الخرس الاختياري عند الأطفال الاسباب والعلاج

منصة حلا

الخرس الاختياري هو اضطراب قلق في مرحلة الطفولة يتميز بعدم قدرة الطفل المستمر على التحدث في مواقف اجتماعية محددة حيث يكون هناك توقع للتواصل.

في حين أن العديد من الأطفال قد يمرون بمراحل من الخجل، فإن الصمت الانتقائي يتجاوز السلوك النموذجي، مما يعيق قدرة الطفل على التعبير عن نفسه لفظياً في أماكن معينة. في هذه المقالة، سوف نستكشف الأسباب المحتملة للصمت أو الخرس الإرادي وإيجاد طرق فعالة للعلاج.

أسباب الخرس الاختياري

  منصة حلا

اضطرابات القلق

غالباً ما يرتبط الصمت الاختياري باضطرابات القلق، وخاصة القلق الاجتماعي. قد يواجه الأطفال المصابون بـ الخرس الاختياري خوفاً غامراً من الحكم السلبي أو الإحراج، مما يجعل من الصعب عليهم التحدث في مواقف معينة.

انفصال الوالدين

اضطراب الطفل من المشكلات الاسرية والخوف الشديد من انفصال والديه أو وفاة احدهما، قد يدفع الطفل الى التزام الصمت لعدم قدرته على التعبير عن حزنه وخوفه مما يحصل في حياته من أحداث مؤلمة.

العوامل المزاجية

قد يكون بعض الأطفال عرضة للقلق أو الخجل بسبب مزاجهم. قد يساهم المزاج المكبوت أو المثبط بشكل طبيعي في تطور الصمت الإرادي عندما يقترن بالضغوطات البيئية. كضغط الأهل على الطفل بعدم التحدث اثناء كلامهم او امام الاخرين.

العوامل الوراثية

تشير الأبحاث إلى وجود مكون وراثي لاضطرابات القلق، وقد يكون للصمت الإرادي جانب وراثي. إذا كان لدى الطفل تاريخ عائلي من القلق أو الحالات ذات الصلة، فقد يكون أكثر عرضة للإصابة بالصمت الاختياري.

المحفزات البيئية

الأحداث المؤلمة أو المجهدة، مثل الانتقال إلى مكان جديد، أو تغيير المدرسة، أو تجربة تغيير كبير في الحياة، يمكن أن تؤدي إلى الخرس الارادي لدى الأطفال المعرضين للإصابة. يمكن أن تؤدي هذه الأحداث إلى تفاقم القلق وتجعل من الصعب على الطفل التواصل لفظياً.

التعلم الاجتماعي

يتعلم الأطفال من بيئتهم، وإذا لاحظوا القلق أو الخوف من التواصل في محيطهم المباشر، فقد يتبنون سلوكيات مماثلة. يمكن أن يشمل ذلك رؤية أحد أفراد الأسرة يعاني من القلق الاجتماعي أو مواجهة تحديات التواصل في سن مبكرة.

الهروب من مشكلات نفسية

قد يختار الطفل الصمت كحل للهروب من بعض المشكلات النفسية والاجتماعية، فيلتزم الصمت والخجل الكلامي لدرجة الامتناع عن الكلام مع الآخرين في أماكن معينة وفي مواقف محددة مع أشخاص معينين، إلا أنه في مواقف اخرى يتحدث احيانا وبطلاقة وبشكل عادي.

وهذا الاضطراب النفسي ينتاب الطفل في المواقف الاجتماعية خاصة في المدرسة.قد يبدأ الطفل في هذا الاضطراب النفسي قبل سن المدرسة، ولكن قد لا يلتفت الأهل للمشكلة حتى يدخل المدرسة، وذلك لزيادة التفاعل الاجتماعي والمهام الوظيفية.

كل الأسباب السابقة تؤثر على مستقبل الطفل وصحته، وإذا استمرت الحالة بعد سن العاشرة دون علاج فقد تصبح مزمنة.

طرق علاج الخرس الاختياري

 منصة حلا

تتضمن معالجة وعلاج الصمت الارادي لدى الأطفال نهجاً متعدد الأوجه يجمع بين التدخلات العلاجية والبيئات الداعمة والتعاون بين الآباء والمعلمين وأخصائيي الصحة العقلية. على الرغم من عدم وجود “علاج” سريع للصمت الإرادي، إلا أن الاستراتيجيات التالية يمكن أن تساهم في العلاج الناجح وتحسين قدرة الطفل على التواصل:

التعرف والتشخيص المبكر

يعد تحديد الخرس الإرادي مبكراً أمراً بالغ الأهمية للتدخل الفعال. يلعب المعلمون وأولياء الأمور ومتخصصو الرعاية الصحية دوراً حيوياً في التعرف على العلامات وطلب المساعدة المهنية عند الحاجة.

العلاج السلوكي

أثبتت التدخلات السلوكية، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، فعاليتها في علاج الصمت الاختياري. يعمل المعالجون مع الطفل لمعالجة القلق، وبناء آليات التكيف، وزيادة راحتهم تدريجياً في مواقف التحدث.

العلاج السلوكي المعرفي هو أسلوب علاجي يستخدم على نطاق واسع لعلاج اضطرابات القلق، بما في ذلك الصمت الاختياري. يستخدم المعالجون تقنيات مختلفة لمساعدة الأطفال على تحديد أنماط التفكير السلبية وتحديها، وإدارة القلق، وبناء الثقة تدريجياً في مواقف التحدث.

التعرض التدريجي للمواقف

التعرض التدريجي للمواقف المثيرة للقلق يساعد الأطفال على بناء الثقة. قد يعمل المعالجون على تسلسل هرمي لتحديات التحدث، بدءاً من السيناريوهات الأقل ترويعاً والتقدم إلى السيناريوهات الأكثر تحدياً.

يعد التعرض التدريجي للمواقف المسببة للقلق عنصراً أساسياً في علاج الصمت الاختياري. تساعد إزالة التحسس المنهجية هذه الطفل على أن يصبح أكثر راحة في التعبير اللفظي مع مرور الوقت.

مشاركة الأسرة

يعد دعم الأسرة أمراً بالغ الأهمية في علاج الخرس الاختياري أو الصمت الإرادي. إن إشراك الوالدين والأشقاء في جلسات العلاج يساعدهم على فهم الحالة وتعلم طرق فعالة لدعم طفلهم في المنزل.
يلعب الأهل دوراً حاسماً في عملية العلاج. إن تثقيف الآباء حول الخرس الانتقائي، وتزويدهم بخطط وفعاليات لدعم أطفالهم في المنزل، وإشراكهم في جلسات العلاج يمكن أن يعزز فعالية التدخلات.

التعاون مع المدارس

يجب أن تكون المدارس على دراية بحالة الطفل وأن تعمل بالتعاون مع متخصصي الصحة العقلية لخلق بيئة داعمة. يمكن للمعلمين تنفيذ استراتيجيات لتشجيع التواصل اللفظي تدريجياً في الفصل الدراسي.

يمكن للمعلمين تنفيذ استراتيجيات مثل نظام الأصدقاء، حيث يساعد النظير الموثوق به الطفل في المواقف الاجتماعية، أو توفير الفرص للطفل للتواصل في أماكن أقل ترويعاً.

توفير المرونة في أنشطة الفصل الدراسي والسماح للطفل بالتعبير عن نفسه من خلال وسائل بديلة، مثل الكتابة أو التواصل غير اللفظي، يمكن أن يقلل من الضغط على التحدث مع الاستمرار في تشجيع المشاركة.

العلاج باللعب

فعال بشكل خاص للأطفال الصغار، حيث يتيح لهم العلاج باللعب التعبير عن أنفسهم بطريقة طبيعية وغير مهددة. يستخدم المعالجون أنشطة اللعب لبناء العلاقة والعمل على مهارات التواصل في بيئة مريحة.

علاج النطق

يمكن أن يساعد معالجو النطق في معالجة أي مشاكل أساسية في الكلام أو اللغة قد تساهم في حدوث الخرس الاختياري. يركزون على بناء مهارات الاتصال اللفظي وتحسين قدرة الطفل الشاملة على التعبير عن أنفسهم.

التدريب على المهارات الاجتماعية

يمكن أن يكون التدريب على المهارات الاجتماعية مفيداً في مساعدة الأطفال على تطوير المهارات اللازمة للتنقل في التفاعلات الاجتماعية. يمكن أن يوفر لعب الأدوار والأنشطة الجماعية والمواقف الاجتماعية المنظمة فرصاً للطفل لممارسة مهارات الاتصال وتحسينها في بيئة داعمة. إن تشجيع التعزيز الإيجابي والإشادة بجهود الطفل بدلاً من التركيز على التواصل اللفظي فقط يمكن أن يخلق بيئة داعمة تعزز التحسن التدريجي.

الأدوية

في بعض الحالات، قد يصاحب الخرس الاختياري اضطرابات قلق أخرى، ويمكن اعتبار الدواء جزءاً من خطة العلاج. يعد التقييم النفسي والتشاور مع طبيب الأطفال المختص أمراً بالغ الأهمية لتحديد ما إذا كان الدواء مناسباً، وإذا كان الأمر كذلك، فما هو النوع الذي قد يكون مفيداً.

ومن المهم ملاحظة أن التقدم قد يختلف من طفل إلى آخر، ويعد اتباع نهج مخصص بناءً على احتياجات الفرد ونقاط قوته أمراً أساسياً. يساهم الصبر والدعم المستمر والجهد التعاوني بين مقدمي الرعاية والمعلمين وأخصائي الصحة العقلية في النجاح الشامل في مساعدة الأطفال على التغلب على الصمت الاختياري.

الصمت الاختياري او الخرس الاختياري هو اضطراب قلق معقد يتطلب نهجا شاملا ومصمما للتدخل. ومن خلال فهم الأسباب المحتملة وتنفيذ استراتيجيات فعالة، يمكن للوالدين والمعلمين وأخصائيي الصحة العقلية أن يلعبوا دوراً حيوياً في مساعدة الأطفال على التغلب على هذه المشكلة وتطوير مهارات الاتصال الفعالة. يعد الاعتراف المبكر والتوجيه المهني والبيئة الداعمة من العوامل الرئيسية في تعزيز رفاهية ونجاح الأطفال الذين يواجهون هذا التحدي.

الزائر الكريم, فضلاً لا أمراً تعرف على منصتنا لعلها تغرس بذورها في قلبك

انقر هنا لتتعرف على منصة حلا لقصص الأطفال

انقر هنا لقراءة مقال عن اضراب فرط الحركة عند الأطفال

الزائر الكريم ستجد كل ايقونات قنواتنا اسفل المنصة

سكوت الاطفال – صمت الاطفال – امراض الاطفال