قصة محمد المحب للصلاة
محمد طفل صغير في الخامسة من عمره يحب أباه وأمه، ويحاول دائماً أن يقلد أباه في كل تصرفاته فإذا قام الأب للوضوء أحضر محمد كرسياً صغيراً و وقف إلى جوار والده ليكون بمحاذاة الحوض ويتوضأ مثله، ثم إذا نوى الأب أن يخرج إلى المسجد هم محمد بالإمساك بيده قائلاً: ” أريد أن أذهب معك إلى المسجد”
وقتها كان والده يبتسم ويقول له لن أتأخر يا محمد عندما تكبر سأصطحبك معي.
محمد المحب للصلاة و إصراره على الذهاب للمسجد
في يوم من الأيام أصر محمد ألا يدع والده و تشبث بملابسه وترجاه أن يصحبه معه.
فلان قلب الأب وقال له: ” سأصطحبك شريطة أن تبقى هادئاً أثناء الصلاة ولا تزعج المصلين”.
هز محمد رأسه بالموافقة وكان سعيداً للغاية، لأنه سيذهب إلى المسجد ويكون كبيراً مثل والده،
وعندما هم محمد بالخروج نادته والدته: ” يا محمد ألم تنسَ شيئاً؟”
وقتها قال الأب: ” فرحته بخروجه إلى المسجد جعلته ينسى شيئاً هاماً”
هنا لمعت عيني محمد وكأنه تذكر شيئاً وعاد مسرعاً وقبل أمه وقال دعاء الخروج: ” بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”
تبسم الأب وقال له: “أحسنت يا محمد”
طوال الطريق كان محمد مسروراً للغاية وتمنى أن يراه الجيران وأقرانه حتي يعلموا أنه صار كبيراً يؤدي الفروض في المسجد مثل الكبار.
قصة محمد المحب للصلاة و أولى خطواته إلى المسجد
أخذ محمد يتخيل كيف يبدو المسجد من الداخل وكيف يقف المصلين هل تماماً مثل ما يراه على شاشة التلفاز أم أن الأمر مختلف.
و عندما لمح محمد مبنى المسجد من بعيد علت ابتسامةً كبيرةً على محياه، فلم تعد تفصله عن دخول المسجد سوى خطوات بسيطة و عزمَ أن يقص على معلمتهِ و رفاقهِ في روضةِ الأطفالِ تلكَ التجربة الرائعة.
عندما دخل محمد من البوابةِ الكبيرةِ أحسَ بهدوءٍ وسكينةٍ في المكانِ وهزَ كفَ والده برفق قائلاً: “هلا علمتني دعاء دخول المسجد”
أجابه والده: ” بالطبع يا محمد.. قل اللهمَ افتح لي أبوابَ رحمتِكَ”.
قصة محمد المحب للصلاة واستقبال غير سار من إمام المسجد
بدأ محمد بترديدِ الدعاء وعندما خطى بضع خطوات, تفاجأ بإمام المسجد يشير إليه في غضب قائلا: ” ما هذا يا أبا محمد أتحسبها روضة أو ملعب! ما كان يجدر بك أن تصحب ولدك.. ألا تعلم أنه قد يشوش على المصلين ويشغلهم عن الصلاة، ألا ترى اللافتة العريضة على البابِ التي وضعتها لأحافظ على الانضباط وراحة المصلين!”
وقبل أن يجيب أبو محمد أضاف الإمام: ” لا بأس به هذه المرة”، ثم نظر إلى الصغير محذراً:
“إياك أن تعاود الكرة! عندما تبلغ مبلغ الرجال و تدرك ما تقتضيه الصلاة في المسجد من خشوع ووقار وهدوء وسكينة فأهلا بك ومرحبا”
حاول محمد أن يحبس دموعه التي ملأت عيناه، فها قد صدر أمر رسمي من صاحب المسجد بمنعه من الدخول إلى أن يبلغ مبلغ الرجال.
أبو وليد يرحب بمحمد
كان جارهم أبو وليد في أول صف يراقب ما يدور، فوقف وتوجه باتجاه محمد وأبيه وإمام المسجد و نظر إلى محمد مبتسماً وقال لمحمد: ” أهلاً وسهلاً بالرجل الصغير ها قد كبرت يا محمد وصرت تأتي إلى المسجد لقد فرحت كثيراً بقدومك، أو تعلم يا محمد أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة، اليوم ستأخذ 27 درجة كاملة هنيئا لك”.
ابتسم محمد وفرح كثيراً وترك يد والده وجرى إلى الداخل ليقلد المصلين الذين كانوا يأدون ركعتي تحية المسجد.
وهنا توجه أبو وليد معاتباً أمام المسجد قائلاً: ” أنصد الصغير عن بيت الله ثم نأسف لخلو المساجد وامتلاء المقاهي و ملاعب الكرة، هلا ترفقت قليلاً بأحباب الله”.
هنا قاطعه أمام المسجد قائلا: ” لكني أحافظ على نظام المسجد وراحة المصلين”
فرد عليه أبو وليد متعجباً: ” أتكون أنت أشد حرصاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم! لقد كان يخطب على المنبر ولمح حفيديه يتعثران بين المصلين فنزلَ و حملهما وأكمل الخطبة، وكانا يلعبان على ظهرهِ وهو ساجد فيتركهما حتى يكتفيا كما أنه كان يحمل حفيدته السيدة زينب وهو يصلي بالمسلمين.. ليعلم الأمة كلها أن دخول الصغار إلى المسجد شئ طبيعي جداً ومرحب به”
الإمام يقتنع أن رأيه غير صائب
أحس الإمام بالخجل فقال: ” أصبت يا أبا وليد، اعذرني يا أبا محمد على فظاظتي وقسوتي على الصغير أحضره وقتما تشاء ومرحباً بمحمد وكل الصغار في بيت الله”.
ونهض وتوجه إلى الباب ومزق اللافته التي حظر فيها مسبقاً دخول الأطفال. ثم عاد وصافح محمد وقبله وقال له ممازحاً:
“لا تغضب مني يا محمد لقد حسبتك صغيراً لما لم تقل أنك في الخامسة، اعتقدت أنك صغير، سأنتظرك كل يوم لنصلي سوياً.
قصة محمد يقص على أصحابه ما حدث في المسجد
فرح محمد كثيراً و في اليوم التالي وعند ذهابه إلى الروضة وبعد أن انتهت المعلمة من شرح حرف “م” وكلماته وطلبت من الصغار أن يفكروا في كلمات تحتوي حرف” م”، هنا رفع محمد يده في حماس وعندما سمحت له المعلمة, قال كلمة ” مسجد”
و استأذن من المعلمة أن يحكي للصف عن مغامرة قام بها وأخبرهم أنه ذهب للصلاة في المسجد وأنه مكان رائع وأخبرهم كذلك أنه حصل على 27 درجة كاملة لأنه صلى في جماعة.
فطلبت المعلمة من زملاء محمد أن يصفقوا له وشجعتهم على الذهاب بصحبة آبائهم إلى المسجد وطلبت منهم المعلمة أن يحافظوا على نظافة المسجد لأنه بيت الله و طلبت منهم ألا يزعجوا المصلين.
تأليف المبدعة/ أسماء خشبة
قصص اطفال منصة حلا تنصح بقراءة القصص الآتية:
انقر هنا لتقرأ قصة مملكة النمل
انقر هنا لتقرأ قصة العصافير الأربعة
شاهد قصة العصافير الاربعة فيديو