قصة عصابة الطالب مهند وعصباته قصص أطفال منصة حلا
قصة عصابة الطالب مهند وعصابته
في ذلك الفصل الواسع بدأ الطالب مهند قصته، كان يجلس في الكرسي الأخير.
لم يكن مهند طالباً مجتهدا بل كان يعتبر الاجتهاد الدراسي صفة من صفات الأطفال وأنها عيب في الرجال.
كان مهند يبلغ من العمر أربعة عشر عاما لكنه يعتبر نفسه في الثلاثين.
كانت كل تصرفاته توحي بالتمرد على القوانين معتبرا ذلك صفة من صفات الرجولة. وفي يوم من الأيام خرج مهند صباحاً من منزله يحمل خلفه حقيبة تكاد تكون خالية، يحمل فيها القليل من الأدوات الدراسية المهملة وخنجر صغير وطعام افطاره. التقى مهند بأصحابه وهم مجموعة من المتسكعين في الشارع فوقف للحديث معهم واخذه الوقت.
وصل مهند متأخراً ورائحة السجائر تفوح منه وحاول الدخول متجاهلاً وقوف معلمه عند السبورة. حاول المعلم التصرف بحكمة فهو يعلم أن مهند يعاني من اضطراب نفسي وقال له بهدوء :
” لماذا تأخرت ؟”
ابتسم مهند وجلس ورمى بالحقيبة على الطاولة واخذ ينظف اسنانه بعود خشبي صغير!
كان جميع التلاميذ ينظرون إليه بتعجب. بعضهم يستنكر فعلته والبعض الآخر معجب به, معتقداً أن ما يفعله شجاعة!
اقترب منه المعلم وكان معلماً طويلاً بديناً بجسد رياضي, لكنه كان صبوراً حليماً لا يحب التسرع. وصل المعلم إلى طاولة مهند, حام بنظره حول الصف ليتأكد من الهدوء العام ثم نظر إلى مهند وسأله:
“هل تعلم يا مهند كم هي علامتك في مادة الرياضة البدنية ؟ “
ضحك مهند وقال بأسلوب مستفز:
“هل تعلم انت؟ “
ضحك الصف كاملاً, فصرخ المعلم صرخة اعادت للصف هدوءه وأشار المعلم بسبابته إلى الباب قائلاً:
“اخرج من حصتي ولا تعد إلا بولي أمرك “
نظر مهند إلى معلمه نظرة جاحدة مجيباً:
“الصف ليس ملكاً لأبيك أيها البدين, اخرج أنت إن ضايقك وجودي”
اغضبت العبارة المعلم وبحركة سريعة أمسك مهند من ياقة قميصه وسحبه إلى خارج الصف وقبل أن يرميه إلى الخارج لكمه لكمة قوية على كتفه جعلته يترنح كالريشة في مهب الريح.
وأقبل الأخصائي لفض النزاع وتهدئة الموضوع. كان أحد التلاميذ قد أخرج جهازاً خلوياً من حقيبته وقام بتصوير اللحظة التي ضرب فيها المعلم الطالب مهند.
قصة عصابة الطالب مهند على مواقع التواصل الاجتماعي
في المساء, تفاجأ مدير المدرسة وهو يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو منتشر تحت عنوان معلم سعودي يهين اجنبي وافد يتيم!
تابع ذلك الفيديو ليجد الفيديو للأستاذ نادر, افضل أستاذ في المدرسة علمياً واخلاقياً. انتشر الفيديو انتشار النار في الهشيم وتفاعل الناس مع هذا الطالب اليتيم كما وصفه الناشر الذي لا يهتم إلا بزيادة عدد المشاهدات.
وانتشر بين أهل اليمن أنه يمني!
وبين أهل الشام أنه سوري !
وبين أهل افريقيا أنه مصري!
وبدا كثير من النقاد يكتبون عن الحادثة الأليمة تحت بند السعودية تهين وافيديها, وأحيل المعلم إلى لجنة قانونية للتحقيق معه وانتهى الموضوع بفصله من المدرسة.
قصة عصابة الطالب مهند وكشف الحقيقة
كان المعلم يشعر بالظلم الشديد ولم يبرئ ظلمه من ذلك المراهق الذي عبث بحياته وشوه سمعته المهنية و مظهره ومظهر بلاده, لكنه اعتبر أن التلميذ الذي قام بالتصوير والنشر أشد خطأ لأنه هو من قام بتظليل الرأي العام.
اتفق المعلم نادر مع مجموعة من الطلبة على نشر الحقيقة للرأي العام وفضح مهند و شلته بل وكان المعلم مصراً على تربية مهند وتلقينه درساً للحياة.
شكل المعلم نادر مجموعة من التلاميذ كجماعة لكشف الحقيقة واخذوا يلتقطون لمهند عدة مشاهد من بعيد, مرة وهو يصرخ فوق أبيه في الشارع, ومرة وهو يضرب قطة بعنف, ومرة وهو يقود حملات هجومية مع شلته على أطفال بجانب المدرسة .
قاموا بدمج كل تلك المشاهد في مقطع واحد, اسموه كشف الحقيقة ثم نشروه بذات الطريقة التي نشر بها المقطع التحريضي.
قصة عصابة الطالب مهند على شاشة التلفاز
انتشر ذلك المقطع وتداوله الناس كما تداولوا المقطع الزائف وتم رد اعتبار المدرس نادر للنظر لاحقاً في أمر مهند وعصابته. وما هي إلا أيام, إلا و احدى القنوات التلفزيونية قد استضافت المعلم نادر ليحكي حكايته مع ذلك الطالب.
تفاجأ المذيع بالمعلم نادر يقول:
“إن المشكلة كانت بسيطة وأن الذي نشر المقاطع المنتشرة لي مع الطالب قد عبث بتفاصيلها عبر تقنيات حديثة..”
واخذ يشيد بأخلاق مهند ومواقفه النبيلة ويستعرض لهم عدة أمثلة قائلاً:
“كثيراً ما شاهدت مهند يتصدق ويعاون المساكين ويقوم بالتمارين نشيطا..”
وبرر أن تلك المشكلة تحدث دائماً خاصة في صفوف المراهقين. وأنه ولداً عادياً لا ينبغي فصله وإن كان هنالك من يستحق الفصل فهو ناشر الاشاعات المغرضة.
وفي اليوم التالي دخل المدير إلى الصف وطلب من الطلاب أن يختاروا رحيل أحد الطلاب من المدرسة, إما مهند أو الذي قام بالتصوير. سكت الجميع ولم يقوموا بالإفشاء عن اسمه فقال مهند:
“أنا سأغادر المدرسة يا أستاذ “
احتضن المدير مهند واخذ يلقي في التلاميذ كلمة:
“صاحبك الذي ينصحك بالسوء ليجعل منك مادة للضحك والسخرية والتسلية لن يفتديك اليوم حين يراك تفصل ،اعلموا أن الصاحب الحقيقي هو الذي ينصحكم ويردكم إلى جادة الصواب, وليس الذي يشجعكم على الخطأ حتى تقعون في المحظور فيترككم وينجو بنفسه “
طأطأ عماد رأسه وكأن الحديث يقرع رأسه قرعاً وهو يرى مهند يرمقه بنظراته. فقال المدير :
“لن أفصلك يا مهند فموقفك اليوم يدل على معدنك الحقيقي, أنت شاب وفي وقوي ولا ينبغي لمثلك أن يفارق مدرستنا هذه لكن تعلم كيف تنتقي أصحابك كما تنتقي ثيابك”
عاد مهند إلى كرسيه وصفق له الطلاب تصفيفة ترحاب وحب واصبح الأستاذ نادر بمقام ابيه ينصحه ويحبه وتغير كثيراً بعد ذلك الموقف ليصبح شاباً نشيطاً مسؤولاً, وفارق تلك الرفقة السيئة الذين لم يحبوه يوماً ولم يتمنوا له الخير أبدا.
تأليف زبيدة شعب
_________________________________________
الهدف التربوي / اختر خليلك فالصاحب ساحب
انقر هنا لتقرأ قصة السمكات الثلاث
منصة حلا لقصص الأطفال
تابعنا على قناتنا على يوتيوب
قصص أطفال – قصص للأطفال- منصة حلا
Comments (04)