خيال الطفل ودوره في تنمية ذكاء الاطفال – منصة حلا 2024
خيال الطفل ودوره في تنمية ذكاء الاطفال
الخيال عند الطفل ظاهرة صحية تماماً وتعد مؤشراً لكون الصغير مبدع. يقوم أغلب الأطفال بالتحدث مع الدمى والتفاعل معهم. أحياناً يتصرف الصغير وكأنه بطل خارق أو رجل إطفاء أو كبير الطهاة في أحد المطاعم أو سائق قطار أو شاحنة وربما سفينة فضائية.
لا داعي للقلق الخيال يساعد طفلك على تنمية مهارات متعددة. كما أنه ينمي لديه القدرة على حل المشكلات ويعزز لديه الذكاء الاجتماعي واللغوي والعاطفي.
اليوم سندخل إلى عالم الأطفال الخيالي ونستعرض الجوانب الإيجابية المتعلقة به. ليس هذا فحسب بل نتطرق لطرق تنمية الخيال لدى الصغير, ومتى يستدعي خيال الصغير قلق الأم.
تعريف الخيال عند الأطفال
الخيال هو تصورات ذهنية غير موجودة على أرض الواقع. عادة ترتبط التصورات الخيالية بأحاسيس وانفعالات, فنرى الصغير ينفعل ويضحك أو يبدو جاداً أو يحارب مجموعة حيوانات شرسة. هذه التصورات الذهنية لها فوائد لا حصر لها سواء من ناحية تقوية المهارات اللغوية أو المهارات الحياتية بشكل عام.
ماذا يتخيل الطفل ولماذا؟
يقوم الصغير ببناء عالم مثالي خاص به يخلو من المشاكل والأحزان. يتخيل الصغير غابات خلابة بها حيوانات لطيفة لها القدرة على التكلم. قد تتخيل الفتيات حياة أسرية كاملة وتتفاعل مع الدمى وكأنها فرد من تلك العائلة الخيالية وتقلد ما يدور في بيتها الحقيقي.
أحياناً يتخذ الصغير صديق خيالي واحد, ويتصور وجوده ويتفاعل معه كما لو كان حقيقياً ويؤنبه عندما يرتكب خطأ. قد يكون الصديق الخيالي أحد الحيوانات الأليفة أو لربما أحد الطيور.
يمتد الخيال أحياناً عند بعض الأطفال لأبعد الحدود, إذ يؤلف الصغير أحداثاً غير حقيقية تماماً. يكون السبب في هذا الخيال المفرط هو رغبة الصغير إلى لفت نظر والديه لبعض المخاوف أو الأمور التي تشغله في الحالات الواعية, أو لإشباع رغبة لا تتوفر في العالم الحقيقي.
قلق الأم من خيال الطفل
أنصح الأم بعدم القلق إذا لاحظت أن طفلها يتعامل مع صديق خيالي, لأن الخيال يقوي الملكات الاجتماعية والفكرية والعاطفية. فالمعرفة بدون خيال تنحصر في نقل المعلومات كقوالب جامدة دون أي إبداع, كما أن المعرفة وحدها ليست مؤشراً على الذكاء.
يحتاج الصغار إلى الخيال حتى يطوروا المعلومات ويستفيدوا منها و يُخرجوا جوانب جديدة إبداعية. كل الاختراعات التي ننعم بها وما نراه من تقدم تكنولوجي لم يكن سوى خيال طفل يلعب, لكنه أصر على تحويل هذا الخيال إلى واقع ملموس.
أهمية الخيال عند الطفل
خيال الصغير له جوانب إيجابية لا حصر لها منها ما يلي منها:
•تنمية ثقة الصغير بنفسه.
•قدرة الصغير على حل المشكلات.
•تعزيز ذكاء الصغير ومهاراته المختلفة.
•توليد أفكار مبدعة.
•إيجاد حلول خلاقة للمشكلات.
•يقوي الناحية العاطفية والمعرفية.
•يزرع في الصغير الإحساس بمشاعر من حوله والتعاطف معها.
•بناء شخصية متوازنة.
•تقوية الجانب اللغوي وتعدد المفردات.
•تعزيز سرعة الاستجابة في المواقف المختلفة.
•ينعكس بالإيجاب على الصحة النفسية للطفل.
•يثري معلومات الأطفال.
•يعزز النمو الحركي.
مراحل الخيال عند الطفل
ينقسم الخيال عند الطفل إلى 4 مراحل وهي كالتالي:
1- مرحلة الخيال المبكر, تبدأ من عمر 3 سنوات وتمتد لسن 5. يرتبط الخيال في هذه الفترة بالحيوانات عادة، يتسم الخيال بأنه حاد إذ يستغل الطفل بذكاء الأشياء الموجودة من حوله، فنراه يصنع سيارة من المقعد أو طائرة من عصا صغيرة ويحدث باستمرار.
2- مرحلة الاستكشاف, يحدث للطفل خلالها تطور عقلي ويشعر باستقلاليته ويبدأ في استطلاع البيئة المحيطة به.
تمتد تلك الفترة من عمر 6 : 9 سنوات. يستخدم الطفل ألعابه لصنع عالم جديد خاص به.
3- مرحلة التمرد, تبدأ من سن 9 وتمتد ل 12 عام. يرتبط الخيال في هذه الفترة بأشياء أكبر حجماً ويشعر الطفل بذاته ويحدد اهتماماته. قد يقوم الطفل بصنع نماذج ومخترعات مصغرة ويحاول تشغيلها. يميل الأطفال إلى مشاركة أفكارهم مع زملائهم, يستوعب الطفل توجيهات المحيطين ويُطور مخترعاته باستمرار.
4- البحث عن الكمال, تمتد هذه المرحلة من 12 إلى 15 عام يبدأ الطفل في تحليل المعلومات ومعالجتها. تكثر في هذه المرحلة التساؤلات المستقبلية وتكون الاختراعات الناتجة عن الخيال سلمية وتتسم بالمثالية وبها نزعة لتغيير الواقع. يستغل الطفل خياله لتقديم حلول غير متوقعة للمشكلات وتصميم اختراعات مبتكرة.
كيفية تنمية خيال الطفل بطريقة صحية
بعد أن عرفنا أهمية الخيال, لابد من أن نقدم طرقاً لتنمية الخيال وتحفيزه لدى الأطفال ومن هذه الوسائل التالي:
1- قراءة القصص, يجب في السنوات الأولى أن يقوم الآباء والأمهات بقراءة القصص للطفل, لكي تثري خياله وتشجعه على تصور الأحداث ورسم الشخصيات في مخيلته. أنصح بقراءة قصص من منصة حلا فهي شيقة ولها أهداف تربوية.
2- تشجيع الطفل على رسم قصة وكتابتها. فالرسم مرتبط مباشرة بالمخيلة وأسلوب إفراغ المخيلة عن طريق الرسم سيعالج بالتدريج ظاهرة الحديث المسموع عند الصغار لتبدو عادة الخيال عندهم أكثر نضجاً.
3- تقديم قصص مصورة للطفل في مرحلة ما قبل روضة الأطفال. القصص تجعل من مخيلة الصغير أكثر ثراء بالأحداث والأشكال والجوانب مما يجعلها أكثر خصوبة لإنتاج أعمال إبداعية أكثر كالشعر, الرسم, صنع المجسمات…الخ
4- كتب التلوين, احرصي على تقديم كتب التلوين لطفلك وعلِّميه مفردات جديدة من خلالها مثل أسماء الحيوانات والفواكه والألوان والأشياء. أنصح الأم بمراقبة طفلها عند قيامه بالتلوين وبخاصة في سنواته الأولى. كما أنصحها بتقديم كتب عن تلوين الفضاء الخارجي.
5- طرح الأسئلة المفتوحة لكي يجيب الصغار بطرق إبداعية.
6- عدم السخرية من الصغير أو لومه أو توبيخه إذا تخيل وهو يلعب أو يرسم. أو تركه عرضة لاستهزاء الأقارب الأقل وعياً.
7- تشجيع الصغير على لعب أدوار مختلفة. بل حاولي دمج نفسك في تلك التجربة واللعب معه لتصبحين الصاحب المرشد وهي مكانة قوية إن استطعت اكتسابها.
على سبيل المثال, إذا رغب الصغير في صنع بدلة فضائية يمكنك مساعدته وصنع خوذة الرأس بالكارتون المقوى, ومن الممكن أن تساعدي طفلتك في قص وخياطة ملابس دميتها.
8- تقديم الدمى المحشوة والتي تشبه الدببة والديناصورات وباقي الحيوانات.
9- عدم الانزعاج إذا أحدث الطفل فوضى في المكان.
10- تقديم خامات تعزز الخيال والابتكار مثل كرتونة البيض وعلب الدواء الفارغة أو أطباق الورق.
11- تقليل شراء الألعاب, لا ننصح بشراء كميات ضخمة من الألعاب للطفل. فقد أثبتت الأبحاث أن وجود عدد محدود من الألعاب في محيط الطفل يشجعه على ابتكار باقي الألعاب.
على سبيل المثال, لا تشتري لطفلتك منزل دمى كامل يكفي دمية بسرير أو خزانة ملابس ثم دعي طفلتك تبتكر من البيئة باقي أدوات الدمية وتتخيل منزلاً كاملاً.
12- مساعدة الصغير على الخيال الخصب الناضج, بالخروج إلى لحدائق العامة فالمساحات الخضراء والهواء الطلق يحفز الطفل على الركض.
13- تشجيع الطفل على جمع الأشياء التي تجذب انتباهه مثل الأحجار الملونة أو الأصداف وأوراق الأشجار وعدم الانزعاج مما يجمع أو الخوف المفرط على نظافته.
وجود صديق خيالي واحد في حياة الطفل
بعض الأطفال يميل لتخيل صديق وهمي عقب التعرض لأحداث مؤلمة سواء أكان شخصية أسطورية أو حيوان أو حتى شبح خارق, وهو أمر طبيعي يحدث لثلث الأطفال تقريباً. يحكي الطفل عن صديقه الخيالي, لكنه في حقيقة الأمر يكون بمثابة حماية نفسية للطفل وخاصة عند فقد أحد الوالدين أو التعرض للعنف أو الإساءة.
اللعب مع الطفل الخيالي أمر طبيعي, عند توقف الإساءة وتعافي الطفل يتوقف عن التحدث عن صديقه الخيالي.
قد تمتد مرحلة الصديق الخيالي في بعض الأحيان إلى مرحلة المراهقة بحسب حالة الطفل ومقدار الإساءة التي يتعرض لها.
متي يجب الحذر من الصديق الوهمي للطفل؟
على الرغم من أن اختلاق صديق خيالي يتطلب عقلاً مبدعاً للغاية, وذلك لتخيل جميع الأشياء التي يفعلها ويقولها لكن يجب الحذر وتدخل الأهل في الأمور التالية:
1- تعلق الصغير بصديقه الخيالي بشدة والحديث عنه طوال الوقت.
2- الانعزال عن الأسرة والأصدقاء واختصار التفاعل فقط مع الصديق الخيالي.
3- تعريض الصغير نفسه للخطر بحجة أن الصديق الوهمي يطلب ذلك.
4- ظهور سلوكيات ضارة وعنف تجاه الأقران.
5- تجاوز عمر الصغير 6 سنوات.
6- تعامل مع الصديق الخيالي وكأنه حقيقي.
7- تسبب الصديق الخيالي في انشغال الصغير عن تحصيل الدروس والتفاعل في روضة الأطفال.
8- قيام صديقك بالسهر حتى وقت متأخر بحجة السهر مع الصديق الوهمي.
ما هو علاج تجاوز تواجد الطفل الخيالي؟
أولاً لا يجب على الوالدين تحدي الصغير وإجباره على التخلي عن صديقه الوهمي. والرجوع إلى طبيب الصحة النفسية وأخذ المشورة. حاول أن تسأل طفلك عما يشعر به الطفل الخيالي لمحاولة معرفة ما يقلق طفلك ويجعله يتخذ طفلاً خيالياً.
أخيراً خيال الطفل أمر طبيعي ويعزز لديه العديد من النواحي الإيجابية. يجب على الأسرة أن تحاول تنمية خيال الاطفال. وعند اتخاذ الصغير لصديق واحد خيالي يجب التفرقة بين كون الأمر طبيعي ويساعد على تنمية الخيال والمهارات اللغوية والانفعالية وبين تجاوز الحد وتحوله لأمر يدعو القلق. يجب استشارة الطبيب النفسي إذا تمادى الطفل بالتعلق بالصديق الخيالي وزادت لديه أحلام اليقظة.
دمتم بكل ود….
لعلك تحب أن تقرأ أيضاً:
الجلوس الانفرادي عند الأطفال الأسباب والحلول- منصة حلا 2024
اشترك على صفحة منصة حلا ستوريز فيس بوك ليصلك كل جديد:
Comment (01)