الغيرة عند الاطفال وطرق عملية وفعالة لعلاجها
الغيرة عند الاطفال
العلاقة بين الأشقاء هي أحد أكثر العلاقات تعقيداً وتنوعاً في العالم. ومن بين أوجه التعقيد في هذه العلاقة هي الغيرة بين الأخوة فيما بينهم.
وعلى الرغم من أن الغيرة قد تظهر بشكل طبيعي في أي علاقة بين الأشخاص, إلا أنها قد تأخذ أبعاداً مختلفة عند الأشقاء لأسباب عديدة.
أسباب الغيرة عند الاطفال
1- الانتباه والاهتمام
قد يشعر الأخ الأكبر بالغيرة عندما يرى أن الانتباه والاهتمام يتجه بشكل أكبر نحو الأخ الأصغر, سواء كان ذلك من الوالدين أو من أفراد العائلة الآخرين.
أو غالباً ما يشعر الأخ الأصغر بأنه لا يحظى بنصيب كافٍ من الانتباه والاهتمام من الآباء والأمهات, حيث يكون الانتباه موجهاً بشكل أكبر نحو الأخ الأكبر الذي قد يكون مشغولاً بالمسؤوليات العائلية أو الدراسة أو العمل.
2- المقارنة
قد يشعر الأخوة بالضغط النفسي نتيجة المقارنة المستمرة بينهم, سواء في الأداء الدراسي أو الرياضي أو في أي مجال آخر, مما يثير لديه شعوراً بالغيرة والحسد.
3- الموارد المحدودة
في بعض الأحيان, تكون الموارد المالية أو الوقت المخصص للاهتمام بالأبناء محدودة, مما يؤدي إلى منافسة بين الأشقاء على الحصول على هذه الموارد.
4- المسؤولية الزائدة
يمكن أن تزيد المسؤوليات التي يتحملها الأخ الأكبر عن ذي قبل عندما يأتي أخوه الأصغر, مما يثير لديه شعوراً بالإهمال أو الظلم.
طرق عملية للتعامل مع الغيرة عند الاطفال
تعامل مع الغيرة على الفور
إذا لاحظت ظهور الغيرة, فتعامل معها بسرعة وبهدوء. اعترف بمشاعر طفلك, وتحقق من صحتها, وساعده على إيجاد طرق بناءة للتعامل معها.
تشجيع الإيجابية
يجب على الآباء تشجيع الأطفال على التركيز على الإيجابيات في علاقتهم مع بعضهم البعض بدلاً من التركيز على السلبيات. يمكنهم تعزيز الصداقة والتعاون بين الأطفال من خلال إشادة بالسلوك الإيجابي والتعاوني.
التواصل الفعال
يجب تشجيع الأسرة على التواصل الفعال لفهم مشاعر الغيرة التي يعاني منها الأخوة, وتوجيهه في كيفية التعامل معها بشكل بنّاء.
يجب على الآباء إعطاء الأطفال المساحة للتعبير عن مشاعرهم بشكل صحيح وفتح قنوات التواصل معهم. يمكنهم استخدام الحوار المفتوح والاستماع الفعّال للطفل لفهم أسباب الغيرة ومعالجتها بشكل فعّال.
توزيع الانتباه والاهتمام بالتساوي
تقديم وقت واهتمام متساوي لكل طفل بمفرده, مثل قضاء وقت مخصص مع كل طفل في اللعب أو القراءة.
تشجيع الثقة بالنفس
يجب على الأسرة تقديم الدعم والتشجيع لكل فرد من الأشقاء, بما يناسب مرحلته العمرية واحتياجاته الفردية.
تعزيز ثقة الأخوة بأنفسهم وتذكيرهم بأهمية مواطن القوة التي يتمتعون بها, دون الحاجة إلى المقارنة مع الآخرين.
تحديد الحدود والتوزيع العادل
يجب على الآباء التأكد من تقديم المعاملة بشكل عادل بين جميع الأطفال دون تمييز. يمكنهم توزيع الانتباه والاهتمام بالتساوي بين الأطفال وتجنب المقارنة بينهم.
يجب تحديد حدود واضحة للمسؤوليات والحقوق بين الأشقاء، وضمان التوزيع العادل للموارد المتاحة.
ينبغي على الآباء توزيع المسؤوليات بين الأطفال بطريقة عادلة, بحيث يشعر كل طفل بأنه مساهم فعّال في الأسرة ويحظى بنصيبه العادل من الاهتمام والمساعدة.
توجيه الانتباه والثناء
يمكن للآباء توجيه الانتباه إلى الجوانب الإيجابية في علاقات الأطفال بدلاً من التركيز على المشاكل والصراعات, مما يساعد على تعزيز الصداقة والتعاون بينهم.
لتعزيز الثقة والشعور بالقيمة لدى الأطفال من خلال تقديم الثناء والتقدير لكل طفل على مجهوداتهم وإنجازاتهم الفردية.
يجب على الوالدين توجيه الانتباه والثناء لكل من الأشقاء على حدة, بحيث يشعر كل منهم بأهمية وقيمة دوره في الأسرة.
تشجيع التعاون والمشاركة
تنظيم أنشطة يشارك فيها الأطفال معاً, مثل إعداد وجبة معاً أو لعبة جماعية تحتاج إلى تعاونهم.
يمكن للآباء تعزيز المشاركة والتعاون بين الأطفال من خلال تنظيم الأنشطة التي تشجع على العمل الجماعي وحل المشكلات معاً.
يمكنهم أيضاً تحفيز الأطفال لمساعدة بعضهم البعض ومشاركة الألعاب والأنشطة مما يساهم في بناء علاقات إيجابية وتعزيز الروح الفريق.
تقديم الدعم العاطفي
يجب على الآباء تقديم الدعم العاطفي والتشجيع للأطفال لمساعدتهم على التعامل مع مشاعر الغيرة بشكل صحيح. يمكنهم توجيه الأطفال لفهم أن مشاعر الغيرة طبيعية وكيفية التعامل معها بشكل بناء.
التدخل الفعّال
في حالات النزاعات الشديدة بين الأطفال, يجب على الآباء التدخل بشكل فعّال لحل المشكلة وتوجيه الأطفال للتعامل مع الوضع بشكل هادئ وبناء.
تعزيز الفهم والتسامح
يجب على الآباء تعزيز الفهم والتسامح بين الأطفال وتعليمهم كيفية التعامل مع المشاعر السلبية مثل الغيرة بشكل بنّاء ومتسامح.
تعليم الامتنان
شجع الامتنان من خلال مساعدة أطفالك على تقدير ما لديهم بدلاً من التركيز على ما لدى الآخرين.
متى يجب أن يتدخل متخصص في مسألة الغيرة بين الاخوة؟
إذا أصبح التنافس بين الأشقاء والغيرة بين الاخوة أو الغيرة بين الاخوات بالذات أمراً مستمراً أو غيرة مرضية, عليك أن تفكر في طلب التوجيه من معالج أو مستشار عائلي يمكنه تقديم طرق مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات عائلتك.
من الضروري أن يتبع الآباء نهجاً متوازناً وحكيماً في التعامل مع مشاعر الغيرة بين الأطفال، حيث يهدفون إلى تعزيز العلاقات الإيجابية وتنمية مهارات التعاون وحل المشكلات بين الأطفال.
بتبني هذه الطرق وتطبيقها بانتظام، يمكن للآباء تحقيق تقدم كبير في منع الغيرة بين الأخوة وبناء علاقات إيجابية وصحية بينهم.
التأثيرات السلبية لــ الغيرة عند الاطفال
إهمال الغيرة بين الأطفال قد يؤدي إلى عدة تأثيرات سلبية على الصعيدين النفسي والاجتماعي. إليك بعض النتائج التي قد تظهر نتيجة لإهمال التعامل مع مشاعر الغيرة بين الأطفال:
تدهور العلاقات الأخوية
قد يؤدي إهمال التعامل مع الغيرة بين الاطفال إلى تدهور العلاقات بينهم, مما يؤدي إلى نشوء صراعات ونزاعات دائمة بين الأخوة.
انخفاض الثقة بالنفس
قد يشعر الطفل الذي يشعر بالغيرة بأنه غير محبوب أو غير قيم, مما يؤدي إلى انخفاض مستوى ثقته بالنفس وتأثير سلبي على تطوره النفسي.
زيادة التوتر العائلي
قد يؤدي التجاهل لمشاعر الغيرة إلى زيادة التوتر في البيئة الأسرية, مما يؤثر على صحة العلاقات الأسرية بشكل عام.
تأثير على النمو الاجتماعي
قد يؤدي تجاهل الغيرة إلى تأثير سلبي على النمو الاجتماعي للأطفال, مثل قلة التفاعل مع الآخرين وصعوبة بناء الصداقات.
زيادة السلوكيات السلبية
قد يتطور الأطفال إلى استخدام سلوكيات سلبية للتعبير عن مشاعر الغيرة, مما يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها مثل العنف أو الانعزال.
التأثير على الأداء الأكاديمي
قد يؤثر التوتر العائلي الناتج عن الغيرة على أداء الأطفال في المدرسة, حيث يمكن أن يشتتهم ويؤثر على تركيزهم وتحصيلهم الدراسي.
بشكل عام, فإن إهمال التعامل مع الغيرة بين الاطفال يمكن أن يؤدي إلى عدة تأثيرات سلبية على الصعيدين النفسي والاجتماعي, ولذا يجب على الآباء التعامل مع هذه المشاعر بشكل فعّال وبناء.
تستطيع قراءة: التحرش الجنسي بالأطفال أسبابه و كيفية الوقاية من حدوثه ومهارات – منصة حلا
ما نوع السلوكيات السلبية التي يظهرها الطفل المتضرر؟
الأطفال قد يعبرون عن مشاعر الغيرة بطرق مختلفة وقد تتضمن بعض السلوكيات السلبية, وإليك بعض السلوكيات السلبية التي قد يظهرها الطفل للتعبير عن غيرته:
العدوانية
قد يظهر الطفل سلوكاً عدوانياً تجاه الشخص الذي يسبب له الغيرة, مثل الاعتداء اللفظي أو الجسدي.
الانسحاب
قد ينسحب الطفل ويعزل نفسه عن الآخرين كطريقة للتعبير عن مشاعره السلبية, مما يؤدي إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.
المشاركة في سلوكيات خطرة
قد يلجأ الطفل إلى المشاركة في سلوكيات خطرة أو غير ملائمة كوسيلة لجذب الانتباه والتعبير عن غيرته, مثل السرقة أو التدمير أو حتى تقليد الطفل الذي يغار منه!
التلاعب والكذب
قد يلجأ الطفل إلى التلاعب بالمواقف أو استخدام الكذب كوسيلة للتعبير عن مشاعره والحصول على ما يريد كتمثيل الإصابة أو المرض أو توريط أخاه في أمر مسيئ.
التجاهل وعدم التعاون
قد يتجاهل الطفل المواقف التي تسبب له الغيرة ويظهر عدم التعاون مع الآخرين كوسيلة للتعبير عن عدم رضاه.
البكاء أو الشكوى بشكل مفرط
قد يستخدم الطفل البكاء المفرط أو الشكوى باستمرار كوسيلة لجذب الانتباه والتعبير عن مشاعر الغيرة.
هذه السلوكيات السلبية قد تكون عبارة عن رد فعل طبيعي من الطفل عندما يشعر بالغيرة, ومن الضروري التعامل معها بشكل هادئ وبناء, وتوجيه الطفل لتعلم كيفية التعبير عن مشاعره بطرق صحيحة وإيجابية.
انقر هنا لقراءة مقال عن طرق تدريس اللغة الإنجليزية للاطفال
تستطيع زائرنا/ زائرتنا الكرام طرح أي سؤال هنا في خانة الأسئلة ومتابعة ردنا عن طريق قنواتنا على مواقع التواصل الاجتماعي الموجودة أسفل المنصة.
ملحوظة/
“لا يتم عرض الأسئلة على الجميع كما في خانة التعليقات إنما الرد عليها بمقال كامل”