قصة الطفلة مروة في الخامسة من عمرها
قصة الطفلة مروة, من وحي خيال المؤلفة لكنها مستوحاة من قصة الطفلة المصرية مروة هشام الجميلة والتي كانت من الأطفال النادرين جداََ في حمل المسؤولية, والتفاني من أجل سعادة الأسرة.
قصة الطفلة مروة هشام, بدأت في الخامسة من عمرها, إذ أنه من النادر جداََ ما تجد طفلاََ يشعر
بالمسؤولية ومثل هذا النوع من الفتيات تسميها الأسرة عادة الأم الثانية وهذا ما حدث فعلاََ مع هذه
الطفلة
قصة الطفلة مروة مع اخيها عبدالله
كانت مروة فتاة هادئة تحب أمها كثيراً، لم تتميز مروة بالشقاوة كباقي الصغار ولم تكن تتعب والدتها كما هي عادة الاطفال مطلقاً.
لم تكن مروة توفر جهداً في مساعدة أمها ولا العناية باخوتها الصغار. كانت طفلة نادرة الوجود إذ أنها تبادر دائماً وتخجل أن تجلس وأمها تعمل، كانت صغيرة على هذا الإحساس ولكنها كانت تشعر أنها مسؤولة عن أمها.
ازداد شعور مروة بالمسؤولية بعد ولادة أخيها الثاني فقد باتت أمها تتعب كثيراً.
وفي يوم من الأيام خرجت أمها من المنزل وطلبت منها أن تمكث في المنزل وأن تتصل بها إذا استيقظ الصغير.
شعرت مروة أن عليها القيام بذلك وهزت رأسها موافقة على طلب أمها.
وقبل أن تخرج الأم من الباب قالت لمروة:
“لا تفتحي الباب لأحد في غيابي وقولي أمي في الخارج”
وافقت مروة واغلقت الباب جيداً بعد خروج أمها وانطلقت إلى غرفة الجلوس، وفتحت كتبها وقامت بعمل جميع واجباتها ثم فتحت التلفاز وبدأت المشاهدة.
وبعد بضع دقائق شعرت بالقلق فذهبت لتطمئن على أخيها الصغير لتجده نائماً كالملائكة.
قصة الطفلة مروة والمفاجأة
فكرت مروة بأن تصنع لأمها مفاجأة وتقوم بغسل الثياب في سلة الغسيل لتوفر على أمها المجهود.
كانت مروة صغيرة جداً على هذا العمل لكنها قررت أن تكبر سريعاً لمساعدة أمها وصديقتها المقربة.
ذهبت مروة ووضعت جميع الثياب بجميع الألوان في الغسالة وبحثت عن الصابون فلم تجده.
فتحت مروة الماء لتملأ به الغسالة وقامت بفتح حصالتها الصغيرة لتجد فيها قليل من المال كانت قد جمعته من مصروف مدرستها.
انطلقت مروة بهدوء إلى الخارج لتشتري الصابون لتقوم بغسل الملابس فلا تعود أمها الا وقد انتهت.
كانت تركض بسرعة فهي تخشى أن يبكي أخوها وهي في الخارج وبينما هي تركض سمعت اصوات صراخ من كل مكان، لم تدرك ما الذي حدث لكنها سمعت صوت سيارة تدوي المنطقة بصوت جرسها!!
جلست مروة خائفة وغطت على رأسها بيديها الصغيرتين وإذا بها ترى أقدام رجل المرور.
رفعت رأسها خائفة فقال لها غاضباً:
“هل مات جميع أهلك ولم يبقى سواك لتركضي في الشارع بهذه السرعة، احمدي الله أنه وقف في اللحظة الأخيرة والا لكنت في عداد الاموات الان:
حزنت مروة وشعرت بالاسف لما قاله الشرطي واكملت طريقها وهو ينظر إليها بغضب يحرسها حتى اشترت الصابون وخرجت من البقالة لتعود الى المنزل.
قام بمساعدتها لتقطع الشارع ودنى منها امام بوابة العمارة وقال لها:
“قولي لامك بان الشرطي يقول لها لا تنجبي ان لم تكوني بقدر المسؤولية”
خافت مروة ودمعت عيناها وشعرت أنها السبب في كل ذلك الحديث الذي قيل في حق والديها. عادت إلى المنزل حزينة بسبب ذلك الموقف الذي حدث في الخارج وجلست في غرفة الجلوس ونست أن الماء مفتوح في الغسالة.
قصة الطفلة مروة وغسيل الملابس!
ظلت دقائق على ذلك الحال ثم اخذت الصابون واتجهت إلى الغسالة وعندما اقتربت منها تذكرت أنها تركت حنفية الماء مفتوحة:
“يا الهي ما هذه الأخطاء كلها التي قمت بها في غياب امي”
اغلقت الحنفية وقامت بصب الصابون كله في الغسالة ثم قامت بتشغيلها.
كان الصابون كثيراً والملابس متنوعة الألوان وبدأ أخوها الصغير يبكي!
احتارت مروة ماذا تفعل فقد زاد ارتباكها بسبب المهام الكثيرة التي عليها القيام بها.
انطلقت الى اخوها وتذكرت حديث أمها:
“إذا بكى اخوك فاتصلي بي فوراً! “
وحدثت نفسها :
“كيف اتصل بامي وأنا لم انهي العمل بعد! “
وقررت أن ترعى أخيها بنفسها ولا تتصل بأمها، فهي تحب أن تعود أمها لتجد كل شيء على ما يرام.
بدأت تلعب مع أخيها وتحاول اضحاكه لكنه بدا يبكي من الجوع!
احتارت مروة كيف تصنع لانها لا تدري لماذا يبكي لكنها تذكرت أن والدتها تغلق النوافذ، فاعتقدت أنه يبكي من البرد وعلى الرغم أن الوقت كان عصراً والجو لم يبرد بعد، إلا أن مروة قامت باغلاق النوافذ والبست أخيها ملابس ثقيلة!
زاد بكاء الصغير واشتد كربه من شدة الحر وظلت مروة حائرة ما عساها تصنع لتجعل اخيها يسكت فقررت أن تصنع له بعض الحليب.
و أثناء ذهابها إلى المطبخ رن جرس الهاتف فرفعت مروة السماعة لتسمع صوت أمها. شعرت مروة باطمئنان كبير وهي تسمع صوت أمها التي بادرت بسؤالها:
“هل استيقظ اخاك؟ “
لم ترد مروة لكن الأم سمعت صوت الصغير وهو يبكي فعرفت أن ابنتها في مأزق حقيقي فاغلقت السماعة وعادت إلى المنزل سريعاً.
طرقت الأم الباب فاسرعت مروة وفتحت الباب وعندما دخلت الأم اشتمت رائحة الصابون بقوة لكنها كانت مشغولة البال بطفلها الصغير.
اسرعت إلى الغرفة لتجده مشحوناً في كثيراً من الثياب والنافذة مغلقة. عرفت الأم مباشرة أن ابنتها الصغيرة قد حاولت مساعدتها كالعادة, وأنها لم تستطع التصرف.
ضحكت وبدأت بتخفيف الملابس عن الصغير وفتحت النافذة وبدأت في ارضاعه حتى شبع الصغير وبدأ يلعب.
احتضنت الأم مروة وقالت لها:
“مازلتِ صغيرة يا حبيبتي على تحمل المسؤولية, فلا تحملي نفسك فوق طاقتها”
كانت عينا مروة مليئة بالدموع فلاحظت ذلك الأم وادركت أن هنالك خطأ آخر قد قامت به مروة لكنها لم تكن تتصوره أنها قد حاولت غسل الثياب.
تركت الأم الصغار واتجهت إلى المطبخ حيث الغسالة لتجد الصابون يملأ أرضية المطبخ والغسالة مليئة بالماء وجميع الثياب بجميع الوانها فيها.
صعقت الأم, فهي تعلم أن ذلك قد يفسد ألوان الثياب. أسرعت سريعاً واخرجت الماء وهي تردد بصوت عال:
“ماذا فعلت يامروة.. ما هذا”
بكت مروة فلم تحتمل أن ترى أمها غاضبة لكن الأم لم تنتبه إليها وإلى بكائها فهي مشغولة بكارثة الملابس الملونة.
استطاعت الأم أن تتدارك الأمر وتخرج جميع الملابس وتقوم بتصفيتها قبل أن تتضرر ألوانها وقامت بنشرها ثم تنظيف المطبخ بعد ذلك.
ودخلت الغرفة لتجد مروة حزينة تحتضن أخيها ولا تلعب معه. جلست إلى جوارها وهي تضحك واحتضنتها وقبلتها وقالت لها برحمة وحنان:
“أعلم أنك لطيفة وودودة للغاية ولكن هذه الأعمال أعمال الكبار ولا يستطيع الصغار القيام بها”
عادت مروة لتلعب لكن ملامحها لم تكن كالعادة ففمهت الأم من ملامحها أن الموضوع لم ينته بعد!
سألت مروة بلطف:
“هل أحزنك صراخي يا حبيبتي! “
قالت مروة:
“لا… أنا اخطأت يا ماما”
لكن الأم تشعر أن ابنتها تخفي أمراً ما فمروة لا تكذب أبداً ولا تستطيع الكذب وملامحها واضحة!
اقتربت من صغيرتها وسألتها بهدوء:
“من أين اتيت بالصابون يا مروة؟ “
بدأت مروة تبكي فاحتضنتها امها وطلبت منها أن تحدثها بصراحة و ألا تخاف أبداً.
حكت مروة ما حدث بالتفصيل لأمها فشعرت الأم بالحزن لأجل ابنتها وما تعرضت له من مخاطر وقالت لها:
“لست حزينة بسبب كلام الشرطي فهو محق في كل ما قاله لكني حزينة لانك تعرضت للخطر”
اعتذرت مروة لكن أمها ازدادت حباً لها واخبرتها أنها تحبها بقوة وتخاف عليها لذلك طلبت منها الاتصال فوراً.
وقالت لها ايضاً :
“حبيبتي اعلم انك قمت بعمل جبار لا تقوم به إلا امراة كبيرة وأشكرك على هذا الاحساس الحنون واشكر الله أن منحني ابنة طيبة مثلك”
ثم اضافت:
“ساقوم بتعليمك مهام المنزل بالتدريج بما يتناسب مع عمرك صغيرتي”
سعدت مروة كثيراً بقرار أمها ذاك وفعلاً بدأت تتعلم وتتعلم حتى أتقنت الكثير من أعمال المنزل الصغيرة.
وعندما كبرت مروة واصبحت في التاسعة من عمرها صارت تساعد أمها في المطبخ وفي رعاية الصغار والعناية بهم وصارت تشتري اغراض المنزل الخفيفة بنفسها.
وايضاً اصبحت متفوقة جداً في دراستها و أدركت أن الأعمال لايقوم بها إلا من قد تدرب عليها واتقنها.
كانت أمها راضية عنها اتم الرضا وتحبها حباً عظيماً وتفتخر بها أمام زميلاتها دائماً.
فمروة فتاة نادرة وتتحمل المسؤولية وتشعر بتعب أمها ولا يرضيها أبداً أن تتعب أمها بينما ترتاح هي.
قصة الطفلة مروة…
من تأليف / زبيدة شعب
ومن قصص اطفال منصة حلا أيضاً قصة الزرافة الصفراء فيديو
منصة حلا لقصص الأطفال تنصح أيضاً بقراءة هذه القصص:
انقر هنا أيضا لتقرأ قصة الغراب المتمرد
انقر هنا لقراءة قصة ملكة النمل حكمة وعضة وعبرة
ـــــــــــــ تم ـــــــــــــــــــ