قصة رواد الفضاء الثلاثة

رواد الفضاء

اكتشفت احدئ الدول الكبرى طريقة لصنع سحابة من المطر عن طريق تفجير كم هائل من القنابل على كوكب المريخ. ولكن الأمر كان أشبه بالحلم، فهل يعقل أن يجد الإنسان كوكباً آخر ليعيش عليه! وفي خضم التساؤلات والخلاف تتطوع ثلاثة أبطال لتجربة المهمة على سطح المريخ.

اتفق الأبطال الثلاثة على قصف المريخ بألفين طن من القنابل النووية من ثلاث اتجاهات مختلفة! فجهزت تلك الدولة الكبرى أسطولاً من المركبات الفضائية التي ستعمل بإشارة كنترول في الأرض يتحكم به جنرال مجهول الهوية يدعى الجنرال 000.

وفي مقدمة تلك الأساطيل ثلاث مركبات فضائية تحوي كلً منهن قائداً مغواراً لا يخاف الموت. وفعلاً قاد كل واحدِ منهم مركبته يقود أسطولاً خلفه من المركبات الفضائية التي تعمل عن طريق التحكم عن بعد.

لكن يصعب التحكم فيها من كوكب الأرض لبعد المسافة وكان ينبغي أن يقودها قائد على بعد مسافة لا تقل عن ألفي كيلو متر. لذلك قرر الثلاثة الأبطال ذي الفقار وكوهين وبل المغامرة, انطلق القادة المغاوير يسابقون مذنبات الفضاء ويخترقون أسباب الحجب الكونية. انطلقوا على أمل إيجاد حياةجديدة، أو تسليم الرقاب المغامرة لموتة لا دفن فيها ولا حفل تأبين!

وصلت الأساطيل وحاصرت الكوكب من ثلاث اتجاهات مختلفة وبدأ العد التنازلي. كان يجب على القادة الثلاثة منح إشارة لثلاث مائة مركبة فضائية لإطلاق أطنانا من القنابل النووية في آن واحد ثم التراجع السريعاً قبل الهلاك المحقق وفي ذات الوقت.

كان من المتوقع أن تٌحدث تلك الضربات سحابة ضخمة تستمر لشهور حول كوكب المريخ ثم تسبب المطر حول ذلك الكوكب الأزرق, الأمر الذي سيجري الحياة على كوكب ميت.. فوجود الماء يعني وجود النباتات، ووجود النباتات يعني وجود الأكسجين، ووجود الأكسجين يعني حياة صالحة للإنسان.. حياة بجاذبية أقل، على كوكب بعيد عن الأرض والأشرار فيها, يطفوا سكانها على الكوكب كما تطفوا الطيور على رياح اللطف.

قصة رواد الفضاء الثلاثة

رواد الفضاء

وفي الطريق باتجاه تنفيذ المهمة، أسند كوهين ظهره إلى الكرسي وبدأ يتخيل تلك المباني الضخمة على كوكب المريخ، وحمامات السباحة التي لا يستقر مائها في احواضه، تخيل نفسه يتواصل إلى مركز أبحاثه يطير مثل عصافير الأرض وتخيل أشياء كثيرة. وفي الوقت ذاته كان بل يتخيل حياته على المريخ، يتخيل تلك الطرقات المشقوقة، والنباتات الغريبة ذات الكلاليب والمخالب، وحيوانات مهجنة من أنواع جديدة!

بينما كان ذو الفقار يتخيل الحياة الجديدة على سطح الكوكب، بمخلوقات لاهي بالإنس ولا بالحيوانات، مخلوقات يتم تهجينها عبر دمج الجينات والتلاعب بها وحقن الإنسان بها وهكذا كان خيال كلاً منهم بحجم الحلم، وبحجم مسؤولية أداء المهمة المرعبة.

وبعد أشهر من توقيت الأرض الزمني، بدأت تصل المركز أول إشارة من القادة الثلاثة تبشرهم بالاقتراب من الكوكب الأزرق.

وتم التواصل معهم وإعطائهم التعليمات اللازمة للوقوف على ذات المسافة في ذات التوقيت من الكوكب. كان القادة الثلاثة يتعرقون خوفاً وأملاً في الوقت ذاته وحانت لحظة الصفر.

ثلاثة… اثنان… واحد… اطلللق.

منصة حلا

انطلقت من تلك المركبات الفضائية كبسولات ضخمة مرعبة في ذات الوقت تشق طريقها في الفضاء بنفس السرعة.. كانت تتجه نحو الكوكب بسرعة جنونية بينما كان القادة الثلاثة يتراجعون إلى الخلف بذات السرعة خشية حدوث مالا يحمد عقباه. وارتطمت القنابل النووية في نفس اللحظة, الآلاف من الأطنان على ذلك الكوكب من الاتجاهات الثلاثة.

وحدثت سحابة سامة ضخمة ولاح الوهج الفطري في جميع اصقاع الكون حتى لمح ذلك الوهج المضطرم سكان الأرض من المراصد الفلكية بوضوح. وفي مدة قدرها ثلاثة أشهر وصلت أول إشارة باقتراب المركبات الخاصة بالقادة.

وصل القادة وهبطوا وبدا عليهم الهزال الشديد، بل أن بل كان يعاني من هشاشة في عظمه لدرجة أنه كان يقف بصعوبة. تم علاجهم ورعايتهم لأسابيع لاحقة وخلال مكوثهم في غرف متجاورة في المشفى, كانوا يجتمعون ليلاً يتذكرون هول ما رأته أعينهم من وهج يتطاير في جميع أصقاع الكون المظلم وكأنها القيامة!

منصة حلا

واثناء حديثهم اقبلت إحدى الممرضات ومعها جهازاً خلوياً واقتحمت عليهم الغرفة خائفة.

– الجنرال 000 يريد محادثتكم على الفور

– حقاً حسناً

يسرع كوهين باتجاه شاشة عرض الكترونية كبيرة في الغرفة ويقوم بتشغيلها بواسط شريحة كانت مخبأة تحت وسادته في علبة صغيرة.

يظهر رجلاً بوجه لاخير في ملامحه بأنف معكوف أعور العين وكأن عينه عنبة طافية مخيف الإطلالة:

-كيف اصبحتم اليوم يا أبطال الأرض الثلاثة!

-في صحة جيدة جنرال

-هل انتم مستعدون للمرحلة الثانية؟

-وهل حان أوانها جنرال..!!

تتلبد صورته المرعبة لتبدو كأنها صورة شيطان ممسوخ وحدق طويلاً في وجه بل:

-هل أصابك الجنون يا بل؟

– حسناً سيدي لم أقصد.. لكن الدراسة تقول….. “

يقاطع الجنرال بل بكلمات حاسمة.. كلمات شخص قرر وانتهى الأمر:

– لا عليك يا بل.. هذا ليس من شأنك!

منصة حلا

وفي فجر اليوم التالي كان الأبطال الثلاثة يرتعدون برداً في قاعدة انطلاق المركبات الفضائية ينتظرون حراس القاعدة وكبار الجنرالات حتى يعطون أمر الإنطلاق.

كانت المهمة التالية هي نزولهم على كوكب المريخ ولم يكن قد زال أثر الإشعاع بعد وهذه هي المخاطرة بعينها.. عليهم أن يتأكدوا من حلول المطر عليه.. عليهم أن يدرسوا

إمكانية الحياة على الكوكب بأنفسهم وذلك في النزول ومحاولة الحياة!

انطلقت المركبة الضخمة تحمل في زواياها كمية ضخمة من الأوكسجين يكفي لعشرة أعوام كاملة ومطبخ كامل مزود بأعلى تقنيات التغذية.

وعليها غرف للنوم وأدوات للعب والتسلية والرياضة وفيها قاعة سباحة مزودة بتقنية التدفئة، كما عليها غرفاً فاخرة للجلوس وحمامات كبيرة وفاخرة لقضاء الحاجة.

وانطلقت المركبة وعليها ثلاثة مغامرين أشاوس، أملهم في حياة جديدة أو موت ينهي الأمال البعيدة.

ثبتوا أهدافهم على مواقع النجوم فوجدوها بطموحهم العالي قريبة جداً.

سبحت تلك المركبة الضخمة تحمل ثلاثة أجساد أقوى ما فيهم الفكرة, يصارعون خلجات الكون وأمواج الفضاء المتطاحنة. يسابقون المذنبات فلا يسبقونها ولا تدركهم فكان الإنسان هو صاحب السلطان النافذ وصاحب القوة التي تعالج الوجود ليروضه ويطوعه ويسخره أو ليهلك دون ذلك.

شهور بين سديم المجهول يتجهون باتجاه الأمل الجديد وهدفهم هو ذلك الكوكب البعيد. وحطت رحال مركبتهم الفولاذية على صخور ذلك الكوكب المنكوب بجرم العلم وكيد المعلومة!

منصة حلا

وطأت قدم كوهين, الشاب اليهودي سطح الكوكب فأسرع بل إلى التقاط صورة لأول قدم تلمس الكوكب كتوثيق للتاريخ حجة ولأهل الجدل العقيم بينة. كان أثر الإشعاع لازال قوياً لكنهم لم يجدوا وقتاً للتاكد من شيء فقد نال منهم التعب واستحوذ الإجهاد على أجسادهم المنهكة من ضغط الجو وعبور المسافات.

تلفتوا في كل اتجاه فلم يجدوا غير صوت الريح تدوي كأنها معزوفات للجن في أرض عراء وجلة:

– هل يعقل أن نجد ماء هنا؟

تسائل كوهين مستبعداً نجاح المهمة، لكن بريق الأمل لازال يلمع في عينيه فتدارك حديثه ضاحكاً:

“أنا كالحمار لا ينظر إلا إلى موضع قدميه “

قطعوا مسافة طويلة لا بأس بها فناداهم بل, الشاب المسيحي:

– ما رايكم أن نستخدم المستكشف!

قاطعه ذوالفقار, الشاب المسلم بلهجة ساخرة وقد جف فمه من العطش وتجعدت أطرافه من الجفاف والبرد:

– لابد أنك فقدت عقلك، أتعلم كم من الوقود لدينا!

قرر الثلاثة العودة حتى الصباح الذي لا يعلمون متى يأتي ومتى ينتهي بعد, لكنهم خافوا خوفاً شديداً من هلاك محقق دونما أي مغيث على سطح المنفى الحقيقي.

وعندما دخلوا المركبة أسرع ذوالفقار باتجاه المدفئة الإليكترونية التي تحول ذرات الغازات المنتشرة على سطح المريخ إلى طاقة كهربائية وقام بتشغيلها متمتماً:

– هل من أمل أم أنها النهاية؟

جلس بل وبدأ بتثبيت نفسه على سريره خوف الطيران أثناء النوم والارتطام بشيء ما وهو يردد بحزن:

-تباً ما الذي جاء بنا إلى هذا المصير المؤسف!

مرت الأيام الطويلة والثلاثة لا يعلمون متى تبدأ الأيام ومتى تنتهي, لا فرق بين الزمن والمكان, وشعور الملل يقتلهم, بدأ جلد كوهين يحمر شيئاً فشيئاً ثم انفجر باكياً فاتجه إليه ذوالفقار وصفعه بقوة محاولاً شد أزره بطريقته الفضة:

– اتفقنا أن لا نضعف ولا نعرف اليأس اتفقنا ألا نجبن ولا نبكي كالأطفال نظر إليه كوهين وقال وهو يمسح الدموع عن عينيه التي بدت حمراء كأنها عينا مخلوق فضائي:

– اشتقت لزوجتي..اشتقت لصغاري..!

– نعم هذا هو الكابوس الحقيقي، أن يصيبنا اليأس ويثنينا الاستسلام ويقتلنا الخوف قبل الموت!

توجه بل وكوهين بنظراتهم المحبطة باتجاه ذي الفقار وكأن كلماته كانت تبعث الحياة في أجسادهم التي ثملت من سكرة الاستسلام للموت فتابع حديثه:

– من كان يصدق منكم أن تطئ قدمه سطح المريخ من كان يحلم بالسباحة في ملكوت الله!

أسرع باتجاه المطبخ يسبح سباحة يتخبط بجسده أرجاء المركبة وبدأ يغني:

– من كان منكم يحلم أن ينافس الملائكة والجن وأجرام السماء… في الوجود والسجود على أحجار الفضاء..

وظل يردد أغنيته تلك حتى ابتسم صاحباه ونهضا من فراشيهما وفكا الأربطة واستعدا للرقص كأنهما قررا أن يموتا سعداء بدلاً من موتة الضيم والحزن.

كانت جلودهم تحترق من الأثر الباقي لذلك الإشعاع النووي الموجود على سطح المريخ لكن إرادتهم باتت أقوى من أي إشعاع على الإطلاق. وضعوا المراهم واعدوا العشاء وأكلوا حتى شبعوا وإذا بذبذبات اتصال تدوي شاشة التواصل بينهم وبين الأرض.

000

هرعوا إلى ذلك الشيطان 000 ليبدأ بمنحهم التعليمات اللازمة ليعرفوا ما عساهم فعله على هذا الكوكب الخالي من الصوت، الخالي من تمتمات العباد الخالي من المعابد!

كوكب لا أجراس الكنائس تدوي أرجاءه ولا تراتيل المساجد.. انطلقوا ينشدون صوته بحنين الطفل إلى صوت أمه لكنه قال بضع كلمات ثم اختفى:

– عليكم إيجاد أي وسيلة للحياة على كوكب المريخ وإلا فموتوا هناك فلا حاجة للأرض لمغامرين لا نفع لهم..!

صرخ كوهين وبدأ يلكم الحيطان الفولاذية من حوله في خضم ذهول بل وذي الفقار. فتقدم بل بخطوات بطيئة لكنها ثابتة كدبابة ميركافا لا يؤثر فيها صخب الرصاص. وأمسك كوهين من جنبيه مواسياً وهمس:

– كنا مجرد فأران للتجارب

جلس ذي الفقار مترنحاً يحاول الثبات بعينين مفتوحة كأن أحدهم قد انتزع جفنيه لا يكاد يغلقها زيحاول ابتلاع الطعم اللعين، يحاول تصديق ما يحدث:

– إن استطعنا الحياة فحياتنا لهم وكل انجازاتنا وإن متنا فمثلنا لا يستحق الحياة. فأجابه بل بصوت غض مخنوق بالعبرة وقد أرجى رأسه المثقل بالصدمة إلى أحد أركان المركبة:

– فلنحياها إلى أن تفنى جلودنا ونفنى فلنضحك كثيراً فلنصلي كما تصلي العصافير.

ثم أخذ كلاً منهم ركناً في المركبة يبكي ويرثي إلى الحياة روحه المكلومة التي حفرت بذكاءها فخ غبياً دفعوا فيه حياتهم ثمناً.

( اشتري المنتج كاملا pdf بـــ 2$ فقط واقرأ القصة كاملة تقديراً  وتشجيعاً لـــ منصة حلا لكي تقدم المزيد)

قصة رواد الفضاء الثلاثة ونبذة عن الكاتبة

قصص للمراهقين pdf

هي الكاتبة والمؤلفة اليمنية زبيدة محمد علي شعب ولدت عام 1980 في اليمن

لها العديد من القصص على منصة جوك وعلى تطبيق يسرناه وأيضاً على مجلة

أنامل عربية الاليكترونية.

وفي منتصف عام 2023 تسلمت إدارة منصة حلا لقصص الأطفال وكتبت عليها عشرات

القصص الواقعية والخيالية التربوية الهادفة.

من أشهر أعمال الكاتبة القصصية:

1- رواية هرارة الرماد

2- درب شائك بالبراءة

3- فانتازيا الروح

4- قصة نجلاء المسحورة

والعديد من الأعمال التي تتميز دائماً ببصمة وعي بارزة

منصة حلا تنصح بقراءة القصص الآتية:

 انقر الرابط لقراءة قصة كوكي وجيو للكاتبة العراقية زهرة حبيب

انقر الرابط لقراءة قصة الجني الأزرق والجني الأحمر 

منصة حلا – قصص مراهقين – قصص اطفال عمر 15 – قصص للمراهقين Pdf – قصة رواد الفضاء الثلاثة