ضرورة تربوية لبناء الشخصية والوقاية النفسية

 

العمل الجماعي

العمل الجماعي

تُعدّ مهارات التواصل الاجتماعي (Social Communication Skills) من الركائز الجوهرية في بناء شخصية الطفل المتكاملة، فهي لا تقل أهمية عن المهارات المعرفية والأكاديمية. ووفقًا لأبحاث علم النفس التربوي، فإن الأطفال الذين يتقنون التفاعل الاجتماعي يتمتعون بمستويات أعلى من الذكاء الاجتماعي (Social Intelligence)، والقدرة على التكيّف النفسي، وبناء علاقات صحية ومستقرة داخل المدرسة وخارجها.

في هذا السياق، تتعاظم أهمية تضمين برامج تعليمية تُعنى بتطوير المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، خاصة في المراحل العمرية المبكرة، حيث تتكوّن السمات السلوكية وتُبنى أنماط التواصل التي تستمر معهم في المراحل اللاحقة.

1. التشاركية (Cooperation) والعمل الجماعي

يُعدّ مفهوم التشاركية أحد المفاهيم الأساسية في علم التربية الاجتماعية، وهو يمثل قدرة الطفل على الانخراط في مهام مشتركة مع الآخرين، وتعلّم مهارات مثل:

تشير دراسات إلى أن تعزيز هذه المهارات في بيئة الصفوف المبكرة يسهم في رفع معدلات الكفاءة الاجتماعية (Social Competence)، ويقلل من السلوكيات العدوانية والانطوائية على حد سواء.

2. العطاء والمبادرة: تعزيز الذكاء العاطفي

العطاء لا يُقاس بالماديات فحسب، بل يشمل التعبير عن التعاطف (Empathy)، والقدرة على المبادرة في تقديم المساعدة والدعم العاطفي للآخرين. ووفقًا لنظرية الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence Theory) التي قدّمها دانييل جولمان، فإن مهارة المبادرة الاجتماعية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالنجاح الشخصي والمهني لاحقًا.

لذا، فإن إشراك الطفل في أنشطة تعاونية ومجتمعية، مثل العمل التطوعي المصغّر داخل المدرسة، يُنمي فيه حس المسؤولية والانتماء، ويعزز من مفهوم المواطنة الإيجابية (Positive Citizenship).

 

الوقاية النفسة والسلوكية

الوقاية النفسة

3. الحماية الذاتية (Self-advocacy): الوقاية النفسية والسلوكية

يُعدّ تمكين الطفل من مهارة التعبير عن الذات ورفض السلوكيات غير المقبولة جزءاً أساسياً من برامج الوقاية النفسية (Psychosocial Prevention)، خاصة في ظل التحديات السلوكية والاجتماعية المعاصرة كالتنمّر والتحرش والإقصاء.

تعليم الطفل عبارات محددة مثل:

“أنا لا أقبل هذا السلوك”.

“من فضلك توقف”.

“سأطلب مساعدة المعلم”،

يُعزز من مفهوم الوعي الذاتي (Self-awareness) ويُنمّي قدرة الطفل على حماية نفسه ضمن إطار من الاحترام والانضباط.

 

الأمن العاطفي

الأمن العاطفي

4. بناء علاقات فعّالة مع المعلمين: الأمان العاطفي ودافعية التعلم

العلاقة التربوية بين الطالب والمعلم تُعدّ من أبرز العوامل المؤثرة في التحصيل الأكاديمي والصحة النفسية المدرسية. إذ تشير النظريات التربوية إلى أن التواصل الفعّال مع المعلم يعزّز من:

الدافعية الذاتية للتعلم (Intrinsic Motivation).

الانتماء المدرسي (School Belonging).

تقبّل التوجيه والتغذية الراجعة.

توفير بيئة صفية آمنة نفسيًا، يُشجَّع فيها الطفل على طرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفه، يُعدّ شرطًا ضروريًا لنموه المعرفي والاجتماعي على حد سواء.


ضرورة تربوية لبناء الشخصية والوقاية النفسية و أدوات واستراتيجيات تربوية لتعليم هذه المهارات

 

الذكاء العاطفي

استراتيجيات تربوية

لضمان فعالية تعليم مهارات التواصل الاجتماعي، يُنصح بتطبيق استراتيجيات تربوية قائمة على التعلّم النشط (Active Learning) والتمثيل التربوي (Role Play)، إلى جانب:

الأنشطة الجماعية المنظمة لتعزيز التعاون والمشاركة.

الحوارات الموجهة لتعليم مهارات حل المشكلات.

قصص تربوية تحتوي على مواقف تعكس السلوكيات المستهدفة.

التعزيز الإيجابي (Positive Reinforcement) عند ملاحظة السلوك الاجتماعي الجيد.

دور الأسرة: شريك أساسي في بناء المهارات الاجتماعية
الأسرة تمثل الحاضنة الأولى لتشكيل السلوك الاجتماعي لدى الطفل، ويكمن دور الوالدين في:

 

ويُعدّ التوافق بين المدرسة والأسرة في هذا الجانب عاملاً حاسمًا لنجاح العملية التربوية. ونحو بيئة تعليمية شاملة لتنمية الطفل، فإن الاستثمار في تعليم الأطفال مهارات التواصل الاجتماعي يمثل استثمارا طويل الأمد في بناء جيل قادر على التفكير النقدي، والتفاعل الإيجابي، واتخاذ القرار السليم. وتكمن القيمة الحقيقية لهذه المهارات في دورها الوقائي والعلاجي، إلى جانب دورها التنموي، ما يجعلها ضرورة لا ترفًا في أي منظومة تعليمية حديثة.


 

انقر هنا لقراءة العديد من المقالات التربوية 

 

انقر هنا لزيارة صفحتنا على فيس بوك

 

انقر هنا للاشتراك في قناتنا على تليجرام 

 

انقر هنا للاشتراك في قناتنا على واتساب