السلوك العدواني والعنف عند الأطفال أسبابه و أنواعه وطرق التعامل معه
السلوك العدواني هو الطريقة التي يعبر بها الطفل العدواني عن موقف معين، وردة فعله هذه مرضية, لكن الطفل يظن في ظاهر الأمر أنه يحمي نفسه من الأطفال أو الكبار الآخرين, وهي نابعة من دوافع نفسية سيأتي ذكرها لاحقاََ.
وغالباََ ما يتذمر الآباء من سلوك أطفالهم العدواني و يبدون استياء عظيماََ تجاه مختلف المواقف التي يجدون أنفسهم قد وضعوا فيها مجبرين، فما هي أنواع وأسباب هذا السلوك وما هي مهارات وطرق التعامل مع طفل عدواني؟
السلوك العدواني عند الأطفال وأنواعه
السلوك العدواني عند الطفل هو سلوك غير مرغوب، يصدر عن الأطفال بأساليب متعددة تختلف من طفل إلى آخر، نذكر منها:
1- العدوان على الناس وإيذائهم بعدة أساليب منها اللفظي كالسخرية و السّب والشتم، والجسدي كالضرب والعض والصراخ بأذنيّ الآخرين ورمي الأشياء على من حوله.
2- العدوان على الحيوانات بتعذيبهم كضرب القطط وغيرها و تحريضها على بعضها والحاق الضرر بها.
3- العدوان على الممتلكات كرمي الحجارة على منازل الجيران وتكسير الزجاج و افراغ الهواء من دواليب سيارتهم وتكسير الأثاث والألعاب ومقتنيات الآخرين كالأقلام والمساطر.
4- العدوان على الذات كضرب الرأس في الحائط أو في الأرض أو تكسير الأدوات الشخصية واتلاف الأشياء الخاصة كنوع من تفريغ الطاقة أو الانتقام!
السلوك العدواني عند الأطفال وما هي أهم الأسباب؟
يواجه بعض الأهل صعوبة كبيرة في التعامل مع أطفالهم، وخاصة عند التحاقهم بالمدرسة لاختلاطهم بالآخرين حيث يبدأ ظهور سلوك العدوانية منهم تجاه زملائهم ومن أبرز الأسباب التي تخلق طفلاََ عدوانياََ:
1- تعامل الآباء مع أولادهم
ردة فعل الآباء تجاه تصرفات أولادهم الخاطئة، عندما يتعرض الطفل لوعكة صحية تزيد ضغوطاته فيتغير سلوكه بالفطرة، و يصاب بعصبية مفرطة، لذا قد يستمر باتباع هذا الأسلوب حتى بعد التعافي من وعكته، كنتيجة لاكتساب الطفل مهارة في لفت انتباه والديه خاصة إذا توقف ذلك الاهتمام بعد انتهاء الوعكة الصحية.
وعلى الوالدين هنا رفض العدوانية تماماََ وإيجاد طريقة سلسة وحكيمة في منع الطفل من أي تصرف عدواني كصفع نفسه أو كسر الكأس أو رمي الطعام حتى وإن كان مريضاََ مع تجنب الأساليب العنيفة في ذلك.
2- عدم اهتمام الآباء برغبات أولادهم
عدم منح الوالدين الاهتمام الكافي للأطفال ومنح اهتماماتهم نوع من الأهمية وعدم تفهم راي الطفل أو الانصات إلى حديثه, يفاقم شعور الغضب والوحدة عند الطفل الذي قد يترجم بعد ذلك إلى سلوك معادي بدافع لفت الانتباه أو بغريزة الانتقام.
3- الانتقاد المستمر
الانتقادات المتكررة للطفل أمام أقاربه وأصدقائه وتوجيهها له بشكل مباشر، لها أثر كبير ليصبح أكثر عدوانية. فغرس شعور اللوم في نفس الطفل بكثرة كتأنيبه ينتج طفلاََ يكره ذاته, وانتقاد الطفل والسخرية منه أمام أقرانه تملؤه بطاقة السخط تجاه والديه وهذا ما سيتحول بعد ذلك إلى سلوك معادي بدافع التمرد كنوع من حماية الذات من الألم المتكرر.
4- المعاملة السيئة
تعامل أشقاءه معه بعدوانية خاصة إذا كانوا أكبر منه أو من الوالدين أو المعلم أو أحد الأقارب كالعم أو الخال، مما يدفعه اضطراريا إلى رد السلوك بمثله.
5- النموذج السلبي
اعتماداََ على مبدئ “ الطفل كائن يلاحظ ويقلد“, فإن رؤية الطفل المستمرة لهذه الأساليب من العدوانية تحدث في المنزل وتمارس بشكل طبيعي بين الأشقاء الكبار أو ضرب الأب للأم أمام أعين الصغار, تجعل الطفل يراها أمراً طبيعياً بل أن أباه إن كان مثله الأعلى فسيعتبر الطفل أن كل ما يقوم به صحيحاََ ويقلده.
ومن أشهر المقولات التربوية التي قيلت في هذا المجال هي: (إن طفلك لا يفعل ما تأمره ولكنه يفعل ما يشاهدك تفعله).
6- المشاكل الأسرية
كثرة المشاكل في المنزل والتي تأخذ طابع العنف اللفظي أو الجسدي والصراخ المتكرر يسبب الكثير من الاضطرابات النفسية للأطفال والخوف من طلاق الأم أو الخوف من الضرب والقسوة المفرطة, الذي يراه بأمّ عينيه يجعله يعتاد المشهد و يتمثله في ذاته أو يسلك سلوكاََ عدوانياََ بدافع حماية الذات، فلا مانع من العمل بذات الأسلوب ليثبت نفسه أو لحميها.
7- نتيجة لمرض عصبي
بعض الأمراض قد تسبب ردة فعل عدوانية ومن أشهر الأمراض العصبية هو مرض التوحد الذي يحتاج إلى تدخل طبي لعلاجه بالطرق العلمية القوية وعلى الوالدين ملاحظة أي تصرف عدواني مبكراََ وأخذ التدابير اللازمة تجاهه.
8- التأثير الإعلامي
إن من أخطر العوامل التي تنتج للمجتمعات أطفلاََ يتسمون بالعنف هو المحتوى المرئي الذي يشاهدونه, فعلى ولي الأمر انتقاء برامج الأطفال الهادفة لطفله وتجنيبه المشاهد الجنسية والعنيفة وكذا تلك التي تحوي مشاهد شاذه ودخيلة على المبادئ العامة للمجتمع وثقافته ودينه.
السلوك العدواني و العنف عند الأطفال وطرق التعامل معه
إن ضرورة اهتمام الآباء الذين يسلك أطفالهم سلوكاً عدوانياً أمراً في غاية الأهمية, ومن الطرق والمهرات التربوية المقترحة:
1- يجب أن يتفهم الآباء سبب تصرف الطفل عندما يرتكب خطأ ما، ومعاملته برفق وروية ليدرك خطأه ويميز الصواب من الخطأ.
2- تخصيص وقت كافي لاستيعاب الطفل والتحدث إليه حتى و إن كان حديثه بلا قيمة من وجهة نظر الوالدين.
3- الاهتمام بالطفل و الانتباه لكافة تصرفاته، ومراقبته عن كثب والنظر بأدق التفاصيل التي يفعلها دون انتباهه.
4- عندما يبدأ الطفل يتصرف بطريقة عدوانية لأول مرة، يجب عدم غض الطرف عنه على أنه امراً عادياً، بل من الضروري حل مشكلته وتنبيهه بأن ما فعله ليس صحيحاً كيلا يستمر في سلوكه هذا و يتمادى أكثر مع مرور الوقت.
5- ملاحظة تصرفات الطفل وسلوكه في كل وقت، خاصة في بداية كل مرحلة عمرية ينتقل إليها ومحاولة تفهم الدوافع والأسباب الكامنة وراء كل تصرف.
6- ضرورة وضع قواعد أساسية سليمة لتربية الطفل والزامه باتباعها بطريقة ذكية من قبل الوالدين مع زرع الوازع الديني المبني على الرفق في عقيدة الطفل والابتعاد عن شرح الأمور المرتبطة بالعنف في سن تكوين الشخصية وهو من(1-5) سنوات على سبيل المثال:
الله يحرقك بالنار…السارق تقطع يده…. الصحابي قتل الكافر
وتذكر أخي المربي أن لكل سن متطلباته وطفل في عمر الخامسة لا يستطيع القياس ولا يفهم المقاصد.
7- توفير بيئة آمنة وخالية من النزاعات والعنف بأنواعه وهذا هو العنصر الأهم وغرس قيم الرحمة والإنسانية والعطف في الصغار ومراقبة المحتوى المرئي الذي يتابعه الصغير وانتقاء البرامج له بعناية.
بعض الاستراتيجيات العلمية لاستئصال السلوك العدواني
ورد في بعض المحاضرات التي خصّت السلوك العدواني و العنف عند الأطفال للدكتورة كيم: “تجدر الإشارة إلى أن سلوكيات الأطفال الاعتيادية قد تتغير عند تعرضهم لسلوك عدواني, وعلى سبيل المثال، قد يبدأ الطفل بالمعاناة من مشكلات مثل صعوبة في النوم، وأن يعزف عن الحديث مع الآخرين ويكون هادئاً أكثر من المعتاد، وقد تبدو عليه علامات الحزن ويرغب في البقاء لوحده”.
انقر هنا لقراءة طرق التعامل مع الطفل المشاكس
كما أكدت الشيخة شمسة بنت محمد آل نهيان، مؤسسة ورئيسة برنامج تنمية المرحلة المبكرة لحياة الطفل في مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، بأن المؤسسة ملتزمة بإرساء مستقبل إيجابي للأطفال في دولة الإمارات من خلال تعزيز قدراتهم الفكرية والاجتماعية والنفسية, وصرحت: ” تسهم محاضرات التربية التي تندرج ضمن برنامج تنمية المرحلة المبكّرة لحياة الطفل في تمكين الآباء والأمهات في دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي من التعرف على أفضل الممارسات الكفيلة برعاية وتنشئة الأطفال الصغار بشكل صحيح وسليم”.
انقر هنا لقراءة طرق التعامل مع الطفل العنيد
وأخيراََ, السلوك العدواني و العنف عند الأطفال كما ذكرنا سابقاََ يختلف من طفل لآخر، و هذا السلوك يجعل الطفل منبوذ سواء من أهله أو البيئة المحيطة وقد يُستجار منه لكثرة أذيته لغيره، لذا لا بد من متابعة تصرفاته وتحسينها بكل الطرق المناسبة ليتغير إلى الأفضل ويعود سوياََ كما كان وهي فطرة الله الذي فطر عليها الناس.
حررته الأنامل اللبنانية ندى خلف
انقر هنا لمتابعة منصة حلا على الفيس بوك
منصة حلا لقصص الأطفال ترحب بتعليقاتكم واقتراحاتكم
ــــــــــــــــ تم ـــــــــــــــ