قصة الطفل أيوب والوعاء المثقوب – قصص اطفال منصة حلا 2024
قصة الطفل أيوب
في إحدى البيوت الصغيرة عاش طفل في السادسة من عمره مع أمه وأبيه يدعى أيوب. كان منزل جده قريب من منزل والديه. واعتاد الطفل أيوب الذهاب بشكل شبه يومي إلى منزل جده لزيارته. كان الطفل أيوب يحب جده وجدته كثيراً.
وكان أبوي أيوب يذهبان لتناول وجبة الغداء كل جمعة عند الجد والجدة. كان الطفل أيوب قوي الملاحظة وكان يحتفظ في ذاكرته بأدق التفاصيل وكان دائماً ما يتفاخر في المدرسة قائلاً:
“أمي و أبي يسمونني ببغاء”
قصة الطفل أيوب ( في منزل الجدة)
وذات نهار جمعة, ذهب أحمد وزوجته أميرة إلى منزل الجدة كالعادة ومعهما الطفل المدلل أيوب. وأثناء تناول وجبة الغداء, لاحظت أم أيوب انزعاج أم زوجها منها كثيراً ولكنها لم تكن تعرف سبب كل ذلك الانزعاج. فكرت أثناء تناول الغداء في سر نظرة حماتها تلك إليها ولم تستطع التحمل.
وبعد الانتهاء من وجبة الغداء سارعت بسرعة لرفع السفرة إلى المطبخ مع حماتها. وفي المطبخ استغلت أميرة خلوتها بأم زوجها واقتربت منها وسألتها بلطف:
” لماذا يا عمتي أشعر أنك غير راضية عني اليوم هل بدر مني أي سوء؟”
نظرت إليها أم زوجها بغضب واقتربت منها معاتبةً:
” لماذا حرمت ولدي ليلة الأمس من مشاهدة مباراة كرة القدم التي يحبها “
ترددت أميرة قليلاً ولم تعرف كيف وصل الخبر إلى أم زوجها وأجابت متلعثمة:
” حسناً, كان الوقت متأخراً, وكنت أريد أن ينام ليصحوا إلى عمله نشيطاً”
لكن الجدة لم يعجبها ذلك الرد وقالت مستاءة:
” ما هذا العمل الذي سيحرم ولدي المسكين من أدق تفاصيل حياته, المال يا ابنتي ليس كل شيء, دعي ولدي المسكين يستمتع بما يحب .. أبني ليس طفلاً صغيراً…”
سكتت أميرة قليلاً ثم حاولت تهدئة حماتها:
” حسنا يا حماتي الغالية أنا اعتذر لا أريد منك أن تكوني غاضبة مني”
تركتها العجوز وانصرفت إلى غرفة الطعام منزعجة وهي تتذمر بغضب:
” أنك تتحكمين بولدي وحفيدي.. كم أنت قاسية”
قصة الطفل أيوب ( شجار في المنزل)
وعندما عادوا إلى المنزل كانت أميرة غاضبة جداً وبدأت تصرخ بصوت عال:
” متى ستعلم أنك بت رجلاً مسؤولاً عن نفسك وتترك عادة الشكوى, أنت تتصرف كالأطفال تماماً”
يرد عليها الأب أحمد بغضب هو الآخر:
” أنت إمراه غبية ومملة, كم مرة قلت لك فيها أني لم أتحدث معها حول أي تفصيل من تفاصيل حياتنا لماذا لا تصدقيني”
ظلت الأم تصرخ وتتشاجر مع الأب ولم يتوقف ذلك الشجار بينهم. وفي لحظة غضب ذهبت أميرة لتجمع ثيابها بعد أن قررت الذهاب إلى منزل أهلها.
دخل أيوب واحتضن أمه بخوف مترجياً إياها باكياً:
” أمي أرجوك لا تذهبي”
لكنها كانت تبكي حزينة وتردد:
“أبوك يا ولدي كالوعاء المثقوب لا يحتفظ بأسرار المنزل ويخبر الآخرين بكل ما يجري فيه”
قصة الطفل أيوب والاعتراف بالذنب
سكت أيوب قليلاً ثم اقترب وقال متلعثماً بصوت خافت:
” سامحيني يا أمي…أنا من أخبرت جدتي بأمر المباراة”
كان أحمد يقف غاضباً عند باب الغرفة وسمع ما قاله أيوب وانقض عليه بغضب محاولاً ضربه. هرع أيوب خائفاً ليختبئ خلف أمه التي حمته من غضبة أبيه قائلة بلهجة صارمة:
” هل أعجبك ما حدث يا أيوب بسببك.. هذه العادة سيئة جداً يا أيوب ويجب عليك تركها”.
لكن الأب ظل غاضباً من زوجته التي وصفته بأوصاف لا تليق به, فذهبت أميرة لكي تطلب منه السماح فوجدته غاضباً في غرفة الجلوس فبقيت بعيدة تنتظر أن يهدأ.
اقترب منها أحمد قائلا بحزم:
” لقد زاد الوضع عن حده يا أميرة فابننا أيوب يخبر الجيران والأهل بل وأصدقاؤه في المدرسة بكل تفاصيل حياتنا ويجب علينا أن نحل هذه المشكلة”
طأطأت أميرة رأسها معترفة بهذا العيب في ولدها بحزن:
” نعم أنت محق, لقد آن الأوان لحل المشكلة”
قصة الطفل أيوب والوعاء المثقوب
فكر أحمد وأميرة بطريقة يشرحان بها للولد أيوب خطورة تسريب كل ما يحدث في المنزل حتى توصل الاثنان إلى طريقة ممتازة.
وفي اليوم التالي اجتمع أحمد وأميرة مع ولدهم على وجبة الإفطار وكان أحمد سعيداً جداً لا تبدو عليه ملامح الغضب وقال لأيوب مقترحاً:
” ما رأيك أن تلعب معي لعبة إن ربحتها اعطيتك عشرة دولارات لتشتري بها ما شئت”
فرح أيوب بالتحدي وقال سعيداً:
” نعم سوف أتحداك وألعب اللعبة وأفوز فيها بالتأكيد”
ذهب أحمد إلى المطبخ و أخذ وعاء معدنياً وقام بثقبه من الأسفل بأداة حادة. ثم طلب أحمد من أيوب أن يحاول ملئ الإناء كل ليلة بالماء ويستيقظ باكراً في الصباح ليأخذ ما تبقى من الماء ويصبه في إناء سليم.
وعلى أيوب أن يملئ الإناء السليم من ما تبقى من الإناء المثقوب في ثلاثة أيام. وافق أيوب متحمساً وفي المساء وقام بمليء الإناء كاملاً وفي الصباح استيقظ بسرعة متجهاً إلى الشرفة لكنه لم يجد في الإناء إلا قطرات قليلة ..!
احتار أيوب بتلك المشكلة وأفرغ تلك القطرات في الإناء السليم غير راضياً بتلك النتيجة.. كانت أم أيوب تراقبه من المطبخ وتحاول كتمان ضحكتها كي لا يكشف الحيلة. وعلى مائدة الإفطار كان أيوب حزيناً محبطاً فقال الأب أحمد متحدياً إياه:
” هل سيعلن البطل أيوب استسلامه!”
فأجاب الطفل أيوب غاضباً:
” لا لن أستسلم. وسيمتلئ الإناء السليم “
وتكرر الأمر في اليوم التالي.. ثم جاء اليوم الثالث وأيوب حزيناً يبكي!
اقتربت منه أمه وسألته:
” لماذا تبكي يا أيوب!”
فقال باكياً:
” ما هذا التحدي الظالم ..كيف لي أن أجمع الماء في وعاء مثقوب”
هنا دخل الوالد أحمد إلى الغرفة واحتضن ولده أيوب وقال له بصوت دافئ ناصحاً إياه:
” كذلك هي الحياة الأسرية يا ولدي…لا يمكن أن تكون سعيدة وفيها وعاء مثقوب تتسرب منه الأسرار”
تذكر حينها أيوب ما قالته أمه وهي تبكي عن الإناء المثقوب!
تفاجأ أيوب بالدرس القاسي وفهم الهدف بقوة وأدرك أنه أخطأ في حق أسرته الطيبة.
نظر إلى والديه وقال وهو يشعر بالخجل:
” نعم أدركت الآن أن الأسرة التي تتسرب أسرارها خالية من السعادة والهدوء كخلو الإناء المثقوب من الماء”
طلب الوالد أحمد من ابنه أيوب أن يتوقف عن تلك العادة السيئة وقال له بحب:
” أعلم أنك لا زلت صغيراً لا تعي لكنك الآن فهمت أن البيت الذي يحتوي وعاء مثقوباً لا يملئ بالبركة يا ولدي”
القصة متوفرة بصيغة PDF للاطلاع على المنتج انقر هنا
اهداف القصة التربوية
1- أسرار المنازل هي مفتاح آمنها وسلامتها
2- الكبار يتكلمون وهم يعون الأمور الخطيرة من غيرها فلا تقلدهم
3- الذين يسألونك دائماً عن أخبار منزلكم يعتبرونك غبياً
4- خروج الأسرار تسبب مشاكلاً كبيرة قد تجعلك تخسر والدتك
5- كتمان السر من عادات الأطفال الصالحين أي كان السر
تستطيع أيه الزائر الكريم زيارة صفحتنا على الفيس بوك لمتابعة كل جديد
وتستطيع متابعة قصصنا الجميلة بالصوت والصورة على يوتيوب
تابع أيضاً على منصتنا المتميزة
قصة رضوى والجيران – قصص أطفال منصة حلا – 2024
Comments (02)