قصة الفلاح في وادي الثعابين
يحكى أن فلاحا كبيراً بالسن كان يعيش على مرتفع مطل على وادي يدعى وادي الثعابين.
كان يملك داراً متواضعاً ومزرعة صغيرة بجانب داره. كان الفلاح يربي الدجاج والحمير والأغنام في المزرعة ويستفيد من لحم الأغنام وبيض الدجاج ويستفيد من الحمير في نقل الأمتعة. كان مستمتعاً في عمله جداً.
وادي الثعابين عبارة عن وادٍ كبير جداً وسمي بهذا الاسم لكثرة أوكار الثعابين فيه.
وفي يوم من الأيام، استيقظ الفلاح على صوت ضجيج في مزرعته. كانت الدجاج تبقبق بقوة والحمير تنهق والأغنام تثغو.
حمل بندقيته وركض سريعاً إلى الخارج ليرى ما سبب كل ذلك الضجيج فلم يجد شيئاً غير أن باب مزرعته كان مكسوراً والدجاجات قد نقصت واحدة!
نظر إلى حماره الأبيض وقال غاضباً :
” لا بد أنك من قام برفس الباب، لقد هربت إحدى دجاجاتي بسببك “
نظر إليه الحمار نظرة مظلوم وكأنه يقول له أنه قد أساء الفهم لكن الفلاح كان مستاء جدا.
قصة الفلاح ليلة اكتشاف ثعبان الضخم
وادي الثعابين كان مرعباً وفيه شعاب كثيرة ولا يستطيع أحد النزول فيه. وذات ليلة سمع الفلاح ضجيجاً في مزرعته فخرج من النافذة والحمير في اصطبلهم فقد أغلق الباب عليهم بإحكام لكن الدجاجات تبقبق بقوة والأغنام تثغو فأخذ بندقيته وأسرع إلى الخارج ليجد ثعبان كبيرا يتعصر إحدى الدجاجات محاولاً قتلها.
تجمد الفلاح في مكانه من شدة الرعب فقد كان الثعبان ضخماً جدا ثم صوب بندقيته باتجاه رأس الثعبان بحذر وأطلق النار عليه وأصاب رأسه.
استطاع الفلاح قتل الثعبان لكنه حين دخل الاسطبل وجد الحمير الثلاثة في حالة تسمم قوية.
أدرك الفلاح أن الحمير قد لدغت من الثعبان وأنهم عجزوا عن الهروب بسبب غلقه لباب الاسطبل.
وفي الصباح كان الحمير الثلاثة قد نقصوا واحدا بسبب موته اثر لدغة من ذلك الثعبان الضخم وكان الفلاح عاجز عن التصرف.
اغضب الفلاح ما حدث لكنه ظل يفكر طوال الليل حتى سيطر عليه الشيطان ورمى بفكرة في راسه.
خطرت في بال الفلاح فكرة خبيثة ابتسم فجأة ثم سحب غطاءه ونام.
وفي الصباح اخرج حماره الميت جانب باب الزريبة ووضع الثعبان الميت بجانبه.
وكان يخبر كل من مر بما حدث ويحذرهم من الثعابين التي تتسلق المرتفعات اتية من اسفل الواد.
قصة الفلاح مع أهل القرية المخدوعين
وما هي الا أيام قليلة وبدأت مواشي الناس وحميرهم يموتون بشكل مهول ومتتابع.
شاع في القرية خبر انتشار الثعابين الآتية من اسفل الواد لكن الغريب ان مواشي اهل القرية وحميرهم كانت تموت بينما تتكاثر مواشي الفلاح وحميره.
وبدا التجار القادمون من القرى المجاورة يذهبون إلى الفلاح لشراء المواشي منه حتى بات اشهر تاجر للمواشي وذاع صيته وتعود التجار على التعامل معه دون سواه.
وفي احدى الأيام كان الفلاح يعبر درباً طويلا في القرية وبدأت الكلاب تنبح بقوة عندما تراه.
شك صاحب احدى المزارع في امره فجرب أن يختبره فناداه ودار بينهم حوار غريب.
الفلاح : “كيف حالك يا أبا محمد! “
المزارع : ” لله الحمد سأذهب اليوم ان شاء الله لشراء بعض المواشي لمزرعتي “
مسح الفلاح على لحيته كانه يفكر في امر ما فقاطعه المزارع قائلاً :
” ما خطبك أيها الفلاح الطيب! “
قال الفلاح بسرعة وقد ظهرت عليه علامات القلق :
” لا شيء بالتوفيق ان شاء الله، لكن احذر عليها من الثعابين “
ابتسم المزارع وهو يدقق النظر في عيني الفلاح وقد شعر بارتباكه.
ثم قال :
” لا تخف الثعابين لم تغزوا القرية منذ فترة طويلة “
قصة الفلاح مع أهالي قريته وانكشاف الحقيقة
وفي المساء نسي المزارع باب مزرعته مفتوحاً فتسلل احدهم الى المزرعة واخذ يصب السم في الماء الذي تشرب منه المواشي وفجأة اغلق باب الزريبة.
وظهر الرجال من كل مكان في المزرعة حاملين بنادقهم وقال المزارع بصوت عال :
” انزعوا عنه لثامه، اذا حاول المقاومة اقتلوه “
تسمر اللص في مكانه ولم يحاول المقاومة خوفاً من قتله.
اقترب احد المزارعين من اللص وكشف عن وجهه واذا به الفلاح.
نعم الفلاح هو من كان يقوم بتسميم المواشي في القرية ليجبر الناس على الشراء منه.
تجمع كل رجال القرية صباحاً امام مزرعة المزارع وقد عرف الجميع بقصة الفلاح وحقيقة موت مواشيهم .
طلب اهل القرية من حكيمهم ان يرشدهم الى عقوبة تناسب الفلاح فحكم عليه الشيخ الكبير بتسليم كل مواشيه للمزارعين الذين تضرروا ومغادرة القرية الى الابد.
انتشرت قصة الفلاح في القرية وخرج منها الفلاح مطرودا لا يحمل سوى امتعته وثيابه مكسوراً مفضوحا بما اكتسبت يداه.
وقبل الخروج من القرية نادته عجوز كبيرة في السن وقالت له:
” غير نفسك لتتغير حياتك ولا ترضاها لنفسك مرتين “
ثم عادت تدب في الطريق وظل الفلاح واقفاً يفكر في كلامها وادرك ان الأرض التي لا يغرس فيها الانسان الخير تلفظه وتطرده.
وقرر الفلاح ان يبدا صفحة جديدة في ارض جديدة املا في الحياة الطاهرة.
تأليف أ/ زبيدة شعب
انقر هنا لتقرا قصة الخياط مع مشعل
_________________________________
الأهداف التربوية المقدمة من منصة حلا
1- اذا اردت ان تعرف من الفاعل فابحث عن صاحب المصلحة
2- حبل الخديعة قصير والكذب ينكشف يوما ما
3- اذا هربت الف مرة فسوف تقع مرة واحدة
4- الأرض التي لا تعطيها الوفاء لا تعطيك الاستقرار
5- وادي الثعابين الذي في افكارنا اشد خطورة من وادي الثعابين
الذي في الطبيعة.
انقر هنا لمتابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك
___________________________________
انقر هنا لتقرا أيضا قصة سور المزرعة الأخضر
التصنيف / قصة قصيرة