قصة الجني الأزرق والجني الأحمر 

 

قصة الجني الأزرق مع الجني الأحمر

   قصص الجن


كان يعيش على كوكب المريخ، في إحدى الحفر على سطحه الضخم. لم يكن يجد الشراب ولا الطعام لسنوات طويلة، فقرر تسخير نفسه بالأجرة. طاف على جميع الكواكب فلم يجد أي مخلوق يطلب منه العمل مقابل الطعام. 

قصة الجني الأزرق وقصة الجني الأحمر وقصة الجنية ام الصبيان

    قصص الجن

 

وفي احدى جولاته ذهب إلى كوكب يدعى الأرض. نزل على قمة افرست وكانت القمة باردة جداً. 
لكنه أحب الجو هناك، وأثناء تعرفه على الكوكب وثقافات أهله, التقطت أذناه الكبيرتان أصوات تمائم!

 اتبع الجني تلك الأصوات كأن مغناطيساً يقوم بسحبه، حتى وصل إلى مصدر الصوت. 
كان ذلك الصوت لأحد السحرة, كان يعيش في وادي بعيد لوحده في بيت مهجور.

 

قصة الجني الأزرق مع الجني الأحمر وماذا فعل الجن بتهمة القتل.

    قصص الجن

اقترب الجني من الكوخ وأخذ ينظر إلى الداخل من نافذته المكسورة. وجد الرجل يقرأ طلاسمه وتمائمه لعجوز كبيرة في السن ثم أخذ منها رغيف خبز وبعض السمك والثريد. 

ذهبت العجوز فاشتد فضول الجني ليعرف المزيد عن عمل هذا الساحر لعله يعمل مثله مقابل المأكل والمشرب. تمثل الجني على هيئة إنسان أسيوي ثم طرق باب الساحر الخشبي المتهالك. 
نظر الساحر إلى الباب وقال بصوت غض:

“ادخل أيها الأسيوي البائس!”

قصة الجني الأزرق والجني الاحمر والجني الاخضر مع الساحر.

   قصص الجن

تعجب الجني من أمره ثم دخل ولم يكن يعلم نوع التحية التي يحييها أهل هذا المكان لعلمه أن أهل الأرض في خلاف واختلاف. فاقترب من الساحر وظل ساكتاً.. 

نظر إليه الساحر بنظرة حادة وبدأ البوح بما يخفيه صدر الجني من ألم:
” انت جائع حيران، في عينيك أسئلة وفي قلبك غياب للمعرفة.. عدوك حاظر عندي .. أراه ينعم ويضحك. لا تقلق انتظر لأرسل إليه الجنون والمرض مع الجني الأزرق”

نظر الأسيوي واتسعت عيناه من الدهشة وتظاهر بأنه يوافق الساحر في كل ما يقول قائلاً بتعجب:
” وكيف عرفت حالي وعدوي من مجرد دخولي عليك وقبل أن أتكلم؟ “

ضحك الكاهن بزهو:
” يبدو أن الذين أرسلوك إلي لم يقولوا لك أني أمتلك خادم المريخ، الجني الأزرق، يخبرني بكل ما يحدث في الأرض”

نظر الأسيوي إلى الأرض وقد حبس ضحكة ممزوجة بالصدمة ثم سأل:
” وكيف استطعت أن تملكه يا سيدي وهو يعيش في المريخ؟”

أجاب الساحر بغرور وثقة:
” اوفر له المأكل الخاص بالجن والمشرب الخاص واعتني به فيخدمني”

ثم أضاف:
” أرءيت هذه العجوز التي خرجت… سوف أجعلها عجوز غنية وشابة مقابل طعام الجني الذي أتت به هذا”

اقترب الأسيوي من الساحر ونظر نظرة قوية في عينيه ثم سأل بجدية:
” ولماذا لم يجعلك الجني الأزرق غني وشاب أنت أيضاً؟ “

ارتبك الكاهن قليلاً ثم تنحنح ثم أسند ظهره إلى الحائط ليتمالك نفسه ويستعيد قوة دجله وأخذ قليلاً من البخور ورماه على الجمر الملتهب أمامه وصاح بعلو صوته:
” سامحوه سامحوه ..فهو لا يعرفكم وليس الجاهل كالعالم يا أسياد المريخ”

تعجب الأسيوي من أمر الكاهن متسائلاً وقد بدى الاستهجان على وجهه:
” هل أخطأت في حق سادتك الجن! “

التفت إليه الساحر بغضب وقد تعرج جبينه وتعرق ثم زمجر:
“أسيادنا في المريخ لا تهمهم الحياة الدنيا بزخرفها وقد اختاروني لهذه المهمة النبيلة لمعرفتهم بزهدي وقناعتي”

قصة الجني الأزرق وقصة الجني الأحمر وقصة الجنية ام الصبيان

     قصص الجن

اقترب منه الأسيوي ونظر في النار ثم البخور المتصاعد ثم دار بنظره على الغرفة المتهالكة والجدران المتصدعة وثياب الساحر المتسخة المرقعة قائلاً :
” آها.. الآن فهمت… وما الذي تقدمه للجني الأزرق لينفذ لك هذه المهام الصعبة؟”

سال ريق الساحر ثم قام ببلع لعابه استعداداً لخداع الأسيوي وبدأ بتشمير ذراعيه والكشف عن ذلك الطعام أمامه ثم أخذ يأكل بنهم وشراهة ويتحدث في الوقت نفسه:
” يجب عليك أن تحضر ديك وعشر بيضات ورأس من الغنم اسودا ليس فيه أي شعرة بيضاء”

كان الأسيوي ينظر إلى الطعام وقد أهلكه الجوع وكذب الدجال الذي أمامه فسأل الدجال سؤالاً اغضبه:
” اعذرني على كثرة أسئلتي.. لكني أراك أنت من تأكل الطعام وليس صاحب المريخ!” 

غضب الساحر غضباً شديداً ثم صرخ في وجه الأسيوي حتى تطاير الطعام من فمه:
” انا آكل لهم ولا آكل لنفسي… الذي تراه لا تعلم سببه ولا الأسرار التي تكمن خلفه”

فكر الأسيوي لوهلة في دخول جسد الساحر هذا ليأكل معه كما يدعي لكنه عافه ولم يستطع الإقتراب منه بسبب قذارته و نتنه وحرمة الطعام الذي يدخله جوفه, فقرر أن يواجه الساحر بالحقيقة. 


قصة الجني الأزرق ومقتل الساحر

 

قصة الجني الأزرق والجني الاحمر والجني الاخضر مع الساحر.. اتهام الجني الازرق

    قصص الجن

وقف الجني الأزرق وفي لمح البصر عاد إلى هيئته و إذا به الجني الأزرق يقف أمام الساحر بنفسه. خاف الساحر خوفاً شديداً وتلعثم واختنق بطعامه واحمرت عيناه من الرعب وعجز عن التنفس ثم سقط على الأرض مغشياً عليه من شدة الهلع ولا تزال تلك اللقمة محشورة في حلقه فتسببت باختناقه!. 

لم يكن الجني يقصد قتل الساحر, لكنه مات بالفعل! 

شعر الجني الأزرق بالذنب وحز في نفسه أن نزل إلى الأرض جائعاً ليعود منها قاتلاً. 

ظل يفكر قليلاً ماذا يفعل بجثة الإنسي الدجال الذي مات من الهلع وقال في نفسه:

” إن عدت إلى عشيرتي حاكموني بتهمة القتل وإن بقيت بين البشر فهو ليس موطني”

احتار الجني الأزرق في أمره وبينما كان يفكر سمع حسيس نعلٍ بالقرب من الكوخ وخطوات تمشي بحذرٍ شديد فأسرع واختبأ داخل الإبريق النحاسي الذي كان المشعوذ يدعي أنه مسكون من قبل المردة وفي داخل الإبريق حدث أمر عجيب! 

وجد الجني الأزرق عفريت أحمر من سكان كوكب زحل ودار بينهما حوار غريب. 

الأزرق :
” من أنت وما قصتك؟ “

الأحمر بعينين شبه مغمضة:
“اتدخل علي مسكني لتسألني من أنا! “

الأزرق بفضولٍ شديد:
“اعتذر منك.. والله ما دخلته إلا هروباً من ظلم”

ضحك الجني الأحمر حتى بات كطعة جمر بينما الجني الأزرق ينظر إليه متعجباً! 

“ما الذي يضحكك يا هذا؟ “

وضع الجني الأحمر أنفه ملاصقاً لأنف الجني الأزرق وقال: 

“أعيش هنا منذ قتل هذا الدجال أبيه  واتهمني ظلماً واضطررت أن أعيش في هذا الأبريق وأخرج كلما انغمس هذا الملعون في نومه لآكل ما تبقى من طعامه متشبهاً بقط أسود ثم أعود.”

الجني الأزرق مستفسراً:
“وما هي قصة قتله لأبيه؟ “

قُطع الحديث فجأة وسمع الاثنان صوت حركة في الغرفة فأدركوا أن هنالك أحد ما قد دخل الغرفة فصمتوا. 

دخل غرفة الساحر الملعون رجل طويل القامة شديد سواد البشرة مع شدة بياض أسنانه.. 
كان يرتدي ثوباً أسوداً وشالاً أسود من شعر الماعز، له خطوات واثقة توحي بنية الشر التي تفوح من نظراته الحادة.

قصة الجني الأزرق والجني الاحمر والجني الاخضر مع الساحر

    قصص الجن

 وفي يده خنجراً مسموماً وكأنه ينوي قتل الساحر، ولما اقترب منه قاب قوسين أو ادنى، ركله بقدمه لكي يستيقظ وقال بصوت غض مخيف:

” استيقظ ايه الدجال فمثلي لا يقتل نائماً “

لكن الكاهن كان ميتاً فعلاً وايقاظه من النوم محاولة عبثية ليس إلا! 

همس الجني الأزرق في أذن الجني الأحمر:
“لا بد أنه يحمل غِلاً عظيماً تجاه هذا الدجال وإلا فلمَ ينوي قتله”

جلس الرجل الضخم بجانب الجثة ينظر بحسرة وتندم، فقد كان ينوي تعذيب الساحر قبل قتله. 
وقال في حسرة وهو يجر أنفاساً متلاحقة كأنها أنفاس ثور غاضب:

” لماذا مت أيه البائس لماذا؟… لماذا مت قبل أن ترى بعينك سوء عملك وجزاء خبثك؟”

وظل الرجل الضخم يهذي ويدمر الغرفة بقدمه كأنه يفرغ غلاً دفيناً يعتصر جوفه ثم انصرف غاضباً.

قصص الجن

   قصص الجن

 همس الجني الأحمر في أذن الأزرق:
” كان هذا الرجل مقتنع أن الساحر سيرد الموت عن زوجته المريضة فلو كان ذلك حقاً لرده عن نفسه”

ابتسم الجني الأزرق وظل صامتاً يراقب القصة, حتى خرج الرجل الضخم من الكوخ غضباناً وهو يصرخ:

” لو كان المداوي دافعاً للموت لدفعه عن نفسه، كذب الساحر وصدق الموت.. كذب الساحر وصدق الموت”

نظر الجني الأحمر إلى الجني الأزرق مبرهناً:
“لعلك فهمت من حديثه ما سبب بغضه للساحر”

هز الجني الأزرق رأسه ثم أجاب:

“لعل الساحر هذا اخذ منه الكثير مقابل شفاء زوجته…” 

قاطعه الجني الأحمر:

” نعم… ماتت اليوم.. ماتت بعد أن أنفق الرجل كل ماله على هذا الدجال ليشفيها”

حزن الجني الأزرق فاستدركه الجني الأحمر سائلاً:

“ما الذي يحزنك يا هذا؟ “

فعبر الجني الأزرق عن مخاوفه: 

“إن عدت إلى قبيلتي حاكموني وقتلوني أو ربما أرسلوني لأحترق في عين الشمس! وإن بقيت هنا عشت منبوذاً في هذا المكان ويشهد الله أن ما جاء بي غير الجوع”

تبسم الجني الأحمر وقال للجني الأزرق:

” لا تعطي للأمر فوق حجمه يا هذا وتعال معي لنأكل ما أبقاه الكذاب من سمك وثريد”

قصة الجني الأزرق ورحلة البحث عن البراءة

 

خرج الاثنان وأكلا الطعام المتبقي وأثناء تناولهما للطعام سأل الجني الأحمر صاحبه بتعجب:
“لمَ لا تستطيع قضاة كوكبك التأكد من براءتك؟”

فأجاب الجني الأزرق وهو منشغل بأكل السمك لحماً وعظماً من شدة الجوع:
“محكمة جن المريخ تقضي على كل قاتلٍ منا أو متسبب في قتل أن يدفن القتيل في مكان لا يعبد الله، فإن عجز عن فعل ذلك يتم إرساله مكبلاً بالأغلال إلى عين الشمس”

وبعد أن انتهى الأثنان من طعامهما، قررا أن يتخلصا من جثمان الكاهن.

قصة الجني الأزرق والجني الاحمر والجني الاخضر مع الساحر

   قصص الجن

فاقترح الأزرق أن أن يخرجاه من الكوخ إلى الغابة لتأكله الوحوش كفارة على ما أسلف في أكل أموال الناس.

تعاون الاثنان وحملا الساحر ورمياه في الغابة فعافت لحمه الضباع ونفرت من رائحته الأسود ومرت من جانبه السباع كراماً لم تنهش منه شيء! 

اقترب الجني الأحمر وخاطب وحوش الفلا قائلاً:
” لقد وهبناه لكم كلوه هنيئاً مريئاً.. “

فأجابه الأسد مزمجراً مكشراً عن أنيابه:
” ما لنا حاجة في هذا الفاجر ولا في بطوننا مكان للحمه الذي ترعرع من الحرام!”

نظر الجني الأزرق إلى صاحبه الأحمر بإحباط شديد فقال له الأحمر:
“لا تقلق، نرميه لحيتان البحر فهي تبلع كل ما في البحر من جيف”

تعاون الاثنان وحملاه وطارا به إلى بحر الظلمات ورميا به هناك ولكن جسده ظل طافياً على الماء فنادى العفريت الأحمر حيتان البحر:

“يا حيتان البحر أبلعيه هنيئاً مريئاً.. “

فأجابه الحوت بصوت يدوي حتى هز الأرجاء:
” كيف لي أن أدخل بطني دجالاً قد فرق بين المرء وزوجه بعد أن طهر الله بطني بذكر عبده يونس.. ما لي حاجة فيه فخذوه بعيداً عن مملكتنا”

تعجب الجن من ردة فعل وحوش البر والبحر وفكروا قليلاً فقال الجني الأزرق:

” عندي فكرة… لماذا لا نحرقه ونتخلص من جثمانه النتن”

جني أزرق وجني أحمر يقفان امام غابة تحترق

    قصص جن

فحملاه وطارا به حتى وجدا حريقاً ضخماً يلتهم أدغال أفريقيا فرموه في غابة مليئة بالأشجار الكثيفة المحترقة.. وناداها الجني الأزرق:

“أيتها النار.. إن كنتِ لا تعبدين الله فكلي هذا الجسد!” 

فسمعوا للنار شهيقاً اعتراضاً على ذلك الجسد رجَ مسامعهم من قصف لهبه وهي تقول:
“خذاه بعيداً عني فإن له مذاق عفن… كيف لي أن أواري سوءة هذا المخلوق الذي استخدمني لحرق قلوب العباد وسلب عقولهم!”

فقال الجني الأزرق لأخيه الأحمر:

“إن كل ما بين السماوات والأرض عباد لله وهذا الدجال قد اغضب الله  فما عسانا نفعل …أين نواري سوءته !”

قصة الجني الأحمر وقصة الجنية ام الصبيان معهم

   قصص للمراهقين

وبينما هم في حيرة من أمرهم  مرت بهم جنية خضراء من سكان كوكب الزهرة لا فرق بينها وبين جن المريخ الذكور بقوتها وعضلاتها، كانت تبحث عن طعام لأطفالها الألف. 

وجدت الجنيان يجلسان على قمم جبال الألب وإلى جوارهم جثمان الطاغية متجمداً من شدة الصقيع. 

فقالت لهما:
” هل انتم أصحاب الحُكم! “

فقال الجني الأحمر بغضب وتذمر:
” نعم نحن الأبلهان العاجزان عن نيل براءتنا”

التفت إليه الجني الأزرق بتعجب وسأله:

“ما بالك أنت من الحكم… أما أنا فقد حكمت علي قبيلتي أن اواري جثمانه في بطن اغضب الله فماذا عنك؟”

ضحك الجني الأحمر وقال:
“دخلت بيته لأبحث عن طعام في جسد قطٍ أسود, فلما أكلت من رزقه حكمت علي قبيلتي بالنبذ والطرد بسبب أكلي من المال الحرام, وحُكِمَ علي ألا أعود إلى كوكبي حتى يموت الملعون ويوارى في بطنٍ لايعبد الله صاحبه ومنعوني من قتله!”

تعجب الجني الأزرق من أمر صاحبه المنبوذ وأدرك أنه ليس المنكوب الوحيد.

علقت الجنية أم الصبيان قائلةً:
” بطن لا تعبد الله… وهل هنالك بطون لا يعبد الله أهلها! “

وبينما هم كذلك, تذكر الجني الأزرق قصة قتل الساحر لأبيه فسأل الجني الأحمر:
“وماذا عن قتل الملعون لأبيه؟”

ضحك الجني الأحمر حتى ذاب الجليد من تحته من شدة حرارته ثم وقف وبدأ يحكي بحماس لينال من الجنية الزهرية ابتسامة يروي بها غروره:
“كان الساحر يقتسم غلة السحر مع والده, وفي يوم من الأيام طلب الشيطان من الساحر أن يشتري خنزيراً ويسقيه خمراً حتى يكثر لحمه ويلين وتكثر فيه الشحوم ثم يذبحه ويقدمه قرباناً لسيد الشياطين في أحد الكهوف البعيدة”

ظل الجني الأزرق يستمع إلى القصة باهتمام ونست الجنية الزهرية أطفالها الألف وهي تدقق في تلك القصة العجيبة ثم بادرت تستعجل الحديث:

” ثم ماذا …ما الذي حدث”

قصة الجني الأزرق والجني الاحمر والجني الاخضر مع الساحر..

قصص جن

فأكمل الجني الأحمر:
“جاء موعد التسليم في يوم السبت لحظة الزوال وحضر الشياطين لاستلام القربان فنام الساحر ونسي الموعد …غضب الشيطان غضباً شديداً حتى تزلزل هذا الكوخ من رائحة غضبه النتنة وطلب من الدجال أن يضحي بأبيه بدلاً من القربان وإلا فليضحي بنفسه اعتذاراً على سهوه ذاك”

استعجل الجني الأزرق مستبقاً للأحداث:
“لا تقل أن الدجال قد منح الشيطان أباه قرباناً !”

ضحك الجني الأحمر ضحكة هزت الجبل من تحت أقدامهم قائلاً:
“أكله الشيطان الكافر كما أكلنا السمك بعظمه”

كشرت الجنية وعبرت عن اشمئزازها من قصة الساحر مع الشيطان:

“لو سهى عن الصلاة أربعون عاماً لظل باب العودة والتوبة مفتوحاً ليعود, لكن الشيطان ليس بغفار”

هنا سكت الجني الأزرق قليلاً ثم ابتسم وكأن فكرة قد أضاءت عقله, فالتفت إليه الجني الأحمر والجنية بتعجبٍ وسألاه عن سبب ابتسامته الغريبة تلك فقال لهم:
“نرمي بجثمان الساحر المجمد هذا أمام تلك المغارة فيأكله الشيطان فهو لا يعبد الله”

قصة الجني الأزرق والأحمر والعودة إلى الوطن

 

قصة الجني الأزرق والجني الاحمر والجني الاخضر مع الساحر.. اتهام الجني الازرق

    قصص جن

وحلق الجن الثلاثة تحت شمس الشتاء الباردة وقاموا برمي جثمان الساحر ليسقط جوار كهف اللعين ثم عادوا وقد تيقنوا يقيناً مطلقاً أن الكابوس قد انزاح عن أكتافهم. 

ذهب الجنيان ومثلا أمام محكمة الجن و ناضلا في الدفاع عن نفسيهما فقال القاضي:

“ألم نمنعكم  من بني الإنس!… ألم نمنعكم من بيوت السحرة وقلنا لكم بأن دخلوها كفر!… أوليس حرمنا عليكم القتل وقلنا لكم أنه سفك للدماء…!”

ثم صرخ في وجوههم :
“حملتم الجرائم الثلاث ثم أقبلتم بها فرحين!”

فقال الجني الأزرق للقاضي:
“والله ما دخلت بيته على علم …ولا قتلته بقصد.. ولم آكل من السمك إلا بعد موته ولم تعد ملكه”

وقال الجني الأحمر مدافعاً عن نفسه: 
“والله ما دخلت داره إلا لآكل ما يرميه للقطط, وما أكلت من طعامه وأنا أعلم بحرمته وما قتلته ولا تدخلت في موته إنما ظلمني وأشاع بين بني جنسه أني من قتل أباه وما قتله غيره!”

 

جني أحمر وجني أزرق قفان أمام محكمة فيها جن يلبسون ثياب القضاء

  محكمة الجن

فقال القاضي:

“عفونا عنكم على ألا تدخلوا كوكب الأرض مرة أخرى”

فسألت الجنية أم الصبيان:
” فهلا قلت لنا أي البطون لا تعبد الله!”

فأجابها القاضي المارد:

“كل ما بين السماوات والأرض يعبد الله, والهروب من مملكة الله مستحيل, ولا يحاول عبثاً الهروب منها إلا شياطين الجن والإنس ولكنهم يلقون في آخر المطاف عقابهم”

خرج الجنيان من المحكمة سعداء يعتريهم بعض الحزن. أما السعادة فكانت بسبب نيلهم للبراءة أخيراً وأما الحزن فكان بسبب تحريم دخول كوكب الأرض عليهم. 

وجلس الأثنان على  هضبة من هضاب المريخ ثم وقف الجني الأحمر يستعد للانطلاق إلى كوكبه فناداه الجني الأزرق:

“يا صاحب الأبريق، هلا قصصت علي قصة تمثلك في جسد القط!”

التفت إليه الجني الأحمر قائلاً:
“أولم احكها لك!”

فأجاب: “لا ..”

فعاد الجني الأحمر متحمساً يحكي للجني الأزرق قصته, وأصبح الجنيان صديقان مقربان. 

تأليف/ زبيدة شعب

 

القصة الآن متوفرة في المتجر بصيغة PDF انقر هنا 

 


منصة حلا لقصص الأطفال تقدم أيضاً قصص للمراهقين:

 

انقر هنا لقراءة قصة وادي الثعابين 

 

انقر هنا لقراءة قصة الإنتقام