قصة المحقق يوسف واللص الشبح – قصص حلا 2024
قصة المحقق يوسف واللص الشبح
ما أن قامت المعلمة بجمع ورق الإجابة من لجنة الامتحان وتمنت للطلبة إجازة سعيدة، حتى قام الجميع بالتصفيق و التهليل وبدأت الكتب تتطاير من شدة الفرحة.
هنا صرخ رئيس اللجنة:
عليكم العودة والهدوء!”
ولكن يبدو أنهم لم يكتروا لتعليماته إذ خرج جميع الطلبة إلى الممر الرئيسي وبدأ صوت الصفير وأصوات المرح من كل الفصول فرحاً بقدوم الاجازة الصيفية.
قام معاذ بالتطبيل على الكرسي وأنشد معتز:
“أكملنا الدراسة … وتركنا الكراسة …”.
بعدها تعالت الصيحات بأنشودة الطلبة المفضلة:
“صفر وثلاث سبعات , انتهت الامتحانات…”.
قام يوسف وشريف بالرقص وشاركهم محمد و مهاب وباقي الصف, كانت الفرحة لا توصف فأخيراً تحرر الجميع من حشو المعلومات والاستيقاظ مبكراً والالتزام بموعد الدروس الخصوصية.
ثلاثة أشهر كاملة هي مدة الإجازة الصيفية خطط يوسف وشريف ومهاب للانضمام لأحد نوادي اللياقة البدنية, بينما انضم محمد ومعتز ومعاذ لأحد الملاعب المخصصة للتدريب على كرة القدم.
يوسف كان على موعد مع رحلة بحرية لمدة أسبوعين بصحبة والديه إلى تركيا، إذ نظمت الشركة السياحة التي يعمل فيها والده رحلة لجميع العاملين بصحبة ذويهم.
قصة المحقق يوسف والاستعداد للرحلة
أعدت فاطمة أم يوسف حقائب السفر وجهزتها منذ بداية الامتحانات وكان تحث يوسف على الاجتهاد والمذاكرة, وكلما شعرت أن يوسف أصابه الملل ذكرته بالرحلة البحرية فيعود إليه النشاط والحيوية من جديد ويقبل على حل المسائل و حفظ النصوص.
وبعد انتهاء الاحتفالية الطلابية في فناء المدرسة امتدت الاحتفالية إلى الشارع ثم تفرق الجميع وعاد يوسف ليجد أمه قد استبد بها القلق فهو لا يجيب على هاتفه.
وفور رؤيتها ليوسف, تنفست الصعداء وأخذته في حضنها وقالت:
“قلقت عليك لماذا لم تجيب على اتصالاتي المتكررة بك, لقد انتهى الامتحان منذ ساعتين!”
أجاب يوسف:
“لا تؤاخذيني يا أمي, قد فعلّت الهاتف على وضعية الطيران قبل الدخول إلى لجنة الامتحان وتركته على باب الصف ولم انتبه لإيقاف تلك الخاصية بعد انتهاء وقت الامتحان”.
طلبت الأم من يوسف أن يتناول طعام الغداء ثم يقوم بإعداد حقيبة ظهره وطلبت منه ألا ينسى فرشاة الأسنان والمعجون.
وضع يوسف بعض كتب الجيب من سلسلة مغامرات المتحري الشهير التي يعشقها يوسف. كان يوسف يحب كتب المغامرات وأفلام الحركة وها قد حان الوقت ليتابع ما فاته من تلك السلسلة المشوقة.
قصة المحقق يوسف في رحلته
نام يوسف مبكراً وأيقظه والده فجراً وانطلقت الأسرة إلى الميناء من أجل الحاق بالباخرة العائمة” لؤلؤة البحار”.
كانت سعادة والدة يوسف لا توصف عندما علمت أن على متن الباخرة الفنانة الشهير “لي لي” فهي من جمهورها وتتابع أخبارها على مواقع التواصل الاجتماعي, وتفاخر مدير الشركة أمام وسائل الإعلام باختيار النجمة “لي لي”.
انطلقت الباخرة في عرض البحر كان المنظر أكثر من رائع فالدلافين تتراقص وطيور النورس تحلق و رائحة نسيم البحر لا مثيل لها.
صعد يوسف برفقة والديه إلى سطح الباخرة لالتقاط الصور التذكارية, وكانت الباخرة تشق الأمواج و منظر غروب الشمس ساحر وكأن الشمس تسقط في أعماق البحر الواسع.
وفي الصباح استيقظ يوسف على جهاز النداء الآلي الذي استدعى والده إلى غرفة قبطان الباخرة بصفته نائب رئيس الشركة السياحية. طلب يوسف من والده أن يصحبه معه, فوجدها الأب فرصة ليرى يوسف غرفة القيادة و يتعرف عن كثب على مهنة الملاحة البحرية.
قصة المحقق يوسف وسرقة عقد النجمة
في غرفة القبطان كانت هناك الفنانة ” لي لي” بصحبة ابنها جاسر ويبدو عليهما الانزعاج والقلق. أخبر القبطان والد يوسف بأن النجمة قد تعرضت للسرقة, وأن أحدهم قد اقتحم مقصورتها الخاصة ليلا وسرق عقدها الألماسي الثمين.
كان الأمر خطب جلل لأن سمعة الشركة على المحك إن صرحت لي لي عبر وسائل الإعلام أنها تعرضها للسرقة ولربما خسرت الشركة كل عملاءها.
طمأن والد يوسف النجمة أن كل شيء تحت السيطرة وأن السارق سينال جزاءه وسيعود العقد الثمين إليها خلال ساعات قليلة.
غادرت “لي لي” وابنها جاسر غرفة القبطان و طلب والد يوسف تفقد مقصورة النجمة التي لم يكن بها أي أثر للعنف.
لاحقاً قام والد يوسف بتفريغ ومراجعة شريط الكاميرا هو والقبطان وأحد ضباط الأمن. شعر يوسف بالأسى بسبب تلك الورطة التي تعرض لها والده فالمسؤولية ملقاة على عاتقه وحادث كهذا لن ينغص على الإجازة فحسب بل سيؤثر على مسيرته المهنية.
قرر يوسف أن يقدم العون لوالده ويساعده على اكتشاف هذا اللص، وطلب يوسف من والده أن يريه تسجيل الكاميرا. تعجب يوسف لأن الممر كان خاليا طوال الليل ولم يدخل المقصورة سوى عاملة النظافة وبعدها نادل ومعه طاه لتقديم طعام الإفطار للنجمة.
قام الضابط بناء على طلب والد يوسف بتفتيش أغراض عاملة النظافة والنادل و الطاه, فلم يتم العثور على أي أثر للعقد. كان الوقت ضيقا للغاية ومن غير اللائق أن يقوم والد يوسف بتفتيش جميع الركاب في حين أن تسجيل الفيديو لم يظهر فيه أي شخص سوى هؤلاء الثلاثة.
لكن القبطان أعطى أمراً بتفتيش كل الكبائن حتى كبينته الخاصة, أمتثل الجميع لأمر التفتيش الذي قام به الضابط ووالد يوسف, أملاً في أن يجدا العقد لكن لم يتم العثور على أي أثر للعقد.
خاف والد يوسف من أن يكون السارق قد ألقى العقد في الماء عندما صدر أمر التفتيش. فلا يعقل أن يكون اللص شبحاً ولابد من أنه أحد هؤلاء الثلاثة وقد قام بإعطاء العقد لشخص آخر هذا ما فكر به يوسف بصوت عالٍ.
رد عليه والده:
“إن سيرة هؤلاء الثلاثة طيبة ومشهود لهم بالأمانة يشهد من طاقم الباخرة بأكمله كما أن نتيجة تفتيش الجميع كانت سلبية”.
وقع يوسف في حيرة وقال لوالده:
“إذا لم يكن السارق ضمن هؤلاء الثلاثة ولا الركاب والطاقم فمن يكون؟”
التقطت فاطمة والدة يوسف طرف الحديث وقالت وما المانع أن تكون “لي لي” هي السارقة, فلربما تريد أن تلمع وتتصدر محركات البحث وتسلط عليها مزيداً من الأضواء.
اعتدل والد يوسف وقال:
“لا أعتقد أنها تقدم على مثل هذا التصرف, ولكن على أي حال أرجو من الله أن نكشف اللص لكي لا تتضرر سمعة الشركة”.
قصة المحقق يوسف واكتشاف سر اختفاء اللغز
غادر يوسف الكابينة الخاصة بأسرته وقرر أن يتقمص شخصية المحقق ويبحث عن السارق ويكشفه كما في سلسلة المغامرات التي يقرأها. وجد يوسف ابن النجمة يجلس على سطح الباخرة فراقب تصرفاته من بعيد. كان ابن النجمة مشغولاً بهاتفه طوال الوقت فوضع يوسف مقعده على مقربة منه وتظاهر بالنوم.
ومرت نصف ساعة وابن النجمة يلعب الألعاب المدفوعة مسبقاً متنقلاً من تطبيق إلى آخر. وبعد ذلك جاءه اتصال فتغير لون وجهه وأخبر من يحادثه أنه سيرسل له الأموال فور وصوله إلى تركيا. أيقن يوسف بقوة فراسته أن الشاب مديون لأحد الأشخاص.
فقرر أن يتتبع خيط القضية, وبينما كان الجميع مشغول في التحقيقات كان الطفل يوسف متفرغ لمراقبة جاسر. لاحظ جاسر وجود طفل متطفل في كل مكان يذهب إليه فقرر استخدام هاتفه في دورة المياه!
لكن المحقق الصغير تبعه بسرعة ودخل شعبة أخرى في دورة المياه جوار تلك التي دخلها جاسر وعندما رن هاتف جاسر استعد يوسف لتسجيل تلك المحادثة التي بدت مع شدة الهدوء واضحة جداً مستخدماً هاتفه الخلوي.
غادر يوسف سطح الباخرة واتجه إلى كابينة الأسرة وأخبر والده أن العقد لم يغادر غرفة النجمة “لي لي” واسمعه تلك المحادثة التي قام بتسجيلها:
“لا تتصل بي كثيراً, المبلغ جاهز صدقني وسأقوم بأرساله فور وصولنا تركيا”
بات الأمر واضحاً بالنسبة لأبي يوسف, فتوجه إلى غرفة القبطان على الفور وأخبره بضرورة تفتيش أغراض ابن النجمة وحقائبه.
تردد القبطان لكنه حمل والد يوسف مسؤولية عدم العثور على العقد في حقائب ابن النجمة, توجه والد يوسف والقبطان إلى غرفة النجمة التي انزعجت عندما طلب منها والد يوسف أن تسمح له بتفتيش الحقائب الخاصة بها وبولدها.
ارتبك جاسر وحاول التأثير بصراخه على الطاقم و هدد والد يوسف أنه سيقدم تقريراً للشركة عن تلك المعاملة المهينة والإساءة المفرطة.
انضمت النجمة لابنها وتوعدت والد يوسف بإنهاء مسيرته المهنية بسبب وقاحته لكن والد يوسف ظل يؤدي مهمته بصمت.
فتش والد يوسف جميع الحقائب وشعر بقليل من الحرج ولمح نظرة الشماتة في عيون النجمة ورغبتها العارمة في الانقضاض عليه.
قرر أن يواصل التفتيش فهو يثق في يوسف وفجأة, لمح جيب سحري و بمجرد أن أدخل والد يوسف يده في الجيب الخاص بحقيبة جاسر وجد العقد.
صرخت النجمة من هول الصدمة و لم تتمالك نفسها وترجت القبطان أن يبقي ما حدث بعيداً عن الصحفيين. تأسفت “لي لي” لوالد يوسف وقامت بصفع ولدها الذي أنهار وأخبر أمه أنه ضحية لأحد ألعاب القمار على الإنترنت.
أبدى جاسر ندمه على فعلته واعتذر لوالدته التي اعترفت بأنها تتحمل بدروها جزء من المسؤولية بسبب انشغالها الدائم بعملها دون أن تقوم بمراقبة ابنها المراهق.
لاحقا أذاع القبطان أن النجمة لم تفقد عقدها وأنها نسيت فقط مكانه وسط مجوهراتها. أكدت “لي لي” الخبر عندما ظهرت على سطح الباخرة مرتدية عقدها الألماسي. وشكر والد يوسف ابنه على حسن تصرفه ونباهته ممازحاً:
“إن العائلة على وشك أن يكون لديها متحرٍ من الطراز الأول”.
دمتم بكل ود…
تستطيع زائرنا الكريم ترك أي سؤال أو مقترح في هذا الصندوق ولن يتم عرضه كما في التعليقات:
تستطيع قراءة مزيداً من قصص اطفال 2024 لمنصة حلا مثل:
انقر هنا لقراءة قصة اطفال سر الطفلة رنا مع الصيام
انقر هنا لقراءة روايات اطفال الفأر والبقال