متلازمة البطانية أو متلازمة الأغراض الآمنة عند الاطفال
متلازمة البطانية عند الأطفال
تعد متلازمة البطانية (أو متلازمة الأغراض الآمنة) ظاهرة شائعة بين الأطفال الصغار. تشير هذه المتلازمة إلى تعلق الطفل بأغراض معينة مثل بطانية، دمية، أو حتى قطعة قماش قديمة، ويعتبرها مصدراً للراحة والأمان. يثير هذا التعلق العديد من الأسئلة حول الأسباب النفسية والتربوية وراء هذا السلوك، وأهمية هذه الأغراض في نمو الطفل وتطوره العاطفي.
مفهوم متلازمة البطانية
متلازمة البطانية تعني تعلق الطفل الشديد بأشياء معينة توفر له شعوراً بالراحة والأمان. عادةً ما تبدأ هذه الظاهرة في سن مبكرة، وقد تستمر لعدة سنوات. تشمل الأغراض الأكثر شيوعاً البطانيات، الدمى، و الألعاب المحببة.
أسباب نفسية تؤدي إلى متلازمة البطانية أو التعلق بالأشياء عند الاطفال
يوجد عدة أسباب تؤدي إلى هذا النوع من المتلازمات عند الأطفال أهمها:
1. الحاجة للأمان
يشعر الأطفال في مراحل نموهم المختلفة بحاجات نفسية قوية للشعور بالأمان والاستقرار. تعتبر الأغراض الآمنة مصدراً مادياً يمكنهم الوصول إليه بسهولة للشعور بالراحة عند مواجهتهم مواقف جديدة أو مخيفة.
2. الانتقال بين مراحل النمو
يساعد التعلق بأغراض معينة في تسهيل انتقال الطفل بين مراحل النمو المختلفة. هذه الأغراض تعمل كوسيط بين الاعتماد الكامل على الأبوين والاستقلالية الذاتية.
3. الراحة الذاتية
توفر الأغراض الآمنة وسيلة للراحة الذاتية، حيث يمكن للطفل تهدئة نفسه عند الشعور بالتوتر أو الانزعاج. هذا يعتبر جزءاً من عملية تعلم التحكم بالعواطف والمشاعر.
4. التعرف على الانفصال
يدرك الطفل تدريجياً أنه كائن مستقل عن والدته أو والديه، مما يسبب له بعض القلق. لذا، يلجأ إلى الأشياء الآمنة لتخفيف هذا القلق.
5. الاستكشاف واللعب
يتعلم الطفل من خلال التفاعل مع الأشياء المحيطة به، مما يعزز تعلقه بها كجزء من رويتنه اليومي.
متلازمة التعلق بالاشياء و الدور التربوي
المهمة المناطة للوالدين أو المربي بشكل عام تجاه طفل يعاني من هذا النوع من المتلازمة تعلق الاطفال بالاشياء تتمثل في الآتي:
تطوير الاستقلالية
على الرغم من أن التعلق بأغراض معينة قد يبدو وكأنه مؤشر على الاعتماد الزائد، إلا أنه في الواقع يساعد الأطفال على تطوير الاستقلالية. من خلال الاعتماد على هذه الأغراض، يمكن للأطفال تعلم كيفية التعامل مع المشاعر السلبية بدون الحاجة المستمرة إلى الأبوين.
تعزيز الشعور بالأمان
تساعد الأغراض الآمنة في تعزيز الشعور بالأمان لدى الطفل، مما يمكن أن يؤدي إلى نمو نفسي سليم. الأطفال الذين يشعرون بالأمان يكونون أكثر استعداداً لاستكشاف العالم من حولهم وتعلم مهارات جديدة.
دعم الانتقال للبيئات الجديدة
في حالات مثل الانتقال إلى منزل جديد، بدء الروضة، أو مواجهة تجارب جديدة، يمكن أن تكون الأغراض الآمنة أدوات مفيدة لدعم الطفل نفسياً، مما يسهل عليه التكيف مع البيئة الجديدة.
كيف يتعامل الأبوين مع تعلق الطفل بالأغراض الآمنة؟
يعتبر التعلق بالأغراض الآمنة ظاهرة طبيعية في مراحل نمو الطفل، حيث يشعر بالأمان والراحة من خلال هذه الأغراض. ومع مرور الوقت، يتوقع أن يتخلى الطفل عن هذه العادة تدريجياً. يلعب الأبوين دوراً حاسماً في دعم الطفل خلال هذه المرحلة ومساعدته على تطوير استقلاليته باتباع الخطوات التالية:
التفهم والصبر
من المهم أن يكون الأهل متفهمين وصبورين تجاه تعلق الطفل بأغراضه الآمنة. يجب عدم محاولة فصل الطفل عن هذه الأغراض بالقوة، بل يمكن تشجيعه تدريجياً على استخدامها في أوقات محددة بدلاً من استخدامها طوال اليوم.
تقديم بدائل
يمكن للأهل تقديم بدائل آمنة للطفل، مثل ألعاب جديدة أو أنشطة تفاعلية، تساعده في تحويل انتباهه تدريجياً عن الغرض المتعلق به.
يمكن تقديم بدائل مشابهة للغرض الآمن، مثل دمية جديدة أو لعبة مفضلة، لتكون خطوة انتقالية.
تعليم الطفل تقنيات بسيطة للتهدئة الذاتية، مثل التنفس العميق أو الأنشطة الهادئة مثل الرسم أو القراءة.
دعم الاستقلالية
تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة التي تعزز استقلاليته يمكن أن يساعد في تقليل اعتماده على الأغراض الآمنة. هذا يمكن أن يشمل اللعب مع الأطفال الآخرين، أو ممارسة هوايات جديدة.
أن تشجيع الطفل على اللعب بمفرده أو مع الأطفال الآخرين يمكن أن يعزز من ثقته بنفسه واستقلاليته.
وإعطاء الطفل مهام بسيطة ومناسبة لعمره يمكن أن يعزز من شعوره بالمسؤولية والقدرة على الاعتماد على نفسه.
التفهم والقبول
من المهم أن يفهم الأبوين أن تعلق الطفل بأغراضه الآمنة جزء من تطوره الطبيعي. يُظهر التفهم والقبول دعماً عاطفياً يعزز شعور الطفل بالأمان.
التدرج في التغيير
يمكن تقليل وقت استخدام الطفل للغرض الآمن تدريجياً بدلاً من منعه تماماً. على سبيل المثال، يمكن تحديد أوقات معينة لاستخدامه مثل وقت النوم فقط.
و تشجيع الطفل على الانخراط في أنشطة جديدة ومثيرة يمكن أن يساعده في تحويل انتباهه عن الغرض المتعلق به.
الدعم الإيجابي
الاحتفال بالتقدم الذي يحرزه الطفل في تقليل اعتماده على الغرض الآمن يمكن أن يعزز من رغبته للاستمرار.
يجب أن يكون الأبوين دائماً مستعدين لتقديم الدعم العاطفي والطمأنينة للطفل عند شعوره بالتوتر أو الانزعاج.
خلق بيئة آمنة
الشعور بالأمان في البيئة المحيطة يعزز من قدرة الطفل على التخلي عن أغراضه الآمنة. يمكن تحقيق ذلك من خلال الروتين اليومي المستقر والدعم العاطفي المستمر.
تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره ومخاوفه يساعد في معالجة أي قلق قد يشعر به بدون الاعتماد على الأغراض الآمنة.
يمكن أن يكون التعلق بالأغراض الآمنة مرحلة طبيعية من مراحل نمو الطفل، ولكن من خلال استراتيجيات مدروسة وتقديم الدعم اللازم، يمكن للأبوين مساعدة الطفل على التخلي عن هذه العادة تدريجياً. يعد التفهم، التدريج، وتعزيز الاستقلالية، وتقديم بدائل مريحة، والدعم الإيجابي من أهم الأساليب التي يمكن للأبوين اتباعها لتحقيق هذا الهدف. من خلال خلق بيئة آمنة ومستقرة وتشجيع التواصل المفتوح، يمكن للأبوين مساعدة أطفالهم على النمو والتطور بثقة واستقلالية.
متى يبدأ الطفل بالتعلق بالأشياء وفي أي عمر ينتهي؟
يبدأ تعلق الطفل بالأغراض الآمنة عادة في فترة الطفولة المبكرة، بين عمر 6 أشهر إلى سنة ونصف. في هذه المرحلة، يبدأ الطفل في التعرف على العالم من حوله واكتساب الوعي بالانفصال عن والديه. تعتبر هذه الأغراض مصدر راحة وأمان للطفل، خاصة خلال فترات القلق أو التوتر مثل وقت النوم أو الابتعاد عن الوالدين.
كما يبدأ الأطفال عادةً في تقليل اعتمادهم على الأغراض الآمنة بين عمر 3 إلى 5 سنوات. ومع ذلك، يختلف هذا الأمر من طفل لآخر بناءً على الشخصية والتجارب البيئية. بعض الأطفال قد يحتفظون بتعلقهم بهذه الأغراض لفترة أطول، خاصة إذا كانت هناك تغييرات كبيرة في حياتهم مثل الانتقال إلى منزل جديد أو قدوم أخ جديد.
متلازمة البطانية وعوامل تساعد على إنهاء تعلق الاطفال بالاشياء
هنالك عدة عوامل قد تنهي تعلق الاطفال بالألعاب أو الأشياء مثل البطانية وغيرها من أهمها:
النمو العاطفي
مع نضوج الطفل وتطور مهاراته الاجتماعية والعاطفية، يصبح أقل اعتماداً على الأغراض الآمنة.
الدعم الأسري
دعم الأبوين وتشجيع الاستقلالية يعزز من قدرة الطفل على التخلي عن هذه الأغراض.
التجارب الجديدة
مشاركة الطفل في أنشطة جديدة وتفاعلات اجتماعية يساعد في تقليل الاعتماد على الأغراض الآمنة.
وختاماً، تعد متلازمة البطانية جزءاً طبيعياً من نمو الطفل، حيث يوفر التعلق بأغراض معينة شعوراً بالأمان والراحة في مواجهة التحديات النفسية والجسدية. من خلال التفهم والصبر، يمكن للأهل مساعدة أطفالهم على تحقيق التوازن بين الاعتماد على هذه الأغراض وتطوير الاستقلالية الشخصية، مما يعزز من نموهم النفسي السليم.
ننصحك عزيزتي المربية أن تقرأي لصغيرك القصة التالية:
قصة حلا والبطانية الزهرية – قصص اطفال 2024
تستطيع زائرنا الكريم قراءة العديد من المواضيع المشابهة مثل:
الوزن المثالي للطفل وكيفية قياسه والعوامل المؤثرة عليه -2024
وتستطيع أيضاً تصفح العديد من المواضيع على صفحتنا على منصة فيس بوك مثل:
انقر هنا لقراءة موضوع كامل عن اللحمية عند الأطفال الرضع