المشاكس هل هو حالة مرضية أم طفل طبيعي ؟
الطفل المشاكس
كثيراََ ما نسمع الأمهات تشكوا بجملة ” طفلي مشاكس فما الحل؟ “
الحقيقة أن الأمهات تشكوا من النشاط الحركي لدى الأطفال واللعب الزائد والقفزات السريعة وحب الإستطلاع الموجود بالفطرة في كل طفل.
وعلى العكس تماماً الطفل الذي لا يمتاز بها هو طفل كسول وراكد ويعاني غالباً من مشكلة نفسية، إذاً فمتى اسمي الطفل او المراهق مشاكساً.
هناك فرق بين تعريف المصطلحات الثلاثة المشاكس والمشاغب والشقي.
وقبل أن نتعمق في موضوع المشاكسة مع أعراضها وطرق التعامل مع المشاكسين نحن بحاجة أولاً إلى تحديد من هو المشاكس الذي يحتاج إلى علاج نفسي فعلاََ. وفي هذا المقال سنتطرق إلى تعريف المصطلحات الثلاثة ثم ذكر الأعراض البارزة لدى الطفل المشاكس مع أسبابها ثم طرق التعامل معها لتصحيح المسار التربوي للطفل.
المشاكس والمشاغب والشقي, ما هو الفرق بينهم؟
الفرق بين المشاكس والمشاغب و الشقي
الشخصية المشاكسة
إذا ناقشنا مصطلح مشاكسة فهو يعني السير عكس التيار في أسلوب معاكس للمتوافق عليه. إذاََ فالشخص المشاكس سواء كان طفلاً أم مراهقاً فإنه ذلك الشخص الذي يسلك السلوك الذي يعارض السلوك المتعارف عليه أو المقبول من البيئة المحيطة به بطريقة متعمدة ومتكررة. إذاََ المشاكس هو الذي يسلك السلوك المرفوض من عائلته والبيئة التي تحيط به.
الشخصية المشاغبة
المشاغبة هي إثارة الشغب التي تنتج عن عدم استقرار الفرد وهي رغبة في إلحاق الأذى قدر المستطاع بالأخرين فيأتي العنف كصفة ملازمة للطفل أو المراهق المشاغب. إتلاف وتخريب ما حوله يشعره بلذة القدرة و الاستطاعة التي تنتج عن شعور الفرد بالفشل والاخفاق المتكرر.
الطفل المشاغب كثير الأخطاء مثل التمرغ بالتراب، التحطيم، إسالة الدماء من وجوه بقية الأطفال، يسعده أن يكسر شيء ما ثم يهرب.
المشاغب شخص انطوائي بطبيعته يلحق الضرر بالأخرين كردة فعل استنكارية تنتج عن رفضه واخفاقه المتكرر الذي يواجه طوال حياته. وهذه حالة مرضية اقوى من المشاكسة قد تأخذ مقالاً كاملاً لنقاشها على حده. هل طفلك مشاغب؟
الطفل الشقي من هم الاشقياء؟
الشقي هو الفقير المعدم المهاجر الذي اشقاه الله في الدنيا بالفقر والجوع والتهجير والاستعباد والديون والفقد وكل أنواع البلايا.
والشقي هو الذي تحيطه الحياة بالشقاء إذ لا يفرح فيها ولا يسعد كما يسعد الناس. والشقي في الشرع هو الجهنمي الذي غضب الله عليه. فهل أولادكم أشقياء؟
بعد أن قارنا بين المصطلحات الثلاثة سنقوم الآن بتوضيح أعراض الطفل المشاكس مع سبب وطريقة التعامل مع كلاً منها على حده.
وسأنهي المقال ببعض المهارات التربوية التي تساعد الأمهات والمعلمات في ضبط سلوك الطفل المشاكس الطبيعي.
إذ أن المشاكسة نوعان هما الطبيعي و الحالة المرضية. الحالة المرضية فقد سبق تعريفها وأما الحالة الطبيعية هي تلك التي تتوافق مع عمر الطفل وهي عبارة عن أخطاء كثيرة لكنها غير مقصودة وغير متكررة تنتج عن ذكاء الطفل الحاد وحبه للإستطلاع مع عدم وجود أي تأثير على نموه العقلي ولا تحصيله الدراسي.
وسنقدم بعض المهارات في نهاية المقال تساعد الأمهات والمربيات في التعامل مع حالة المشاكسة الطبيعية.
المشاكس المريض أعراضه وأسباب المشاكسة وطرق التعامل معها.
1- العرض الأول هو الانفعالية
أسباب الانفعالية عند الأطفال تأتي كنتيجة حالة عصبية أو مشاعر مكبوتة كالحزن، الغيرة، الشعور بالإهمال الشعور بالخوف, كراهية من حوله له, أو الفشل.
طرق التعامل مع الانفعالية عند الأطفال:
- تجنب وصف الطفل بصفات تحزنه امام الاخرين
- تتبع احتياجات الطفل العاطفية كرحمته والعطف عليه وتشجيعه والثناء عليه وحمايته واطعامه ومنحه فرصة الحصول على ما يريد بحد متوسط حيث ان الاحتياجات العاطفية اهم.
- عدم المقارنة بين الطفل وبين غيره من الأطفال وإن كنت مصراََ إلا على أن تقارن فقارن بينه وبين نفسه فقط مثال /
” أنت ممتاز جداً في القرآن أريدك هكذا في الرياضيات، أنت كنت في الصف الثاني أكثر اهتماماً من الصف الثالث أريدك أن تكرر ذلك المستوى، أنت تعاملت مع ابن فلان أفضل من تعاملك مع فلان….. الخ”
- اجعل الطفل يساعدك في رعاية اخاه الجديد لكي يشعر تجاهه بالمسؤولية بدلاً من الغيرة.
- نمي في طفلك حب الاخرين بدلاً من التمركز حول الذات والانانية التي قد تجعل الطفل يعتقد انه يستحق كل شيء مما يشعره بالغيرة.
- لا تهمل الطفل لكي لا يبدأ في استخدام سلوكيات خاطئة لكي يلفت الأنظار.
2- العرض الثاني هو العدوانية
وتأتي على شكل عنف وتمرد وبغض لمن حوله ومحاولة إلحاق الأذى بالأطفال والسخرية منهم. أسباب العدوانية عند الطفل كثيرة نسلط الضوء على أهمها كالغضب، اللامبالاة، والرفض.
الغضب يأتي كنتيجة الوم المستمر والتأنيب، شعور الطفل بالحرمان، شعور الطفل بالظلم، التعرض للتنمر، التعرض للقسوة المفرطة “عنف جسدي أو لفظي“, النقد والسخرية, النموذج السلبي, والشعور بالفشل.
اللامبالاة فتأتي مع اعتياد الطفل على المراقبة التي تنتهي بتغاضي الوالدين عن الخطأ ومن الأفضل عدم كشف الخطأ إذا لم تكن مستعداََ لحله!
وأما الرفض فيأتي على شكل تمرد لكثير من السلوكيات التي لا تنسجم مع طريقة تفكيره ولا قناعاته ويأتي الرفض كنتيجة للأوامر الكثيرة المنهكة للطفل والمجحفة في حقه من وجهة نظره.
ويمكن التعامل مع طفل عدواني بالطرق الآتية:
- ادمج الطفل ضمن جماعات كفريق كرة قدم أو أي جماعة أخرى .
- توقف عن اللوم التأنيب والنقد والسخرية فإنها تدمر الطفل كما يدمر الموج القصر الطيني.
- توقف عن ضرب الطفل قدر الاستطاعة وخاصة الصفع فقد اثبتت كثير من الدراسات أن الصفع يسبب تأخر نمو الوعي الإدراكي عند الطفل.
- لا تكثر من إلقاء الأوامر واتبع أسلوب التخيير مع الطفل
- إذا راقبت طفلك فحل المشكلة وإلا فكثرة تتبع عثرات الطفل وزلاته أمر متعب للكبير والصغير لذا اعطه مساحة ليعلم نفسه.
- سامحه، سامحه، سامحه ليتعلم التسامح والتغاضي واحتضنه كثيراً.
- استمع إليه و إلى مخاوفه كثيراً وناقشه فيها واعطه رايك.
- كن جزء من اللعبة وشارك طفلك في المشاكسة لتمنحه وجهة نظرك عن قرب.
- ساعد طفلك في النجاح في أي شيء لتفادى شعوره بالفشل وساعده في التجاوز ولا تذكره كل يوم أو تعايره أو تأنبه وتلومه، غمس الطفل والكبير في وعي العار يجعله عاجز تماماً عن الحياة بصورة سليمة.
- كن نموذجاً إيجابياََ فالطفل يتعلم منك ما تفعله لا ما تقوله.
وأخيراََ، عرض التخريب
عرض التخريب يأتي على شكل تكسير العاب أو أدوات أصحابه أو زملائه، كسر متعلقات الأسرة، تمزيق الورق حفر الطاولة في المدرسة، الخربشة على الحائط، شق ثياب صاحبه أو أخيه.
قد يأتي على صورة التمرغ في التراب وصب الحليب على الأرض أو ركل الأدوات وغيرها من صور الاتلاف والتخريب. وأهم أسباب التخريب هي الغضب، لفت الأنظار، النموذج السلبي.
تحدثنا سابقاً عن الأشياء التي تسبب غضب الطفل المكبوت الذي يتحول إلى حالة انفعالية قد تتطور إلى التخريب وعن النموذج السلبي الذي قد يتمثل في الأم المخربة أو الأب المخرب الغاضب ويبقى نقاش لفت الأنظار.
يمكن التعامل مع هذا العرض بالطرق التالية:
- كن نموذجاً إيجابياََ
- لا تقسوا ولا تلم ولا تؤنب
- لا تعاير ولا تسخر من شكله او فشله
- لا تكسر بداخله شيء ثميناََ….
تذكر ماذا كسرت بداخله ليكسر هو ما في الخارج, فان كسرت ثقته بنفسه فسوف يكسر أشياء أخيه الواثق من نفسه.
وإن كسرت حبه لوجهه أو لجسده فسوف يشوه زميله أو أخته. وإن كسرت فيه كبريائه وكرامته أمام الاخرين بالسخرية فسوف يسخر كثيراً من الآخرين وخاصة من يعجبونك.
وإن كسرت في عينه النموذج بضربك لأمه فسوف يكسر هاتفك أو أي شيء تحبه، أما إذا كسرت فيه نموذج الأب أو المعلم فسوف يسكر نموذج الطفل الصالح ويكسر كل شيء.
سيبقى لدى القارئ سؤال كيف أتعامل مع المشاكسة الطبيعية؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشاكس الطبيعي ومهارات تربوية للتعامل معه
المشاكس الطبيعي
أولاً طريقة جدول رصد السلوك
وهو عبارة عن جدول يكتب فيه أسماء الأطفال وأمام كل اسم خانتين، خانة للحسنات وخانة للأخطاء. تضع المربية أمام الطفل علامة (×) إذا اخطأ التصرف ويا حبذا لو طلبت من الطفل كتابتها بيده كنوع من الأهمية والمسؤولية.
وعلامة (√) إذا أصاب وهكذا حتى نهاية الأسبوع يرصد من الفائز في جدول السلوك. بينما في نهاية العام يتم فرز عدد المرات التي فاز فيها كل طفل ويعطى جائزة المرتبة الأولى وهكذا الثاني والثالث.
جدول متابعة السلوك
هذه الطريقة تقلل الأخطاء وتجعل الطفل كثير المبادرة في التصرفات الإيجابية كخلع الحذاء في المكان المناسب، خلع الزي المدرسي فور عودته من المدرسة، خلع الجوارب في المكان المحدد وغسل قدميه ولبس ما يناسب المنزل، عدم الصراخ، عدم ترك الحنفية مفتوحة… الخ
ثانياً طريقة كرسي العقاب الأحمر
وهو كرسي يوضع في مكان بعيد عن غرفة المعيشة مثلاً بجانب باب الشقة. يطلب من الطفل الجلوس عليه لمدة 10 دقائق في حال أخطأ تجنباً لعقوبة أكبر كحرمانه من المصروف ولا يفارق الكرسي الأحمر إلا بعد الإعتراف بخطئه وتقديم الاعتذار ثم يعد أن لا يكررها.
ثالثاً طريقة تضمين خطأه ضمن قصة
منصة حلا لقصص الأطفال
هي من أروع وأقوى الأدوات في إيصال الهدف التربوي دونما أي صراخ أو عقوبات فالطفل يفهم من القصص مالا يفهمه من الموعظة ذلك لأنه كائن يلاحظ بطبيعته وذكي في فطرته ويتعلم من الملاحظة ما لا يتعلمه من الشروحات المطولة في الأخلاق. وعلى هذا الأساس التربوي قمنا بتأسيس منصة حلا لقصص الأطفال.
انقر هنا لتقرأ طرق التعامل مع المراهق العنيد
وفي الختام أعزائي، ارجوا لنفسي ولكم الذرية الصالحة والأطفال الاسوياء والحياة المثمرة وأن أكون قد افدتكم بهذا المقال.
الكاتبة أ/ زبيدة شعب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انقر هنا لمتابعة صفحة منصة حلا على الفيس بوك
ـــــــــــــــــــــ تم ـــــــــــــــــــــ