قصص أطفال
في قرية صغيرة تقع بين تلال خضراء، كانت تعيش طفلة اسمها نجمة. كانت نجمة فتاة فضولية تحب اللعب والاستكشاف. في يوم من الأيام، بينما كانت نجمة تتجول بالقرب من شجرة التين الكبيرة في الحديقة، لمع شيء غريب تحت جذور الشجرة.
اقتربت نجمة بحذر، وأزاحت بعض الأوراق والتراب، لتكشف عن صندوق صغير مصنوع من الخشب اللامع مكتوب عليه صندوق السعادة. كان الصندوق مزخرفا بنقوش تشبه النجوم والقمر، وله قفل صغير. حاولت نجمة فتحه، لكن القفل كان محكما. أخذت نجمة الصندوق إلى منزلها وأرته والدتها. تفحصت الأم الصندوق وقالت: “يبدو أنه صندوق قديم وله سر ما. ربما المفتاح موجود في مكان ما.”
قصص للأطفال
بدأت نجمة رحلة البحث عن مفتاح الصندوق. بحثت في كل زاوية من زوايا الحديقة، تحت الأشجار، فوق الجذوع العالية، وحتى داخل أعشاش العصافير، لكن دون جدوى. شعرت نجمة بالإحباط، وجلست في حديقة المنزل وهي تفكر. فجأة، رفرفت فراشة زرقاء جميلة وحطت على الصندوق. لاحظت نجمة أن الفراشة تجلس تحديدا على القفل. وبشكل غريزي، ضغطت نجمة على تلك المنطقة الصغيرة. وفي الحال، صدر صوت “تِك” صغير، وانفتح قفل الصندوق!
قصص تربوية
فتحت نجمة الصندوق ببطء وذهول. لم يكن داخل الصندوق ذهب أو جواهر، بل كانت هناك كرة زجاجية صغيرة تضيء بنور خافت وجميل. أمسكت نجمة الكرة الزجاجية، وشعرت بدفء لطيف يسري في يديها. عندما رفعت الكرة إلى الأعلى، انتشر منها نور أبيض ناعم أضاء الحديقة بأكملها. فرحت نجمة كثيرا بهذا الاكتشاف. أدركت أن سر الصندوق لم يكن في قيمته المادية، بل في النور الذي ينبعث منه.
ظنت نجمة أن هذه الكرة سحرية، وأنها سوف تحقق لها أحلامها، فبدأت تتمنى منها أشياء كثيرة لكن لم يحدث أي شيء مما تعتقد نجمة فأدركت أن الكرة تؤدي وظيفة أخرى لا تعيها. بدأت نجمة تأخذ الكرة المضيئة معها في كل مكان تذهب إليه. كانت تستخدمها لتضيء طريقها في الليل، ولإضافة لمسة سحرية إلى ألعابها.
قصص قبل النوم
في يوم من الأيام، بينما كانت نجمة تلعب بالقرب من الغابة، سمعت صوت زقزقة خافت. تبعت الصوت لتجد عصفورا صغيرا عالقا بين أغصان شجرة كثيفة. كانت الشمس قد بدأت في الغروب، والظلام يخيم على المكان. لم تكن نجمة تعلم كيف بإمكانها مساعدة العصفور، لكن الكرة لمعت فجأة، فأدركت نجمة أن ثم شيء يجب أن تفعله تجاه هذا العصفور الضعيف.
استخدمت نجمة الكرة المضيئة لتوجيه النور إلى العصفور الصغير. ساعد النور والدة العصفور في العثور عليه، فطارت باتجاهه سريعا وخلصته بمنقارها وأنقذته. قام العصفور ووالدته بالطيران حول رأس نجمة كطريقة للتعبير عن الشكر ثم حلقا بعيداً.. وشعرت نجمة بسعادة تغمر قلبها!
قصص أطفال
في تلك اللحظة، فهمت نجمة شيئا مهما. أدركت أن النور الحقيقي ليس فقط ما تراه العين، بل هو أيضا النور الذي نجلبه إلى حياة الآخرين من خلال مساعدتهم وإسعادهم. عادت نجمة إلى منزلها وهي تشعر بسعادة غامرة. كانت تحمل الصندوق المضيء ليس لأنه كنز ثمين، بل لأنه يذكرها دائما بقوة النور الداخلي وقدرتها على إحداث فرق في العالم من حولها.
وفي الصباح استيقظت نجمة من نومها نشيطة وأدركت أن كل ما رأته كان مجرد حلماً جميل، لكنها تعلمت أن مساعدة الآخرين تجلب سعادة لا مثيل لها. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت نجمة تبحث دائما عن طرق لنشر النور والسعادة في قريتها وبين أصدقائها.
1- في عالم نجمة، كان الصندوق يحمل اسم “صندوق السعادة”، ولكنها لم تجد فيه ذهبا ولا جواهر تُبهر العين، بل وجدت كرة مضيئة. سرعان ما أدركت أن السعادة ليست في ما نأخذه، بل في ما نقدمه.
2- الهدف من هذه القصة هو أن ندرك أن نور السعادة الحقيقية يكمن في فعل الخير للآخرين. عندما استخدمت نجمة كرتها المضيئة لمساعدة العصفور الضعيف، شعرت بسعادة غامرة لم تشعر بها من قبل.
3- أتمنى أن تُلهمكم قصة نجمة لتبحثوا عن “صندوق السعادة” الخاص بكم، وأن تدركوا أن نوركم الداخلي يمكن أن يضيء حياة الكثيرين من حولكم. تذكروا دائما أن كل عمل طيب، مهما بدا بسيطا، يمكن أن يحدث فرقا كبيرا ويجلب لكم سعادة لا مثيل لها.
رسالة من المؤلفة:
أعزائي القراء الصغار والكبار،
قصة “نجمة وسر الصندوق المضيء” ليست مجرد حكاية عن صندوق سحري أو كرة تتوهج. إنها دعوة صادقة لكل واحد منا ليكتشف الكنز الحقيقي الذي نملكه جميعا في داخلنا: نور العطاء والسعادة.
♥ زبيدة شعب ♥
قصص أطفال منصة حلا:
انقر هنا لقراءة المزيد من قصصنا الهادفة والتربوية
انقر هنا لمتابعة قناة منصة حلا لقصص الأطفال على يوتيوب