قصة إدريس ملمع الأحذية وحلمه الكبير – قصص اطفال -2024
قصة إدريس ملمع الأحذية وحلمه الكبير
كان يا مكان في بلدة صغيرة على أطراف المدينة, كان هناك صبي يُدعى إدريس يعمل ملمّع أحذية. إدريس كان معروفاً بابتسامته الدائمة وروحه المرحة, على الرغم من أنه كان يعمل بجد طوال اليوم في تنظيف وتلميع أحذية المارة.
لم يكن إدريس مجرد صبي عادي بل كان يمتلك دقة ملاحظة قوية. وفي كل مرة كان ينظر إلى الأحذية التي يلمعها, كان يلاحظ عيباً فيها ويتمنى لو كان يملك مصنعاً لصناعة الأحذية. و يرى نفسه يدير المصنع, يصمم الأحذية ويشرف على إنتاجها, ويرى الأحذية التي صنعها تُباع في كل مكان.
كان يقضي ساعات طويلة في الشارع, يعمل ليساعد أسرته في تأمين لقمة العيش. سواء كانت الشمس حارقة أو الأمطار غزيرة. لم يكن لديه مكان غير الشارع للعمل, مما جعله عرضة للتعب بسبب الظروف القاسية, لكنه وعلى الرغم من تعبه كان يواصل العمل.
كان إدريس يشعر بالإحباط من وضعه الذي لا يتغير لكنه لم يكن يكترث لما يشعر. كما كان يتعرض لبعض السخرية من بعض الناس من حوله. وبينما كان جالساً في الشارع, شاهدته زبونته الدائمة أم محمد فأشفقت عليه حين رأت معالم الحزن على وجهه فقالت له:
“صباح الخير يا إدريس”.
إدريس ابتسم في وجهها وأجاب:
“صباح النور, تفضلي يا خالتي, اجلسي هنا… كيف حالك اليوم؟
فرحت حين رأت الابتسامة على شفتيه جلست على الكرسي وقالت:
“الحمد لله, بخير… أحتاج لتلميع حذائي لأنه أصبح متسخاً بعد المشي في السوق”.
قال إدريس وخو يقوم بتجهيز أدواته:
“لا تقلقي, سأجعله يبدو كأنه جديداً… كيف كانت جولتك في السوق اليوم؟
ردت أم محمد بتعب:
“كانت جيدة, اشتريت بعض الخضروات والفواكه الطازجة… شكراً لك يا إدريس على سؤالك دائماً عني”.
رد إدريس بابتسامته المعهودة:
“لا شكر على واجب, انت مثل أمي وأنا سعيد برؤيتك”.
نظرت أم محمد في عينيه وقالت له:
“انت فتى صالح يا إدريس, تأكد أن الله لن ينساك أبداً وسيقف دائماً معك, لأنك تتحمل مسؤولية أكبر من عمرك, أنت تتحمل مسؤولية عائلة كاملة, ما عليك سوى الدعاء والتوكل على الله وطلب ما يتمناه قلبك من الله وسترى كيف سيحققها لك”.
انشرح صدر إدريس بعد سماعه قول أم محمد وكأن الله قد أرسلها ليشفي حزنه بكلماتها تلك ورد عليها:
“ان شاء الله”.
قصة إدريس ملمع الأحذية مع صديقه
واجه إدريس العديد من الصعوبات والتحديات أثناء عمله كملمّع أحذية, وكان هناك العديد من ملمّعي الأحذية في البلدة, مما جعل المنافسة صعبة. وكان عليه أن يكون متميزاً في عمله ليحصل على زبائن دائمين و أن يتحلى بالصبر واللباقة ليكسب رضا زبائنه.
وبينما هو جالس يفكر في مستقبله المجهول ناداه سامي صديقه من المدرسة, وسلم على إدريس سلاماً حاراً ودار بينهما حواراً قصيراً:
سامي: “مرحباً إدريس!”
إدريس: “أهلًا يا سامي, كيف حالك؟ هل تحتاج إلى أي خدمة؟
سامي: “نعم، أرجوك… لدي مباراة كرة قدم بعد المدرسة وأريد أن يكون حذائي سليماً”.
إدريس: “بالتأكيد, سأتولى الأمر. هل أنت متحمس للمباراة؟
سامي: “نعم, نحن نلعب ضد فريق المدرسة المجاورة, وأريد أن أفوز اليوم”.
إدريس: “بالتوفيق لك يا سامي. سأجعل حذاءك لامعاً كالنجوم، وسوف تكون جاهزاً للفوز”.
نظر سامي نظرة حزينة إلى صديقه وقال بصوت منخفض:
“ليتك تستطيع اللعب معنا اليوم, ليتك لم ترفض طلب المدرب بالانضمام إلى الفريق”.
حاول إدريس أن يظهر لصديقه عدم اكتراثه وقال:
“لا تحزن يا صديقي, فأنا لا وقت عندي للعب كرة القدم،.. لو ذهبت معك الآن وتركت عملي فهذا معناه أن عائلتي لن تأكل اليوم… ثم ماذا سنجني من مباراة كرة قدم! لا شيء غير تضييع الوقت”.
أمسك سامي بيد صديقه وقال له:
“أنا صديقك لا أريدك أن تتردد بطلب المساعدة مني لو احتجت إليها سأكون معك دائماً”.
ودعه إدريس متمنياً له الفوز بالمباراة, وفي قلبه غصة لتركه الدراسة وترك هوايته الوحيدة التي يحبها وهو لعب كرة القدم, لكن كلام أم محمد كان ما يزال يتردد في أذنه حين قالت له اطلب من الله ما تتمنى وهو سيحققها لك. هذا الكلام اشعره بطمأنينة وسكينة لم يشعر بها من قبل.
قصة إدريس ملمع الأحذية والرجل الأنيق
بسبب اضطراره للعمل منذ صغره, لم يتمكن إدريس من الحصول على تعليم جيد. كان يواجه صعوبة بين العمل والدراسة فاختار العمل لحاجته الماسة له, مما جعله يعتمد على التعلم الذاتي وبدأ بقراءة الكتب في كل المجالات ليلاً, و كان هذا هو سر لباقته وحسن حديثه.
وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات, لم يستسلم إدريس. بل كانت كل عقبة يواجها تزيده إصراراً على تحقيق صنع واقع آخر لنفسه ينسجم مع ذكاؤه وقدراته العالية.
وفي أحد الأيام, بينما كان إدريس يعمل بجد تحت أشعة الشمس الحارقة, لاحظ رجلاً أنيقاً يراه لأول مرة, يرتدي حذاءً لامعاً. اقترب الرجل من إدريس، وطلب منه أن يلمع حذاءه.
كل صباح كان يمر هذا الرجل الغريب من نفس الشارع ويراقب إدريس من بعيد وتفانيه في عمله كملمع للأحذية وهو ما جعله يتذكر طفولته التي كانت تشبه إلى حد بعيد طفولة إدريس, وقرر في إحدى المرات الذهاب إليه للتعرف عليه أكثر, وبدأ بالحديث معه قائلاً:
“مرحباً, هل يمكنك تلميع حذائي؟
نظر إليه إدريس باستغراب وقد ابهرته أناقة الرجل و حذائه الجديد الذي لم يكن بحاجة إلى تلميع وقال:
“أهلاً وسهلاً, بالطبع… تفضل بالجلوس… هل أنت من هذه البلدة؟
لاحظ الرجل الغريب أن الفتى يعمل بسرعة ومهارة وقال:
“لا.. أنا هنا في زيارة قصيرة. أراك تجيد عملك.. المكان مزدحم دائماً… هل تعمل هنا منذ فترة طويلة؟
إدريس بابتسامة:
“نعم، والحمدالله.. إني أعمل منذ عدة سنوات هنا … بدأت في هذا العمل كهواية, وأحاول دائماً أن أقدم أفضل ما لدي… هل تعجبك البلدة؟
الرجل الغريب:
“أممم نعم, إنها جميلة وأهلها ودودون. شكراً لك على الخدمة”.
إدريس يمسح عرقه مبتسماً:
“لا شكر على واجب… أتمنى أن تستمتع بزيارتك”.
دنا الرجل الغريب من إدريس وسأل:
“هل لديك طموحات أخرى غير تلميع الأحذية؟
تنهد إدريس وبتردد قال:
“نعم, حلمي الأكبر هو أن أتمكن يوماً ما من إنشاء مصنع للأحذية. أحب أن أرى الناس يرتدون أحذية صنعتها بيدي”.
لم يعرف إدريس لم باح لهذا الرجل الغريب عن حلمه إلا أنه شعر بارتياح كبير وهو يتحدث إليه.
ابتسم الرجل الغريب ولمعت عيناه قائلاً:
“هذا حلم كبير, ويبدو أنك جاد في تحقيقه… ما الذي تحتاجه لتبدأ في تحقيق هذا الحلم؟
إدريس ينسى كل شيء مندمجاً في الحوار:
“أحتاج إلى التعلم والتوجيه, وبعض المواد الأساسية ورأس مال للبدء طبعاً”
نظر الرجل الغريب إلى إدريس نظرة طويلة ثم قال:
“تعجبني طريقتك في التفكير وإصرارك. اسمع, أنا أدير شركة كبيرة لصناعة الأحذية, وربما أستطيع مساعدتك. لماذا لا تأتي إلى مكتبي غداً؟ سنتحدث أكثر عن تعليمك كيفية تحقيق حلمك”.
اندهش إدريس وقال بسعادة:
“حقاً! شكراً لك, سيدي! سأكون هناك بالتأكيد. شكراً لك على هذه الفرصة”.
كان الرجل يلاحظ طوال الوقت مدى إصرار إدريس وعفويته وطيبة قلبه. مما جعله يعتقد أن إدريس لديه القدرة على التعلم والتطور في مجال صناعة الأحذية, وأنه إذا حصل على الفرصة المناسبة, سيكون بإمكانه النجاح والتفوق.
قصة إدريس ملمع الأحذية وبداية جديدة
تذكر الرجل الغريب بداياته وكيف أنه وصل إلى ما هو عليه الآن بفضل فرصة و دعم تلقاه في بداياته. رؤية إدريس الفتى الطموح والمجتهد ذكّره بنفسه وأراد أن يقدم له الفرصة التي قد تغير حياته ويوظف مهارته تلك في المزيد من المكاسب والارباح.
جلس الرجل يستمع إلى إدريس وهو يحكي بعينين لامعتين عن حلمه بإنشاء مصنع للأحذية, بدأ إدريس صادقاً في كل كلمة قالها, مما جعله ينال احترام الرجل الغريب.
كان واضحاً أنه لم يكن يحاول استغلال الرجل, بل كان يتحدث من قلبه عن حلم حقيقي يسعى إلى تحقيقه. وانتهى الحوار و قدم الرجل لإدريس بطاقة أعماله وكرر كلامه قائلاً:
“أنا مدير شركة كبيرة لصناعة الأحذية, تعال لزيارتي غداً في المكتب, ربما أستطيع مساعدتك في تحقيق حلمك.”
لم يصدق إدريس ما سمعه, وأخذ يتفحص البطاقة ورأى الاسم “السيد عماد الدين”, صاحب أكبر مصنع للأحذية. كان على مستوى عالمي من الشهرة, فشعر أن حلمه بدأ يقترب من الحقيقة نظر إلى السماء وشكر الله.
في اليوم التالي, ذهب إلى المكتب بحماس وتوتر. استقبله الرجل بابتسامة ودودة, وأخذ إدريس في جولة داخل المصنع, شارحاً له عملية صناعة الأحذية من البداية إلى النهاية.
أعجب المدير بإدريس ومعرفته بكل ما يخص صناعة الأحذية, ودقة ملاحظته في اكتشاف العيوب المصنعية, وقرر أن يمنحه فرصة للعمل في الشركة كمتدرب.
كان يعلم أن إدريس يمتلك الموهبة والشغف, وكل ما يحتاجه هو التوجيه والدعم. بدأ إدريس يتعلم كل شيء عن صناعة الأحذية, من التصميم إلى الإنتاج والتسويق.
وهكذا انتقل إدريس من قارعة الطريق إلى مصنع محترم, ومن ارتداء الملابس الرثة إلى ارتداء ملابس العمال ذات الوقار الأفضل… لكنه ظل يحلم ولم يتوقف.
وبمرور السنوات, أثبت إدريس جدارته واجتهاده, وتمكن من توفير بعض المال. ثم قرر أن يأخذ الخطوة التالية وبدأ في تأسيس مصنعه الصغير للأحذية بالمساعدة والدعم الذي حصل عليه من السيد عماد الدين.
كبر المصنع الصغير تدريجياً, وأصبح إدريس من أشهر صانعي الأحذية في البلدة. لم يكن المصنع مجرد مكان للعمل, بل كان رمزاً لتحقيق الأحلام والطموحات. وبفضل إصراره وإيمانه بنفسه, تمكن إدريس من تحويل حلمه إلى واقع, وأصبح مصدر إلهام للكثيرين في بلدته.
الهدف من القصة:
( الإيمان بالله والثقة العالية بالنفس والمثابرة والإصرار والاستمرار هم من يصنع العظماء)
لعلك تحب أن تقرأ أيضاً قصص ملهمة مثل:
قصة مملكة النمل – قصص قصيرة – قصص اطفال
جرب زيارة صفحتنا على الفيس بوك لقراءة العديد من (قصص ملهمة) مثل:
انقر هنا لقراءة قصة النملة نينا الذكية