قصة لغز قصر البوابة السوداء – قصص للمراهقين – 2024
قصة لغز قصر البوابة السوداء
في ليلة شتاء باردة، حيث تومض المصابيح لتنير الليل, عاشت محققة شابة تدعى سوزان. من كثر تعلقها بالأسطورة شيرلوك هولمز, وقراءتها لكل الروايات التي ينجح فيها شيرلوك هولمز بفك الألغاز, فقد شاركته في ذكائه الشديد وميله إلى حل الألغاز.
شاركت سوزان في مدرستها وفي الجامعة وفي الحي الذي تسكنه, في حل أي قضية تمر عليها. ودراستها للقانون زادت من قدرتها على حل أصعب القضايا, حتى وصلت سمعتها حدود الحي الذي تسكنه وبدأ الناس يثقون بتحليلها للأمور ووصولها للحقيقة.
استعانوا بها لحل أي قضية تواجههم بفضل ذكائها الشديد, وعبقريتها في حل القضايا الصعبة. وفي إحدى الأمسيات الباردة, تلقت سوزان رسالة فيها عنوان قصر. تتحدث عن قضية يلفها الغموض, فبدأت سوزان قراءة الرسالة:
شعرت سوزان بسعادة بالغة بعد أن أصبح لديها قضية جديدة, فمعروف عنها أنها مفتونة بالغموض!
لم تضيع سوزان أي وقت في الانطلاق إلى القصر المنشود. وعند وصولها, لاحظت سوزان أن هذا القصر يكتنفه الغموض من خلال منظر القصر الغامض والمهيب نظرت إلى السماء المقمرة ودقت الجرس.
وقفت تنتظر مع رفيقها الذي تثق به كثيراً, بوشكا الكلب المخلص. وفتح أسامة الباب ورحب بها ترحيباً كبيراً, وعند دخولها عرفت سوزان أنها أمام مغامرة حقيقية بعد أن رأت ممرات القصر التي تشبه المتاهة.
كانت سوزان تتلفت يميناً ويساراً ثم بادرته بالسؤال:
“هل هذا القصر قديم؟”
أجابها بسرعة:
“نعم, إنه يعود لأكثر من مئة وخمسون عاماً, توارثته عائلتنا أباً عن جد.”
قالت وهي تتأمل كل التفاصيل حولها:
“هذا واضح من ممرات القصر الغريبة, وأستطيع أن أخمن منذ الآن أن البيت فيه سرداب تحت الأرض حاله كحال البيوت القديمة.”
أعجب أسامة بقوة ملاحظتها وأجاب:
“كلامك صحيح, هناك بالفعل سرداب كبير تحت القصر وفيه بعض الأثاث القديم. هل تريدين أن أصطحبك لرؤية السرداب؟”
نظرت إليه وأضافت بجدية:
“ليس السرداب فقط بل كل مكان في القصر, كما أنني أريد التعرف على جميع الأشخاص الذين يعيشون في القصر.”
ومع حلول منتصف الليل, كانت سوزان قد تجولت في أنحاء القصر, ذهب أسامة ليحضر لها طعام العشاء وجلست سوزان في الصالة لتستريح.
ما هي إلا لحظات وقد ملأت أنغام الكمان الحزينة أركان القصر, فاقشعر جسد سوزان النحيل مما تسمع, فعقدت العزم على الكشف عن مصدر الموسيقى المؤرقة, والتي أخافت جميع أفراد العائلة.
في قصر البوابة السوداء, هناك أفراد يقيمون فيها بصفة دائمة مع أسامة إلا عمه وزوجته اللذان حضرا بعد وفاة والده. دخلوا إلى الصالة واحداً تلو الآخر ليرحبوا بالضيفة التي جاءت لتساعدهم في معرفة هذا الصوت الذي بات يشكل رعباً بالنسبة لهم.
عبد الرحمن والد أسامة وزوجته سميحة هما المالكان السابقان لقصر البوابة السوداء. وكان عبد الرحمن, المتوفى شخصية محترمة في المجتمع. وباتت والدة أسامة الحزينة على وفاة زوجها, تشعر بقلق بالغ تجاه مستقبل ممتلكات العائلة.
هند هي البنت الكبرى لعبد الرحمن وأحد الورثة وهي شابة في العشرينيات من عمرها, ورثت مسؤولية القصر بعد وفاة والدها.
كانت هند مثقلة بالمسؤولية بينما تطاردها ذكريات والدها في كل زاوية من زوايا القصر, وكانت لا تدخر جهداً في محاولة إبعاد عائلتها عن ذلك العقار الملعون.
أيمن عبد الرحمن هو الأخ الأكبر لهند وأسامة, وكان من المتوقع أنه الوريث الأول لمسؤولية قصر البوابة السوداء.
كان أيمن بعيداً عن العمل في معظم فترات حياته, ومتفرغاً لدراسته في الطب تاركاً أخته هند تتعامل مع مشاكل العائلة بمفردها.
وعلى الرغم من أنه كان يشعر بشيئ من الغيرة منها لتحملها مسؤولية العائلة الكاملة إلا أنه يهتم بها وبحمايتها من الأذى.
أسامة الأخ الأصغر, كان أصغر من هند بسنة واحدة. كان يحلم بدراسة الطب خارج البلد لكن بعد وفاة والده أصبح من الصعب على والدته تأمين مبلغ دراسته.
على الرغم من أن عبد الرحمن كان يسكن في قصر كبير إلا أنه كان موظفاً حكومياً وراتبه ليس كبيراً جداً.
أما عبد السميع, شقيق عبد الرحمن, فقد وصل القصر بعد وفاة شقيقه الأكبر بصحبة زوجته, ليطالبهم بحقه في ميراثه في القصر بعد وفاة شقيقه.
يتشارك هؤلاء الأفراد في شبكة معقدة من العلاقات العائلية, ولكل منهم دوافعه وأسراره الخاصة.
وعندما درس سوزان سر قصر البوابة السوداء, اكتشفت التوترات الخفية والأسرار المدفونة منذ فترة طويلة والتي تربط عائلة عبد الرحمن ببعضهم.
تعمقت سوزان في لغز الصوت الموجود في القصر, قامت بجمع الأدلة بدقة في محاولة حل اللغز الذي أربك العائلة لفترة طويلة.
بدأت سوزان تحريها من خلال مراقبة المناطق المحيطة بالقصر بعناية. لاحظت تخطيط الحديقة, ووضع الأثاث وأي مميزات غير عادية قد تكون لها أهمية.
أولت اهتماماً وثيقاً لسلوك أفراد عائلة عبد الرحمن, ولاحظت ردود أفعالهم تجاه الأحداث.
قصة لغز قصر البوابة السوداء ورحلة التحري
أجرت حوارات مطولة مع كل فرد من أفراد العائلة, بحثاً عن معلومات حول تجاربهم مع ما يحدث في القصر من سماع صوت عزف الكمان من مكان مجهول.
طرحت عليهم أسئلة مفصلة حول شكوكهم, في محاولة للكشف عن أي تناقضات في رواياتهم.
بدأت تحقيقها مع الأم السيدة سميحة:
“اخبريني يا سيدة سميحة برأيك حول ما يحدث؟ من تعتقدين أنه هو العازف؟”
فأجابت حزينةً:
“لا أدري, عندما كان زوجي على قيد الحياة, كان هذا القصر هادىء ولا يوجد به أي مشكلة, ولم يحدث فيها أي أمر يثير الشكوك أو الخوف.”
فكررت سوزان السؤال عليها:
“من تعتقدين يريد تخويفكم؟”
قالت مترددة:
“أنا لا أعرف, لكن عبد السميع شقيق زوجي يعتقد أنه بعد وفاة زوجي هو الأحق بالسكن في القصر.”
فقالت سوزان:
“طبيعي أن يكون له حصة من الميراث.”
قالت سميحة:
“لا ليس له أي حق, فوالدهما قسم الأملاك بينهما عندما كان حياً. كانت حصة عبد الرحمن هذا القصر وحصة عبد السميع مصنع والده. لكنه أساء إدارة المصنع وتورط بديون كبيرة اضطر بعدها لبيع المصنع.”
بعدها تحدثت مع هند التي أخبرتها أنها تكره هذا السكون الموجود في القصر وأنها ترغب أن تسكن في مكان مزدحم بالسكان لتشعر بالحياة لأن شعور الوحدة يقتلها و يسبب لها الاكتئاب!
وأخبرها أيمن أنه يتمنى لو توافق والدته على بيع القصر واكتساب ثروة طائلة من ثمنه. أما أسامة فلم يكن يهمه أمر القصر, كل ما يهمه هو السفر للدراسة. لكنه شعر بالرعب مما يحدث في القصر من سماع موسيقى حزينة.
عبد السميع أكد لها أنه صاحب الحق في هذا القصر لأنه يحمل أسم والده, وأنه لن يتنازل عن هذا الحق أبداً. وأبدى شكه بسميحة قائلاً:
“أعلم أنها تحاول أخافتي لأرحل عن القصر, وهذا لن يتم ما دمت حياً”
تفحصت سوزان كل زاوية وركن في قصر البوابة السوداء, بحثاً عن الممرات المخفية أو المقصورات السرية أو أي أدلة أخرى قد تلقي الضوء على الغموض.
قامت بفحص هندسة المنزل بحثاً عن أي أماكن سرية في القصر, بينما كانت تسمع سوزان صوت عزف الكمان يتردد في جميع أرجاء القصر!
تعمقت سوزان في تاريخ هذا القصر الغريب, باحثة في السجلات القديمة والمذكرات والصحف بحثاً عن أي ذكر للمالكين السابقين أو الأحداث المهمة التي قد تكون مرتبطة بالقصر.
قصة لغز قصر البوابة السوداء وغموض يكتنف المشهد
بحثت سوزان في الظواهر الخارقة للطبيعة وسيكولوجية الخوف, سعياً إلى فهم السبب الجذري لرعب الأسرة. كان الصوت يصدر من داخل القصر ويجب أن يكون أحد أفراد الأسرة هو من يعزف لإخافة باقي العائلة لكن السؤال الملح كان, من هو هذا الشخص؟
وما هي مصلحته؟
ولماذا يريد اخافتهم؟
بدأ عزف الكمان, فتتبعت سوزان الصوت حتى وصلت لقاعة الطعام الكبرى كانت الموسيقى تصدر من داخل القاعة لكن القاعة كانت خالية لذا كان الصدى ينتشر فيها ويتوزع في أرجاء القصر ويصعب تحديد مكانه, مما زاد الأمر غموضاً.
تيقنت سوزان أن الصوت موجود في هذه القاعة بالذات. بحثت في كل ركن فيها ولم تجد شيئاً. لكنها لم تيأس, واصلت البحث مراراً وتكراراً فلاحظت أن الكلب بوشكا يقفز على إحدى قطع البلاط التي كانت تصدر صوتاً.
اقتربت منها وداست عليها بحذر لتجدها غير ثابته, فحاولت بيديها تفحصها حتى تمكنت من سحبها لتكتشف وجود ممر سري ضيق. وبالكاد استطاعت إدخال جسدها النحيل في الممر, وفي هذه الأثناء توقف العزف لكنها لم تتوقف. واصلت دخول الممر الضيق وحاولت ثني جسدها لتستطيع الزحف لتعرف ما نهاية هذا الممر السري.
ولما وصلت إلى نهايته الممر شعرت بفتحة ضيقة مفتوحة وبصعوبة بالغة استطاعت اخراج جسدها من تلك الفتحة لتتفاجأ بنفسها في غرفة صغيرة ومظلمة!
سمعت ارتباكاً وكأن أحدهم يتحرك في الغرفة, أضاءت مصباحاً شخصياً كان بحوزتها, وإذا بها غرفة سرية فيها بعض الكتب المبعثرة وسجادة بالية وأثاث قديم والشخص عازف الكمان!
وفي تلك الغرفة السرية من القصر, اكتشفت سوزان أن الشخصية التي كانت تعزف الكمان هي الخادمة التي ترفض تماماً المبيت في القصر بحجة ما يحدث فيه.
وتوقف لحن الكمان الحزين الذي كان يملأ المكان وسوزان مختفية في مكان ما لا يعلمه أحد. وهناك في تلك الغرفة الصغيرة التي جمعت بين المتحرية والعازفة, اعترفت العازفة بتدبير هند للحيلة وبالأسباب التي دفعتها لذلك العمل الغريب.
واعترفت هند بأنها دبرت التمثيلية بأكملها في محاولة يائسة لإبعاد عائلتها عن قصر البوابة السوداء فمنذ وفاة والدها, وهي محاطة بأوهام حضور والدها الشبحي, والهدوء القاتل في هذا القصر الكبير.
كشفت سوزان عن لغز منتصف الليل والذي كان يؤرق النفوس المضطربة في ظل موسيقى لا عازف لها. مما حثها على ترك العقار الملعون وراءها, خوفاً على سلامتها العقلية, ابتكرت هند حيلة كمان منتصف الليل لإخافة عائلتها ودفعهم لبيع القصر بعد رفض والدتها الشديد لفكرة البيع.
متأثرة بمحنة هند, قررت سوزان مساعدتها في مواجهة مخاوفها والعثور على حل, وذلك بتحويل هذا القصر الكبير إلى فندق يفتح أبوابه للزبائن ويعج هذا المكان الممل بالناس خصوصاً وهو يقع في منطقة ريفية خلابة.
وتعهدت سوزان بإقناع أمها بذلك, وخرجت سوزان منتصرة ليس فقط في حل لغز قصر البوابة السوداء ولكن أيضاً في تكوين صداقة دائمة مع هند عبد الرحمن.
ومع بزوغ ضوء الفجر الأول عبر الغيوم, عادت سوزان وهي تؤمن أنه لا يوجد لغز أكبر من أن تتمكن من حله. وتثق بأنه لا يوجد أي لغز محير للغاية بحيث يصعب عليها حله, لأنها كانت سوزان المحققة الشابة التي لا تعرف مغامراتها أي حدود.
تستطيع أيضاً قراءة المزيد من قصص اطفال وروايات للاطفال على حلا ستوريز لقصص الأطفال
انقرا هنا لقراءة قصة لغز الوردة المفقودة
انقر هنا لقراءة قصة لغز غول الجبل والخادم الذكي
هنا على حلا ستوريز ستجد المناسب لك من قصص للأطفال 12 سنة وحتى قصص اطفال 15 سنة