قصة الخياط مع مشعل – قصص قصيرة – قصص للأطفال – ” الأمانة “
قصة الخياط مع مشعل صاحب الخاتم
كان مشعل يعيش مع والده في شقة صغيرة، في حي مزدحم بالأسواق.
وكان الحي لا يهدأ ليلاً ولا نهارا فقرر أبو مشعل أن ينتقل من تلك الشقة إلى منزل أكثر هدوءاً وراحة.
بحث الأب عن منزل آخر لكنه تفاجأ بأسعار المنازل قد ارتفعت ارتفاعا جنونياً.
فأخذ يحسب راتبه كل يوم ليعرف مدى قدرته على دفع ايجار في منزل جديد، فوجد راتبه لا يكفي.
قرر مشعل البحث عن عمل لمساعدة ابيه فتكاليف الحياة قد زادت وصار البيت ضيقاً عليهم والضجيج في ذلك الحي لا يهدئ ابدا وصار لابد من دخل إضافي يدعم بقاء حياتهم مستقرة.
وفي صباح اليوم التالي ، تناول مشعل إفطاره ثم خرج من أجل البحث عن عمل وبدأ بتلك المتاجر القريبة من منزلهم واحد تلو الآخر.
كان الجميع يرفضون توظيفه لأنه لا يزال صغيرا حتى وصل إلى خياط في آخر الحي.
قصة الخياط مع موظفه الجديد
كان الخياط رجلا كبيرا بالسن ويحتاج لمن يساعده في متجره فاشترط على مشعل أن يدربه على المهنة ثلاثة أشهر بدون راتب ثم يدفع له إن برع في العمل راتباً جيدا.
وافق مشعل وبدأ العمل في نفس اليوم واثناء تدربه وجد في درج مكتب الرجل خاتما ذهبيا كبيرا.
لم يحركه مشعل من مكانه ولكن عبارة مكتوبة على ورقة صغيرة قد لفتت انتباهه وهي :
“مالك حلالك وأغلالك في مال غيرك!”
تأمل قليلاً في تلك العبارة وشعر أن فيها حكمة بالغة، وعندما عاد إلى المنزل تذكر تلك العبارة وهو يتناول الغداء .اكمل مشعل غداءه ثم دخل غرفته وقام بتبديل ملابسه ليرتاح قليلا قبل أن يبدا دوام الفترة الثانية فتذكر العبارة من جديد ، نهض وامسك قلما وورقا ابيض مقوى وقام بخط تلك العبارة بالخط الكوفي الجميل وتعليقها في غرفته. ثم ارتدى ثيابه وخرج إلى عمله.
قصة الخياط مع أم مشعل
دخلت أم مشعل الغرفة وأخذت سلة الغسيل المليئة بالملابس لغسلها فوقع نظرها على تلك العبارة المعلقة على حائط مشعل وتذكرت شيئاً مهما كانت قد نسته منذ زمن طويلا.
وقفت برهة من الزمن كأن شيئا مهما قد قفز كالأرنب إلى ذاكرتها ليبعث في مخيلتها مشهدا مدفونا في قعر النسيان. وفي المساء عاد مشعل منهكاً من عمله فاستقبلته أمه عند الباب سائلة إياه :
“ما سر تلك العبارة التي كتبتها وعلقتها على حائطك ! “
نظر إليها مشعل وهو متعب جداً وأجاب بهدوء :
“اعلم أنك لا تحبين تعليق الورق على الحائط ولكن العبارة أعجبتني فكتبتها “
قصة الخياط وسر العبارة المكتوبة على الورقة
لم يكن أمر تعليق العبارة على الحائط هو ما أهم أم مشعل ولكنها كانت محتارة في شيء آخر.
استغرب مشعل من اهتمام أمه المبالغ فيه في تلك العبارة، جلس على الأريكة وحكى لها قصة الخياط وسر العبارة وأين وجدها وكان الأب يجلس جانباً يقلب القنوات في جهاز التلفاز فشده ما سمع فتوقف ليستمع لتلك الحكاية.
وفجأة وقفت الأم مذهولة وقالت بصوت خافت وهي تضع كفيها على خديها:
“الان تذكرت ! “
استغرب الجميع من موقفها ليتوارد في أذهانهم سؤالا عن الشيء الذي تذكرته فجأة.
فسألت الأم ولدها مشعل :
“هل الخاتم كبير عليه خرزة سماوية ؟ “
اجابها بتعجب مشعل :
“نعم، ولكن كيف عرفتي! “
ابتسمت الأم واخذت تردد بسعادة:
“استغفر الله العظيم، إنها آفة النسيان “
آفة النسيان و أمانة الخياط
تعجب الزوج من موقفها وقال لها وقد بدت على وجهه علامات الحيرة :
“مالك يا امرأة، مال النسيان ومال خاتم الرجل ومال العبارة “
فقالت أم مشعل :
“قبل عشر سنوات، ذهبت إلى أحد الخياطين لأخيط لمشعل ثوباً للعيد وعندما ذهبت إلى الخياط لأسأله عن الثوب وجدته جاهزاً وكان الخياط يستعد للسفر لقضاء إجازة العيد وطلب أجرة الخياطة ولم أكن احملها حينها في حقيبتي. لكني اعطيته الخاتم وقلت له عندما يعود من السفر سآتي لآخذ خاتمي وادفع له ثمن خياطة الثوب. “
نظر الجميع باندهاش إلى ما تقوله الأم لكنها أكملت القصة وقالت :
“قال لي الخياط ممازحا أنه سيقوم بشراء خروفا للعيد بقيمة ذلك الخاتم فقلت له وكلي ثقة بأمانته:
“مالك حلالك وأغلالك في مال غيرك!”
نظر اليها الأب بتعجب وحيرة وقال لها :
“الم تقولي يومها أنه ضاع! “
قصة الخياط الأمين وعودة الحق لأصحابه
خجلت وقالت مبتسمة :
“نسيت تماماً قصة الخياط وتفقدت الخاتم في جميع خزائني واعتقدت حقاً أنه قد ضاع أو سرق! ”
هنا أدرك مشعل أنه يعمل مع رجل شديد الأمانة وفي اليوم التالي ذهب إلى عمله وسأل الرجل الكبير عن معنى تلك العبارة فارتبك الشيخ الكبير وقال :
“كتبت هذه العبارة يا ولدي لأذكر نفسي بخطورة العبث بممتلكات الغير “
ثم أخذ الخاتم وخبأه في جيبه.
ضحك مشعل واخبر الشيخ بما حدث في اليوم السابق.
شعر الشيخ الكبير براحة عجيبة وهو يرد الأمانة لأصحابها بعد ذلك الزمن الطويل ودمعت عيناه وهو يقول :
“خفت أن اموت قبل أن أرد الأمانة لصاحبتها وعفا الله عنكم في ثمن الثوب “
قبل مشعل رأس الرجل الكبير وقال له مصرا :
“بل سأدفع ثمنه من أول راتب لي معك “
وكان ذلك درساً عظيما في الأمانة حصل عليه مشعل من ذلك الخياط البسيط.
تأليف الكاتبة اليمنية
أ/ زبيدة شعب
______________________________
الهدف التربوي من قصة الخياط مع مشعل
1- الأمانة
2- التعاون الأسري
3- توثيق الامانات وكتابتها لتجنب نسيانها
4- أهمية كتابة مذكرة شخصية لمن يعانون من النسيان
أو استخدام القصاصة الورقية اللاصقة كمذكرة
_____________________________________
انقر هنا لتقرأ قصة سور المزرعة الأخضر
انقر هنا لمتابعة قناتنا على الواتس اب
Comments (03)