قصة إياد والعصفورة في الطريق إلى المدرسة
إياد طفل في التاسعة من عمره، له حاسة خارقة لم يدركها بعد ولم يكتشفها ابواه.
كان إياد دائما ما يتعرض لمواقف غريبة لا يجد لها تفسير ولا يفهمها ولكنه يعتقد أنها صدفة.
كان إياد كثيرا ما يسهو في الحصة ويقل تركيزه وكان بعض المعلمين يشكون إياد إلى والده ويكتبون في دفتر متابعته أن إياد غالباً ما يكون شارد الذهن!
كان أبوه يخاف عليه لأنه وحيده وكان يعتقد أنه ضعيف التركيز ولا يفهم ولكنه يحبه كثيرا ويحاول دائماً تشجيعه ولم يقنط أبداً.
كان الولد إياد شجاع وله حاسة خارقة لم يدركها معلمه ولا أبوه.
وكان عقل إياد الصغير يستطيع أن يحلل جميع المواقف التي تحدث من حوله وتحويلها إلى نتيجة لا يفهمها سواه.
في يوم من الأيام، كان إياد في طريقه إلى المدرسة فلاحظ أن عصفورة تطير من شجرة إلى أخرى وكأنها تستغيث بالعابرين ، كانت تزقزق بصوت عال كأنها تناديه.
اسرع إليها إياد، ووضع حقيبته بجانب الشجرة، وبدأ يتفحص المكان، فرأى قطة كبيرة جائعة تحاول الصعود إلى عش تلك العصفورة.
أسرع إياد بالإمساك بالقطة وظل محتضنا إياها وحمل حقيبته واكمل سيره باتجاه المدرسة ثم ترك القطة بعيداً عن عش العصفورة.
شعر إياد بسعادة لإنقاذه تلك العصفورة الجميلة ودخل مدرسته مبتسماً مسروراً بإنجازه ذاك.
قصة إياد في حصة العلوم مع المعلم نبيل
كان المعلم نبيل واقفاً يشرح الدرس، وكان متحمساً جداً والأطفال يشاركونه مستمتعين بما يقدمه من معلومات قيمة.
لكن إياد كان هادئاً ينظر بدقة إلى كل كلمة ينطقها المعلم بعكس كل الأطفال الذين يتحركون كثيراً.
كان إياد شديد التركيز يحاول فهم كل شيء حوله وكان المعلم يشرح الفرق بين الزواحف والطيور.
عرض المعلم صورة لثعبان على سبورة الفصل الاليكترونية وسأل الطلاب:
” هل هذا المخلوق يطير أم إنه يزحف ؟”
فأجاب جميع الطلاب بصوت واحد :
“يززززححححف”
لكن إياد ظل صامتاً شارد الذهن ثم أخذ يردد بصوت خافت:
“يطييير “
شد انتباه المعلم أن إياد لا يردد مع الطلاب بالإجابة الصحيحة، فطلب منه أن يقف ثم سأله متعجبا :
“هل الثعبان يطير يا إياد ! “
أجاب إياد بأسلوب مرتبك وهو مبتسم يشعر بالخجل:
“الثعبان يزحف يا أستاذ “
” ولكن هل تربي عصفورا في منزلك يا أستاذ ؟ “
نظر إليه المعلم مذهولا كيف عرف ذلك , فسأل متعجبا :
“هل كان عصفوري ظاهرا في الشاشة يا إياد ؟ “
فأجاب إياد :
” لا , لكن هنالك ريشة صغيرة صفراء عالقة على سترتك يا أستاذ نبيل “
كان المعلم نبيل معلما نشيطاً لكنه لم يستطع فهم قدرات إياد العقلية ولا تفهم حالته.
قطب حاجبيه ثم نظر نظرة قاسية في وجه إياد قائلاً :
“ركز على الدرس يا ارسطو “
ضحك جميع التلاميذ على إياد وجعلوا ذلك الموقف سبباً للسخرية من إياد.
وكان إياد يشعر بالحزن وهو يسمعهم يتهامسون فيما بينهم وهم يضحكون:
“ارسطو.. ارسطو.. “
وعندما خرج إياد من المدرسة كان الأولاد ينادونه بذلك الاسم من كل مكان..
كان صاحبه الذي يجلس معه على نفس الكرسي يضحك ويناديه:
” ارسطو.. إلى اين تمضي وحيداً يا أرسطو؟ “
مسح إياد دموعه بكمه حزيناً ثم دفع صاحبه بعيداً عنه وركض إلى المنزل.
وعندما وصل إياد كان مبتسماً ولم يخبر أمه بما حدث لكنه ركض إلى المطبخ مباشرة وألقى نظرة على الطعام ثم دخلت امه وقالت :
” اياد يا حبيبي اذهب وغير ملابسك ثم تعال لنتناول وجبة الغداء معاً.
قصة إياد في الشرفة مع أمه
كان وقت المذاكرة وقد اعتاد إياد أن يراجع دروسه في شرفة المنزل بعيداً عن ضجيج التلفاز .
دخل إياد الشرفة واخرج كتبه على الطاولة. وجاءت امه ووضعت أمامه كأس من الحليب بالموز وقنينة ماء وعلبة مناديل ثم قالت له :
“حاول أن تحل واجب الرياضيات معتمداً على نفسك فإن وجدت صعوبة فنادني لأساعدك “
ثم بدأ إياد يشرب كأس الحليب بالموز على مهل ومراجعة ما عليه من واجبات.
دخلت امه سارة مرة أخرى وحاولت الحديث معه لكنه نظر إليها بنظرة تأملية ثم سألها :
“هل ذهبت بنفسك اليوم لشراء الخضار؟ “
ضحكت الأم وأجابت بابتسامة :
“نعم …ولكن كيف عرفت يا أرسطو الصغير؟ “
تغيرت ملامح إياد وبدى عليه الحزن ثم قال :
“حتى أنت تنادينني أرسطو ! “
فأجابت أمه محتارة في أمره :
“وهل هنالك من ناداك غيري بهذا الاسم؟ “
حكى لها إياد ما حدث في المدرسة مع معلمه نبيل وزملائه، فضحكت الأم ثم قالت مطمئنة إياه :
“ارسطو هو فيلسوف عبقري يا إياد وهو من اخترع علم الرياضيات “
ابتسم إياد واحب ذلك الاسم ونهض محتفلا بنفسه :
“نعم امي، انا ارسطو”
احتضنته الأم بحنان ثم سألته :
“قل لي يا ارسطو كيف عرفت أني خرجت لشراء الخضار من الخارج بنفسي اليوم “
امسك إياد بكوب الحليب وشربه دفعة واحدة ثم مسح بالمنديل ما تبقى من الحليب على فمه وأجابها :
“الخضار و الفواكه التي يشتريها ابي غير طازجة وعندما دخلت المطبخ ، شد انتباهي أن الطعام كان طازجاً “
ضحكت الأم كثيرا فقد أدركت أن ولدها إياد ليس غبياً إنما شديد التركيز ويمتلك القدرة على الاستنتاج.
أدركت أنه يستطيع المعرفة من خلال الملاحظة وعقله ذكي جدا وهذا هو ما يشتت ذهنه أحياناً عن الدرس.
فقالت له ناصحة إياه :
” يا ولدي إن التركيز في كل شيء موهبة قوية منحها الله لك , حاول ضبطها وركز على الدرس في الحصة “
ابتسم العبقري إياد وهز رأسه قائلا:
” حسنا يا أمي سأحاول التحكم بتركيزي , أعدك”
كانت سارة تحزن كثيراً عندما يحصل إياد على علامات ناقصة في بعض المواد، لكنها لم تعد تهتم بعد ذلك فهي تعلم انها انجبت ارسطو الذكي و منحته ثقتها كاملة.
و بدأت تشجعه بقوة وهي مؤمنة أنه سيصبح شيئاً عظيماً في المستقبل.
أما إياد فصار يحب اسم أرسطو ولم يعد يحزنه أن يناديه أحد بهذا الاسم بل يعتز به كثيراً.
ولما كبر إياد أصبح دكتورا عبقرياً في الجامعة متخصص في تعليم طلاب الجامعة الهندسة الفضائية
قصة إياد ارسطو من تأليف / الكاتبة اليمنية
زبيدة شعب
___________________________________
الأهداف التربوية من قصة إياد ارسطو
1- نعمة التركز نعمة عظيمة من الله
2- قصة إياد تعلمنا أن نتحكم بتركيزنا وأن لا نشتته في أشياء أخرى
3- قصة إياد تعلمنا أن الذكاء لا تحدده درجات الاختبار فقط
4- لابد من التركيز على الهدف الرئيسي في الصف وهو الدرس
__________________________________
فقرة للمعلم ” منصة حلا لقصص الأطفال”
قصة إياد ارسطو
1- لا تقسو في إطلاق الألقاب المزعجة على الطالب فهي تحيا معه واطلق عليه لقبا يفخر به اذا ما عرف قدره
2- أحيانا يتشتت انتباه الطالب في أشياء أخرى فلا تتعجل بالحكم عليه أنه ضعيف التركيز
3- حاول استخدام كل جواذب التركيز مع الطلاب لتضمن أنك بؤرة التركيز الأكثر أهمية داخل الفصل
_______________________________
انقر هنا لتقرا قصة مملكة النمل
انقرا هنا لتتابعنا على صفحتنا على الفيس بوك
قصة إياد – قصة قصيرة – قصص اطفال