قصة حلا والبطانية الزهرية – قصص اطفال 2024
قصة حلا والبطانية الزهرية
في بيت صغير ودافئ, عاشت الطفلة الجميلة حلا مع أبيها وأمها وجدتها الطيبة. كانت حلا طفلة محبوبة ومرحة وكانت جدتها تحبها كثيراً. وفي يوم من أيام الشتاء البارد, عادت الجدة الطيبة من الخارج ونادت حلا قائلة:
“احرزي ماذا اشتريت لك يا صغيرتي!”
اشترت الجدة لحلا بطانية جميلة و زهرية, ففرحت حلا بها كثيراً وأحبتها وتعلقت بها. كانت هذه البطانية أكثر من مجرد قطعة قماش؛ فهي رفيقتها الدائمة ومصدر راحتها في كل الأوقات.
ومنذ أن كانت حلا رضيعة, كانت تمسك ببطانيتها ولا تتركها أبداً. حيث أن البطانية تهدئها وتمنحها شعوراً بالأمان.
قصة حلا والبطانية ورحيل الجدة
ومرت الأيام ومرضت الجدة ولم تعد تستطيع العناية بحفيدتها حلا كالسابق وكانت حلا تبكي طوال الليل:
“أريد جدتي لتحكي لي حكاية”
لكن الأم كانت في حيرة من أمرها فكانت دائماً ما تقول لها:
“تغطي بهذه البطانية وستشعرين أن جدتك تحتضنك”
ومع مرور الأيام تعلقت حلا بالبطانية بشكل خاص, وجاء اليوم الذي أشتد فيه مرض جدتها. وفي ليلة من الليالي, سمعت حلا صوت أبيها وهو يتحدث مع الطبيب فقال الطبيب بصوت آسف:
“اعتذر لك سيد محمد, فقد ماتت أمك”
كانت حلا تتذكر بوضوح اللحظات السعيدة التي قضتها مع جدتها. كانت الجدة تجلس معها تحت شجرة الزيتون الكبيرة في حديقة المنزل, تغني لها أغنية “أين أنتِ يا حلا”
كانت تمسك يدها بلطف وتغطي قدميها بالبطانية الزهرية. وبعد مرور أيام من وفاة الجدة اقتربت حلا من أمها وسألت:
“ماذا يعني الموت يا أمي؟”
شعرت نورة بالاسى وأجابت بلطف:
“يعني أن يعود الإنسان إلى الله من جديد”
سكتت حلا قليلاً ثم سألت:
“وهل سيرجع لنا الله جدتي من جديد؟
سكتت السيدة نورة وشعرت بالحيرة فهي تعلم مدى تعلق حلا بجدتها!..
قصة حلا والبطانية الزهرية بعد وفاة الجدة
وعندما كبرت حلا قليلاً, وبدأت تخرج مع والدتها, كانت تحمل بطانيتها معها في كل مكان. سواء كان ذلك إلى الحديقة, أو السوق, أو حتى لزيارة الأصدقاء والأقارب.
كانت البطانية تجعل حلا تشعر بأن جدتها قريبة منها, تحميها و ترافقها أينما ذهبت. كانت أم حلا, السيدة نورة, تحب ابنتها كثيراً وتفهم تعلقها ببطانيتها. لكنها في بعض الأحيان, تشعر بالإحراج عندما تسير حلا في الشارع وهي تحمل البطانية في يدها!
خاصة عندما يعلق الناس على الأمر بابتسامات أو نظرات تساؤل. في أحد الأيام, قررت السيدة نورة أن تأخذ حلا إلى حفلة عيد ميلاد صديقتها. جهزت حلا بفستان جميل ومهندم, وتأملت منها أن تترك البطانية في المنزل هذه المرة.
لكن حلا كما هو متوقع, لم توافق على ذلك, وأصرت على أخذ بطانيتها معها. وقبل الخروج من المنزل, نظرت السيدة نورة إلى حلا وقالت:
“حلا, لماذا تصرين على حمل البطانية في كل مكان؟ إنها بطانية, وليست حقيبة يد!”.
نظرت حلا إلى أمها بعينيها الواسعتين وقالت بصوت بريء:
“أمي, هذه البطانية تجعلني أشعر بأن جدتي معي… أنا أفتقدها كثيراً, ولا أريد أن أترك البطانية في المنزل”.
تنهدت السيدة نورة وقالت:
“أفهم ذلك يا حبيبتي, ولكن الناس قد يظنون أننا نبالغ في تدليلك, ألا يمكنك تركها اليوم فقط؟
أجابت حلا بصوت هادئ:
“لا أستطيع يا أمي, أشعر بالخوف عندما أكون بدونها…”
شعرت السيدة نورة بالحيرة والقلق فقالت:
“حسناً يا حلا, لكن أرجو أن تحاولي… أنت فتاة عاقلة وشجاعة”
قصة حلا والبطانية الزهرية في الحفلة
وعندما وصلتا إلى الحفلة, كانت الأجواء مليئة بالمرح والضحك. لكن حلا لم تكن تشعر بالأمان بدون بطانيتها!
فذهبت إلى أمها وأخذت منها البطانية وتمسكت بها بقوة… وبينما كانت السيدة نورة تتحدث مع الأمهات الأخريات, جاءت طفلة صغيرة إلى حلا وسألتها:
“لماذا تحملين بطانية؟
نظرت حلا إلى الطفلة بابتسامة بريئة وقالت:
“هذه بطانيتي المفضلة, أشعر بأمان وهي معي”.
ابتسمت الطفلة وقالت:
“نعم, لدي دمية تجعلني أشعر بنفس الشيء, أنا أحبها كثيراً”.
سمعت الأمهات الحديث, وفهمن السبب وراء تمسك حلا ببطانيتها. بدأت الأمهات يتحدثن عن أطفالهن مع نورة وكل منهن تروي قصة تعلق طفلها بشيء مختلف.
انشغلت الأمهات بالحديث وحلا تلعب وتلهو ممسكة ببطانيتها الجميلة, وفجأة داست قدمها على طرف البطانية وسقطت!
وأثناء سقوطها, تمسكت حلا بطرف من غطاء طاولة الطعام فسحبته وسقطت كل المشروبات والكعك والأطباق على الأرض وحدثت فوضى كبيرة في المكان!
تجمع الأطفال حول حلا يضحكون, وكان بعضهم يشيرون إلى البطانية ويردد:
“هل شعرت الآن بالأمان يا حلا”.
شعرت حلا بالإحراج الشديد وامتلأت عيناها بالدموع وبدأت تبكي وتبكي. جاءت والدتها مسرعة إليها, وحاولت تهدئتها قائلة:
لا بأس يا حلا, لا داعي للبكاء… سأعتذر من صديقتي ونصلح كل شيء”.
لكن حلا كانت تشعر بالخجل والإحراج و قالت:
“أمي, لم أعد بحاجة إلى البطانية بعد الآن سأتركها في المرات القادمة في المنزل”.
اقتربت صديقة والدتها وقالت لها بصوت هادئ:
“لا بأس يا صغيرتي لدينا الكثير من الأطعمة والمشروبات وسنحضر غيرهم”
وبعد أن ساعدت حلا والدتها في تنظيف المكان وترتيب الطاولة من جديد وجميع الأمهات قاموا أيضاً بالمساعدة, نظرت السيدة نورة إلى ابنتها بفخر وقالت:
“أنا فخورة بك حلا. جدتك ستفخر بك أيضاً”.
وفي نهاية الحفلة, قررت حلا أن تترك بطانيتها في المنزل من ذلك الحين فصاعداً. وأصبحت تحمل ذكرى جدتها في قلبها, وبدأت تعتمد على نفسها لتجد الأمان والسعادة.
قصة حلا والبطانية الزهرية وانتهاء التعلق
شعرت السيدة نورة بالارتياح, فلم يكن هناك ما يدعو للإحراج بعدها. بل على العكس, كانت تشعر بالفخر لكون حلا طفلة صادقة بطبيعتها وقوية.
لم يكن تعلق حلا بالبطانية إلا دليل على شخصيتها المحبة والحنونة. وظلت الأم تكرر على مسامع حلا كل يوم:
“سيأتي يوماً وأنت قوية تستمدين الأمان من الله وستكون البطانية ذكرى جميلة تحتفظين بها”
وأصبحت حلا في السادسة من عمرها وكانت كلما رأت البطانية دعت الله أن يرحم جدتها. وهكذا, عاشت حلا وأمها بسعادة, مع ذكريات حب الجدة ودفء البطانية الزهرية الصغيرة.
لتحتفظ بها في دولاب ملابسها، لتعتبر حلا هذه البطانية أغلى هدية قدمتها جدتها الحبيبة إليها والتي كانت تحمل في طياتها الكثير من الحب والأمان.
(علينا أعزائي الصغار أن نحتفظ بالذكريات الجميلة والأشياء التي نحبها في البيت ولا نأخذها معنا أينما ذهبنا)
الأهداف التربوية من قصة حلا وبطانيتها الزهرية
1- الأشياء التي نحبها ليست مصدر الأمان والحنان إنما هي ذكريات جميلة.
2- الله يحب الطفل الذي يشعر أن الله هو مصدر الأمان والحنان.
3- الأشخاص الذين نحبهم تزدادون سعادة عندما نكون بخير وغير متعلقين بالأشياء.
4- نحتفظ بالذكريات الجميلة والأشياء التي نحبها في البيت ولا نأخذها معنا أينما ذهبنا
اقرأ مع منصة حلا العديد من قصص الاطفال مثل:
قصة الطفل أيوب والوعاء المثقوب – قصص اطفال منصة حلا 2024
أو جرب زيارة قناتنا على يوتيوب
انقر هنا: https://youtu.be/17bY8oisyNA
Comment (01)