قصة علاء مع الكيمياء – قصص للمراهقين على منصة حلا
قصة علاء مع الكيمياء
علاء فتى في السادسة عشر من عمره, يعيش على أطراف مدينة البصرة ويقيم مع والدته في بيت صغير .
علاء يتيم الأب ويعمل مع أمه في دكان الصباغة الذي ورثاه عن أبيه.
تدير أم علاء الدكان وتشرف عليه إلى أن يكبر علاء ويشتد عوده فيتولى بنفسه إدارة المصبغة.
كانت والدة علاء تشعر دائماً بالإرهاق بسبب طبيعة العمل التي تتطلب التركيز واختيار اللون الذي يطلبه الزبائن.
كانت أم علاء تتمنى أن يكبر علاء بسرعة لكي يعينها، كما أنها كانت حريصة على أن ترسل علاء ليتلقى العلم.
كان علاء يتعلم على يد علماء البصرة الذين ذاع صيتهم وخاصة علوم الكيمياء ليقدر على فهم المُركَبات ومزج الألوان.
لكن علاء كان له رأي آخر فقد كان يكره طلب العلم, وكذا العمل في الصباغة ويريد أن يصبح فارساً أو بحاراً يجوب البلدان.
كان علاء يتملص من أيه مسؤولية ويذهب إلى دروس الكيمياء على مضض فلم يك يرى أن العلم ذا أهمية.
كان يقول دائماً لأمه:
“وبماذا يفيدني التعليم إذا كنت سأقضي بقية حياتي في صبغ الثياب!”
لا أرى في ذهابي إلى مجالس العلماء سوى مضيعة لوقتي فالألوان نشتريها من التجار, ولا نحتاج سوى إضافة قليلاً الماء وبعض الخل لتثبيت الألوان.
فترد أمه بنفس بطولة بال:
“يا بني العلم خير لك, وزادك إذا تقلبت الأزمان, وما يدريك لعل العلم يكون باباً لنفع الناس”.
كان علاء ينظر إليها ساخراً مردداً:
“يا أماه لو تركتني ألعب مع الصبيان لكان أفيد لي”.
وكانت أمه عندما تسمع كلامه تضيق ذرعاً منه قائلة:
“ألا يوجد برأسك غير اللعب مع الصبيان, ألا تهتم ولو قليلاً بمستقبلك!”.
وبمنتهى الاستعلاء يرد علاء:
“مستقبلي أخضر وعلى الأكمام أصفر, يا أمي لقد رسمتِ لي مستقبلي على هواكِ ورفضتِ بيع دكان الصباغة الخاص بوالدي”.
اقتربت منه سائلةً:
“ومن أين نعيش إذا بعنا دكان الصباغة, هل سيطعمنا لعبك مع الصبيان؟”.
ليعود علاء إلى ذات الموال:
“نبيع الدكان ونسافر إلى دمشق فهناك رواج تجاري, أو حتى إلى الفسطاط, لقد سئمت العيش في البصرة”.
حاولت الأم بكل وسيلة تهدئة أمواج طيش صغيرها:
“أنت يافع متهور لا تجيد سوى صبغ الأحلام, ولا تعي أن أي مكان لابد فيه من التعلم لكي تكون ذا شان ووقار”
لكن علاء كان ينصرف متجهماً, فلقد كان يرى كلام أمه محض هراء.
قصة علاء مع الكيمياء وقرار السفر
وفي يوم من الأيام دخل علاء على أمه في الدكان وأخبرها أنه قد ضاق ذرعاً وأنه على أوشك مغادرة المكان.
أفزع الأم ما سمعت, فهو بعد في مرحلة الصبى وليس لديه أية خبرة, كما أنه لم يحصل على علم كاف يعينه على مواجهة التحديات.
لكن علاء أصر وركب رأسه وقال:
“أريد منك بعض المال لكي أنضم لقافلة التجار التي ستغادر في المساء”.
أم علاء محاولة إقناعه:
“ألا تفكر ولو قليلاً بالكف عن قراراتك الهوجاء!”
لكن علاء أجابها:
“سئمت حياتي في البصرة وأكره أن أمضي حياتي في مطالعة كتب الكيمياء وصبغ الثياب”.
اقتربت منه لعلها تفلح:
“وما العيب في مطالعة الكتب ومجالسة العلماء, فطلب العلم تاج لا يراه سوى الوجهاء, فمن وجدوه متزيناً به قدروه ومن مجالسهم قربوه وبأرفع المناصب قلدوه”.
لكن علاء كان قد حسم أمره:
“أوه يا أمي ليتك تكفين عن الشعارات وتفكرين في كيفية تحصيل الدراهم والدنانير, لقد سئمت حديثك يا أمي وسأغادر الديار وارتحل مع قافلة التجار, ومن يدري ربما أحقق أحلامي وأصبح من الوجهاء وقتها ستفخرين بي وتكفي عن هذا العداء”.
أم علاء مجروحة من حديثه:
“وكيف أُعاديك وانت نبض قلبي وفلذة كبدي وزادي وعكازي بعد أن توفى والدك, ليتك تعي أن لا أحد على وجه الأرض يتمنى لك الخير مثلي وكل ما أتمناه أن أراك في أحسن حال”.
اقترب منها علاء:
“إذا يا أمي فلتعطيني المال وتتركيني أعيش تلك التجربة”.
وأخيراً أم علاء:
“سأعطيك المال وأحقق رغبتك لكن تذكر أن، يمكنك أن تختار طريقك كيفما تشاء، لكن المستقبل المشرق لكن يكون بالكسل ولا مصاحبة السفهاء”.
وبالفعل أرتحل علاء مع القافلة ووضع نقوده في صرة أخفاها وكان كل ليلة عندما تستريح القافلة ليلاً, ينظر إلى لنجوم التي تزينت بها السماء ويمني نفسه بأن يكون من وجهاء دمشق أو ربما شهبندر للتجار.
وفي أحد الليالي وبينما الجميع يغط في سبات عميق سمع جلبة وصياح في المكان, وبعد أن أفاق أخبره أحدهم بأن القافلة تتعرض للهجوم من قبل قطاع الطريق فخاف علاء وأخذ يردد: يا مغيث!.
ارتعدت فرائص علاء وأدرك بأنه كان مخطئاً حينما قرر السفر, وبعد أن هدأ الركب وقتل اللصوص من قاوموا وسبوا البقية, تبين للأسف أن الغلبة كانت لقطاع الطريق.
وفي الصباح قام اللصوص بتفتيش الناجين ووضع الأغلال حول أعناقهم تمهيداً للعرض على كبيرهم, قرر كبير اللصوص أن يقتل الناجين فلا حاجة له بهم, لكن أحد مساعديه أخبره أن يبيعهم لتجار الرقيق وبذلك يستفيد من بعض المال الإضافي.
أعجب كبير اللصوص بالفكرة وقال عندما ندنو من دمشق فلتمض إلى عدنان النخاس وتخبره أن هنالك صفقة مجزية في انتظاره. ولم يكف علاء عن النحيب بعد أن أدرك مصيره وأنه سيصبح من العبيد ولن تتحقق أحلامه لا من قريب ولا من بعيد.
قصة علاء مع الكيمياء والخلاص المشرف
لكن علاء تنبه أن هذا اللص لا يملك صكوك الرق لأنه محتال فجميع من كانوا في الركب من الأحرار والأعيان, لهذا فإنه سيبيعهم خارج الأسوار ولا يقدر على دخول السوق مثل بقية التجار.
شعر علاء بالخوف من وجوده مكبلاً وسط مجموعة من قطاع الطرق لا تخاف الله, وتمنى أن ينجيه الله ومن معه من قبضة هؤلاء الرعاع. وبينما هو غارق في همه حن قلبه لأمه وتمنى أن يرتمي بين أحضانها.
تمنى لو كان ما هو فيه مجرد كابوس, لكن للأسف لم يكن الأمر حلماً لقد كان حقيقة, وأخذ علاء يتأمل المكان الذي يجلس فيه, فإذا هو مغارة في بطن الجبل.
أدرك علاء أن المغارة كانت مقراً لكبير اللصوص ومكاناً لتخزين المسروقات, أخذ علاء يفكر في حيلة للإفلات من قبضة اللصوص, كانت الأفكار تتوارد على رأسه إلا أنه كان يرفضها ويخاف أن تفشل فيتعرض لعقاب لا قبل له به.
لكن في ذات الوقت كان يخشى أن يباع مثل العبيد وقتها سيمضي بقية حياته عبداً مملوكاً. لاحظ علاء أن المغارة تخلو نهاراً من جميع اللصوص باستثناء لص واحد يبدو من سخرية الجميع منه أنه غبي ضعيف العقل ففكر علاء في أن يستغل تلك الثغرة.
قصة علاء مع الكيمياء والحيلة الذكية
اتفق علاء هو ورجل من المأسورين على القيام بحيلة واتفقا أن يقوم علاء بسؤال الرجل أسئلة في مجالات متعددة فيجيب الرجل في الحال.
نادى علاء على اللص الغبي و تفاخر بمعرفته للقراءة والكتابة وأنه تعلمها في يوم واحد وأنه يعلم الجميع في غضون سويعات قليلة.
تعجب اللص وكذَّب علاء, فأخبره بأن من بجواره كان أمياً لكنه الآن فطن بسبب علاء وطريقته السحرية واستشهد ببعض الأسئلة التي أجاب عنها الرجل فوقف اللص الغبي في ذهول.
أخبر علاء اللص أن بإمكانه أن يجعله ذكياً وسريع الفهم مثل الرجل شريطة أن يحضر قرطاس ومداد, هرول اللص إلى مكان تزوير صكوك العبودية وأحضر ما طلبه علاء.
كتب علاء رسالة يستغيث فيها بحراس أسوار دمشق وأرشدهم عن مكان المغارة بعد أن استدرج اللص الغبي في الكلام, أخذ علاء يردد الحروف ويوهم اللص الغبي بأنه يعلمه.
وأخبره لكي يجدي ما تعلمه وتحدث معه معجزة الذكاء عليه أن يأخذ القرطاس الذي تعلم فيه ويجلس عارياً في ساحة المدينة أمام المسجد الكبير بجوار النافورة وقتها سيجده جني العلم بلا ملابس فيتلبس به للأبد ويصبح من العلماء.
فرح اللص الغبي بالفكرة وقرر أن ينفذها. وعندما عاد اللصوص وكبيرهم, تظاهر بأنه سيحضر طعاماً و يشتري بعض المؤن فسمحوا له بالخروج.
عندما وصل إلى ساحة المدينة ترجل من فوق حصانه وهم بخلع ملابسه كاملة فصاح به المارة وتعالى صوت صراخ النساء
” امسكوا المجنون”.
لكنه واصل ما كان يفعله فنادى المارة على الحراس الذين أمسكوا به في الحال. أخذ يشرح لهم أنه ما جاء خالعاً ثيابه إلا لطلب العلم ملوحاً بتلك الرقعة التي كتبها علاء في وجوههم.
فقادوا الغبي إلى السجن وبالفعل هجمت سرية من الفرسان, وقبضت على اللصوص ونجا علاء ومن معه من الهلاك. هنا أدرك علاء قيمة العلم الذي كانت تنصحه أمه بطلبه, لكنه كان حزيناً إذ لم يتبقى معه أية أموال.
قصة علاء مع الكيمياء وعمله في سوق دمشق
قرر علاء أن بعد تلك التجربة المريرة أن يعمل في سوق دمشق حمالاً لكي يجد قوت يومه ويجمع بعض المال لكي يعود إلى دياره مرة أخرى.
وبعد عدة أسابيع تعرف علاء على أحد العلماء الذي صادف أنه كان مولعاً بالكيمياء, فلما رأى أن علاء مُلِماً ببعض العلم طلب منه أن يكون مساعده.
وافق علاء على الفور إذ أن العمل في تحضير المركبات كان خيراً له من حمل البضائع والتجول في السوق مردداً كلمة
” من يريد حَمّال يحمل عنه مقابل القليل من المال”.
بالعمل و مساعدة السيد شهاب الدين تمكن علاء من معرفة الكثير وجنى الأموال وأرسل لأمه ليطمئنها عن أحواله.
أتقن علاء فن تحضير الأدوية للناس ومع الوقت زاد اهتمامه وابتكر أدوية بنفسه وكان شهاب الدين مُعجبا بنباهته.
قصة علاء مع الكيمياء وانتشار الوباء في دمشق
وعندما انتشر الوباء استدعى أمير دمشق كل العلماء وطلب منهم تحضير علاج سريع لئلا يتفشى الوباء.
عكف شهاب الدين, وعلاء على دراسة هذا الوباء, وأصبح شغلهم الشاغل هو محاصرة الوباء واختراع ترياقاً شافياً.
وبالفعل بعد العديد من التجارب نجح شهاب الدين وعلاء من اكتشاف ترياق فعال.
وبعد استخدام الترياق وشفاء الناس استدعاهم الأمير وأجزل لهم العطاء ومنحهم الهبات وقربهم منه.
فرح علاء بالعطايا و تمكن من أن يستقدم أمه لبيته الفخم الذي أهداه إياه الأمير. وعندما حضرت أم علاء فرحت بالمكانة العظيمة التي أصبح فيها علاء, تزوج علاء وأنجب البنين والبنات وعاش مع أسرته في رغد وهناء.
كان علاء يعترف دائماً أن الفضل فيما هو فيه يعود إلى الله ثم لأمه, ومع الوقت أصبح علاء عالما فذا يأتي الطلاب لطلب العلم منه, وعندما كان يجد أحد الطلاب متراخيا كان يقص عليه قصته.
انقر هنا قصة علاء مع الكيمياء متوفرة الآن في المتجر بصيغةPDF
هل تبحث عن قصص تربوية هادفة أو قصص تربوية للاطفال مكتوبة !, تستطيع قراء العديد من قصص تربوية مصورة على منصة حلا ستوريز كـــ:
انقر هنا لقراءة قصة غول الجبل والخادم الذكي
انقر هنا لقراءة قصة سور المزرعة الأخضر
كانت قصة علاء مع الكيمياء واحدة من سلسلة قصص تربوية هادفة تعرضها لكم منصة حلا للفائدة والمتعة معاً.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
هل يوجد pdfلهذهالقصص؟
جزاكم الله خيرا.
يوجد في متجرنا العديد من القصص على صيغةPDF