صيام الأطفال في سن التدريب
ما أن يقترب شهر رمضان حتى تبدأ الأسرة المسلمة في الإستعداد لإستقبال هذا الشهر الفضيل وإستثمار أيامه المعدودة لغسل الروح من الانشغال بالدنيا والتزود بالطاعات من ذكر و تلاوة قرآن، ومع وجود طفل في الأسرة في عمر الثامنة وما فوقها.
يبدأ الوالدان في التفكير هل عليهما أن يشجعا الصغير على الصيام، أم يتم تأجيل صيام الطفل حتى يشتد عوده ويصل لعمر 13 عام.
من هنا قررنا أن نتطرق لهذا الموضوع وبخاصة أن رمضان قد أوشك أن يدق الأبواب بروحانياته العطرة.
وعادة ما تثير مسألة صوم الأطفال جدلا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، لهذا سنقدم رأي الدين وعلماء المسلمين في مسألة صيام الأطفال و كذا سنقدم عدة نصائح لتدريب الطفل على الصيام، فتابعوا السطور التالية.
صيام الأطفال والسن المناسب من وجهة نظر أطباء الأطفال
يجب أن نعي أن كل طفل يختلف من حيث الصحة و البنية الجسدية عن الآخر، لهذا لم يحدد أطباء الأطفال سنا معينا لبداية الصيام، لكنهم ينصحوا الأسرة بضرورة أن يبدأوا بمراحل متدرجة من تعويد الطفل على الصيام، و يكون هذا عادة مع بلوغ الطفل عمر 6 سنوات،حيث يقوم الطفل في بادئ الأمر بالصيام لمدة 4 ساعات ثم 6 ساعات يعقبها تعويد الطفل لصيام 8 ساعات متصلة ثم ختاما ليوم كامل.
لايجب أن يتم التدريج خلال عام فقط، بل قد يمتد التدرج لسنوات بحسب قدرة الطفل على التحمل، يجب أن نضع في الاعتبار أن بعض الأطفال لديهم القدرة على صيام يوم كامل من البداية وبعضهم يجد مشقة بالغة في صيام عدة ساعات فقط.
صيام الأطفال والطعام المناسب في الإفطار والسحور
يجب على الأسرة أن تدعم الطفل وتغذيه بشكل جيد إذا صام وخاصة عند وجبة الإفطار و من المستحب ومن السنة النبوية أن تعطي الطفل أطعمة تحتوي على السكريات البسيطة وقت الإفطار مثل التمر أو الفواكه الطازجة، حتى يحصل الدماغ على الطاقة اللازمة وتحرص كذلك على تقديم السوائل وقت الإفطار، لكي لا يصاب بالهزال والجفاف.
أما عن وجبة السحور فتقدم الأسرة للطفل أطعمة تبقى في المعدة لمدة أطول مثل البيض والأجبان والألبان والحمص، وكذلك الخبز لأنه غني بالألياف أو بعض الأرز أو المعكرونة لأنها من النشويات المعقدة التي تبقى لفترة طويلة بالمعدة فضلا عن أنها تزود الجسم بالطاقة اللازمة، من الممكن تقديم الموز الطازج لأنه غني بالحديد أو التمر أو المشمش المجفف وكذا قمر الدين.
صيام الأطفال كثيري الحركة
يفضل بعض الأطفال اللعب طوال الوقت وهنا تخشى الأم وخاصة إذا كان الطفل لديه فرط الحركة ويراودها قلق بشأن صحة هذا الذي لا يكف عن التحرك و تخاف أن يصاب بالهزال جراء الصيام، لهذا يرى الأطباء أن صيام الأطفال كثيري الحركة بمثابة تحد لهم مقارنة بالآخرين.
ولهذا ينصح الأطباء إذا أراد الطفل الصيام بعدم تركه يلعب طوال النهار وعدم إرهاقه بالأعمال الشاقه حتى يستطيع أن يصوم لآخر اليوم.
تحديد عمر معين لصيام الطفل
أكد الأطباء أنه لايمكن الجزم بسن معين لصيام الشهر كاملا، إذ أن بعض الأطفال قد يستطيع ذلك وهو بعمر 13 ومنهم من يصوم الشهر كاملا وهو في 10، فهو أمر متفاوت ويعود لقدرة الطفل على التحمل ومدى استيعابه للأمر وتقبله.
ومن الممكن أن ننصح الطفل بأخذ يوم راحة كل ثلاثة أيام.
صيام الأطفال ذوي الحالات المرضية
قد يكون الطفل يعاني من بعض الأمراض هنا ننصح الأم بضرورة الرجوع إلى طبيب الطفل، فهو وحده من يقرر الصالح للطفل إذ أن القاعدة الأولى في الدين ” لا ضرر ولا ضرار”.
فمثلا الأطفال المصابون بفقر الدم يتم نصح الأم بمراقبة الطفل باستمرار، وتسمح للطفل بصوم سويعات قليلة وتحرص على تقديم الغذاء الصحي المتوازن الملئ بالفيتامينات والمعادن والطاقة، أما الطفل المصاب بداء السكري فينصح الأطباء بعدم صيام الطفل حتى لايلحق به أي مضاعفات.
صيام الأطفال وأوقات الامتحانات
قد يصادف وجود امتحان لدى الطفل خلال شهر رمضان وقد يمثل هذا صعوبة كبيرة على الطفل، وقتها يجب على الأم ألا تجبر الطفل على الصيام، لأنه غير مكلف في المقام الأول والصيام ليس فرض في حالته من الأساس لهذا تنصح الأم وقت الامتحانات بأن تترك للطفل حرية الاختيار.
احذري هذه العلامات إذا صام طفلك
يجب على الأم أن تراقب الطفل في أثناء صيامه ولا تغفل عنه وبخاصة إذا صام الطفل لأول مرة، وهناك علامات إذا ظهرت على الصغير، وقتها يجب على الأم أن تبادر بتقديم الطعام والشراب ولا تدع الطفل يكمل صومه،
من هذه العلامات ما يلي:
● وجود صداع متواصل
● اصفرار الوجه
●شعور الطفل بالدوار والدوخة.
●جفاف الشفتين.
موقف الشريعة الإسلامية من صيام الأطفال
من المتسحب في الدين تعويد الأطفال على الصيام وترغيبهم فيه منذ الصغر وتعويدهم حتى يسهل عليهم الصيام عندما يدخلوا في سن التكليف.
ولكن يصوم كل طفل حسب طاقته وقدرته إذ ” لا يكلف الله نفساً إلا وسعها”، ويجب على الآباء ترغيب الأطفال و تحفيزهم بالهدايا عند الصيام ومدحهم وتشجيعهم ليكونوا لبنة صالحة.
إذ أن الصيام يهب النفوس التقوى دون ترهيب أو إجبار من قبل الوالدين بل لابد من أن يطلب الطفل ذلك بكامل رغبته.
وصيام الأطفال كما أعلنت دار الإفتاء المصرية غير واجب في نظر الشرع طالما لم يبلغوا سن التكليف لأن الرسول الكريم صلى عليه وسلم قال: “رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم”، ويعتبر صيام الأطفال من باب الاستحباب ويكتب لهم في صحيفة العمل الصالح شأنه شأن الحج والاعتمار قبل البلوغ.
هذا وقد حدد بعض العلماء سن 10 للبدء بتعليم الطفل الصيام، وإذا بلغ الطفل 15 عام قمرية وجب عليه الصيام عند المالكية وبعض الحنفية وجمهور أهل العلم من الحنابلة و الشافعية، ويستحب للأسرة أن تظهر التعظيم والتبجيل لهذا الشهر وتصحب الطفل المدرك لصلاة القيام، أما الصغير إذا استوعب الأمر ولم يقم بإزعاج المصلين فيمكن اصطحابه حتى يعتاد دخول المسجد.
نصائح لترغيب الأطفال وتدريب الأطفال على الصيام
●قبل دخول الشهرالفضيل يجب على الأسرةإظهار الفرحة والاستبشار بقدوم رمضان و عمل زينة( كل حسب طاقته) ابتهاجا بحلول رمضان، حتى تحبب الأطفال في رمضان ويرتبط في ذهنهم بذكريات جميلة.
● شراء فانوس للطفل.
●تخصيص وقت قبل الإفطار لقص القصص الدينية أو قراءة القرآن الكريم.
●تشجيع الطفل معنوياً ومادياً.
عن طريق المدح والثناء على الطفل وتحضير ما يشتهيه من الأطباق.
●إخبار الطفل أن الصيام للكبار حتى يتشجع ويقلدهم.
●إياك و التوبيخ أو التأنيب في حال أفطر الطفل.
●التدرج في عدد ساعات الصيام حتى لا يستثقل الأمر.
●تأخير السحور, ففي التأخير عون على صيام النهار.
●شجعه على الصيام عن طريق ذكر دخول الصائمين الجنة من باب الريان.
●اخبار الطفل أن الحسنات مضاعفة في رمضان.
● عدم اجبار واكراه الطفل على الصيام طوال الشهر، لأنه من الممكن أن يفطر ويكذب ويدعي الصيام، ثم إن ارتبط عنده الصوم بالإجبار وتحكم الكبار فأول ما سيفعله هو الإفطار في نهار رمضان ليتمرد على ما كان يقهره.
●عود الطفل أن الصيام امتناع عن كل ما لا يرضي الله، وليس فقط الإمساك عن الطعام والشراب.
●الإفطار في جو عائلي بهيج.
●دعه يقوم بدعوة أقارنه للإفطار الجماعي الذي تقوم الأسرة ومن الممكن أن يخرج برفقة أقرانه للإفطار بالخارج.
● اجعل الطفل يشارك في ما تقوم الأسرة من توزيع صدقات أو افطار للمسافرين، حتى يشعر بالمسؤولية وبقيمة المساهمة التي يقوم بها، واغرس فيه حب التكافل والتراحم وعلمه أن المجتمع الإسلامي نسيج واحد وأسرة واحدة تتكافل وتتعاون وجميع المسلمين إخوة.
أخيراً, شهر رمضان شهر كريم يجب أن نغرس حبه في قلوب الأطفال، حتى يشب الصغير على تعظيم الشهر واغتنام أيامه، وأن ترتبط ذكريات طفولته مع رمضان بكل ما هو طيب وصالح من ذكر وصلاة وتلاوة للقرآن و حضور لصلاة القيام، تقبل الله طاعتكم وجعلنا وإياكم من عتقاء النار.
حررته الكاتبة المصرية / أسماء خشبة
منصة حلا لقصص الأطفال تنصحكم بقراءة المقالات الاتية:
انقر هنا لقراءة مقال عن التبول اللاإرادي عند الأطفال
انقر هنا لقراءة موضوع عن طرق التعامل مع الطفل العنيد