قصة رضوى والجيران – قصص أطفال منصة حلا – 2024
قصة رضوى والجيران
أمام باب مدرسة العلوم النافعة وقفت التلميذات في انتظار العم عثمان حارس الأمن، ليقوم بفتح باب المدرسة.
عندما لمحهم من بعيد قدم نحوهم مسرعاً وعلم منهم أنهم قد أتوا لمعرفة نتيجة آخر العام.
طلب منهم العم عثمان الانتظار في فناء المدرسة, لحين قدوم المديرة والأستاذة نصرة المسؤولة عن إعلان النتيجة.
وفي فناء المدرسة وقف الجميع مترقبين حضور الأستاذة نصرة.
قصة رضوى والجيران والمعسكر الصيفي
لمحت نيرة لوحة كبيرة معلقة أمام مكتب المديرة فجرت لتعرف ما بها ثم أخذت تقفز من السعادة ونادت على الجميع. أسرعت التلميذات نحوها ليعرفوا سبب فرحتها البالغة. وجدت التلميذات إعلان عن معسكر كشافة في مدينة الإسماعيلية.
فرحت الطالبات بإعلان المعسكر لأنهم استفادوا كثير العام الماضي من معسكر مدينة الفيوم، عدا رضوى التي بدت غير مهتمة بأمر المعسكر عندما سألتها زميلتها جميلة عن سبب عدم الاهتمام أجابت بسخرية :
“وما الذي سأستفيد عندما أتعلم طريقة ربط الحبال و صنع المشغولات الصوفية و شي البطاطس بدون إناء؟”
ردت عليها بتول بسعادة:
“أن المعسكر فرصة لمعرفة الكثير عن معالم مدينة الإسماعيلية والذهاب إلى الشاطئ ومراقبة الطيور البحرية وقص الحكايات في الأمسيات”.
قالت نهال بفرحة:
أنا متشوقة تماماً, لقد كانت تجربة معسكر الفيوم أكثر من رائعة و مازلت أذكر منظر بحيرة قارون وسواقي الفيوم وهي تضخ المياه. ردت رضوى باستخفاف:
“سواقي وبحيرة ذكرى رائعة، أرى كل هذا مضيعة للوقت ما الممتع في مراقبة سواقي قديمة تدور؟”
أقبلت وسام مسرعة وقالت:
“يا بنات لقد حضرت أستاذة نصرة هيا بنا لنعرف النتيجة”.
قصة رضوى والجيران وإعلان النتيجة
اتجه الحشد ناحية شباك الإدارة للاطلاع على النتيجة النهائية. أمام كشوف إعلان نتيجة الامتحان طلبت منهم الأستاذة نصرة عدم التدافع والتمهل, لئلا يصاب أحد بأذى.
وعندما لم يمتثلوا لطلبها قامت بنفسها بتنظيم صف لما رأت الحماسة ولهفة الجميع لمعرفة النتيجة النهائية. امتلأ فناء المدرسة بصيحات الفرحة عدا رضوى التي لم تكن راضية عن نتيجتها وتشعر بالحسرة لأنها نقصت ٧ درجات كاملة.
عندما لاحظتها الأستاذة نصرة اتجهت صوبها وسألتها بحنان:
“لماذا لست فرحة بنتيجتك يا رضوى؟
اجاباتها رضوى بغضب:
“هناك زميلات حصدن درجات أعلى مني وأنا أذكى منهن وأحق بالمراكز الأولى,
لكني للأسف دوما أتسرع وأكتب الإجابة دون تفكير”.
نظرت إليها الأستاذة نصرة وقالت لها بلطف:
“هذه ليست نهاية المطاف يا رضوى, الامتحانات نتعلم منها, أعتقد أنك تعلمت هذا العام أن تتمهلي وتفكري قبل أن تكتبي الإجابة, هنيئي زميلاتك واجتهدي العام القادم أكثر”.
لم يعجب رضوى حديث المعلمة وقالت محدثة نفسها:
“لست في حاجة للاجتهاد أنا فائقة الذكاء منذ صغري وقوية الملاحظة لا يُذاكر سوى ضعفاء العقل”.
قصة رضوى والجيران والمنظار
عادت رضوى إلى المنزل وأخبرت والدتها عن النتيجة ورغبتها في عدم الاشتراك في المعسكر الصيفي.
عندما سألتها أمها عن السبب أجابت:
“أريد أن أستغل ذكائي في أشياء مفيدة ومسلية, لن أشعر بالمرح وأنا أؤدي نشاطات المعسكر السخيفة”.
وعندما عاد والد رضوى أخبرته الأم ففرح كثيراً, وفي يوم العطلة طلبت منها أمها أن تختار لعبة من محل الألعاب كمكافأة على نجاحها.
اختارت رضوى “منظار”, فتعجبت الأم من اختيار رضوى وحاولت أن تشرح لها أنه يستخدم لتقريب المسافات وأن هناك ألعابا أخرى رائعة يمكنها أن تختارها.
لكن رضوى أصرت على شراء المنظار, عندما عادت رضوى إلى البيت دخلت غرفتها وأحضرت دفتر وبعض الأقلام ووضعتهم على الطاولة بجوار النافذة وقالت:
“غدا سيبدأ المرح”.
في صباح اليوم التالي تناولت فطورها وعادت مسرعة لحجرتها وأغلقت الباب. تعجبت الأم من تصرف رضوى، لكنها اعتقدت أنها تحتاج لبعض الراحة.
رضوى تراقب الجيران
في حقيقة الأمر لم تدخل رضوى غرفتها لترتاح وإنما جلست على الكرسي وفتحت الستائر وأخذت تنظر من المنظار على الشارع ثم تدون ما تراه في دفترها. وقت الظهيرة طلبت من أمها أن تخرج لشراء بعض الحلوى فوافقت, لكنها تأخرت قليلاً.
لدى عودتها سألتها الأم عن سبب تأخرها فأخبرتها أنها صعدت السلم ببطء. أمضت رضوى مدة على هذا النحو تغلق بابها أغلب الوقت ثم تخرج وتعود متأخرة.
في أحد الصباحات أخبرتها والدتها أنها ستذهب لتفقد جارتها عبير فهي لم ترها من يومين وربما تكون مريضة.
ردت رضوى:
“جارتنا عبير ليست مريضة إنها مسافرة”.
تعجبت الأم من كلام رضوى وسألتها بدهشة:
“كيف عرفتي؟
فأجابتها رضوى أن الجارة قد تشاجرت مع زوجها وجمعت أغراضها وغادرت إلى بيت أهلها, لأنها كانت تريد هاتفاً جديداً وزوجها رفض طلبها وتشاجر معها.
شعرت الأم بالذهول من كلام رضوى وسألتها بصوت عالٍ:
“وكيف عرفتي كل هذا؟
قالت رأيتها من المنظار وهي تحمل حقيبة ملابس وتغادر مع طفلها, ثم أني لما سمعت صوت شجار قادم من ناحية باب شقتها اقتربت من الباب لأعرف سبب الشجار.
صاحت الأم في غضب:
“هذا تصرف غير مقبول على الإطلاق”.
نظرت إليها رضوى بتحرج:
“أنا أتفقد أحوال جيراني واطمئن على أحوالهم, كل ظهيرة أقف على أبواب شقق الجيران لأسمع ما يقولون ثم أدون في دفتري.
ردت عليها الأم غاضبة:
“ماذا تقولي هل حقاً تقفين تسترقين السمع وتعتقدين أنك تراعيهم؟.. الجوار يا رضوى هو أن نراعي مشاعرهم و نعاونهم على الحاجة ونساندهم في الأوقات الصعبة, لا أن نتجسس عليهم ونضايقهم ونفشي أسرارهم”.
قصة رضوى والجيران والاعتراف بالخطأ
شعرت رضوى بالارتباك وقالت حزينة:
“أنا فقط أردت أن استغل ذكائي”.
شعرت الأم بالانزعاج وقالت معاتبة:
“الذكاء نعمة من الله نستغلها فيما يرضيه والتجسس على الناس أمر قبيح منهي عنه”.
شعرت رضوى بالخجل واعتذرت من أمها ودخلت حجرتها وأحضرت منظارها ودفترها الذي سجلت فيه مواعيد دخول وخروج الجيران والأشياء التي أحضروها وسلمته لوالدتها.
أعادت الأم المنظار لرضوى وأحضرت لها دفتراً جديداُ وقالت لها بحب:
“من الممكن أن تستغلي حبك للمراقبة في مراقبة الطيور في المعسكر الصيفي مازالت هناك فرصة للاشتراك في المعسكر”.
فرحت رضوى كثيراً وقررت أن تستغل موهبتها في الأشياء النافعة, ومن يومها وكفت رضوى عن مراقبة الجيران وتتبع تحركاتهم.
التجسس يا أطفال والتدخل في خصوصيات الآخرين أمر مكروه وبغيض, وينبغي علينا أن نهتم بالأمور النافعة ونحترم خصوصية جيراننا ولا نزعجهم.
دمتم بكل ود….
الأهداف التربوية من هذه القصة
1- الغرور مقبرة المواهب.
2- مراقبة الآخرين واكتشاف اسرارهم انتهاك لحق الجار وليس نوعا من الذكاء.
3- الطفل الذي يهتم بالآخرين ينسى نفسه ويفشل في حياته.
4- اللعب مع الأطفال أكثر فائدة من اللعب منفرداً.
على منصة حلا ستوريز تستطيع أن تقرأ العديد من القصص التربوية ننصحك بقراءة:
قرية القنافذ والثعلب الماكر قصص أطفال
قصة محل ورد سعيد – قصص قصيرة – قصص اطفال
تستطيع أيضاً مشاهدة العديد والعديد من القصص على قناتنا على يوتيوب مثل:
Comments (02)