قصة قطوطة المتنمرة و تاج الطالبة المثالية
قطوطة قطة صغيرة تسكن مع عائلتها في غابة السعداء.
أنعم الله على قطوطة بجمال الطلة والشكل الحسن.
وكانت تفرح عندما تسمع دائماً كلمات الإطراء والثناء من ذويها وصديقاتها.
أيقنت قطقوطة أن جمالها مميز، وشعرت أنها متفردة بجمالها ولا مثيل لها بين القطط.
اعتقدت قطوطة أن جمالها الخارجي يعطيها الحق في أن تتصرف كما تشاء!
وعلى كل من حولها أن يستجيبوا إلى رغباتها ويظهروا الطاعة والولاء!
ولم لا! وهي الجميلة المدللة فائقة الذكاء.
كانت قطوطة معجبة بنفسها لأقصى درجة، وتقضي أكثر أوقاتها في النظر في المرآة تتأمل في حسن شكلها.
كانت تتأمل جمال عينيها و نعومة فروها الأبيض و فمها الصغير الجميل.
وتقول في نفسها:
“جميلة الجميلات قطقوطة، من ينافسني في نعومة شعري و لون عيوني المميز و رشاقتي وخفتي،
ولو أن في هذه الغابة إنصاف لكنت ملكة متوجة الآن، ولكن سكان الغابة لا يقدرون الجمال”
ثم تأخذ حقيبتها وتنطلق إلى مدرستها وفي فناء المدرسة وعلى الرغم من أنها تصل متأخرة،إلا أنها كانت تصر على الوقوف أول الصف وتنازع زميلاتها عليه!
قصة قطوطة المتنمرة التي تؤذي الجميع
في الوقت المخصص للراحة كانت قطوطة بدلاً من أن تأكل طعامها بهدوء, كانت تتجول في الفناء و تتنمر على باقي الطلاب وتطلق النكات والضحكات.
تنادي على أرنوبة وتقول لها:
” مابال أسنانك طويلة وبارزة؟ لو امتلك أسنانك لن أضحك ما حييت, لأني سأخجل عندما أفتح فمي حتى للكلام”
ثم تنظر باستعلاء إلى” سلحوفة” وتقول ضاحكة:
“ما بال لونك أخضر شاحب وتمشين ببطء هل تحتاجين إلي فيتامين؟ أم أن الإكثار من أكل الخضروات جعلك خضراء بطيئة”
وعندما تمر بجانب الفأرة فرفورة تضحك متنمرة:
” الجميع به عيب واحد أما فرفورة فيها كل العيوب،لونها الرمادي غير مرغوب و أسنانها كبيرة وليست بالمعيار المطلوب وأذناها عريضة وغير متناسقة مع وجهها”
لم تكن قطوطة ترى في الجميع سوى العيوب، ولا تعي أن كلامها يكسر ويجرح القلوب.
فضلاً عن ذلك لم تكتفي بالنظر بل تزيد وتمعن في الانتقاص والتأنيب و تضحك في سخرية و بدون تهذيب.
حتى المعلمين كانت تسخر من ملابسهم و تقلد طريقة كلامهم. ومدير المدرسة فلافيلو كانت تطلق عليه:
” المدير السمين صاحب الخرطوم الطويل إنه يسمع كل ما نقول لأن أذناه تشبه اطباق الستاليت “
لم تكن قطوطة تعي أبداً أن المعلم ينبغي أن نظهر له التبجيل و لا ننتقص منه بل نظهر الطاعة والود والتوقير.
كانت قطقوطة تحسب أن الانتقاص والتنمر على الآخرين، سيجعل الجميع يرى جمالها ويعرف قدرها.
لكنها أخطأت بسلوكها و حديثها المؤذي, لهذا ابتعد الجميع عنها و كانوا يتلاشون الواحد تلو الآخر من التواجد بقربها.
فمن ذا الذي سيحب أن يتواجد بقرب زميلة وقحة طويلة اللسان لا تتقن سوى تحويل سماته إلى عيوب!
أحست قطوطة أنها منبوذة وبدلاً من تعديل سلوكها بررت ذلك:
“الغيرة مني ومن جمالي جعلتهم لا يطيقون الجلوس معي”
قصة قطوطة المتنمرة وحفلة المدرسة
أعلنت إدارة المدرسة عن حفلة مدرسية بمناسبة انتهاء الفصل الدراسي الأول.
قرر مدير المدرسة السيد “فلافليلو ” أن يُكرم المتفوقين ويمنحهم شهادات، وكذا هناك تاجين من الذهب للطالب المثالي والطالبة المثالية.
و أعلن المدير أن اختيار الطالب المثالي سيكون بناء على ترشيح السادة المعلمين.
أخذت قطوطة تؤكد لنفسها أنها ستحصل على لقب التلميذة المثالية وتقول لنفسها:
” لا ينازعني أحد في هذه المكانة فجميعهم معيوبون و جمالهم لا يقارن بجمالي, لهذا فأنا أحق واحدة بهذا التكريم”.
وفي صبيحة يوم الحفل لبست أجمل الثياب وتفننت في وضع شرائط الشعر وتنسيق الألوان.
واخبرت أمها أن تاج الطالبة المثالية حقها وأنها ستعود به آخر اليوم فوق رأسها.
كانت قطقوطة تتابع فقرات الحفل وعندما حان وقت التكريم واعلان إسم الطالبة التي ستحصل على تاج الطالبة المثالية, وقفت قطقوطة في زهو و نظرة متعالية.
لكنها تفاجأت أن التاج كما أجمع المعلمون من حق الطالبة قرودة بنت ميمون.
شعرت قطوطة بالخجل, خاصة عندما ضحك الجميع على تعابير وجهها عندما أذاع المدير اسم الطالبة ولم يكن اسمها.
شعرت بالغيظ الشديد وقالت في حنق وغضب:
” أي جمال في قرودة! وأي مثالية هي قبيحة في الشكل و ليست حتى ذكية”.
سمعت كلامها أرنوبة فردت عليها:
“مالك تهذين إن قرودة أحق المكرمين، فهي لطيفة وودودة وتساعد الجميع وتوقر الكبير وتعطف على الصغير، حتى امتلكت بأدبها قلوب الجميع، أما سمعت التصفيق الحار الذي تبع الإعلان عن اسمها.”
قصة قطوطة المتنمرة بعد أن فهمت الدرس
عادت قطوطة باكية إلى والدتها شاكية.
فسألتها والدتها موبخةً:
” لماذا تبكين! الآن حصدت ثمرة ما كنت تزرعين. الجميع خلقه الله ولا يحق لمخلوق أن يعيب صنع الخالق”
صدمت قطوطة من حديث والدتها لكن والدتها أضافت:
“كلنا متساوون إخوة متحابون، لا يحق لنا أن نتنمر ونكسر القلوب ونعتقد أن في هذا لطافة بل هذا سلوك معيوب، عزيزتي قطوطة جمال الشكل إذا لم يرافقه جمال الروح والاخلاق فلا خير فيه”
هنا أدركت قطقوطة خطأها وقررت ألا تتنمر بعد الآن، وفي اليوم التالي اعتذرت قطوطة من الجميع و هنأت قرودة وتمنت لها التوفيق.
ومن يومها وقطوطة تُحسن الكلام وفهمت الدرس وتوقفت عن التنمر تماماً.
في الختام أصدقائي الصغار لا يحق لنا أن نتنمر على زملائنا لأننا جميعا متساوون، كما أن التنمر سلوك مشين و يُشعر الناس بالحرج والضيق.
دمتم بكل ود..
منصة حلا لقصص الاطفال تنصح ايضا بقراءة القصص الآتية:
انقر هنا لقراءة قصة الدبوب الذي يرفض أن ينام
انقر هنا لقراءة قصة لص العسل الصغير
انقر هنا لقراءة قصة السمكة الضاحكة
قصص اطفال – قصص للاطفال – قصص باللغة العربية للاطفال