قصة مغامرة في عالم الأكوان الخفية – قصص للأطفال عمر 9-13
قصة مغامرة في عالم الأكوان الخفية
كانت أسرة أبو يوسف تعيش في سعادة, وكان لهم ولدين هما يوسف وعمر. كانا يحبان اللعب معاً, سواء في الخارج أو باستخدام ألعاب الفيديو لكنهما لم يكونا متعاونين على الإطلاق. احتارت الأم كيف معهم ولكنها لم تصل إلى أي نتيجة.
وفي يوم من الأيام أحضر أبو يوسف لعبة جديدة اسمها “عالم الأكوان الخفية” لكنه طلب منهما ألا يلعبا بها حتى يقوم بقراءة ورقة الاستخدام المرفقة بها. كان يوسف يشعر بالفضول وعلى الرغم أنه هز رأسه بالموافقة, إلا أنه لم يكن مستعدا للصبر أكثر.
ذهب الأب ليستلقي على الأريكة بينما ظلت الأم تتابع برنامجها المفضل على التلفاز, وفجأة قرع الجرس أحدهم. كانت تلك سارة صديقة أم يوسف المقربة. تركت أم يوسف غرفة المعيشة وانتقلت لتجلس مع صديقتها المفضلة في غرفة الضيوف. نظر يوسف إلى اللعبة ثم نظر إلى أخيه عمر. فهم عمر ما ينوي أخاه أن يفعله فأجاب بصوت خافت:
“لكن أمي تقول دائماً إن علينا التحقق من الألعاب قبل أن نلعبها، خاصة إذا كانت معقدة”.
اقترب منه يوسف وقال بحماس:
“هذه اللعبة مذهلة! دعنا نستكشفها معاً .”
بدأ يوسف بتقليب الجهاز الذي يتكون من نظارات غريبة وارتسمت ابتسامة عريضة على وجه يوسف وهو يقول:
“انظر إلى هذه الرسومات! إنها مثل عالم حقيقي!”
كانت الأم منسجمة مع صديقتها، بينما كان الأب يغط في النوم حينما كان يوسف وعمر يشعران بحماس كبير في غرفة المعيشة تجاه تلك اللعبة.
تردد عمر قليلا وأخذ يتمتم وهو يقلب النظارات الغريبة:
“يبدو الأمر مثيراً، لكن هناك شيء غريب في هذه اللعبة”.
أما يوسف، فكان يضحك متحمسا بصوت عالٍ ويقول:
“سأكون البطل اليوم! سأفوز في كل المراحل!”
قصة مغامرة في عالم الأكوان الخفية
وتغلبت حماسة يوسف على حذر عمر، وارتدى النظارة وقام بتثبيتها على عينيه وضغط على زر البدء. وبالفعل بدأت اللعبة، كان ما يشاهده يوسف يختلف عما يراه عمر!
كان يوسف يشعر بكل شيء وكأنه حوله، يلمس، ويسمع، ويشم. بينما عمر كان يرى شخصية في الشاشة تمارس اللعب بذات الحركات التي يقوم بها يوسف. كانوا يستمتعون بها، وكان على يوسف حل العديد من الأسئلة المتعلقة بعلاقته بعائلته. وفجأة ظهر له سؤال غريب:
“من هذا؟”
كان يوسف يرى عمر أمامه داخل الصورة، بينما عمر فلم يكن يرى غير شخصية كرتونية تشبهه إلى حد كبير. فأجاب يوسف عن طريق القفز على مربع أخي. فظهر سؤال آخر; (هل أنت مستعد لتحدٍ حقيقي؟).
قفز يوسف على المربع الأخضر والذي يدل على الموافقة فتثبتت النظارة بقوة على رأسه وظهر له وحوش مخيفة من كل مكان حوله. كان يوسف يصرخ بقوة دون جدوى كان بالفعل داخل اللعبة بوجدانه ومشاعره وجميع حواسه. حاول عمر تخليصه لكنه عجز.
وظل يوسف يحاول الهروب من الوحوش دون جدوى, فسمعت الأم وصديقتها الصوت وجاءتا مسرعتان إلى غرفة المعيشة لتجدا عمر وهو خائف لا يستطيع التصرف, بينما يهرب يوسف في جميع أرجاء الغرفة والشاشة تظهر شخصية شديدة الشبه بيوسف وإشارة خضراء تشير إلى شخصية شبيهة بعمر. حاولت الأم نزع النظارة لكن دون جدوى, وفكرت في إطفاء الجهاز فمنعتها صديقتها سارة وقالت بحذر:
“قد يتضرر يوسف بقوة، هو بالفعل داخل اللعبة”
ركضت أم يوسف بسرعة لتيقظ زوجها وظلت سارة محتضنة يوسف الذي كان يصرخ ويبكي بشدة، ولما قدم الأب، قطب حاجبيه من الغضب لكنه تمالك نفسه وقال لعمر:
“ألم أقل لكم أن للعبة طريقة خاصة ينبغي تعلمها مسبقا”
التفت سارة وسألت بجدية:
“أين هو دليل اللعبة”
أجاب الأب وهو في حالة حيرة:
“انه في علبة اللعبة ولكنه مكتوب بلغة أجنبية”
طلبت منه سارة الإمساك بيوسف ومحاولة تهدئته وأخذت الورقة محاولة قراءتها لأنها كانت تجيد تلك اللغة. وإذا بها تشير إلى المربع الأخضر في الشاشة وتقول لعمر:
“الاختبار يخصك ولن يخلص يوسف أحد غيرك!”
نظر عمر إليها وهو خائف، فقالت له بصوت جاد مليء بالثقة:
“لا تخف، انت المعني في هذه اللعبة، امسك جهاز التحكم وابحث عن المفاتيح الخمسة”
قصة مغامرة في عالم الأكوان الخفية
كان عمر يبحث بجدية واهتمام ويقوم بضرب الوحوش التي تحاول الاقتراب من أخيه، حتى وجد المفتاح الأول وكان المفتاح ثابتا على حجر منقوش عليه سؤال وعلى يوسف أن يجيب على ذلك السؤال. أجاب يوسف وسقط المفتاح والتقطه عمر وركض به وقام بتثبيته على البوابة.
وانفجر أحد الوحش الخمسة وبقيت أربعة وحوش مرعبة، فأخذ عمر يقاومها ويبعدها عن أخيه حتى لمح المفتاح الثاني والذي كان مثبتا على إحدى بلاطات الغرفة، وعليه رموز لا يفهمها سوى يوسف. قام يوسف بحلها فانفجر الوحش الثاني وبرز المفتاح ليأخذه عمر ويثبه على البوابة.
شعر يوسف بحماس كبير وهو يرى الوحوش أمامه تنفجر، فقرر القتال, وبالفعل توقف عن البكاء واستل سلاحه وبدأ يدافع عن نفسه.
وظل عمر يواصل اللعبة بمهارة عالية ويحل رموزها، حتى جاء موعد تركيب المفتاح الأخير، انفتحت البوابة وشعر يوسف بفرحة عظيمة، وقفز يوسف من الفرحة وهو يشعر بالنظارة قد عادت إلى وضعها الطبيعي.
خلع يوسف النظارة وانطلق لاحتضان أخيه بقوة قائلا:
“شكرا لك أيها البطل”
شعرت الام والأب بسعادة غامرة، وشاركتهم سارة تلك السعادة بعدما رأوه من التعاون الكبير الذي حدث بين يوسف وعمر. نظرت سارة إلى يوسف بذكاء وقالت له:
“التعاون بين الاخوة، وبين افراد الاسرة يجعل الحياة أكثر سهولة وجمالا”
وافقها الأب قائلا:
“نعم، أنا متأكد أن أولادي مثال رائع للتعاون”
احتضنت الام ولديها وقالت لهم:
“لقد كنتما رائعين معا”
سكت عمر قليلا ثم شده الفضول أن يسأل أخيه:
“لكن قلي ما الذي فعلته ليحدث معك كل هذا؟”
فنظر يوسف إلى أمه ثم إلى أبيه بخجل ثم أجاب:
“سألني هل أنت متعاون مع أخيك فأجبت نعم، ثم سألني هل أنت مستعد للتحدي فضغط على زر الموافقة، ثم حدث ما حدث”
هنا، وبابتسامة عريضة علقت سارة:
“إذا كان الاختبار هو عن مدى تعاونكما وقد أثبتما للجميع أنكما أخوين متعاونين”
ضحك الجميع، وقرر يوسف وعمر من ذلك اليوم أن يكونا معا في السراء والضراء وألا يفترقا أبدا….
الكثير والكثير من قصص الاطفال الممتعة والمفيدة على متجر حلا متوفرة بصيغة PDF
جرب الاشتراك على قناة قصص اطفال منصة حلا على يوتيوب: