من حوله.
الخجل المؤقت أمر طبيعي ولا يستدعي القلق, لكن الخجل الدائم له جوانب سلبية متعددة. لهذا يجب أن يتدخل الوالدان لتجنب آثاره السلبية.
النتائج المترتبة على الخجل عند الطفل
هناك بعض المشاكل التي يتعرض لها الطفل الخجول وهي كالتالي:
1- التنمر, الطفل الخجول يكون هدفاً سهلاً للمتنمرين, لأنهم يثقون أنه لا يدافع عن نفسه ويلتزم الصمت. لهذا يتعرض للإيذاء اللفظي والبدني بصورة متكررة.
2- الرعشة والتلعثم واحمرار الوجه عند التحدث في مكان عام والتعرق وقد يؤدي الأمر إلى البكاء بشكل مفرط ورغبة في العودة إلى البيت إذا كان الطفل دون الرابعة من عمره.
3- عرضة للتوحد, وذلك لأنه أغلب الوقت ينسحب من الحياة الاجتماعية ويضع نفسه في مكان معزول ويشعر بالوحدة وتجنب مخالطة الاغراب.
4- عجز الطفل عن تكوين صداقات وحياة اجتماعية طبيعية.
5- انعدام المهارات الاجتماعية, كالحوار مع الاخرين والاستمتاع باللعب مع الاقران والاجابة على بعض الأسئلة البسيطة في المنزل أو المدرسة.
6- الامتناع عن ممارسة الأنشطة الرياضية.
7- عدم القدرة على المواجهة, والدفاع عن النفس واللجوء إلى الصمت أو الهروب وهذا قد يعرضه للظلم كثيراً.
8- انخفاض الثقة بالنفس والتقدير الذاتي والشعور بالدونية وجلد الذات المستمر, وذلك بسبب عجزه عن الرد والدفاع عن نفسه.
9- الاكتئاب, الطفل الذي عانى من الخجل يكون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
10- البدانة, التوقف عن المشاركة في الأنشطة الإنتاجية والخدمية والرياضية قد يعزز البدانة لدى الطفل.
11- الإخفاق عند إنجاز المهام, بسبب شدة الارتباك اثناء الأداء وخوفه من الأحكام المسبقة.
12- زيادة القلق والتوتر, فالخجول عندما يرى أقرانه يتمتعون بممارسة الأنشطة وتكوين الصداقات يبدأ في عقد مقارنة تؤدي لتفاقم القلق لديه.
الخجل عند الاطفال أسبابه وعلاجه
أسباب الخجل عند الاطفال, تتنوع أسباب الخجل الشديد فمنها ما يرتبط بالوراثة وهناك أسباب مكتسبة من البيئة المحيطة. إذ يمكن تلخيص أسباب الخجل الشديد فيما يلي:
1- الضغط الأُسري الشديد
بعض الأُسر تنشد الكمال بصورة كبيرة فتراهم يضغطون على الطفل ويمطرونه بوابل من التوجيهات ليل نهار. عقل الطفل لا يستوعب تكرار كلمة لــ 100 مرة في اليوم،” لا تتحدث بصوت عالٍ”, ” لا تتفوه بما لا يليق”, ” لا تأخذ حلوى من الأقارب “, “لماذا قلت كذا وكذا”.
يفعل الآباء والأمهات ذلك ليظهروا بالشكل الراقي أمام الاخرين, لكنهم لا يدركون أن الطفل يعجز عن إيجاد سبب منطقي لتلك التوجيهات الزائدة فيفضل الانسحاب.
2- الخوف من الفشل
يخاف الطفل من أن يفشل أو يرسم من حوله صورة غير صحيحة عنه.
3- الوراثة
إذا كان الأب خجول في صغره فمن المرجح أن يرث الطفل هذه السمة الشخصية, إذ قد تبدو صفة الخجل عند الصغير واضحة من الشهور الأولى عند ملاعبته, على هيئة احمرار في الوجه وتعرق ظاهر وقد ينتهي به المطاف إلى بكاء مفرط وغير مبرر.
4- العيش في بلد آخر
قد تضطر ظروف العمل لانتقال الأسرة إلى بلد أجنبي. يشعر الطفل بالوحدة لاختلاف اللغة والثقافة, ولا يستطيع الطفل أن يعي اختلاف الثقافات في بعض الأحيان. قد يكون شعب ذلك البلد عنصري مع الأجانب ويتجنبهم فيفقد الطفل المهارات الاجتماعية اللازمة.
5- الحساسية المفرطة
هناك أطفال يتسمون بالحساسية العاطفية بسبب التعرض للترهيب أو للعنف الأسري أو كثرة السخرية مما يقولونه أو يفعلونه في مرحلة مبكرة أو بسبب فقد أحد الوالدين وهذه تعد من أكثر أسباب الخجل عند الاطفال.
6- الطفل الوحيد
الطفل الوحيد يفرط الوالدان في حمايته ورعايته أحياناً خاصة في الأسر الصغيرة التي تتكون من أب وأم فقط, وهذا قد يعزز خصائص الخجل لديه.
9- انعدام الرعاية الأسرية الطبيعية
انعدام الرعاية الأسرية الطبيعية الأطفال الذين ينشئون في المراكز الاجتماعية الخاصة باللقطاء واليتامى لا يحصلون على القدر الكافي من العطاء والرعاية وبالتالي يتنامى في داخلهم الخجل والقلق الدائم.
10- النقد اللاذع
من أهم أسباب الخجل عند الاطفال, تعرض الطفل للنقد المستمر القاسي يجعله خجولاً منزوياً.
11- التقليد
الوالدان هما القدوة لأطفالهم غالباً لهذا إذا كانت طبيعة أحدهما تميل للعزلة فمن المرجح أن يرث الطفل هذه السمة الشخصية. في هذه الحالة يكون الخجل سلوك مكتسب بسبب رغبة الطفل في التقليد فقط.
طرق علاج خجل الاطفال
علاج خجل الاطفال, لكي يتغلب الطفل على خجله الشديد, لابد من مراعاة الأمور الهامة التالية:
1- امنحي طفلك الحب والاهتمام الكافي وتفقدي أحواله واسأليه عما يزعجه. وحاولي احتواء طفلك وعلى الأب أن يصحبه معه لشراء مستلزمات المنزل وحضور المناسبات العائلية.
2- الثناء على الطفل, إذا قام الطفل بمصافحة أحد أقاربه, امدحيه بقوة لكي يثق في نفسه ويتعامل مع من حوله بأريحية وسلاسة.
3- تقليل الحماية المفرطة, إن المخاوف التي تشعرين بها غالباً تكون غير مبررة كــ ( العين, الحسد, الأسرار, الحماية, الخوف من العدوى السلوكية….الخ)
وغيرها من المخاوف التي تخلق الخجل عند الاطفال بعمر السنتين, وهي مخاوف ليس لها أي مبرر أو فائدة إلا عزل الطفل عن المحيط الاجتماعي وخلق عقدة الخجل عنده من العدم والتي من شأنها أن تسبب له إعاقة في اكتساب المهارات الاجتماعية قد تزيد من حدة خجله لاحقاً.
4- إبدأي بنفسك, لا يمكن أن تكوني خجولة تفضلي العزلة وتنزعجي من اللقاءات العائلية, ثم تنشدي أن يكون طفلك اجتماعيا مرحاً. بل أكثري من مقابلات قريباتك وجاراتك وتحدثي إليهن بود ولطف.
5- تجنب النقد المستمر, يكفي التعقيب مرة واحدة على خطأ الطفل ولا ينبغي تصدير الخطأ لكل الأوقات ليصبح أسطوانة مشروخة تكدرين بها صفوه وتجعلين منها مادة للفكاهة والسخرية وتصدير اللوم إلى قرارة نفسه.
6- الامتناع عن مقارنة الطفل بأقاربه وأقرانه, لأن المقارنة من مهدمات الذات الرئيسية.
7- عدم الضغط على الطفل لتحقيق التفوق, بعض الأسر تطالب الطفل بالتفوق والمثالية وكأن الطفل آلة وليس بشر يخطئ و يصيب, متناسية أن الأطفال قدرات مختلفة, وقد تجدينه قوي في مواضع وضعيف في غيرها ولن تحصلين على أي نتيجة من ضغطك عليه إلا افقاده الثقة في نفسه.
8- التدرج في المواجهة, لا تدفعي طفلك الخجول في مواقف اجتماعية مفاجئة أو بشكل إجباري, اجعليه أولا يتفاعل في مجموعة صغيرة. واتركيه يتعامل مع موقف اجتماعي محدود مثل الاطمئنان على صحة الجدة. لاحقاً اجعليه يواجه مجموعات كبيرة والخروج مع أبيه ومعك حتى يألف التفاعل تدريجياً.
9- التعاطف مع الطفل, لا تشعري طفلك أنه معيب بسبب خجله أو ناقص, بل شجعيه على التعبير عن نفسه والانخراط بصورة تدريجية.
10- قدمي محاكاة للتجمعات العائلية والأنشطة على شكل مسرحيات. اجعلي الطفل يرى الدُمى وهي تتفاعل عندما تقابل بعضها. احكي له قصصاً عن طفل خجول خائف قرر أن يواجه الخجل ويتغلب على ما يقلقه ونجح واكتشف أن الخجل لم يكن الخيار المناسب.
11- الصبر, لا تتوقعي أن طفلك آلة بمجرد أن طلبت منه التوقف عن الخجل سيستجيب, لابد من الصبر والمحاولة المستمرة والتحفيز.
12- لا تلصقي الخجل بطفلك, توقفي عن تقديم طفلك للأقارب على أنه خجول ولو كان غير موجود. يمكنك أن تعبري عن خجله بأنه متحفظ عند تعامله مع الغرباء إلى أن يعتاد عليهم.
13- التشجيع على المشاركة, تشجيع الطفل على التغلب على الخجل الشديد عن طريق اصطحابه من وقت لآخر لزيارة الأقارب والزملاء والأصدقاء. وقد يكون مفيداً أن يذهب برفقة الأب إلى العمل في أحد الأيام. كذا اطلبي منه أن يتصل بأقرانه ويطمئن عليهم من وقت لآخر.
14- التدخل الطبي, ذكرنا أن الخجل ليس حالة مرضية, لكن إذا تسبب الخجل في التأخر الدراسي وأعاق حياة الطفل اليومية, فلابد من أن تلجأ الأسرة إلى أحد أطباء الصحة النفسية, لأخذ النصح والمشهورة. الطبيب سيتحدث مع طفلك ويتعامل مع خجله وينمي لديه المهارات الاجتماعية.
أخيراً, الخجل محمود إذا كان لا يعيق الطفل عن تكوين صداقات وحياة اجتماعية طبيعية, بل هو سمة للعباقرة والمبدعين. ويحتاج علاج الخجل الشديد لاحتواء الطفل ومعرفة سبب خجله والثناء عليه ومنح الطفل ثقة تعزز لديه احترام الذات وعدم الخوف من الفشل.
دمتم بكل ود….
للتواصل والاستفسار تواصل معنا عبر النموذج التالي:
قد يهمك أن تقرأ أيضاً
اسرار البيوت في خطر – كيف اتصرف مع طفل يفشي أسرار البيت؟
جرب زيارة صفحتنا على الفيس بوك :
انقر هنا لقراءة مقال عن طرق التربية الحديثة