السرقة عند الأطفال وطرق الوقاية من الوقوع فيها و معالجتها 2024
السرقة عند الأطفال
السرقة عند الأطفال قد تمثل فاجعة وطامة كبرى للوالدين, إذ قد يشعر الوالدين بخيبة أمل كبيرة إذا قام طفلهم بسرقة غرض ما.
أنصح الوالدين بالتروي وعدم اللجوء إلى العقاب البدني أو اللفظي. ويجب أن نعي أن الطفل في السنوات الأولى لا يستوعب مفهوم الملكية, فكل ما يشد انتباهه يريد الحصول عليه و تملكه.
ولابد من أن يعلم الوالدان أولاً دافع السرقة عند الطفل قبل السعي لعلاج هذا السلوك السيء. فقررت أن أتطرق إلى هذا السلوك الذي تغلب عليه العفوية في السنوات المبكرة.
ولكي نفهم سوياً دوافع الطفل ونقترب, وإن قليلاً من تفكيره لنجد حلاً قبل أن تصبح السرقة عادة تجر المتاعب مستقبلاً.
التربية السليمة
هناك آلاف النظريات التي تتمحور حول طرق تربية الطفل, وأعتقد أنها مهما اختلفت فإن هناك إجماع ضمني على أن السرقة تتعارض مع القيم الأخلاقية في كل زمان ومكان.
واكتشاف سرقة الطفل قد يدفع أحد الوالدين إلى اللجوء دون وعي إلى العنف, لكن يجب أن أوضح أن العنف بكافة أشكاله سيدفع الطفل لتكرار الأمر كلما سنحت له الفرصة.
السرقة عند الأطفال والدراسات الحديثة
يعتبر علماء النفس أن السرقة في سنوات العمر الأولى ( 2_4) لا تُعتبر عملا إجراميا. لهذا يجب على الوالدين ضبط النفس وتجنب التلويح بالعقاب, وقتها سيقدم الطفل على الإعتراف بسلاسة حول دوافعه وربما ببعض الحيل مثل قصة قصيرة يعي الطفل أن هذا السلوك مرفوض.
أنصح الوالدين بعدم قياس سلوك الطفل بمنظور أخلاقي فربما كان الغرض المسروق فريداً من نوعه وعادة يعتقد الأطفال أن ما يعجبهم ملكاً لهم وهم بطبيعة سنهم لا يدركون آلية البيع والشراء.
هل يوجد علاج سلوكي لسرقة الطفل في سنواته الأولى؟
لعلاج السرقة في المراحل العمرية المبكرة (2_4 )يجب إتباع الخطوات التالية:
• شرح معنى الملكية بطريقة مبسطة مع ضرب أمثلة حية يستوعبها الطفل.
• عمل محاكاة لعملية البيع والشراء في البيت باستخدام الخضروات كالخيار والجزر أو الفواكه كالبرتقال أو التفاح أو حتى بألعاب الطفل.
• توضيح إمكانية طلب اللعبة بلطف لبعض الوقت على سبيل الاستعارة.
• عرض إمكانية مبادلة الألعاب لبعض الوقت مع الأطفال الآخرين.
• حث الطفل على الاهتمام بمقتنيات الغير وإعادتها بعد انتهاء اللعب.
• عند اكتشاف الوالدين لأغراض مسروقة يجب الإصرار على ردها لأصحابها.
• من المفيد عمل مسرحيات أو قراءة القصص المصورة لبث القيم الأخلاقية بطريق غير مباشر.
السرقة عند الأطفال الأكبر سناً
عند قيام الطفل في مرحلة رياض الأطفال والتعليم المبكر بالسرقة, فيجب على الفور مواجهته بلطف وأن نوضح له أنه أخطأ وأن تصرفه غير مقبول.
وذلك لأن الطفل هنا قد فهم إلى حد ما مفهوم الملكية, لكنه قد يخلط ما بين الواقع والخيال. وفي بعض الأحيان يقوم الطفل بالسرقة بدافع التجربة فقط أو الرغبة في الشعور بالمخاطرة أو لخلق نوع من الإثارة وشد الانتباه.
من المفيد كذلك محاولة اكتشاف السبب الذي دفعه إلى السرقة واكتشاف هل هي المرة الأولى أم أنه اعتاد على هذا السلوك.
هل يوجد علاج سلوكي للسرقة عند الأطفال الأكبر سناً؟
يجب أن نشرح للطفل أبعاد الأمر وأن أخذ متعلقات الآخرين يزعجهم. إذ أن بعض الأطفال في هذه المرحلة العمرية لا يتحكمون في تصرفاتهم وقد يأخذون بدون قصد منهم أغراض أقرانهم.
حينها يجب على الوالدين أن يطلبا منه برفق رد ما أخذه وتقديم اعتذار لطيف. من المفيد أن نناقشه في شعوره إذا فقد شيئا يخصه مع بث بعض القصص الهادفة والمفيدة التي تشجع على الأمانة واحترام ممتلكات الآخرين.
انقر هنا لقراءة قصة سارق الألعاب لصغيرك
السرقة عند الأطفال في سن المراهقة
السرقة في مرحلة المراهقة تختلف تماما من حيث دوافعها وطرق علاجها، لأن المراهق يعي تماما أن هذا السلوك مرفوض. لهذا فإن المصارحة والمواجهة ومناقشة الموضوع بصراحة قد يشكل مفتاحا لتقويم السلوك الخطأ.
ماهي دوافع السرقة عند المراهقين؟
للسرقة عند المراهقين عدة دوافع مختلفة تجعلهم يلجؤون إليها نذكر منها:
1- الحرمان والكبت, بعض المراهقين من الفقراء, يعوضون حرمانهم عن طريق السرقة وقد تشكل الأسر البخيلة أو الفقيرة التي أهملت الجانب التربوي دافعاً للمراهق لكي يسبب المتاعب فتكون تلك وسيلته للاعتراض وإشباع رغباته.
2- الدلال المفرط, إذا كان الحرمان والكبت وحرص الوالدان سبباً في سرقة المراهق, فإن التدليل الزائد وتوفير كل ما يطلبه المراهق في الحال, قد يزرع في المراهق أنانية مفرطة و رغبة حثيثة مرضية في تملك الأشياء بأي ثمن.
وهؤلاء تمتد أيديهم دون وعي لكل ما يعجبهم لأن شراهة التملك لا تتوقف لديهم أبداً, بل قد يتطور الأمر ويصبح لديهم هوساً مرضياً ويقوم وقتها المراهق بسرقات عشوائية لأشياء لا يحتاجها أساساً ويلازمه عقبها شعوراً بالندم.
3- تعزيز المتعة, يقوم المراهق بالسرقة أحياناً من أجل اللهو والمتعة ليس إلا أو لتعزيز الشعور بالتفوق على الآخرين وتغفيلهم. وقد تكون بدافع المنافسة و إثبات قوة الشخصية أمام رفقاءهم. ومن المراهقين من يتلذذ عند رؤية غيره حزين لفقد أغراضه.
والبعض يقوم بها بدافع التقليد الأعمى لأفلام البلطجة والعنف فهي تبث رسائل خفية مسمومة في وعي المراهق.
ولا يمكن الاستهانة بالكبت والعنف بلا مبرر تجاه الطفل, فهذا بدوره يغرس في نفسه مشاكل سلوكية لا حصر لها.
اشتباه السرقة
البعض من الأطفال يتربى على أخذ ما يحتاج من المال من تلقاء نفسه وذلك سببه اهمال من الوالدين. ومثل هذا قد يقع في السرقة معتقداً أنه يأخذ ما يحتاج وإن كان ذلك مرفوضاً من الوالدين لاعتقاده أنه يعصي الأوامر فقط, ولا يرتقي الفعل إلى مستوى السرقة في نظره.
((ومثل هذه العادة سببها تعويد الطفل منذ الصغر على أخذ ما يريد من الدرج بيده وهذا أسلوب خاطئ لأنه سيعتاد على ذلك حتماً وسيفقد درج المال الأسري حرمته))
ما هو علاج السرقة عند المراهقين؟
عند قيام المراهق بالسرقة يجب على الآباء التعامل بجدية وإتباع الأمور التالية:
• مراقبة المراهق قدر الإمكان وحفظ الأشياء والمقتنيات التي من الممكن سرقتها في أماكن خاصة مغلقة.
• متابعة ما يشاهده المراهق وتوجيهه لمتابعة المحتويات الهادفة وإن أبى إلا أن يشاهد سلاسل الأفلام الأجنبية والعربية التي تمجد السارق, فيجب أن نشاركه المشاهدة وبطريقة (دردشة الأصدقاء) نوضح له أن هذا غير حقيقي بل إنه بغرض التسلية والترفيه فقط ونلفت نظره أن السجون والإصلاحيات تعج بالسارقين و المحتالين واللصوص الذين انتهكوا القانون, وأن مصير أي مجرم لص هو السجن خلف القضبان.
• الحرص على إبعاد المراهق عن رفقاء السوء وإن اضطرك الأمر لتغيير المسكن بمسكن آخر بعيد عن الرفاق السابقين.
• غرس الوازع الأخلاقي والديني ومصادقة المراهق فالأم يجب أن تكون صديقة ولدها المقربة في هذا السن بينما يكون الأب صديق الفتاة المقرب.
• المناقشة الموضوعية الهادئة دون تجريح أو تقريع لساعات طويلة حتى يعتاد ويأنس النقاش معك
• عرض المراهق على طبيب نفسي إذا تطورت الأمر وأصبح يعاني من هوس السرقة.
• ينبغي أن يتحرى الوالدان الأمانة في تعاملاتهم, فمن غير المقبول أن يكون الأب مرتشي أو مختلس ثم يطالب أبناءه بالتعفف وتحري الكسب المشروع.
• التوسط والاعتدال في الإنفاق على الأبناء فوضع الأقفال هنا وهناك وتجويعهم لن يزرع في قلوبهم سوى الضغينة والرغبة في الإنتقام.
• تجنب التدليل الزائد توفير كل الطلبات دون دراسة بهدف عدم الحرمان يعادل في تباعته الشح في الإنفاق, كلاهما يفسد المراهق لابد من التوسط والاعتدال.
• أشدد على ضرورة صب الرعاية والاهتمام وعدم حرمان الأبناء من المشاعر الدافئة بحجة السعي لكسب الرزق وتحقيق الذات.
ومن الأبناء من يحتاج إلى حنان ورعاية مضاعفة وبخاصة في حالات الفقد بغياب أحد الوالدين بالطلاق أو مفارقة الحياة. حينها يجب على الطرف الموجود أن يضاعف من الاحتواء ليجنب الأولاد الشعور بالنقص.
• غرس مفاهيم القيم الأخلاقية الجميلة مثل القناعة والرضى والاكتفاء بالموجود مع مراعاة أن و الرغبة و الطموح في مكانة أعلى ليس عيباً بل هو أمر محمود شريطة أن يكون بطرق مشروعة.
• تجنب السخرية واللوم في حالة أخطأ الصبي مرة واحدة.
• عدم فضح سلوك الابن أو معايرته بين إخوته أو العائلة لأن هذا من شأنه أن يشجعه على التمادي مادام أن الجميع على علم.
• حث المراهق على إعادة الغرض المسروق وفي حالة اتلافه مساعدته على عمل شيء يدر ربح أو التوفير من مصروفه لرد ما سرقه.
• تعظيم مفاهيم الملكية الخاصة والعامة احترام حقوق الغير.
• تنفيذ عقوبة في حق المراهق إذا تكرر الأمر وتتمثل في حرمانه من شيء يحبه أو الخصم من مصروفه, لأن من أمن العقوبة أساء الأدب.
• توعية المراهق بعواقب أفعاله مثل(غضب الله) و السمعة السيئة وأن مصير سلوكه هو الابتعاد عنه والخوف من مصادقته وعدم الثقة فيه.
ختاماً, السرقة عند الأطفال في المراحل العمرية المبكرة لا تعد سلوكا إجراميا ولا تدل على توجه معين, بل تتم بعفوية مطلقة, لهذا يجب التوجيه بلطف دون عقاب. أما في المراحل العمرية المبكرة فيجب أن نوضح له أنه أخطأ وأن تصرفه غير مقبول ونحث الطفل على رد ما أخذه.
في مرحلة المراهقة يجب المواجهة بموضوعية مع تجنب السخرية أو التشهير. ينبغي على الأسرة أن تفهم الدافع الحقيقي وراء الرغبة في السرقة وتعالج الدافع وتحتوي المراهق وتوضح له نتائج أفعاله.
دمتم بكل ود…
انقر هنا لقراءة مقال عن اختيار المراهقين لأصدقائهم