قصة فتاة الأدغال الغامضة في الغابة
قصة فتاة الأدغال
قصة فتاة الأدغال، يحكى أنه في قرية نائية عاشت فتاة مجهولة، كشبح في ليل حالك السواد ليس له نهار. كانت تأخذ من حاول الاقتراب منها من الناس، سيئين منهم أو أخيار لم تكن تفرق، لم تفرق بين صالح بينهم ولا فاسد، بين عاق أو بار، كلهم في مرمى شباكها.
هل كانت إنسية أم جنية لا أحد يعلم، لكنها تعشق الصغار، وتشاع حولها الأراجيف بين سكان المدينة المجاورة للغابة أنها لا ترتوي إلا من دم الصغار!
لمحها كثير من زوار الغابة, وضجت قصتها أركان المناطق المجاورة، حتى وصلت إلى مسامع أذنيّ شاب يافع من المدينة، لم يصدق الأمر، واعتقد أنها خرافة قد أحكيت بحكمة لأغراض شخصية من مسؤولي المنطقة، ودفعه الفضول ليحزم حقائبه ويركب أول وسيلة نقل باتجاه أقرب منطقة للغابة.
كان مصمم على كشف ملابسات القضية كاملة، بحيث أنه عمد على تجهيز خيمة في أعالي الجبال بعد أن أتى بكل احتياجاته اللازمة التي قد تكفيه لمدة شهر كامل لعله يعلم حقيقة (فتاة الأدغال).
قصة فتاة الأدغال مع الشاب الذكي
قصة فتاة الأدغال
كان وحيداً، في يديه آلة تصوير قد أتى بها ليوثق بعدسته كل ما يلفت انتباهه في هذه المنطقة الخلابة، كان جمال الطبيعة من حوله يهيمن على انتباهه لكنه لم ينسيه هدفه الأساسي في رحلته تلك، وهو الاقتراب من كواليس قصة فتاة الأدغال ذات الغموض المحير، وعلى كتفه بندقية تحميه من الحيوانات المفترسة.
أسدل الظلام عباءته، في ذلك الحين، وعلا عوي الذئاب، فأحكم الشاب إغلاق الخيمة وأطفأ نور المصباح كيلا يثير جلبة الذئاب من حوله، وبالفعل مع أنه غير مدرب على حياة الأدغال، إلا أنه أجاد التخطيط وفاقت ثقته بذاته أكثر من تصور المتابعين لتلك المغامرة.
ثقلت أهدابه وارتمى دون حراك، حتى استفاق على صوت خشخشة الأعشاب وكأن أحداً ما في الخارج، التفت يميناً ويساراً وبدى له ظل يتحرك، وكأن الظل يحاول أن يكتشف ما يوجد داخل الخيمة، فنادى بحذرٍ:
“من هناك؟ من أنت، من في الخارج؟”
ثلاثة أصوات وراء بعضها, فهرع الظل راكضاً فحاول اللحاق به لكن دون جدوى، كان أسرع بكثير منه.
قصة فتاة الأدغال وحقيقتها
قصة فتاة الأدغال
أثار الأمر فضوله أكثر، ففكر بحيلة ذكية للغاية وهي أن يبيت الليلة هذه على أغصان الشجرة المقابلة، ليكون في الخارج لعل ذلك الظل يعاود الرجوع، ولم يخب ظنه، وقد أتى بالفعل.
وبهدوء تام, قام الشاب بتثبيت الكاميرا على غصن الشجرة بعد ضبطه لوضعية التصوير ثم نزل بهدوء واقترب من هذا الكائن الغريب، بحيث أصبح بمحاذاته تماماً من خلفه ووجهه بندقيته نحوه مستجمعاً كل ما لديه من جرأة ثم قال:
“الزم مكانك، من أنت؟”
استدار الكائن الغريب نحوه بسرعة خاطفة، وضرب بندقيته ثم فرّ هارباً، فتبعه الشاب حتى وصل إلى مكان كالكهف غريب للغاية، وكأنه جحر ذئاب أو ضباع، تمسك ببندقيته جيداً، ربما قد يخرج من الجحر ما يفكر فيه.
ظل لسويعات أمام الجحر لكن لم يخرج منه أحد، لكنه لم يستسلم، بل أنزل حقيبةً صغيرةً لا تفارق ظهره وأخرج منها قليل من الطعام المعلب، وحقنة صغيرة من المخدر تستخدم في صيد الحيوانات المفترسة وبدأ بتثبيت الحقنة على البندقية، وفي لحظةٍ سمع خشخشةً سريعةً حوله ثم اختفت حقيبته، وقد لاحظ سرعة ذلك الكائن.
منصة حلا
شعر بخوف شديد وأخذت ذكريات تلك الأخبار والحكايات تغزو مفاصله التي سيطرت عليها رجفة الخوف.
بلع ريقه بصعوبة وكأنه يبتلع جمرة ملتهبة ثم انتقى لنفسه مكاناً آمناً بينما ظلت عيناه مثبتةً على بوابة الكهف المظلمة. التقط أنفاسه ثم حاول الاقتراب بحذر شديد من الكهف ليضع الطعام ثم عاد ليتربص لذلك الكائن.
وما هي إلا لحظات, بدأ صوت الكائن يخشخش بالقرب من مدخل الكهف فصوب الشاب بندقيته باتجاه المدخل وبمجرد أن ظهر الكائن, قام بإطلاق طلقة من المخدر على أطرافه السفلى فطأطأت خطاه ليسقط أخيراً.
شعر الشاب بفرحة امتزجت بالخوف وأخرج كشافاً ضوئياً من جيبه وسلط النور على ذلك الكائن الغريب الذي بدى له أطرافاً غريبة تشبه الإنسان!
قصص للاطفال
اقترب بحذر شديد خشية خروج كائن آخر من الكهف وكانت المفاجأة كبيرة لم يتوقعها، كانت فتاة!
وعلى الرغم من كل ذلك التراب الذي يغطي سحنتها القوية, إلا أنها تبدو في غاية الجمال، لكنها لا تجيد سوى الهروب، أخذت تقاومه بعدائية ومفعول المخدر يسري في جسدها فلا تكاد تستجمع قواها، استطاع الشاب السيطرة عليها وتكبيلها ثم حملها إلى خيمته.
ولما فتحت عينيها, بدأت تتخبط وتصرخ كاللبوة لكنها عاجزة تماماً عن الإفلات, حاول أن يشرح لها بأنه لن يؤذيها بالإشارة لكنها عاجزة أيضاً عن الفهم، فظل جالساً في زاوية بعيدة ينتظر أن تهدأ قليلاً!
هدأت من روعها وحصرت نفسها في أحد أركان الخيمة، وهي لا تزال في وضعية الدفاع، في حالة تأهب. تفهم الشاب خوفها وأدرك من سلوكها الشرس أنها لم تحيا حياة البشر منذ فترة طويلة وبدأ يفكر في طريقة للتواصل معها.
منصة حلا
أخذ قليل من الطعام واقترب منها وبدأ يأكل. ظلت تدقق في الطعام تارة وفي وجهه تارة أخرى, لم تكن تعلم كيف تتكلم لكنها أشارت إليه أنها تريد الكثير من طعامه، أشار إليها بإشارة تعني أبقي هادئة حتى يأتيها بذات الطعام.
بدأ الشاب يطعمها ويسقيها ويدربها على نطق بعض الكلمات حتى ألفته واطمأنت له. ومرت الأيام وبدأ الشاب يلاحظ استجابتها فقام بفك قيودها لكنها لم تهرب.
قصة فتاة الأدغال وتعليمها الحروف
فتاة الأدغال
كان الأمر بالنسبة إليه أشبه بترويض نمرة, غير أن هذه المخلوقة تعي ما يقول لكنها لا تستطيع الكلام, وظل يحاول معها بذات الطريقة حتى توصل إلى طريقة للتحاور معها, وأعطاها آلة التصوير خاصته وعلمها كيف تستخدمها لتلتقط له بعض الصور.
مرت الأيام على نفس الحالة، إلا أنه أحسّ بذكائها فأخذ يعلمها الحروف والأرقام وكيف تلفظهم، كانت تتلعثم كثيراً في البداية، ولسانها ثقيل جداً، لكن مع كثرة المحاولات, استطاعت أن تتكلم إلا أنها كانت تحب لغة الإشارة أكثر.
حاول أن يكسب ثقتها، وأخذ يقنعها بأن عليها ترك الغابة هذه وجحر الذئاب لتسكن معه في منزله، رفضت في البداية، لكن بعد عدة محاولات اقتنعت أن هذه الغابة غير مناسبة لها البتة. شاركته مسكنه، لكنها كانت تخاف جداً أن تختلط بالعامة وكانت لا تتحدث لأحد أبداً، إلا معه هو فقط.
فتاة الأدغال
لم يتقبل وجودها بعض جيرانه و أخذوا ينسبون إليها ألقاب غريبة نتيجة تقربها من الحيوانات في الحديقة، واعتبروها غير طبيعية، فاضطر أن يبدل مسكنه بآخر. وفي يوم من الأيام, دعاه مديره في الشركة التي يعمل بها إلى منزله، شرح له الشاب وضع الفتاة على أنه تبناها واستأذنه أن يأتي بها معه.
وفي منزل المدير, تناول الجميع العشاء اللذيذ و أكلت هي الكثير من الحلوى حتى شعرت بإعياء شديد، فأدخلتها صاحبة المنزل المرحاض لتتقيئ بعض الذي أكلته .
كانت صاحبة المنزل تشعر تجاهها بتعاطف شديد, أدخلتها إلى غرفة نومها لتعتني بها، و ما أن دخلت الفتاة الغرفة, لفتت انتباهها بعض الصور المعلقة على الحائط، ظلت الفتاة تحدق في الصور وكثير من الذكريات تتزاحم على مخيلتها، كانت تلك الصور تشبه تلك الصور العالقة في ذهنها منذ زمن بعيد, تشبه تلك الأحلام التي تغزوا عقلها كل ليلة, وحتى صوت السيدة بدى مألوفاً جداً لها, فقامت بتجميع الكلمات بصعوبة لتتمكن من نظم سؤالها لصاحبة المنزل عن قصة هذه الصور!
قصص للمراهقين
فأخرجت السيدة الكثير من الصور وأجلستها إلى جوارها وأخذت تقصّ عليها الحكاية كاملة. قصة فقدانهم لابنتهم الوحيدة عندما قاموا برحلة إلى تلك المناطق الخلابة بالقرب من الغابة برفقة بعض الأصدقاء, و أنهم اضاعوا فتاتهم الصغيرة، وكانت في سن الخامسة و كيف حاولوا كثيراً العثور عليها لكن دون جدوى.
شعرت فتاة الأدغال بحزن شديد واختناق لا تعلم سببه وطلبت من الشاب العودة بسرعة إلى المنزل. وفي المنزل, حدثته عما سمعته، حتى تحرى بنفسه عن القصة من مديره الذي فقد الأمل من عودة ابنته.
قصة فتاة الأدغال واكتشاف ذويها
العودة
لم يفارق خيال ذلك الشاب بأن هذه فتاة الأدغال هي ابنة مديره، وتردد في إخباره عن الأمر، لكن شعر بتأنيب ضمير، لأن هذه الفتاة هي وحيدة لأهلها ولم يلدوا غيرها.
في صباح اليوم التالي، قرر أن يحدث مديره عن قصة الفتاة كاملة، وما أن علم بالقصة حتى طلب منه أن يصحبه إلى تلك المنطقة بصحبة الفتاة ليتأكد من المكان الذي أضاع ابنته فيه.
وصل الجميع إلى الغابة فركضت الفتاة بسرعة, كانت تشير إليهم وتطلب منهم أن يتبعوها, تبعها الجميع حتى وصلوا إلى كهف صغير بالقرب من الجدول. دخلت الفتاة ثم أخرجت لهم دمية رثة وفستان قديم يبدو أنه لطفلة!
كان نفس المكان الذي قصدته العائلة منذ سبعة أعوام، والفتاة عمرها يطابق سن ابنته عندما فقدها، فعلم الجميع أن الطفلة كانت في رعاية الله ولم تمت.
اختلطت مشاعر الأب بين الحزن والدهشة والسعادة, وكذلك الشاب كان سعيداً بلم شمل العائلة بقدر حزنه على فراقها.
قصص اطفال
وتم لم شمل العائلة بطفلتهم الضائعة بعد مرور أكثر من سبعة أعوام على اختفائها, وشُغِلت العائلة بالرد على استفسارات الصحافة والأعلام حول الفتاة الأسطورة التي أشيع عنها أنها تأكل الأطفال وتمتص دم البشر فترة من الزمن بينما كان الشاب يعالج شعوره بالوحشة والوحدة بدونها.
وعادت فتاة الأدغال لذويها بكل حب، وعاشت معهم بسعادة وهناء ليتم تعليمها من جديد كل ما يتعلق بحياة البشر, بل أن الأب استعان بالشاب في تعليمها لأنها لم تكن تستجيب لأحدٍ كما كانت تستجيب له.
تأليف الكاتبة / ندى خلف
قصة فتاة الأدغال والهدف /
1- الهدف من قصة فتاة الأدغال هو أن الإنسان يظل في رعاية الله.
2- ليس كل ما يشاع بين الناس حقيقة.
منصة حلا لقصص الأطفال تنصح أيضا بقراءة
انقر هنا لقراءة قصة الجني الأزرق مع الجني الأحمر
انقر هنا لقراءة قصة الفلاح في وادي الثعابين