قصة القوس والسهم
في يوم من الأيام قال القوس للسهم وهو واثق من نفسه:
“كيف كانت ستبدو حياتك من غيري؟”
فلم يعجب غروره ذاك السهم فأجاب ممتعضاً:
“الحقيقة أني سهم بك أو بدونك, حاد الرأس يتغنى بي الشعراء ويتحلا بي الفرسان وتخاف مني غزلان الفلا ووحوش الغابات”
ظن القوس أن في حديث السهم نكران للجميل, وترك الفرع لأصله وتجاوز التلميذ على معلمه فأجاب:
“وما خلف ذاك التغني وذاك التحلي وذاك الخوف الم تكن انطلاقتك السريعة التي منحتك إياها هي وراء كل ذلك؟”
لكن السهم لم يرقه أن يعترف بذلك فسأل القوس ضاحكاً:
“ما هي فائدتك بغيري؟ هل سيجعلون منك ربابة مثلاً!”
استثارت سخرية السهم غضب القوس وقال له بغضب:
“جرب أن تنطلق من غيري, أو جرب أن تصبح مغواراً, فالسهم لا ينفذ الأجواء بغير قوس والسهم لن يصبح يوماً رمح”
قصة القوس والسهم والجدل العقيم
زاد العراك بين الاثنين وظل الخلاف مشتعلاً بينهم وقرر الاثنان أن لا يعملا معاً مرة أخرى.
قال القوس والغضب يحرق قلبه:
“من تنصل من أصله وتنكر لسيده لا يستحق أن ينطلق مسابقاً للريح من وتري, اذهب وحدك أيها السهم وجد لك دافعاً غيري لنرى كم من الغزلان ستأتي بها أو كم من الفرسان سيجعلونك في أكنتهم”
لكن السهم لم يسره ذاك التخلي من القوس ولم تطاوعه نفسه عن تقديم أي تنازل فأجاب:
“حسناً, وأنا سأرى ما الوظيفة التي يمكنك تأديتها بغير سهام أو ما عساك تصنع بوترك ذاك”
واتفق الاثنان على ألا يعملان مع بعضهما وأن يستمرا في تحديهم ذاك إلى أن تبين الأيام من منهم الخاسر الأكبر
قصة القوس والسهم ونتيجة التحدي
مرت الأيام والصياد يحاول استخدام قوسه ذاك مرة بعد مرة فلا يجد قبولاً من السهم ولا ليونة في القوس.
لم تعجب الصياد تلك النتيجة ولا تلك الحال العاطلة التي آل إليها القوس والسهم وتأكد أن لا نفع منهم مجدداً.
فتركهم واشترى مقلاع جديداً وأخذ يتدرب به على الصيد. فضحك القوس من قلبه قائلاً:
“أرى أن رؤوس الغزلان تتساقط أمام هيبتك وأكنة الفرسان مملؤة بك لا تخلوا أبداً”
فنظر إليه السهم في كبرياء وأجاب ساخراً:
“كأني سمعت صوت ألحانك ليلة أمس, لا بد أنك مبدع في العزف يا هذا!”
قصة القوس والسهم مع زوجة الصياد
سكت الاثنان عندما سمعا صوت الصياد قد أقبل وسمع الاثنان ذاك الحوار بينه وبين زوجته ولم يكن الأمر مطمئناً أبداً. فالزوجة كانت تشكو لزوجها قائلة:
“لقد نفذ الحطب وليس لدينا أي حطب نستدفئ بهم الليلة”
فيجيبها الصياد المتعب:
“ابحثي في الداخل عن أي قطع من الخشب تالفة لا استخدام لها واشعلي بها المدفئة, فأنا متعب جداً ولا استطيع أن اخرج الآن”
فقالت الزوجة وهي تتفقد بعينيها زوايا الغرفة:
“ما عساي أحرق يا ترى, البرد قارس وكل ما لدينا ضروري:
حتى وقعت عيناها على القوس والسهم. خاف القوس والسهم واحتضن كل منهما الآخر لعلم الصياد وزوجته أنهما اتفقا ولن يختلفا مرة أخرى, لكن زوجة الصياد والصياد لم يفهموا فسألت الزوجة زوجها:
“ما رأيك أن اشعل القوس والسهم فأني أرى أن لا نفع لهما”
زاد خوف القوس والسهم واخذا يدعوان أن تغض زوجة الصياد الطرف عنهما, لكن الصياد أجاب:
“حسناً, قومي بحرقهم فأنا لم أعد استخدمهم”
قصة القوس والسهم ونهاية التحدي
اقتربت الزوجة بهدوء مبتسمة وامسكت بالقوس والسهم لتلقي بهما في نار المدفئة والقوس والسهم يصرخان بعلو صوتيهما:
“لقد كان جدال عقيم بيننا, نحن لازلنا نافعين”
لكن زوجة الصياد لم تسمع وواصلت مشيها باتجاه المدفئة وفجأة طرق الباب أحدهم.
فنهض الصياد ليرى من الذي طرق الباب. ولما فتح الباب وجد أخاه فرحب به. ولما دخل اخو الصياد, وجد القوس والسهم في يد زوجة أخيه فسألها:
“ما الذي تودين فعله بهما؟”
فأجابت وهي ترميهم في المدفئة:
“ليس لدينا حطب اليوم, والقوس والسهم لم يعودا نافعين”
فأسرع الرجل والتقط القوس والسهم واخذ ينفض الرماد الذي علق بهما قائلاً:
“لا بد انهما يحتاجان للإصلاح, أنا سآتي لكم بالحطب الآن في مقابل أن آخذ القوس والسهم”
فضحك الصياد وقال لأخيه:
“خذهم تزين بهم واتيني بالحطب حالاً فقد كدنا نتجمد”
خرج اخو الصياد مسرعاً ليأتي بالحطب حاملاً القوس والسهم في يده فقال القوس:
“أرأيت أيه الغبي ما المصير الذي كنا سنؤول إليه”
ضحك السهم وأجاب:
“حسناً, كنا غبيان وكدنا أن نحترق وعلينا ألا نفترق”
الأهداف التربوية من قصة القوس والسهم
1- قصة القوس والسهم تعلمنا أن في الوحدة قوة وفي التفرق الهلاك.
2- قصص اطفال منصة حلا تعلمك أن لا تتخلى عن أخيك أبداً.
3- قصص اطفال منصة حلا تعلمك أن لا تتنكر لفضل أحد عليك.
4- قصة القوس والسهم تعلمك أن كلاً منا يؤدي دوره في هذه الحياة ونحن نكمل بعض فيها.
فقرة للآباء والأمهات والمعلمين
1- تعتبر القصة واحدة من سلسلة قصص اطفال مكتوبة تقدمها منصة حلا تستطيع كمربي أن تستخدمها لتعميق مبدأ التكامل عند الاطفال كما تستطيع أن تشرح عليها عدة قيم مثل العلاقة الوظيفية والتكاملية.
2- هذه القصة واحدة من قصص اطفال 2024 التي قد لا تكون جديدة من حيث الهدف لكنها جديدة من حيث الفكرة والسرد نقوم بتأليفها كوسيلة قوية في التربية وتثبيت المبادئ حد الادراك عند الاطفال.
3- تعتبر هذه القصة واحدة من قصص أطفال لعمر 4-8 عام لكنها مفيدة جدا للأعمار ما بين 8-13 أيضاً
تأليف/ زبيدة شعب
تستطيع ايضاً قراءة العديد من القصص على منصة حلا لقصص الاطفال
انقر هنا لقراءة قصة قرية القنافذ والثعلب الماكر
انقر هنا لقراءة قصة الفيل والثعلب على يوتيوب