قصة جدال الأسد والخنزير قصة أطفال مكتوبة لعمر 9-13 سنة
قصة جدال الأسد والخنزير وحكمة الغراب
في الغابة الجميلة والواسعة, كان الأسد يعيش في عرينه سالما معافا من كل سوء وكان احترامه يسود ارجاء الغابة. وكان الخنزير يعيش في أطراف الغابة في الوحل والقذارة. وفي يوم من الأيام كان الأسد يتمشى في الغابة الواسعة ليطمئن على خلوها من أي خطر قد يحدق بها من قريب أو بعيد.
فمر بغرابين أسودين يتنازعان على قطعة من السمك قاما باصطيادها من الجدول أحدهم يقول أنه هو من رآها أولا ويقول الآخر أنه هو من قام باصطيادها, فاقترب منهم الأسد متعجبا وسألهما:
“علام تتنازع الغربان الحكيمة, أعلى قطعة من السمك؟!”
فأحاب الغراب الأول مستنكرا لحديثه:
“أولا تتنازع معشر الأسود على الفريسة عندما تجوع!”
لكن الغراب الثاني قاطع أخاه بسرعة:
“الأمر لا يتساوى بيننا وبين الأسود فهم يحمون أنفسهم ونحن ضعفاء لا حامي لنا فلا يجب أن نتنازع”
أعجب الأسد بحكمة الغراب إعجابا شديدا وزأر بصوت غض:
“أحييكم يا معشر الغربان على تلك الحكمة التي تملكونها”
ثم دنا من الغراب الأول وقال له بحزم:
“قس الأمور بما يساويها ويناسبها ولا تقسها بما يشبهها, فالاعتماد على الشبه جهالة, ومن كانت الشبهات منهجه كان الهلاك مصيره”
ومضى الأسد والغربان الحكيمة تتبع خطواته الواثقة بعين الإعجاب والتقدير, حتى اختفى بين الأشجار الكثيفة.
قصة جدال الأسد والخنزير وجهالة الخنزير
وصل الأسد إلى مناطق في أطراف الغابة وكانت الرائحة النتنة تنبعث من تلك المناطق بشدة, وهي رائحة لا يطيقها أحد على الإطلاق. واقترب الأسد من الوحل العميق ليجد خنزيران يتنازعان على قطعة من القذارة فيما بينهما.
كان الخنزير الأول يخن خنخنة خافتة:
” أنا من حصل عليها أولا”
ويخن الخنزير الآخر:
“إن القاذورات في الوحل ملك للجميع ولا يوجد ملك خاص لأحد!”
اقترب الأسد من الوحل وزأر بصوت عال جدا سمعته:
“أعلى قطعة من القذارة تتنازعون يا معشر الخنازير الجاهلة!”
واجتمعت كل حيوانات الغابة حول الوحل ليشاهدوا النزاع بين الأسد والخنازير, فاعترض الخنزير الأول على حديث الأسد:
“وما دخلك أنت أيه الأسد فيما نختلف!”
فأجابه الأسد بتعجب:
“لا أود أن أرى أي مشاكل بين حيوانات الغابة”
فتدخل الخنزير الثاني وأجاب:
“ومن تكن أنت أيه المسكين لتقرر مصرينا أو تتدخل بيننا”
أدرك الأسد أنه قد وقع في فخ جدال مع مخلوق لا يدرك قدره, وأن النقاش مع الغربان مختلف جدا عن النقاش مع الخنازير فقرر الانسحاب وتركهم يسبحون ويتعاركون في الوحل. وعندما أدار ظهره لهم قام أحدهم بقذفه بقطعة من القذارة وهو يخن:
“الأسد الغبي يعتقد نفسه ملكا علينا ونحن جميعا نعلم ماضيه البائس وعجزه التام عن فعل شيء”
استدار الأسد غاضبا وهو يسمع تلك الكلمات الغبية التي قالها الخنزير وزأر بقوة:
“وما هو ماضيكم يا معشر الخنازير لتتطاولوا على الأسود بهذه الحماقة؟”
وصلت اللبؤة زوجة الأسد ونادت زوجها بصوت دافئ محب:
“لا تجادل من يجهل قدرك, فمن لا يحترم نفسه ولا يلزمها لن تستطيع أن تلزمه أنت باحترامك”
لكن الأسد كان غاضبا ولم يستمع إلى نصحها. وظل يعارك الخنزير كلمة بكلمة. والخنزير يأتي بالحكايات الغريبة العجيبة في حق الأسد ليضحك الخنازير في الوحل:
“الحياة في الوحل والاوساخ أفضل من الحياة في كهوف الجبال!”
ليرد عليه الأسد:
“أنا ملك الغابة! حياتي مختلفة عن حياتك في الوحل.”
فيقول الخنزير:
“أنا ملك الغابة الحقيقي! أنا الذي يعيش في الوحل لأجلكم فما الذي صنعته أنت لأجل الغابة!”
قصة جدال الأسد والخنزير وخروج الأسد عن طوره
استغرب الأسد وغضب ودخل الوحل ليثبت جدارته للخنزير ويؤدبه على الكلام الذي قاله عن الأسود, وكانت زوجته تزأر ناصحة:
” عد يا عزيزي فلو كان واعيا لما عاش في الوحل ولما تشبث به؟”
لكن الأسد لم يستمع إلى نصحها وزمجر متجها نحوهم وقد عزم أن يرد إليهم عقولهم. ودخل الأسد الوحل وتلطخ بالقذارة حتى بدى شبيها بالخنازير وتكالبت عليه الخنازير تلطخه وتتعاون عليه, ولم يجرؤ أي أحد من الغابة دخول الوحل لمساعدة الأسد خوفا من أن تلطخ القذارة أجسادهم.
وظل الأسد وحده يواجه الخنازير حتى تعب من تلك الرائحة النتنة وقرر الخروج. ولما خرج من الوحل لم تستطع حيوانات الغابة التفرقة بينه وبين الخنازير ففرت منه متأففة من رائحته.
عاد الأسد حزيناً إلى عرينه وفي طريقه نادته الغربان الحكيمة:
“اغتسل في جدول الماء يا سيدي الأسد”
اقترب منهم الأسد مفتقدا لحكمتهم, ممتنا لهم واغتسل حتى عاد نظيفا جميلا كما كان وعادت إليه هيبته و وقاره. ثم عاد إلى عرينه وقد تعلم شيء جديدا من هذه الحادثة وقرر أن يعلمه لجميع حيوانات الغابة في اليوم التالي بنفسه.
وفي اليوم التالي, جمع الأسد حيوانات الغابة وخطب على مسامع الجميع:
“النقاش لا يكون إلا مع ذوي الحكمة والدراية والعلم, وأما أهل الجهالة فالنقاش معهم يعود جدلا عقيما لا نفع منه. بل ضرره ينهك القلب ويمنح فرصة للحاقد أن يخطئ في حقك ويسهل للجاهل سحبك إلى منطقته, لا تدعوا جاهلاً يسحبكم إلى منطقته. فمن يراكم معا لن يستطيع التفريق بينكم.”
فأدرك جميع سكان الغابة أن مناقشة أهل الجهالة منقصة للوقار, مجلبة للتمادي ومضيعة للوقت والجهد وموجعة للقلب. وقرروا أن لا يفتحون المواضيع إلا مع أهلها.
رسالة المؤلفة:
“أعزائي الصغار, لا تكثروا في نقاش جاهل لا يتردد عندما يخطئ بل يظن كل الظن أن البطولة في التمادي وسوء الأدب. فمثل هؤلاء لا يحترمون أنفسهم فكيف سيحترمون غيرهم”
زبيدة شعب
انقر هنا لقراءة المزيد من قصص الأطفال الجميلة
انقر هنا لمشاهدة العديد من قصص الأطفال الرائعة على يوتيوب