قصص الصحابة وصبي بطل لا يهاب الموت
اطفال في عهد النبي
اطفال في عهد النبي, الشجاعة صفة جميلة تضيف مذاقاً خاصاً على شخصية الطفل، إذ أن الطفل الشجاع محل احترام وتقدير من حوله، وتاريخ الإسلام حافل بالعديد من الأبطال الشجعان الذين اتصفوا بالشجاعة منذ نعومة أظافرهم، لهذا قررت أن أقص عليكم قصة صبي بطل لا يهاب الموت، حتى تحرصوا أعزائي على الاتصاف بتلك الصفة الرائعة إذ أن الطفل المسلم يجب أن يكون قلبه مثل الأسد لا يخاف شيئاً ولا يخشى في الحق لومة لائم طالما يفعل الصواب.
قصتنا عن صبي بطل لا يهاب الموت وهو أول من أسلم من الصبيان واشتهر منذ نعومة أظافره بالحكمة والفصاحة، وهو رمز واضح للشجاعة والقوة وكان محباً للعلم و التفقه في الدين.
هلموا بنا لنتعرف على البطل الشجاع علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والده هو أبو طالب بن عبد المطلب أحد سادات قبيلة قريش. والدته هي السيدة فاطمة بنت أسد. ولد علي في مكة المكرمة في يوم الجمعة في الثالث عشر من رجب بعد ثلاثين عاماً من عام الفيل ولدته أمه في جوف الكعبة.
قصص الصحابة و أول من أسلم من الصبيان
اطفال في عهد النبي
و علي بن أبي طالب أصغر أبناء أبو طالب، وقد طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمه أن يكفل علياً لتخفيف الحمل عن عمه ورداً للجميل إذ أن أبو طالب قد كفل النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة جده عبد المطلب.
لهذا تربى علي في بيت النبوة ونال شرف رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وملازمته فتعلم من صفات النبي الكريمة وتخلق بأخلاق النبي التي اشتهر بها بين الناس وكان يذهب مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى غار حراء للتعبد والتأمل، وهذا يدل على أنه كان طفلاً ذكياً تأمل في نبل ابن عمه فجعله قدوة له.
أسلم علي بن أبي طالب فوراً وهو طفلاً صغيراً, كان عمره وقتها تسعة أعوام تقريباً، وذلك بمجرد أن عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الدخول في دين الإسلام ولم يكن راشداً بل كان طفلاً لكنه كان يملك وعي الرجل الناضج.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بعثه الله يوم الاثنين فأسلم علي يوم الثلاثاء وكان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة بنت خويلد.
قصص الصحابة ومهمة البطل الفدائية
اطفال في عهد النبي
في بداية البعثة تعرض رسول الله وأصحابه لصعوبات كثيرة لأن قريش كانت تخشى من الإسلام وتعارض انتشاره، ولما أشتد الأذى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, طلب منهم النبي الكريم أن يهاجروا إلى يثرب ( المدينة المنورة ) لأنه عقد اتفاقية مؤازرة ومناصرة مع أهلها يوم بيعة العقبة.
فامتثل الصحابة الكرام وفروا بدينهم من بطش قريش وتضييقها، وتركوا خلفهم كل ما يملكون من مال وبيوت حباً في الله وفي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ورغبة في مناصرة هذا الدين الذي يجعل البشر كلهم إخوة متحابين ولا فرق بينهم.
لكن النبي بقى هو وصاحبه أبو بكر الصديق وعلي الصغير، وذلك لأن الله لم يكن قد أذن للنبي بالهجرة.
وعندما جاء الإذن بالهجرة كان في بيت النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أمانات لأهل مكه، فلم يكن في مكة من هو بأمانته ليأمنوه غير محمد الصادق الأمين على أموالهم وعرفوا وجربوا صدقه حتى لقبوه بالصادق الأمين.
إذ لم يكن هناك من هو ءأمن منه صلى الله عليه وسلم.
لهذا تكدست أمانات أهل قريش في بيته، وعندما هم بالهجرة وأخبره الله بالمكيدة التي دبرها سادة قريش لقتله أثناء اجتماعهم بدار الندوة، وذلك بجمع شاب قوي من كل قبيلة من قبائل العرب لضربه صلى الله عليه وسلم ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل وتقبل بنو هاشم بالدية ولا تطالب بالقصاص, طلب النبي الكريم من ابن عمه الصغير أن يبقى في البيت لمهمتين لا يقوم بهما سوى بطل شجاع أمين مثل علي بن إبي طالب كرم الله وجهه.
قصص الصحابة و المهمة الأولى للبطل
النوم في فراش النبي
الأولى أن يبيت في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ويتغطى ببردته فيظن شباب قريش أن النبي لم يخرج ويبقوا واقفين لدى الباب منتظرين خروجه لصلاة الفجر، فأمكن مبيت علي في فراش الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من كسب مزيد من الوقت فيستطيع أن يلجأ لأي مكان يختبئ فيه إلى أن تكف قريش عن ملاحقته وصاحبه.
وهي مهمة قد يخاف الكبير على نفسه إذا طلبت منه خشية التعرض للقتل أو على الأقل الضرب أو التعذيب لكن الفتى الشجاع الذي لا يعرف الخوف طريقاً إلى قلبه، قبل المهمة ولم يخشى من بطش سادة وفرسان قريش، لهذا يعتبر البطل علي بن أبي طالب أول فدائي في الإسلام.
وبقيامه بهذا الدور ساهم البطل الصغير في ضمان وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم سالماً إلى المدينة، وكان لهذه الهجرة دوراً بارزاً في ترسيخ قواعد الإسلام في المدينة و انتشاره في كافة ربوع الأرض حتى غطى نوره الأفق واملأت الدنيا بسماحة الدين الإسلامي الحنيف.
قصص الصحابة والمهمة الثانية للبطل
رد الأمانات
أما المهمة الثانية فهي رد أمانات أهل قريش لأصحابها وهو تصرف ينم عن أمانة علي بن أبي طالب.
فبعض ضعاف النفوس من الممكن أن يضعف إذا رأى المال ويأخذه لنفسه طالما أن الناس لن تطالبه هو لأنهم لايعلمون أنها بحوزته فضلاً عن كونه صغيراً.
لكن من تربى في بيت النبوة وتشرب خلق الإسلام في طباعه يعرف القيم الجميلة كلها ويحرص دائماً على فعل الصواب وكان موضع ثقة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، لهذا بقى ثلاثة أيام حتى يرد جميع الأمانات لأصحابها.
قصص الصحابة بطل يتألق في المدينة المنورة
اطفال في عهد النبي
وعندما هاجر علي بن أبي طالب إلى المدينة المنورة هاجر إليها ماشياً يكمن بالليل ويسير في النهار وليس معه دابة ولا راحلة غير أن حب الله كان أنيسه, والوصول إلى رسول الله صلى عليه وسلم لمناصرته ومساندته كانت غايته.
وفي المدينة كان يكتب الوحي (القرآن الكريم) وكان سفيراً للإسلام, يبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القبائل ليدعوهم إلى دين الإسلام.
وكان مشهوراً بشجاعته وقوته وحضر جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأظهر يوم خيبر شجاعة لا مثيل لها حين حمل باب الحصن واتخذه درعاً.
أما سيفه الذي يحارب به فكان اسمه ذو الفقار وكان هدية من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
أصدقائي علي بن أبي طالب بطل شجاع دافع عن الرسول وعن دين الله، ويجب علينا أن نقتدي به في أمانته وشجاعته ونتخلق بالأخلاق الحميدة الطيبة.
من منكم سيترك فراشه الدافئ ليفتدي القضية, ويدافع عن كلمة الله, كم منكم من ترك مصروفه الخاص في يد فقير معدم أو مديون معسر, من منكم واجه الموت بصدره ليفتدي حامل الرسالة بقلبه الصغير الذي لا يخاف الموت … لله رجاله وقد كان هذا الطفل رجلاً منذ نعومة أظافره ونعم بالله مختاراً وانعم بعلي البطل من خيرة.
كتابة المبدعة / أسماء خشبة
حقوق النشر و التوزيع لــ منصة حلا لقصص الأطفال
المصادر/ موقع إسلام أون لاين
منصة حلا لقصص الاطفال تنصحكم بقراءة القصص التالية:
انقر هنا لقراءة قصة محمد المحب للصلاة