كيف يفكر المراهق – دليل الآباء للتعامل مع أبنائهم
كيف يفكر المراهق؟
تعد فترة المراهقة من أكثر الفترات تعقيداً في حياة الإنسان، حيث تشهد العديد من التغيرات الجسدية والعقلية والعاطفية. يتطلب فهم طريقة تفكير المراهقين والتعامل معها بشكل صحيح مجهوداً كبيراً من الآباء. في هذا المقال, سأناقش معكم كيف يفكر المراهق, وكيف يمكن للآباء فهمهم والتعامل معهم بفعالية؟.
تطور دماغ المراهقين
يشهد دماغ المراهقين تطوراً مستمراً حتى منتصف العشرينيات. هذا التطور يؤثر على عدة جوانب من التفكير والسلوك مثل:
النمو السريع للقشرة المخية الجبهية
الجزء المسؤول عن التخطيط واتخاذ القرارات والتفكير النقدي لا يكتمل نموه إلا في نهاية فترة المراهقة. هذا يعني أن المراهقين قد يكونوا أكثر اندفاعاً وأقل تفكيراً في العواقب.
التغيرات في نظام المكافأة
يميل المراهقون إلى البحث عن التجارب الجديدة والمثيرة، مما يجعلهم عرضة للمخاطر. هذا مرتبط بتغيرات في نظام الدوبامين، الذي يلعب دوراً في الشعور بالمكافأة والمتعة.
التطور العاطفي
المراهقون يمرون بتقلبات عاطفية شديدة، وذلك نتيجة للتغيرات الهرمونية. هذا قد يؤثر على استجابتهم للمواقف العاطفية وقدرتهم على التعامل معها.
كيف يفكر المراهق واستراتيجية التعامل معه
إن التعامل مع المراهقين يجب أن يكون بهدوء وتفهم، باستخدام استراتيجيات معينة يمكن النجاح في التعامل مع الابن المراهق, ومن هذه الاستراتيجيات:
1- وضع حدود واضحة ومعقولة, من المهم أن يكون هناك حدود واضحة للسلوك المقبول. يجب أن تكون هذه الحدود معقولة ومناسبة لمرحلة النمو التي يمر بها المراهق.
2- تشجيع الاستقلالية والمسؤولية, السماح للمراهقين باتخاذ بعض القرارات بأنفسهم يمكن أن يعزز شعورهم بالاستقلالية والمسؤولية. يمكن ذلك من خلال إعطائهم الفرصة للمشاركة في قرارات الأسرة أو إدارة بعض الأمور الشخصية.
3- تقديم الدعم العاطفي, يمكن أن يكون الدعم العاطفي من خلال التشجيع، والتقدير، والمساعدة في حل المشكلات. الشعور بالدعم يمكن أن يعزز الثقة بالنفس لدى المراهقين ويساعدهم على التعامل مع التحديات بشكل أفضل.
4- القدوة الحسنة, كون الآباء قدوة حسنة من خلال التصرف بمسؤولية واحترام الآخرين يمكن أن يكون له تأثير كبير على سلوك المراهقين. يرون في آبائهم نموذجاً يحتذى به في التصرفات والقيم.
طرق تشجيع المراهق على احترام وطاعة ابائهم
تشجيع المراهقين على أن يكونوا صريحين مع آبائهم يتطلب بناء بيئة من الثقة والاحترام المتبادل. هنا بعض المعلومات والطرق الإضافية لتحقيق ذلك:
1. خلق بيئة آمنة
– التأكيد على عدم الحكم: يجب أن يشعر المراهقون أنهم يمكنهم التحدث دون خوف من الحكم أو الانتقاد. هذا يتطلب من الآباء أن يكونوا مستمعين جيدين ومتفتحين.
– الخصوصية والاحترام: احترام خصوصية المراهقين يمكن أن يعزز الثقة. عدم التدخل المفرط في حياتهم الخاصة يُشعرهم بالأمان.
2. التواصل الفعّال
– الاستماع الفعّال: يجب على الآباء أن يستمعوا بعناية إلى ما يقوله أبناؤهم دون مقاطعة. يمكنهم إعادة صياغة ما سمعوه للتأكد من فهمهم الصحيح.
– طرح الأسئلة المفتوحة: الأسئلة التي تتطلب أكثر من إجابة “نعم” أو “لا” تساعد على بدء حوار أعمق. مثل “كيف كان يومك؟” أو “ما الذي تفكر فيه حول هذا الموضوع؟”.
3. بناء الثقة
– الوفاء بالوعود: عندما يفي الآباء بوعودهم، يكتسبون ثقة أبنائهم. الثقة المتبادلة تجعل المراهقين يشعرون بالأمان في مشاركة مشاعرهم وأفكارهم.
– الاعتراف بالأخطاء: عندما يعترف الآباء بأخطائهم ويعتذرون، يظهرون أن الصراحة والصدق هما قيمتان مهمتان في الأسرة.
4. تشجيع التعبير عن المشاعر
– تعليم التعاطف والتفهم: تعليم المراهقين كيفية التعبير عن مشاعرهم وفهم مشاعر الآخرين يمكن أن يشجعهم على أن يكونوا أكثر انفتاحاً.
– نموذج القدوة: الآباء الذين يظهرون تعاطفاً وصراحة في التعبير عن مشاعرهم يمكن أن يكونوا نموذجاً يُحتذى به.
5. توفير الدعم العاطفي
– التشجيع والمساندة: تشجيع المراهقين على تحقيق أهدافهم وتقديم الدعم عند الحاجة يعزز شعورهم بأنهم مقدرون ومفهومون.
– الاحتفال بالإنجازات: الاحتفال بالإنجازات الكبيرة والصغيرة يعزز الشعور بالإيجابية والاعتزاز.
6. وقت الجودة
– قضاء الوقت معاً: قضاء وقت ممتع مع الأبناء في أنشطة يحبونها يمكن أن يعزز التواصل. يمكن أن تشمل هذه الأنشطة الرياضة, و الهوايات، والقراءة, والمناقشات الهادئة.
– الأنشطة المشتركة: القيام بأنشطة مشتركة تعزز الروابط العائلية وتجعل من السهل بدء المحادثات.
7. تعليم القيم والأخلاق
– التربية على القيم: تعليم القيم الأساسية مثل الصدق، والاحترام، والمسؤولية يمكن أن يعزز الصراحة. يمكن القيام بذلك من خلال الأمثلة اليومية والحكايات.
– مناقشة الأخلاق: مناقشة المواضيع المختلفة التي تتعلق بالأخلاق والقيم يمكن أن يساعد المراهقين على فهم أهمية الصراحة والصدق في حياتهم.
8. تقديم النصائح بحذر
– التوجيه بدلاً من الفرض: تقديم النصائح بطريقة توجيهية بدلاً من فرض الآراء يمكن أن يجعل المراهقين يشعرون بأنهم لديهم مساحة للتفكير والاختيار.
– استخدام التجارب الشخصية: مشاركة التجارب الشخصية يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتقديم النصائح والتوجيهات بطريقة غير مباشرة.
باستخدام هذه الطرق والممارسات, يمكن للآباء تعزيز بيئة من الصراحة والثقة مع أبنائهم المراهقين، مما يسهل عملية التواصل ويساعد على بناء علاقات أسرية قوية وداعمة.
كيف يفكر المراهق ولماذا لا يبوح بمشاكله؟
قد يكون من الصعب أحياناً معرفة ما إذا كان ابنك المراهق يواجه مشكلة ولا يريد التحدث عنها, حيث يميل المراهقون إلى الاحتفاظ بمشاكلهم لأنفسهم لأسباب متعددة مثل الخجل, الخوف من الحكم, أو الرغبة في الاستقلالية. ولكن هناك علامات وإشارات يمكن أن تدل على وجود مشكلة تحتاج إلى اهتمامك:
علامات سلوكية
1. التغيرات في السلوك, إذا لاحظت تغييرات مفاجئة في سلوك ابنك، مثل الانسحاب من الأنشطة التي كان يستمتع بها، أو الانعزال عن الأصدقاء والعائلة، فقد يكون ذلك مؤشراً على وجود مشكلة.
2. التقلبات المزاجية, المراهقون يميلون إلى التقلب المزاجي بشكل طبيعي، ولكن إذا كانت التقلبات شديدة وغير معتادة، فقد يكون هذا علامة على وجود مشكلة.
3. انخفاض الأداء الأكاديمي, تراجع مفاجئ في الأداء الدراسي أو فقدان الاهتمام بالمدرسة يمكن أن يشير إلى أن هناك شيئاً يؤثر على ابنك.
4. التغييرات في أنماط النوم والأكل, أي تغييرات غير عادية في عادات النوم أو الأكل يمكن أن تكون علامة على وجود مشكلة عاطفية أو نفسية.
علامات جسدية
1. التعب والإرهاق المستمر, إذا كان ابنك يبدو متعباً دائماً أو يشتكي من الإرهاق بدون سبب واضح، فقد يكون ذلك علامة على القلق أو الاكتئاب.
2. التغيرات في المظهر الشخصي, إهمال النظافة الشخصية أو التغيرات الكبيرة في الوزن يمكن أن تكون مؤشرات على وجود مشكلة.
علامات اجتماعية
1. التغير في دائرة الأصدقاء, التغير المفاجئ في الأصدقاء أو الانسحاب من العلاقات الاجتماعية قد يشير إلى وجود مشكلة.
2. التورط في مشاكل سلوكية, الانخراط في سلوكيات خطيرة أو غير قانونية، مثل تعاطي المخدرات أو الكحول، يمكن أن يكون مؤشراً على وجود مشكلة أكبر.
إشارات عاطفية
1. الاكتئاب والقلق, الشعور بالحزن الدائم، القلق الشديد، أو التعاسة يمكن أن يكون دليلاً على مشكلة نفسية.
2. الغضب والعدوانية, زيادة في نوبات الغضب أو السلوك العدواني قد تكون علامات على وجود مشكلة داخلية.
كيف يفكر المراهق وكيف استطيع حل مشاكله
تستطيع كسر حاجز الصمت لابنك وحل مشاكله عن طريق اتخاذ بعض الخطوات في المهارات التربوية كالتالي:
المراقبة بحذر, راقب سلوك ابنك دون التدخل المباشر في البداية. هذا سيساعدك على تحديد ما إذا كانت التغييرات مستمرة وتتطلب تدخلاً.
التواصل والصراحة, حاول أن تتحدث مع ابنك بهدوء وتفهم. اسأله كيف يشعر وحاول أن تكون مستمعاً جيداً دون إصدار أحكام.
تقديم الدعم, أكد له أنك موجود لدعمه وأنه يمكنه التحدث معك عن أي شيء في أي وقت. أحياناً يحتاج المراهقون إلى تذكير بأن هناك من يهتم بهم.
طلب المساعدة المهنية, إذا كانت المشكلة تبدو جدية ولا يمكنك التعامل معها بنفسك، فلا تتردد في طلب المساعدة من مستشار نفسي أو طبيب مختص.
قد لا يكون من السهل دائماً معرفة ما إذا كان ابنك المراهق يواجه مشكلة ولا يريد التحدث عنها, لكن بمراقبة التغيرات في سلوكه, ومظهره, وعواطفه, يمكنك الحصول على فكرة جيدة عن حالته. تذكر أن تكون داعماً ومتفهماً، وأن تكون مستعداً لطلب المساعدة المهنية عند الحاجة.
تستطيع أن تقرأ ايضاً على حلا:
سن المراهقة ومشاكله التي تؤرق الأبوين – مقالات تربوية – منصة حلا -2024
حب المراهقة أسبابه ورأي علم النفس و طرق احتواء المراهق – 2024
حاول الانضمام لقناتنا على التليجرام بالنقر هنا