قصة اطفال قبل النوم – قصة النخلة والغراب – ثلاث قصص اطفال مكتوبة لعمر 3-6 سنوات
قصة اطفال قبل النوم…1
في أحد الحقول, كانت تقف نخلة عالية تتمايل مع الرياح. وفي أعلى النخلة, كان يعيش غراب يحب التباهي بجناحيه الأسودين. كان الغراب يقول للنخلة:
“أنتِ قوية, لكنني أستطيع الطيران إلى السماء بينما أنتِ, ثابتة في الأرض!”
ابتسمت النخلة وقالت:
“صحيح, ولكنني أيضًا مفيدة للجميع. أقدم التمر للناس, وظلي يريح المسافرين, بينما أنت فصوتك مزعج ولحمك لا يصلح للأكل!”
لم يكن الغراب مهتمًا بكلامها, فهو يرى أن الطيران أهم من أن يكون مفيدًا. وفي يوم عاصف وممطر, اشتدت الرياح وتمايلت الأشجار وضرب البرق فروع الأشجار, فسقط الغراب على الأرض ولم يتمكن من الطيران بسبب قوة الرياح فغدا يبحث عن مكان آمن يأوي فيه نفسه ويجفف جناحيه.
وأثناء مشيه على الأرض تعيسا ومبلولا, تذكر تلك النخلة الثابتة الشامخة النافعة وقرر اللجوء إليها كمأوى آمن يأويه من البرد والمطر. طار أسرع الغراب حتى وصل إليها وناداها باكيا:
“لقد ابتل جناحاي من المطر وأشعر ببرد شديد, هلا سمحتِ لي إيتها النخلة الطيبة أن احتمي بك!”
لم تشأ النخلة أن تكسر قلبه, فطبعها هو الخير والعطاء. لكنها أحبت أن تلقنه درسا لباقي حياته فسألته:
“أيه الغراب, هل كنت ستأتي إلي وأنت تعلم أني بلا نفع ولا عطاء؟”
فأجاب الغراب وقد نسى ما كان بالأمس ناعقًا:
“الحقيقة أن العطاء والخير والنفع من أصل طباعك ولذلك لجأت إليك”
فأجابت النخلة الطبية مبتسمة:
“إذا فنفع الآخرين يجعل للمخلوقات أهمية كبيرة ورسالة عظيمة تجعل المخلوقات لا تستطيع الاستغناء عنهم”
تذكر الغراب قوله وندم عليه وأجاب في خجل منها:
“علمت, أن المخلوق الصالح كالغيث, حيثما وقع نفع”
رحبت به النخلة بسرور:
“هيا يا صديقي, تعال واحتمي بأوراقي حتى تهدأ العاصفة.”
شعر الغراب بالخجل, وأدرك أن النخلة ليست فقط قوية بجذعها الراسخ في الأرض, إنما بأخلاقها العالية في السماء, ونفعها الكبير وحكمتها الرشيدة. ومنذ ذلك اليوم, أصبح الغراب يقدّر النخلة ويتعلم منها أهمية أن يكون نافعًا للآخرين.
رسالة المؤلفة…
“أحبائي الصغار, المؤمن كالغيث, حيثما وقع نفع, والإنسان بلا نفع كالغراب بين الطيور لا صوته بالجميل الطرِب, ولا لحمه بالطري الذي يؤكل.. تعلموا كيف تكونوا أفراداً نافعين ذوي أهمية في المجتمع”
قصة اطفال قبل النوم….2
في سماء زرقاء صافية، كانت هناك سحابة صغيرة بيضاء تُدعى جولدن سايت. كانت السحابة البيضاء اللطيفة تحب مساعدة النباتات, وتتمنى أن تكبر بسرعة لكي تمطر وتسقي كل زهور الياسمين التي تراقبهم من الأعلى وهن ينتظرن المطر.
لكن السحابة البيضاء, جولدن سايت, كانت تخاف من صوت الرعد الذي يُرافق السحاب الكبير في بعض الأحيان. وفي أحد الأيام, اقترب الرعد وسألها:
“لماذا تبدين خائفة مني يا جولدن سايت؟”
أجابت السحابة وهي تتراجع إلى الخلف خائفة منه:
“صوتك عالٍ ويخيفني كثيرًا, ويقولون أنك تضرب السحاب بقوة”
ابتسم الرعد وأجابها بحنان ولطف:
“أنا لا أريد إخافتك, إنما أقوم بأداء دوري في دورة الحياة على هذه الأرض.”
نظرت إليه ببراءة وسألته:
“وهل دورك أن تضرب السحابات اللطيفة؟”
ضحك الرعد حتى أضاء ضوءه الأرجاء وأجابها:
“دوري هو صعق السحابات الكبيرة المحملة ببخار الماء لأساعدهن في السقوط على هيئة مطر”
نظرت إليه السحابة البيضاء نظرة بريئة ثم قالت:
“أنت إذا لا تكره السحاب!”
فأكد لها الرعد اللطيف:
“لا, بالطبع أنا أحب السحابات كثيرا, وأنا هنا من أجل المساعدة”
فهمت زينة أن الرعد ليس شريراً, بل هو جزء من الطبيعة والدورة الحيوية فقالت له سعيدة:
“حسنا أيه الرعد الجميل, هل تساعدني في الأمطار على تلك الأزهار الجميلة!”
هز الرعد الطيب رأسه موافقا:
“بالطبع يا صغيرتي, بمجرد أن تكبري وتصبحي جاهزة للعطاء, سأقوم بمساعدتك بالتأكيد”
وهكذا ظلت السحابة البيضاء الجميلة تلعب في الأجواء, حتى تراكمت وكبرت. وجاء الرعد وأدوى صوته الجبال العالية وسقطت السحابة الجميلة جولدن سايت ماطرة على المروج والأزهار والبساتين سعيدة جداً.
ثم عادت السحابة تجري كماء في الوديان, تبخرها الشمس لتعود سحابة صغيرة من جديد. ومنذ ذلك اليوم, أصبحت السحابة لا تخاف من صوت الرعد, وعملت معه لتروي الأرض بمياه المطر.
رسالة المؤلفة…
“أحبائي الصغار, لا داعي أن نخاف من الأشياء الطبيعية التي تمر على جميع الناس. فهي أشياء نافعة وغير ضارة”
قصة اطفال قبل النوم…3
في حديقة مليئة بالزهور الجميلة, كانت النحلة ناتولي, تعمل بجد لجمع الرحيق كعادتها. ولكن كان هناك دبور مشاكس يُدعى دبابيرو. يحب دبابيرو مضايقة النحل ويشعر بالسعادة عند سماع صوت نحلة في ورطة. وكان دبابيرو يطير حولهن ويزعجهن بصوته العالي ويقترب منهن لإخافتهن ثم يعود للابتعاد مجدداً.
حاولت النحل تجاهل دبابيرو, لكنه استمر في إزعاجهن. فقررت ناتولي أن تتحدث معه بلطف. اقتربت منه وقالت:
“يا دبابيرو، نحن هنا لنساعد في تلقيح الأزهار, ونحافظ على جمال الحديقة. لماذا لا تجرب أن تكون مفيدًا مثلنا؟”
تفاجأ دبابيرو من كلمات ناتولي, فهو ينتظر بفارغ الصبر صراخها وبكاءها!
اقترب منها وسألها:
“هل تظنين أني أقطع المسافات لكي أتِ إلى هنا لأتعلم منك كيف أكون دبوراً صالحاً!”
فقالت النحلة الطيبة:
“لا, بل أنا أعلم أنك تقطع المسافات لكي تقوم بإزعاجنا, وأنا لا أريد منك أن تتوقف الازعاج, ولكني أريد أن أجعل من إزعاجك شيئا مفيداً”
شعر الدبور المزعج بالتعجب, فقد كانت ناتولي راقية وخلوقة معه, فأجابها بخجل:
“لم أفكر في الأمر من قبل, فأنا فقط أمضي الوقت باللعب.”
شرحت له ناتولي طريقة تمكنه أن يكون نافعا, إذ يمكنه أن يسهم في جعل الحقل مكانًا أفضل:
“ما عليك إلا أن تسلط كل ضجيجك تجاه من يحاول سحق الأزهار أو قطفها”
ابتسم دبابيرو بسعادة وقال:
“اعتقد أن الأمر سيبدو مسلياً جداً”
فأجابت النحلة الذكية:
“نعم, مسلٍ ونافع”
وفي اليوم التالي, جاءت نعامة تسرح وتمرح في حقل الأزهار, وتدوس بحماقة عليها وأفزعت النحل بطريقتها المستفزة.
غضبت النحلة جداً من ذلك المنظر ونادت بصوت عال:
“دباااابيروووو”
فجاء الدبور المزعج ورأى النعامة الحمقاء تدوس على الزهور, فقال متبسما بمكر:
“إنها فرصتك الآن يا دبابيرو”
وانطلق كأنه سهم سريع تجاه النعامة وقام بقرصها على رقبتها الطويلة مرات متتالية وهي تصرخ وتحاول مقاومة الدبور مع صديقاته النحل دون جدوى.
فهربت النعامة بعيداً عن الحقل وهي تحاول أن تغطي رأسها, وضحكت النحل كثيراً على ذلك المنظر. وقرر دبابيرو بعد ذلك اليوم, أن يُصبح أكثر تعاونًا. وأصبح يسهم في حماية الحقل وتعلم كيفية استخدام مواهبه في المكان الصحيح.
رسالة المؤلفة…
“أحبائي الصغار, قد يكون الانسان موهوباً, رساما متقنا, أو مقاتلا شجاعا, أو سباحا ماهرا ولكنه إذا استخدم موهبته بطريقة ضاره فإنه لن يرضا عنه أحد بل سينزعجون منه بالتأكيد. فلنرسم على الورق, ولنلعب في الأماكن المخصصة ولنستمع إلى تعليمات الكبار”
تستطيع الحصول على “قصص اطفال قبل النوم” PDF على متجر حلا ستوريز بالضغط على اللون الوردي أدناه:
تستطيع متابعة قصصنا المجانية على قناتنا على التليجرام بالضغط على اللون الوردي أدناه: