قصة القبطان طارق , كان القبطان طارق شخصا مثقفا ومتعلما, شابا في السابعة والثلاثين من عمره. ولديه الخبرة في مجال الملاحة والإبحار وخبيرا في الجغرافيا البحرية. كما كان للقبطان طارق معرفة بالتاريخ والثقافات المختلفة, فمن خلال رحلاته في البحار كان يصادف في طريقه العديد من طواقم البلدان والثقافات، ويقوم بمهامه كقبطان بشكل ناجح وفعال.

وفي أحد الأيام اتصل به عمدة المدينة وقائد الشرطة للحضور على الفور لأمر عاجل, ما أن أغلق القبطان طارق الهاتف حتى خرج من بيته مسرعاً لمعرفة سبب إرسال المسؤولين في طلبه على وجه السرعة. وما أن دخل القبطان مكتب قائد الشرطة, إلا واستقبله بترحاب كبير وطلب منه الجلوس. جلس القبطان, وهو لا يدري ماذا يحدث فاستدرك قائلا:

“خيرا, لماذا ارسلتم في طلبي؟”

وضع عمدة المدينة يديه على المكتب وقال مستاءً:

“كان من المفترض أن تصل بالأمس سفينة تحمل بعضا من أهم الآثار التي لدينا والتي كنا عرضناها في متاحف عالمية. لكن, سفينة أخرى تابعة للقراصنة قد استولوا على آثارنا وسرقوها.”

صدم القبطان طارق من الكلام الذي سمعه من عمدة المدينة وقال متفاجئاً: “ماذا؟ سرقوا اثارنا! لكن, كيف ومتى وأين؟”

فأجاب العمدة وقد بدى عليه الانزعاج الشديد:

“في صباح اليوم قبل أن تصل إلى الميناء, وصلنا صوت استغاثتهم عبر أجهزة اللاسلكي وفهمنا من الاتصال أن القرصان أدهم هو وطاقمه قد سيطروا على سفينتنا”.

قصص اطفال 2024

 

سيطرت حالة الغضب على القبطان وغدى يتذمر:

“يا الهي! يا له من أمر مروع. لقد حذرتكم سابقاً يا سيدي من القرصان أدهم, فهو ليس إنسان خطر فقط, بل شرير للغاية, ويمارس السحر الأسود, لإخافة الناس وترهيبهم وسرقة كل ما يملكون…. لكنكم لم تتخذوا خطوات جادة للقبض عليه وها هو الآن يسرق سفينة من سفننا لا تقدر بثمن.”

علق قائد الشرطة متحسراً:

“معك حق ! لقد طلبت منا مراراً أن نحذر منه. لكننا لم نتصور أبداً أن يتجرأ على سرقتنا.”

قاطعهم العمدة قائلاً:

“لا أريد أن ينتشر الخبر ويصل إلى السلطات العليا, يجب أن نعيد الآثار إلى المدينة بسرعة.”

كان العمدة يتكلم بصوت خافت ماسحاً عرقه بمنديله من شدة قلقه. صمت القبطان طارق واستغرق في التفكير للحظة, وقف ونظر إلى العمدة وكأن مصباحاً أنار عقله:

“أعتقد أنني أعرف أين سيخبئ أدهم هذه الآثار, لن يتصرف بها أو يبيعها في الوقت الحاضر لأنه يعرف تماماً أن السلطات تبحث عنه بكل الوسائل الممكنة. لذا لا داعي للقلق اطمئن يا سيدي.”

أجابه العمدة غاضباَ:

“وكيف تريدني أن أطمئن أيها القبطان! سيكون عار على مدينتنا لأننا لم نحافظ على هذه الثروة الوطنية. فإن وصل الخبر لإسماع السلطات العليا سأفصل من عملي. أرجوك أنت قبطان ذكي وجدير بالثقة, سأوفر لك كل ما تحتاج إليه من رجال وأموال, فقط أعد تلك الآثار إلى مدينتنا.”

اقترب منه القبطان متفائلاً واثقاً:

“أعدك يا سيدي، أني لن أعود من رحلتي البحرية إلا والآثار معي. لقد سمعت أن هناك جزيرة سكانها بدائيون, يتردد عليهم القرصان أدهم في كل رحلة من رحلاته. لا شك أنه وضع الآثار عند أهل هذه الجزيرة.”

اقترب منه العمدة وقد بدى عليه الاهتمام:

“من هم سكان هذه الجزيرة؟ هل تعرفهم؟”

أجاب القبطان: “للأسف لا يا سيدي! لكني سمعت أنها جزيرة مسالمة. ولو كان حدسي صحيحاً والقرصان وضع الآثار عندهم, فلا بد أن القرصان أدهم أثر عليهم بواسطة سحره الأسود.”

تساءل العمدة بقلق شديد:

“ لكن كيف سنتواصل معهم؟ وأنت تقول أنهم بدائيون!”

لكن القبطان أجابه متحمساً للمهمة:

“سأذهب بنفسي يا سيدي، يجب أن أعيد آثار بلدي وألقي القبض على هذا القرصان الشرير، حتى لو كلفني هذا الأمر حياتي.”

شعر العمدة بشيء من الاطمئنان يسري في عروقه:

“أشكرك أيها القبطان كنت متأكدا من قبولك هذه المهمة الصعبة.”

تدخل قائد الشرطة:

“إذن أيها القبطان يجب أن نتحرك قبل أن يصل الأمر إلى الصحافة… ما الذي تريد أن نوفره لك؟”

اقترب منه القبطان وأخبره:

“عندي طاقم محترف, ولكني بحاجة إلى بعض من رجال الشرطة المسلحين في حالة حدوث أي اشتباك بيننا.” فأكد عليه قائد الشرطة:

“حسناً إذن, سأجهز كل شيء خلال ساعات”

وأردف القبطان: “وأنا سأذهب واستعد. إلى لقاء قريب..”

قصة القبطان طارق  

قصة للمراهقين pdf

وعند حلول المساء, وصل الطاقم الذي سيتعاون مع القبطان طارق, وهو مكون من ستة من أفراد الطاقم الرئيسيين الذين يسافرون مع القبطان في كل مهمة, وثلاثون من البحارة الذين لديهم خبرة في أمور البحر وعدد من رجال الشرطة الأشداء وهم بكامل أسلحتهم, وعلى أتم الاستعداد في حال لو واجهوا أي خطر.

ومن بين طاقم القيادة كان الكابتن أحمد والذي شغل لسنوات منصب القبطان المساعد على متن السفينة. وكانت له علاقة وثيقة بالقبطان طارق و كانا متعاونان بشكل وثيق في قيادة السفينة وتنفيذ الخطط. إلى جانب ليلى, وهي فتاة شابة عالمة وخبيرة في الآثار, تربطها صداقة بالقبطان وهو بدوره يحترمها ويقدر تفانيها في عملها.

وعلي البحار الشجاع, وهو شاب شجاع وقوي ولديه خبرة واسعة في التعامل مع التحديات البحرية كما يستعين به القبطان في المهمات الصعبة. أما سمير ومنير, فأخوين توأم يستعين بهما القبطان طارق في إدارة قمرة القيادة في حال مرض أحمد أو علي, كما يشرفان على إدارة الانضباط داخل السفينة.

الشخص السادس والأخير في فريق القبطان طارق, كان مريم, سيدة في الأربعين وتشغل منصب الطباخة على متن السفينة. وكانت تعتبر جزءاً لا يتجزأ من فريق البحارة وتقدم الطعام اللذيذ لكل طاقم السفينة بوجه مبتسم وبكل ود ومحبة.

وصل الجميع إلى الميناء في الموعد المحدد. وقبل دخول السفينة, حدثهم القبطان عن أهمية هذه المهمة, حيث أن عليهم إرجاع الآثار المسروقة والسفينة التي كانت تحمل الآثار. ثم قال بصوت جهور وهو يحدق في أعينهم بكل تحدي:

“لا اعتقد أنكم بحاجة لأن أخبركم بأهمية هذه الآثار. فأنتم لا تقلون وطنية عني… في هذه المهمة الفشل غير مسموح! سمعة بلادنا فوق كل شيء… في حال فشلنا واستطاع القرصان أدهم بيع هذه الآثار سيكون هذا اليوم وصمة عار على مدينتنا لأننا لم نستطع الحفاظ على ثروتنا الوطنية, مفهوم!”

وعلى صوت الجميع بهمة عالية في آن واحد: “مفهوم”