قصة كوكي وجيو
ذات مرة في غابة خصبة في جبال الهماليا، كان شعب العناكب ينشر
شباكه الحريرية في تفاصيل تلك الأغصان وبين أحجارها المتقاربة.
وكانت أنثى عنكبوتية تدعى كوكي تتمتع بجمال غير عادي بين رفيقاتها
وقلب طيب و حنون وأخلاق رفيعة.
ألوان فضية وذهبية تزين جسمها وعلى ظهرها بقع حمراء اللون، رشيقة
وتتمتع بلياقة بدنية، نابضة بالحياة.
لم تكن كوكي كباقي العناكب بل كانت كجوهرة بين شعبها يحبها ويثق
في رجاحة عقلها الجميع.
في يوم من الأيام، وبينما هي مشغولة بصنع شبكتها الحريرية لحماية
نفسها، وبناء مسكن خاص بها، أرسلت خلفها كبيرة العناكب سيا.
كانت ملكة مملكة العناكب سيا ذات قلب متحجر لا تفرط في
معتقدات شعبها وتكرس كل حياتها وتفكيرها في تطبيق ذات
الطقوس السنوية في وقتها لا تغير شيئاً
ذهبت إليها العنكبوتة كوكي لتعرف ماذا تريد منها. وكانت الملكة شبكة سيا
مصنوعة بدقة واتقان.
قصة كوكي وجيو والموروثات القاتلة
كانت جميع عناكب الغابة تنفذ أوامرها وتطيعها باعتبارها كبيرة
العناكب في المكانة وأكبرهم في السن وصاحبة أكبر شبكة.
كانت شبكة سيا الضخمة تصطاد الكثير من الحشرات فتطعم جميع
العناكب الغير القادرين عىل االصطياد.
ولهذا لم يلتهمها صغارها مثلما تفعل صغار العناكب في كثير من
الألحيان.
وصلت كوكي إلى شبكة سيا والقت التحية. رحبت بها كبيرة العناكب
وقدمت لها طبقاً من النمل الألبيض المتكسر فتناولت كوكي الطبق
وشكرت كبيرة العناكب.
نظرت إليها سيا وتأملت فيها قليلاً ثم بدأت ترمي أوامرها الصارمة على
كوكي الجميلة:
“سنقيم رقصة الشبكة قريباً, وعليكِ اختيار أحد الذكور
ليكون رفيقا لكِ! “
سألت كوكي بقلق: “متى يا سيدتي؟”
أجابت سيا ويبدو أنها قد حسمت الألمر:
“بعد ثالثة أيام، عليكِ الانتهاء
من شبكتكِ بسرعة”
قصة كوكي وجيو ومبدأ التعايش
انحنت كوكي تعبيراً عن امتثالها للأوامر: “حاضر سيدتي “
اضافت سيا بغرور وتعال:
“أنتِ تعرفين يا عزيزتي أن هذا الحدث هام
وحاسم لبقاء جنسنا؛ لذلك أريدكِ أن تختاري رفيقكِ بعناية لكي تضعي
أكثر عدد من البيوض لتكثر العناكب في الغابة”
فأجابت كوكي دون أي نقاش: “فهمت، سيدتي “
رفعت سيا حاجبيها بعد أن تأكدت من امتثال الحسناء كوكي لأوامرها
كباقي عناكب الغابة وقالت:
“حسنا إذهبي واستعدي”
استأذنت كوكي قبل خروجها: “إلى اللقاء يا سيدتي”
خرجت كوكي من شبكة كبيرة العناكب، وعادت إلى شبكتها حزينة.
يعتصرها شيء من اللوم؛ فعلى الرغم من جمال الطقوس المقامة في
رقصة الشبكة تلك، إلا أنها تنتهي بقتل العنكبوت الذكر!
كانت كوكي تفكر بدافع من التعاطف بعالم يسوده الحب والرحمة، عالم
تتكامل فيه الأدوار قائم على حق الحياة والحرية لا القتل والإفتراس!
قصة كوكي وجيو والهدف السامي
حيث يمكن أن تجد طريقة للتعايش مع الذكور بدلاً من التسبب في
قتلهم في النهاية، فقد شهدت لسنوات طويلة، المصير المؤسف
والقاسي الذي ينتظر الذكور بعد كل حفل كهذا.
وفي صباح اليوم التالي, استيقظت كوكي باكراً
وعقدت العزم على مواجهة سيا بالأمر وتغيير مصير العناكب.
كانت كوكي تعلم حق اليقين أن هذا لن يكون سهلاً إلا إذا
استطاعت إقناع باقي العناكب بوجهة نظرها.
لم تكن رحلتها لإلقناع باقي العناكب سهلة، سيتطلب الأمر الكثير من
الصبر والشجاعة لتغيير مجتمع العنكبوت.
قامت كوكي بجمع إناث العناكب اللواتي سيشاركن في حفلة رقصة
الشبكة؛ وأخبرتهن أنها لا تستطيع قتل الذكر بعد وضع بيوضها وأن
عليهم جميعاً أن يتحدوا ليجدوا بديلاً للقتل لتحيا جميع العناكب على
حدٍ سواء.
قصة كوكي وجيو للكاتبة زهرة…
(عليك دفع 2$ لأكمال القصة, قم بشراء المنتج pdf لتشجيع الكاتبة على منح المزيد من الإبداع)
( قصص مراهقين pdf )
تفاصيل عن القصة والمؤلفة
هي الكاتبة زهرة حبيب, كاتبة عراقية, صانعة محتوى رقمي.
في هذه القصة على ملامسة الالم عند اكثر سكان العالم.
وجس النبض في العادات والتقاليد دون معرفة اسبابها ولا كيف وصلت إلينا.
وعن طريق تجسيد شخصية الملكة العنكبوتة التي تشبثت بعادات وتقاليد شعبها على الرغم من قسوتها واستهلاكها للأرواح.
قصة كوكي وجيو انسانية بحته تلامس التعايش كهدف سامي لا تحيل عنه المبادئ ولا القيم قيد انملة.
وباسلوب راق جدا استطاعت الكاتبة تصوير المشاعر في ظل قوانين مجحفة وتجسيد المعاناة بصورة لطيفة ومحببة ومفهومة.
وبحيث يصل الهدف مرماه دون ملامسة أحد بعينة أو الاشارة لشعب بذاته!
عالجت زهرة حبيب داء العادات البائدة باستحضار الوعي في شخصيات القصة وفي الادوار التي لعبتها كل شخصية.
قصة كوكي وجيو قصة ثورة العقل والمنطق على الموروث المستبد والظالم.
وهي قصة تترك في ذهن كل من قرأها اسئلة لاحصر لها حول كل ما يثق به بغير منطق ولا حجة ولا بينة.
قصص اطفال منصة حلا
انقر هنا لقراءة قصة الجني الازرق مع الجني الأحمر مقدمة من منصة حلا لقصص الأطفال
انقر هنا لقراءة قصة فتاة الأدغال مقدمة من منصة حلا لقصص الأطفال
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.